أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي هادي - حرية الإنتخابات و الديمقراطية















المزيد.....

حرية الإنتخابات و الديمقراطية


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الزمن البعيد، عندما كان العرب المسلمون هم المسيطرون على العالم، ظهر من بينهم علماء كثيرون كانوا قد برزوا في شتى مجالات العلوم و أنواعه؛ و اقتبست سائر الأمم تلك العلوم و أدخلت في لغاتها كلمات عربية كثيرة لا زالت لحد اليوم تستعملها في حياتها اليومية؛ و الآن انقلب القارب علينا فأصبحنا نأخذ منهم عِلمهم و أدبهم، نأخذ كلمات لاتينية أو إنجليزية، نقول عنها أنها كلمات علمية، فأدخلناها في قاموس لغتنا و بدأنا نمضغ فيها؛ ووصل بنا الأمر لنقول أن الذي يتكلم باللغة الإنجليزية (يِـفتهم) أكثر، و لهذا أصبح العديد منّـا يعوج فمه متشبها بالإنجليز ليصور للناس أنه من الفاهمين؛ ونرى رؤساءنا و زوجاتهم و نحن من ورائهم سائرين على خطاهم نرسل أبناءنا الى المناطق التي تتكلم الانجليزية ليتعلموا هناك و يرجعوا الينا ليعتبرهم الناس أنهم من (اليفتهمون). و لكننا نقول أيضا: اطلب العلم من المهد الى اللحد، و اطلب العلم و لو كان في الصين.
و البعض منا قد وصل به الأمر -الأمَّر- ليعتقد أن (العربنجي) الإنجليزي له عقل أكبر من عقول علمائنا، ليس هذا الاّ لأنه يتكلم اللغة الانجليزية و ينطق بها بشكل أحسن.
عندما نستعمل كلمة " سياسية " أجنبية، أغريقية المنبع أم لاتينية ، يبدأ عدم الفهم و الاختلاط في المعاني؛ فعندما نتكلم عن الديمقراطية فقد يتصورها البعض أنها هي الحرية، و العكس بالعكس، فعندما نقول حرية يعتقد البعض أنها هي الديمقراطية؛ إن الحرية و الديمقراطية قد تتفقان و تسيران على نفس المسار أو في مسارين متوازيين أو آخريْنِ متقاطعَيْـن.
و لتطبيق الحرية مجالات عديدة، فهناك حرية التعبير عن الرأي و حرية العمل و حرية التنقل و حرية الانتخاب و حرية … الخ.
و للديمقراطية أشكال و أنواع، ويقول البعض: لأجل الوصول الى الديمقراطية يجب أن تكون هناك إنتخابات تجري بحرية. تُرى كم نوع من الانتخابات يوجد في العالم ؟ أعتقد أن هناك نوعين من الانتخابات:
النوع الأول: و يمكنني أن أقسمه الى عدة أشكال:
1) الشكل الإسلامي القديم: الذي يمثله مجلس الشورى العمري. و للذي يهمه التعرف على هذا الشكل يجب أن يراجع المصادر التاريخية، و أحيله الى تاريخ الطبري ليقرأ فيه.
إن عمر بن الخطاب كان ديمقراطيا للعظم إذ أنه أجبر المسلمين على مبايعة أبي بكر في نفس اليوم الذي توفي فيه النبي محمد(ص)، ثم أعاد تطبيق ديمقراطيته قبل وفاته، أي عمر، بثلاثة أيام، بعد أن تعرض لمؤامرة الأمويين التي سببت له تلك الوفاة، إذ أنه كان قد أوصى بمجلس شورى سداسي، لينتخب خليفته من بين ستو أشخاص هم: عبد الرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص، و عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، و طلحة بن عبيد الله، و علي بن أبي طالب.

وأوصى أيضا أن يتم انتخاب الخليفة الجديد، بعد موته، في مدة أقصاها ثلاثة أيام.

وأوصى كذلك على أنه :
-إذا اتفق خمسة على واحد منهم ولم يوافق السادس عليه فليقتل السادس.
-و إذا اتفق أربعة على واحد منهم ولم يوافق الآخران عليه فليقتل هذين الاثنين
-وإذا اتفق ثلاثة، و كان من بينهم عبد الرحمن بن عوف، على واحد منهم ولم يوافق الثلاثة الآخرون فليقتل هؤلاء الثلاثة.



واجتمع مجلس الشورى السداسي، وأي اجتماع ، ولم يكن بينهم طلحة، فأصبح المجلس خماسيا. وقرر عبد الرحمن بن عوف أن يكون الخليفة عثمان بن عفان. الأموي النزعة والنسب، وبدأت المرحلة التمهيدية لتكوين الدولة الأموية الديكتاتورية القادمة.
1) الشكل الإسلامي الإيراني الحديث: و يسمى أيضا بانتخابات العمائم، حيث يحق الترشيح فقط للذين يدعمون حكومة آيات الله، العظمى و الصغرى. و لا يحق للمنافسين، غيرهم، الترشيح و إلا فهراوات شقاة الحرس الثوري، جدا، ستكسر رؤوسهم، ومن لم ينكسر رأسه فالسجون مصيره. و لا يختلف هذا الشكل كثيرا عن الشكل العمري.
2) الشكل العربي _الإسلامي الحديث أو العالمي الثالثي، و هذا القسم يحقق لنا انتخابات واسعة حيث يدلي بصوته الميت قبل الحي، و لنا مثال مصر. و لا أقصد بالميت، الأموات الذين يدبّون فوق سطح البسيطة، بل أقصد أولئك الذين يرقدون تحتها.
3) الشكل البعثي، عراقيا كان أم سوريا،و هذا النوع هو من أكثر الإنتخابات، التي خلقها لنا الله على وجه البسيطة، شعبية، إذ أن في هذا النموذج لا ينتخب فيه الأموات و الأحياء فقط بل أن الملائكة تساهم أيضا في الانتخاب، و تنزل الملائكة من السماء و هي ماسكة على عفالقها لتدلي بأصواتها الملائكية.
إن الأشكال التي ذكرتها أعلاه تتميز بما يشرحه لنا المثل القائل: "تريد أرنب خذ أرنب، تريد غزال خذ أرنب"، و إن الذي يصل الى سدة الحكم يصرخ و يصيح، مثلما قال أبو بكر: "إن الله قد ألبسه ثوب الحكم و قمَّـصه إياه"، و لن يترك الحكم حتى و لو نزل الله من عرشه الى الأرض، و لن يغادر القصر الأّ في تابوت، و من القصر الى القبر. و لا يعرف الذي يصل الى الحكم هذا معنى التناوب فيه.

ألا ترى أن أعراب أيامنا قد طوروا المفاهيم و الأفكار؟
يجب علينا أيضا أن نشكر ذلك الأعرابي الذي حوّل الجمهور الى جماهير فأصبحت مستعمرته تسمى جماهيرية، ومُلِّحت الجماهيرية بالديمقراطية و بُهِّرت بالشعبية، و إذا لم يكفي التلميح و التبهير فقد نرى يوما ذلك الأعرابي و قد أضاف على لافتة مستعمرته كلمات أخرى: الاسلامية النبوية العلوية ال…. الخ.

إن الذين يتحكمون برقابنا في العالم العربي لم يتركوا للشعب ما للشعب و لله ما لله بل أصبح كل شيء موجود على الأرض مملوكا لهم و لجلاوزتهم؛ و لا أعتقد أن الله بعظمته و قدرته يحتاج الى واسطة ليصل إليه مخلوقه؛ فهل سيكون في استطاعة الذين يجعلون من أنفسهم وسطاء لله، النزول قليلا من سلالمهم السماوية باتجاه الأرض حيث يعيش الناس و يَدَعون الذي يريد أن يعمل لدنياه يعمل و كأنه يعيش أبدا، ويتركون الذي يريد أن يعمل لآخرته كأنه يموت غدا؟
إنني بدأت أصبح في حيرة لأن العمامة لها شبه بالـ?ــذلة، كان صاحب الـ?ـذلة ال(الفس-برسلية) ينزل سابقا الى الشارع ليشارك في المظاهرات، و كنت تراه جالسا في المقهى يتبختر و هو يقرأ الجريدة :
كاعد بذاك الصوب
يقره جريدة
يمشط تواليت
حسباله أريده
.
ما أحلاك و ما أجملك يا أبو كذله وأنت تتأبط تلك الجريدة، و تستصرم !!

النوع الثاني من الإنتخابات: و هو على شكلين :
1) الشكل الأوروبي: إن النتيجة في هذا الشكل يختلف تفسيرها من بلد الى آخر، حسب قانون الإنتخابات المطبق في هذا البلد أو ذاك. فالقانون الإيطالي يختلف عن الإنجليزي و هذا عن الفرنسي، و هلم جرا…
إن الاختلاف في تطبيق نتائج الإنتخاب، و الإنتخاب واحد ،يُذكرني بالقرآن، فالقرآن واحد لكن تفسيراته متنوعة.
2) الشكل الأمريكي: في الولايات المتحدة الأمريكية، يحق فقط للأغنياء الترشيح الى الكونغرس و مجلس الشيوخ و رئاسة الجمهورية .
و ما على الذين يحبون التصويت، من البقية الباقية، الاّ الإدلاء بأصواتهم و رفع قبعاتهم تحية " للفائز".
فللكبراء أكل حيث شاءوا و للصغراء حمل واقتسام

قال أحدهم عن الديمقراطية: أنها حكم الشعب، و جاء آخر فأضاف و جعل الديمقراطية: حكم الشعب بنفسه، ثم جاء ثالث و قال: إنها حكم الشعب بنفسه و لصالحه.
و لن يصبح الحكم ديمقراطيا إذا استعملت قوته ضد الشعب المحكوم أو ضد جزء منه. لقد كان وصول النازيين الألمان الى سدة الحكم عن طريق الإنتخابات شؤما على العالم، و قد أثبتوا بحكمهم بأنهم قد استعملوا الإرهاب ضد شعبهم أولا ثم أدخلوه في حروب ضد الشعوب المجاورة، فأحرقوا الشعب الألماني و أحرقوا الشعوب الجارة بنيران الحروب النازية، ولا تزال آثار الحرب العالمية باقية ليومنا هذا.

إن العراق يضم قوميات مختلفة، و أطياف دينية متنوعة، و أحزاب ذات أفكار و برامج مختلفة. فهل ستعي هذه التشكيلات المتعددة من القوميات و الأديان و الأحزاب أن وصول أي نوع منها الى الحكم لا يعني إلغاء الآخرين؟ أم أننا سنرى على أرض العراق نازية جديدة، معممة بدين أو ناطقة بلسان معين؟

نريد أن نعيش في العراق أحرارا، و لا يمكن لنا أن نكون أحرارا إلا بما يكون ممتنعا على الآخرين أن يستفيدوا من تفوقهم الجسمي أو الاقتصادي أو أي تفوق آخر يتمتعون به، لفرض الاستعباد على حريتنا.

محيي هادي- أسبانيا
نيسان/ 2004



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر التفرقة العربية
- بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي هادي - حرية الإنتخابات و الديمقراطية