أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد جان عثمان - جدلية الذات الكردية والآخر السوري














المزيد.....

جدلية الذات الكردية والآخر السوري


أحمد جان عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:29
المحور: القضية الكردية
    


كان على أحدهما أن يصعد الصليب: باراباس أو الناصري.
على الكردي السوري حرية أن يكون، في قدره المأساوي هذا، إما باراباس وإما الناصري. لكنّنا، كسوريين، نطالب به عكس ما طالب اليهود بباراباس، ونغسل أيدينا، مثل بيلاطس، من دمه البريء، المسفوك وهو يطالب بحقوقه الإنسانية والقومية. ينبغي أن نكون حوارييه وأن لا ننكره، مرات ومرات، قبل طلوع الفجر السوري حتى نستحقّ، بجدارة، أن نكون صخوراً تُبنى عليها كنائس الحوار.

تبقى الذات منغلقة على نفسها في طور التحقّق. فهي، هنا، ليست بمقدورها الانفتاح على الآخر. إنها تشبه، في هذا الطور، الشجرة التي تمتصّ جذورها ما حولها في الأرض من ماء وأسمدة للنّمو والإثمار. كذلك هي الذات، تثمر حتى تلتفت حولها بحثاً عن الآخر، وكمراهِقة، معلِنةً مرحلة البلوغ. الانفتاح على الآخر يستدعي الذات المتحقّقة. سوريا، بوصفها وطناً للحوار، تؤكِّد على الذات الكردية بقدر ما تفعل ذلك تجاه الذات العربية. إنها (سوريا) الآخر الوسيط لجميع الذوات الفاعلة في مجالها الجغرافي.

نكران الذات، بمعناه الآخر، هو التأكيد على الذات. تسقط الثمرة عن الشجر حتى تنبت، ذاتها، في مكان آخر. الثمرة هنا... هي بذرة هناك. إنها حاضرة على الدوام. السوري حاضر في الكردي كما أن الناصري حاضر في باراباس وكما أن الظلّ وجه آخر للضوء... الآخر هو أنا في ما مضى، كذلك أنا لن أعود أنا حتى أستمر. حضوري في غيابي. هكذا، بين الحضور والغياب يستمر الآخر. بهذا المعنى فإن الذات ما هي إلاّ الآخر.

الآخر قدري، يتحقّق بتحقّقي. فبقدر ما أستغرق في ذاتي أستهلك الزمن الفاصل بيني وبين قدري، الذي هو الآخر. عندما ينعدم الحوار بين الذات الكردية وآخرها السوري فلن يبقى أمامها سوى المآل إلى آخرها الكردستاني. فإننا، بنفي المسألة الكردية، وعدم التعاطي معها انطلاقاً من وحدة الحوار السوري، نكون قد نفينا أن يكون الآخر السوري هو قدرها. سوريا و"كردستان" تتنازعان على مصير الكردي السوري والفوز في النهاية للتي تساهم في تحقيق ذاته بين الواقع والحلم. سوريا الآن واقعه وكذلك يمكن أن تغدو حلماً له في حين أن "كردستان" الآن هي حلمه ويمكن أن لا تتحقّق كواقع له.

للكردي أن يحقّق كرديّته كما تنمو البذرة إلى الثمر. ولنا أن نرعى هذا الفعل، لا بالوصاية بل بالمشاركة، حتى نتلافى في المستقبل إمكانية أن يقطف الآخر الكردستاني ذلك الثمر. ليس بوسعنا بلوغ موسم القطاف، قطاف نكران الذات، إلاّ من خلال الرعاية والاعتناء، منذ البداية، بالتأكيد على الذات. وحده حوار الذات والآخر هو السياج المنيع، الذي يحول دون "دخول الدبّ إلى كرومنا".

كان على أحدهما أن يصعد الصليب: باراباس أو الناصري.
على الكردي السوري أن يختار، بملء إرادته، قدره. إما أن يصعد صليبه من خلال نكران الذات والتأكيد على الآخر السوري، فالمشيئة السورية تطالبه بهذه التضحية، وإما أن يذهب في سبيله نحو الآخر الكردستاني من خلال التأكيد على الذات. ما يجدر الذكر، ههنا، هو أن اتّصال الكردي بالحوار السوري تضحية منه في حين أن نضاله في تحقيق ذاته حقوق.



#أحمد_جان_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا لنا جميعاً يا فهان كيراكوس
- واقعية الوطن بين الذاكرة والحوار
- إنه سيزيف... من سفح الحزن نحو وادي حلبجة
- ملائكة على الأرض
- نقد الوطن
- مبتدأ الخوف وخبره
- رد مفتوح لرسالة حسين عجيب
- شرعيّة العزلة ومشروعيّة الحلم
- الحريـــة والقيـــد
- يا لنا من ضحايا الرقم 3
- حوار الهوية والاختلاف


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد جان عثمان - جدلية الذات الكردية والآخر السوري