أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الحسن - حول اشكالية المفهوم














المزيد.....

حول اشكالية المفهوم


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 05:28
المحور: الادب والفن
    



ليس جدلا محتدما في الاوساط الادبية والثقافية والسياسية حتى الان حول مفهوم ما مثلما هو محتدم حول مفهوم الحداثة فكل طرف يعتقد انه الاقرب الى ليلاه واحداثته. اما من يسعى الى رفض الحدا ثة يحاول ان يجد لها بديلا ويطلق عليها بــ (الفكر الفلسفي)، وهو بذلك ينسى انها نظام حياة في كل تفاصيله وتنوعاته، تطرح فيها الرؤية عن علاقة الانسان مع ذاته والعالم والكون وبهذا لايمكن تجزئة الحداثة واقتصارها على نمط معين من الحياة.

لقد كان هناك اعتقاد بان الشعر العربي ينبغي ان تكون له مرجعية ونموذج واصول لاينبغي الخروج عليها والا اصبح الشاعر متهما بالشعوبية مثل الشاعر ابو نؤاس او افساد الشعر العربي، كما اتهم بذلك الشاعر ابو تمام، ولما كان الشعر في جذوره يعتمد على الشفوية الجاهلية وهي ثقافية صوتية ـ سماعية، ومن جراء ذلك اصبح الشعر مدونا في الذاكرة عبر الرواية، مناقضا للفكر، حسب البيئة الصحراوية التي نشأ في احضانها وعليه فان الحداثة تعيش في البعد المديني والحضري بقيمه ورموزه، وتتحرك في افق الغرابة والتفرد والابداع. ويرى الشاعر ادونيس اوهام الحداثة السائدة في الظاهرة الشعرية:
1. الوهم الاول الزمنية: فهناك اتجاه يرى ان الحداثة هي الارتباط المباشر اليقظ باللحظة الراهنة، واضح ان اصحاب هذا الاتجاه ينظرون الى الزمن على انه نوع من القفز المتواصل التراتبي، بحيث ان مايحدث غدا متقدما بالضرورة على ماحدث امس، وان مايحدث غدا متقدم عليهما معا.
2. الوهم الثاني هو الاختلاف عن القديم. اصحاب هذا القول يرون ان مجرد الاختلاف عما سبق دليل على الحداثة. وهذه تعني تضاد الزمن القديم بالزمن الجديد وتنفي ذلك نصوص ابي نؤاس او النفري والتي هي اكثر حداثة من نصوص شعرية معاصرة.
3. الوهم الثالث هو المماثلة، ففي رأي يعظم ان الغرب مصدر الحداثة وتبعا فهذا الرأي لاحداثة خارج الشعر الغربي ومعاييره اي لاحداثة الا في التماثل معه.
4. الوهم الرابع هو وهم التشكيل النثري. ويرى اصحابه ان مجرد الكتابة بالنثر من حيث انها تختلف مع الكتابة الوزنية القديمة وهذا القول هو الوجه المقابل للقول التقليدي ان الوزن وحده الشعر، والنثر اي ان كان نقيضا للشعر.
ان اضفاء هالة القداسة على الشعر العربي القديم، له دوافع سياسية ودينية تحاول اعطاء شرعية وبعد قومي بعيدا عن الصور الفنية والتمثلات الابداعية لذلك يصبح كل ماهو مقبول وجيد في افق الماضي ولما كان امتزاج الدين بالسياسة على طول التاريخ، يصبح التفكير والكلام في الحداثة هو خروجا عن النسق العام.
وحتى مفهوم الحداثة لغويا هو يشبه بالخروج او الطارئ الذي ليس له اصول او جذور، وبهذا فأن هذا المفهوم يشكل تحديا خطيرا لنظام الهيمنة والتسلط او يطلق عليه الخروج عن السرب، ويصف ذلك ادونيس وكانت السلطة تسمي جميع الذين يفكرون وفقا لثقافة الخلافة بـ (اهل الاحداث) نافية عنهم بذلك انتماءهم الاسلامي وفي هذا مايوضح كيف ان عبارتي (الاحداث) (والمحدث) اللتين وصف بهما الشعر الذي خرج على الاصول القديمة تجيئان من المعجم الديني وفيه مايوضح كيف ان الحديث الشعري بدا للمؤسسة السائدة كمثل الخروج السياسي والفكري خروجا على ثقافة الخلافة ونفيا للقديم النموذجي ومن هنا نفهم كيف ان الشعري في الحياة العربية امتزج بالسياسي ــ الديني ولايزال يمتزج به حتى الان.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني حصانة للديمقراطية
- نورز... ذاكرةالمستقبل
- التجاوز على أملاك الدولة
- لإصلاح الديني.. إعادة قراءة للفكر والسلوك البشري
- الاسلام والنزعة الانسانية العلمانية
- قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي
- آيديولوجيا التطرف والعنف
- الوكيل والأصيل في التقاعد
- القواسم المشتركة
- الانسان المستوحد بين جحيم الاخرين وجحيم الوحدة
- المصلحة بين الدولة والدين
- ا لعقلانية من سمات المجتمعات المنفتحة
- جدل ا لاد ب والسياسة
- الرئيس السابق
- المرأة تجمل كرسي الحكم
- الحكومات الديمقراطية ناجحة في ميزان أعمالها
- مؤتمرات ولجان ..وجعجعة بلا طحين
- حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!
- الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين
- عرض كتاب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الحسن - حول اشكالية المفهوم