أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رموز .















المزيد.....

ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رموز .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 09:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم أن صديقي العزيز الدكتور عبد العالي الحراك قد عاتبني في تعليق له على مقالي السابق حول بقاء الحزب الشيوعي العراقي لونا مبهرا في نسيج الحركة النضالية في العراق ، وقوله لي بأنني قد عدت كثيرا للماضي ، وانني بدأت أكتب بانشائية عاطفيه ، رغم ذلك كله .. وليقيني بأن الدكتور الحراك يحمل هما وطنيا يدعوه للثورة على واقع اتفق معه بانه يحمل من المرارة الكثير .. رغم ذلك كله فانني أعود ثانية لاستحظار التاريخ في أروع صوره ، حاملا سببا مقنعا بالنسبة لي على الاقل، وهو أن الذكريات لا تخلو في بعض صورها من الهام يدفع بالمناضلين للابداع في خلق المستقبل وبناء رؤى جديده .
ألحزب الشيوعي العراقي – ومن منظوري الخاص – يمتلك في ثنايا تاريخه الطويل سمات نضالية تتميز كثيرا عن باقي الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي .. وأنا أطلب العون هنا ممن يمتلك تفسيرا لذلك الاعتقاد ان كان متفقا معي فيه ، حيث ان الشيوعيين العراقيين والى جانب صدقهم في حمل افكارهم الى الحد الذي جعل البعض منهم فطريا في حملها يقاتل الموت والتشرد واقسى عذابات الجلادين، في حين عندما تسأله عن تفسير لمفهوم المادية عند ماركس فسوف يسخر منك امام همومه الاخرى بنصرة الفقراء والكادحين وأهمية مقارعة السلطة الحاكمه ، الى جانب هذا الصدق في الانتماء اللامشروط ، تجد ثمة حركة تتسع مساحاتها الى حدود موغلة في الابتعاد ، فالحزب دخل الهور كما دخل اقصى الارياف ، وحل ضيفا مرحبا به في الجبال كما هو عليه في السهل .. خاطت حوله الناس اجمل الحكايات حتى صار شعرا يغنى وقصيدة تكتب وسمر لذيذ بين الشباب المتطلع للامام اثناء جلسات المقاهي ، لقد كان الحزب الشيوعي العراقي ولا يزال هرما كبيرا من المشاعر الجياشة والتي تدعو الى الابداع في مجالات الحياة المختلفة حتى أضحى ذلك اشبه بالقدر الملازم له عندما اصبح اغلب الشعراء المبدعين والرسامين والمغنين و المسرحيين ألرواد هم من الشيوعيين ، وقد تحركت أذرعه ألنشطه لتطال البعيد البعيد من فضاءات الوطن ، فليس من باب الترف في شيء أن نتذكر ركامت هائلة من الاحتفاليات البهيجة - مع سريتها - والتي كان الشيوعيون يقيمونها ابتهاجا بذكرى يوم المرأة العالمي مثلا أو ذكرى تأسيس الحزب ، فتلك الفعاليات كانت تفوح منها رائحة خاصه ولها طعم يشعرك وانت تساهم فيها بانك تقاتل لوحدك كل بغاء العالم السياسي وجميع الرأسماليين وكل المعادين لحقوق الانسان .. كنا نحس ونحن تغطينا اسقف من حصران نصفها ممزق وضوء القمر هو نورنا الوحيد ونحن نغني ( يا اطفال كل العالم يا حلوين ) والبعض منا تطوع للضرب على صينية فوقها مسبحة ليضاهي في ذلك ابرع الموسيقيين وهو يعزف لحن بهيج يدعو للخبز والسلام ، كنا نحس بقوة غريبة في عنفوانها لا نحسب لمداهمات الشرطة او رجال الامن أي حساب .. شعور مفعم بحب الفقراء والانتماء لهم بلا مقابل ، فليس للشيوعيين مقابل عن تضحياتهم غير حب الناس ، وبقي ذلك الحب يتحرك معهم أينما حلوا وحيثما رحلوا .
صور شتى تفرزها الذكريات تجعل المرء في حيرة من تفسير لتلك القوة العظيمة لدا بسطاء من الكادحين لا يكاد معرفة فك الخط وهو ينتصر لقضية يحملها حزب كالحزب الشيوعي ، فيدخلون السجون ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب ويقفون شامخين وسط اقفاص اتهامهم بالشيوعية ليهزوا نفوس حكام مهووسين بالاجرام والقتل ، يتلقون الاحكام الجائرة بكل رحابة صدر، وهم يهتفون بحياة حزبهم ويمجدون الوطن والشعب بكل قوة وكبرياء .. أسماء لامعة من الاشداء تعرفهم كل مدن العراق وقراه البعيده ، ويتلمس خطاهم ويستعيد ذكراهم ابناء شعبنا دون أن تستطيع الاحداث محو تلك الذكرى المحفورة على جدران السجون والمعتقلات وعلى مر تاريخ طويل من النضال غير المنقطع .
لا أعرف بالضبط ماهية مقياس محدد من المقاييس المختصة بحساب مقدار تحمل الانسان للعذاب اتمكن من خلاله أن أقرأ مدى تحمل الشيوعيين في العراق لعذابات الاجهزة القمعية وعلى اختلاف انواعها ومرجعياتها وأساليب عملها ، ولم يتجسد أمامي اخلاص لمبدأ أيا كان مذهبه كاخلاص الشيوعيين لفكرهم بتجرد كامل لا يبغون من ورائه غير خدمة وطنهم وشعبهم ، ولست في مقدوري تفسير غير تفسير الحس الوطني الخالص لمنظر امرأة تعتلي بناية دارها وهي تهدد زمر الامن المحيطة بها بأنها ستلقي بنفسها من فوق لو تجرأ أحد منهم باقتحام الدارخشية من أن تضعف وتعترف على رفاقها لو قدر لهم النيل منها .

كشاش .. هو اسم رجل يعمل حمالا في سوق مدينة الشاميه ، لم يكن يستطيع نطق الحروف فتبدو كلماته مبعثرة غير واضحه ، ولكن جميع ابناء المدينة يفهمونه حينما يتحدث ، كان رمزا من رموز الحزب يدافع عنه ويقاتل من أجله ، متسلحا بحب الشيوعيين له والذين حاولوا مرارا أن يبعدوه عن آلام التعذيب ويجعلوه محايدا بعيدا عن هموم السياسه ، لقد وقف هذا الرجل الرمز وسط محامين واطباء وكوادر متقدمه امام ما كان يسمى بمحكمة الثوره ، وعندما سأله الحاكم عن سبب وجوده وهو لا يفقه من الشيوعية شيء ، اجابه بكل عنفوان وبكلمات تنقصها بعض الحروف - انا مع الحزب - وهتف بحياة الاشخاص الذين كانوا معه وبطريقته الخاصه وبصوت ارعب الحكام ودعاهم للنطق بالحكم عليه قبل الباقين ..
عبد الحسين سلطان .. كادح معدم ، يعمل سائقا بالاجره ، كان ولا يزال كرة ملتهبة من الاحاسيس وكثيرا ما أحرج رفاقه عندما يهب من مجلسه على حين غره ويصيح بهم ان يخرجوا الى الشارع مع لازمته المشهوره ( خطوهه.. الشارع النه ) .. ويقصد خط اللافته وحملها في تظاهرة يتخيلها بانها ستسقط السلطة مع ثقته الكبيرة بأن الشارع هو نصير الحزب .. رموز لا تنتهي اسماؤها ولا تتوقف معانيها عند حد رسمت تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ليبقى ولحد الان هيكلا جبارا يحمل وسام الدفاع عن حرية الوطن ، وجلهم من الكادحين والفقراء المعدمين تنتشر قصص نضالهم وسط روابي العراق وسهوله وجباله .. انه تاريخ مجيد لا يمكن محوه الا بمحو تاريخ الوطن ، وسيبقى هذا التاريخ حيا وحاضرا في كل زمان ومكان ، ما دامت للوطن قضيه وللشعب هدف يسعى اليه .
تحية من اعماق القلب لمناضلي الحزب الشيوعي العراقي منذ أن بزغ فجر تأسيسه ولحد اليوم ، ومزيدا من العطاء الثر من أجل تحقيق نصر مؤزر على اعداء التقدم والمدنية في العراق ، وليبقى هاجس الجميع والحزب يتخطى عامه الخامس والسبعين ، أن تتواصل أساليب النضال ويتخذ الفكر مسار التجديد على الدوام .




#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبقى ألحزب ألشيوعي ألعراقي لونا مبهرا في نسيج ألحركة ألنضال ...
- أيها ألعراقيون .. لا تستغفلكم دعوات ألمصالحة فتعودوا ضحايا م ...
- مع خالص تحياتي للمرأة ألنموذج بيان صالح .. ألمرأة في بلادنا ...
- حجر آخر ..في المياه الراكدة للحزب ألشيوعي ألعراقي .
- أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار ...
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .
- ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !
- صوت ... وصدى


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رموز .