أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امنة محمد باقر - هاجر ارهقها العمل !!















المزيد.....

هاجر ارهقها العمل !!


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 09:50
المحور: كتابات ساخرة
    


وضعت حقيبتي البيج الصغيرة على وسادتي البنفسجي وتلحفت باللحاف الاصفر الجميل الملئ بنقوش الزهور ، اغلقت الباب ولم آبه لزوجي القابع في الغرفة الاخرى ، الدراسة تأخذ كل وقته ، وانا مشغولة بدفع الايجار ، منذ سنتين ونحن على هذه الحال ، هو يدرس ويعمل وانا اعمل بدوام كامل منذ الصباح الى المساء ، والى درجة لا اراجع اي طبيب تجاه امراضي التي تتكاثر يوما بعد يوم ....
نلتقي انا ورضوان عادة على مائدة العشاء ، بعدها اقفل بابي واذهب للنوم وهو يـظل يدرس الى الصباح ، هكذا قررنا منذ ان وضعنا اقدامنا في هذا البيت ، فوظيفته لاتساعد كثيرا ، وهو بحاجة الى اكمال الماجستير لكي يحصل على عمل براتب اعلى ، وبعدها لعل الحكومة تتفضل علينا ببيوت المدرسين ........
اما عملي كمديرة لمكتب المحامي ، فهو براتب عالي ، لكنني مللت من طبيعة العمل الذي يتطلب رؤية الزبائن كل يوم والاهتمام باحتياجاتهم ، وفي الشتاء عندما يشتد المطر لا املك سوى ان اذهب الى العمل رغم ان الشوارع مليئة بالطين من رأسها الى اخمص قدميها !!، وقد حصلت على وظيفة اخرى عبر الانترنت تمكنني من العمل من داخل المنزل ، فلقد مللت الباصات ، يوميا اخذ الباص ، ولا ادري متى احصل على اجازة السوق في بغداد وزحامها !! وزوجي لاوقت له لكي يعطيني دروسا في السياقة ، وانا لا اثق بهؤلاء المدربين في مدرسة السياقة ، و لاوقت لدي للبحث عن مدربة !! المدرب الاخير كان يصرخ بصوت عالي على النساء اللواتي كن يأتين الى المدرسة ، وقال الى ليلى ذات مرة بأنها اسوأ طالبة تعلمت السياقة لديه !!
على اي حال ليس وقتها الان ، سأفكر في شئ اخر يخلصني من ارهاق العمل ، لربما عمل اخر ، كرهت العمل الحالي ومديري المزعج الذي يضع كل شئ على رأسي وهو لاينجز نصف ما هو مطلوب منه ، وقد قررت ادارة الشركة ان تخصص لنا ساعات للتدريب عبر الانترنت حول كيفية التخلص من ارهاق العمل ، لكنني لم احضر حتى جلسة الانترنت الاخيرة التي سجلت للمشاركة فيها ، لان لدي الكثير من الملفات التي يجب انجز العمل عليها بالسرعة الممكنة والا لو جاء الشهر القادم سيكون هنالك زبائن جدد ولن استطيع اغلاق ملفات الزبائن القدامى ، ولا ادري متى تنتهي هذه الفوضى !! احيانا اتعجب هل نحن في القرن الحادي والعشرين ، اعتقد ان العمل مع هذه الملفات والاوراق هو موديل قديم يعود الى القرن الثامن عشر !! ولكن الشركة تريد الملفات الهارد كوبي والسوفت كوبي معا ، ورب العمل لايرحم !!
انا ورضوان كلانا في الثلاثين ولكن لا نأبه لانجاب الاطفال ، هو رجل بسيط ، وانا طموحاتي كبيرة ، لكن زواجي منه كان غلطة كبيرة ، لانني اريد ان انجب الاطفال ، ولكن يجب ان احصل على عمل ذو ساعات قليلة ، وميزانيتنا قليلة لاتسمح لي بترك العمل الحالي لاننا سنكون في الشارع ، وزوجي غير قادر على دفع الايجار بمفرده ، نختلف ايضا في مسألة تناول الطعام ، اكل اي شئ ، بطاطة مسلوقة ، سلطة ، اي شئ ، لكنه لايشبع ان لم يكن هنالك رز ومرق ، وانا اكره اعداد المرق ، يتطلب ساعات طويلة ، احيانا كثيرة اتصل به من العمل واقول انظر انا متعبة ، اليوم لم اطبخ وغدا قد اطبخ او لا اطبخ ، يجب ان تذهب وتأكل في المطعم ، لكنه مثقل بهموم الميزانية ، وقد قلت له قبل الزواج بأنني لا اعرف كيف اشوي السمك او اطبخ اللحم ، ان اراد سمكا فليذهب الى المطعم !!
ولكي اخلص من شره ، اذهب عندما استلم مرتبي الى احد المطاعم لشراء طبق جاهز واقول له اهديك طبقا من الرز باللحم والخضراوات ، طبعا اشتريه من المطعم ، لانه في الشهر الماضي كان قد دخل المستشفى بسبب نزيف في المعدة ، واخبره الطبيب انه يعاني من قرحة بكتيرية، وانا طبعا وضعت اللوم عليه وقلت له يجب ان تأكل وتعتني بنفسك ، قالوا زوجتك ، لكن لا تكن مهمل الى هذا الحد بشأن معدتك ، كل اي شئ ان لم اطبخ انا ، لان الانسان ادرى بنفسه ومعدته ، كوني زوجتك لا يعني انني اعرف متى تجوع ومتى لاتجوع وانا خارج الدوام كل يوم ، على الاقل اعتني بنفسك ، كم اكره هذه الاتكالية المقيتة التي لديه ، لايعرف حتى كيف يأكل ، وامه المسكينة كانت قد دللته بما فيه الكفاية ، وقلت له قبل الزواج ، لا دلال لدي ، انا امرأة متعبة ومرهقة من عملي في ادارة الملفات. طبعا هو من برج الحوت ، وانا من برج الحمل ، طبيعتنا مختلفة ، لكنني تزوجته لانه فرصتي الاخيرة وانا في الثلاثين.
انني اقنع بمحاججاته السياسية عن الوضع الحالي في العراق ، هو محلل سياسي كبير ، وقرأ كل كتب التاريخ ، لذا عندما يتحدث في التاريخ افتح فمي دهشة ، وفقط استمع ، لكن في مسائل الكومبيوتر والقضايا العلمية هو يسكت وانا اتكلم ، هذه الشراكة الوحيدة التي نجحنا فيها ، شراكة المعلومات !!
كم اكره الطبخ ، وهو كم يحب الرز والمرق ، لكنه رجل طيب ، لايسأل اين ذهبتي واين جئتي ، وهو يعرف منذ البدء انني صفر على الشمال في مسائل الطبخ ، لكن لا ادري لماذا ترك كل نساء الدنيا واختار العيش معي.
قلت له سوف اسافر ، لدي ايفاد ، وافق على الفور ، يريدني ان اطور مهاراتي ، ولكنني قلت له مرات عديدة انني متعبة ، يجب ان اجد عملا اخر ، وقال الامر متروك لك ، ولكن تذكري :: يجب ان ندفع الايجار !!
يكره ان يرى كوب الشاي معي بجانب اللابتوب ، ويبقى يهمهم ويتكلم بصوت مزعج ، خذي الشاي بعيدا ، لو سقط على اللابتوب ، لن اغفر لك ، انت المسؤولة ، المشكلة انني اشتريت اللابتوب بنقودي ، ولكني امرأة طيبة لا اقول : هذه املاكي وانا حرة التصرف بها ، لانني كريمة النفس وانفق بسخاء عادة ، لايهمني ما املك او مايملك ، هو رجل طيب على اي حال.
وقد اخبرتني امي ان اتجنب كلماته البغيضة اذا :: همهم بها ، وقد عرفت بالتجربة ان امي محقة ، لقد قتلته بسكوتي !!
بالامس كنت متعبة جدا من العمل وعدت في ساعة متأخرة ، واردت ان اغفو من التعب ، ولا استطيع ان اتكلم اطلاقا ، مللت من الحديث مع الناس طيلة اليوم ، وكان هو قد جاء للتو من العمل ، فاتصل بي وقال انني متعب هل يوجد لدينا اي شئ للعشاء ، فقلت له نعم ، وسكت ، لانني طبخت الرز الاحمر بالخضراوات ، وهو يريد الرز فقط بدون خضراوات ، لذا حين جاء قلت له وانا في فراشي ، رجاءا اطفئ الانوار ، ولاتتكلم عن الامتحان ، لان الاسئلة كانت صعبة وجميع الطلبة معه عانوا من امتحان الامس ، اتعجب ان ارى رجلا يخشى الامتحان ، ولكن نابوليون هو الاخر لايخشى الحرب بل يخشى الامتحانات كما يقال ، المهم نهضت في الصبح ورأيت الخضراوات فقط ، لقد اكل الرز الاحمر مع اللبن وترك الخضراوات ، ولكنني قررت منذ اليوم ان لا اخترع اي اكلة جديدة ، هو رجل لايحب التجديد في طبخ الرز ، وانا امرأة تهوى التغيير ، وسأبحث عن عمل جديد ، ولايهمني ماهو رأيه ، لانني اعرف مصلحتي بكل تأكيد !!






#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردة معي في لحظة تأمل !!!
- التمدن في الحوار مع المقدسات !!!!!!!!!!
- امرأة ليست بمقهورة !!!!!!
- النساء والمليشيا والتقاليد العشائرية
- الدين والسلطة
- ايها الاخوة العرب : لاتعبدوا الصنم !!
- انني احب الحسين !!
- علمتني اللطم يابلد المقابر !!!!!
- عتاب على الاخوّة التي ذهبت : غزة ام بغداد !!!!!!
- خواطر على رمال كربلا
- سيارة البطة
- المكتب اللعين
- الحكومات المحلية تشجع العنف ضد النساء
- حرام علينا
- والي مدينتنا
- لايوجد تفسير لما حدث ويحدث في العراق
- من هو العراق ؟؟ وماهي حقيقة العراقيين !!!!!!!!!!!!!
- حق الحياة ، والعاملين في حقوق الانسان
- عراقية تخاطب مقبرة
- قتل النساء في العمارة مع سكوت مطبق ، لا احد يحتج ، والاعلام ...


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امنة محمد باقر - هاجر ارهقها العمل !!