أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد السعد - جحا يدخل البرلمان















المزيد.....

جحا يدخل البرلمان


احمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:27
المحور: كتابات ساخرة
    


شيخنا الجليل نصر الدين جحا بشحمه ولحمه يدخل برلماننا العتيد ممثلا لكل القوى الشعبيه عمالا وفلاحين ، طلبة وكسبه ، تجارا وفجارا ، معميين ومخصصين ، مثقفين وأميين ، رأسماليين وحفاة فى تشكيلة شعبية قل نظيرها فى تاريخ البرلمانات ، شيخنا الجليل نصر الدين رشح نفسه لرغبته الجامحة فى رفع الظلم عن عباد الله وأنصاف المظلومين وأعادة الحق الى نصابه ، ثم أنه رآى أن البلد – وهو موطن حضارات رفعت البشريه من انحطاط الحمل على الأكتاف الى الدفع بالعربات ذات العجلات وعلمت البشريه الجاهلة الفباء الكتابة وأخترعت الأسطرلاب والبوصلة ورسمت الخرائط بعد أن كانت البشريه تتيه فى مجاهل الصحارى والبحار- ، رآى أن البلد يحتاج الى الرجال الأفذاذ – من أمثاله – لكى يرفعوه من درك الجهل والتخلف والظلام والدكتاتوريه الى ذرى المجد والحضاره والمدنية والديمقراطيه الحقيقية وليس تلك التى يتحدث ويتشدق بها الغرب ! شيخنا نصر الدين دخل البرلمان وهو يحمل أحلاما كبيره وعريضه فلقد كان يحلم بتبليط شوارع قريته المنسيه ويبنى مستوصفا لمرضى القريه ليجنب اهلها ىالذهاب الى المدينه والوقوع فى حبائل النصابين من الدلالين ويلحق المستوصف بآخر ليعالج ايقار القرية وماعزها فتكون قريته بالتالى نموذجا للقرى العصريه التى لن يفكر اهلها ثانية بتركها والتوجه الى المدينة لـ(يحوسموا) دارا من البلوك ويسقفونها بالصفيح ليعملوا فى غسل السيارات على الطرق وأرسال ابناءهم الى الأسواق لبيع اكياس النايلون ! كانت هذه أحلام شيخنا نصر الدين قبل ان يصل عتبة البرلمان ولكنه حين دخل البرلمان أصابته الدهشه لما رآى وسمع ووسط ذهوله وعدم تصديقه بما رآى وسمع تلقفه الـ(الزملاء) بمجموعة قيمة من النصائح مفادها أن شيخنا الجليل لن يتمكن من تنفيذ تصوراته وطموحاته – الوطنيه – ما لم يحافظ على نفسه اولا ، فهو كعضو برلمان صار مستهدفا من قبل الأرهابيين وأعداء الديمقراطيه وأيتام النظام البائدوالموسادوالغستابو والأس أس والسى آلى أى والكى جى بى ومافيات التهريب والعصابات الأجراميه ، لذلك لابد من أن تنقله الى بيته سيارة مضادة للرصاص لضمان أمنه وسلامته ، ثم انه بحاجه الى من يحميه ويحمى اسرته وأقاربه فعليه أن يستأجر مجموعة من الرجال مفتولى العضلات يرتدون النظارات السوداء ليلا ونهارا ويحملون كافة انواع الأسلحة بضمنها القاذفات والراجمات خوفا من أستهدافه من قبل طائرات الأعداء أو عبواتهم الناسفه وقنابلهم اليدويه وأحزمتهم الناسفه – والعياذ بالله- قلب الشيخ الأمر بينه وبين نفسه ووجد الكلام معقولاومنطقيا فهو لن يستطيع تحقيق أحلام اهل قريته وأهل بلده وجيران بلده وأهل قارته وسكان الكوكب وينقذهم من الـ(الحوسمه) والأزمات الأقتصاديه والأنكماش وهبوط البورصه وجشع المضاربين ما لم يحصن نفسه من الأعداء والمارقين . ثم انه كعضو برلمان لايمكنه بعد الآن السكن فى تلك الدار العتيقه الآيلة للسقوط بل عليه – من باب متطلبات الموقع الوظيفى– أن يكون له بيتا كبيرا ليستقبل به أصحاب المظالم والمشاكل والمعاملات المتعطله على مناضد المسؤولين – المهم صار للشيخ نصر الدين بيتا ضخما بل اسطوريا وسط القريه البائسه وصارت له حماية تقدر بالعشرات من الرجال المدججين بالسلاح وصار يدخل القرية ويخرج منها فى موكب مهيب وصار من الصعب على الناس أن يصلوا الى الشيخ لتقديم التماساتهم ويشكوا مظلومياتهم لأن الحرس كانوا يمنعون أى شخص من الدخول لدواع أمنيه وحرصا على حياة الشيخ النائب . وفى ذات يوم أقترح عليه أحد الزملاء أن ينتقل من القرية الى المدينة – أذ لايصح بقاءه فى تلك القرية المنسيه التى لاوجود لها على الخريطه- ليكون له فيها قصرا منيفا تسهل حمايته أى يمكن أغلاق الشارع المؤدى له من الجانبين لكى لابيستطيع أحد من سكنة المنطقه أن يدخلها الا بموافقة الشيخ النائب وبأذن منه . وطلب الشيخ من مسؤول أمنه أن يزوده بأسماء الساكنين فى الشارع والشوارع الخلفيه وأسماء زوجاتهم وأبناءهم ومرجعياتهم العشائريه والدينيه والمذهبيه واتجاهاتهم السياسيه كأجراء احترازى وزيادة فى الأمن وهو سياق معروف تعلمه العاملون فى الشأن الأمنى من مدرسة صدام حسين التى رسخت قيما أمنيه لم تعرفها البشريه وصنعت أرثا وتراثا أمنيا سيخلده التاريخ . وبعد أن استقر الأمر بالشيخ نصر الدين فى المدينه ، سأل رجال حمايته أن يجروا بحثا وتنقيبا عن أفضل قطعة أرض قريبه ليبنى عليها مؤسسة خيريه ثم يلحقها بجامع ثم بحسينيه وهكذا سيوسع نشاطاته –العقاريه – ليكسب رضا الله ورضا الناس رغم أن رضا الناس غاية لاتدرك فهم لن يرضوا مهما عمل لهم لذلك نصحه احدهم أن لايصغى لكل ما يقول الناس فالناس على مر التاريخ لا يلوكون سوى الأقاويل والشائعات بعد أن أختفت العلكه من الأسواق. ثم أن الشيخ مل من الجلوس دون عمل وجلسات البرلمان متباعده وعليه أن يشغل وقته بشىء مفيد فأشار عليه المقربون أن يعمل بالتجارة ! وجد الشيخ الأمر غريبا ! كيف يعمل عضو البرلمان بالتجارة وردوا عليه بأن حصانته البرلمانيه ستحميه من أية مسائلة ويستطيع أن يفعل ما يشاء ويستورد ما يشاء ويسعر بما يشاء فالسوق بحر يبتلع كل ما تلقيه فيه من بضاعة والناس – بفضل النظام الجديد – صارت لديهم قوة شرائيه بعد أن كانوا محرومين من وسائل التكييف والتلفزيونات الملونه وأجهزة الفيديو سى دى وغيرها وغيرها . وهنا سأل الشيخ كيف يمكنه – وهو عضو البرلمان أن يكون تاجرا ويشتغل بأسمه ضحكوا فى سرهم من غباءه وسذاجته وقالوا أسس شركة وسمها بما شئت وسجلها بأسم اى شخص وهكذا دخل الشيخ نصر الدين عالم التجارة وصار من اصحاب الملايين بل المليارات فتاجر باللحوم والأسمال المجمده والملابس والعطور والسيارات ومواد البطاقة التموينيه التى تتسرب من المخازن ثم انه بعد أن ابتنى المؤسسه الخيريه والجامع والحسينيه وزكى وخمس ووزع اللحم فى عاشوراء على الفقراء وأقام الولائم العامره لشيوخ العشائر والوجهاء ، صارت له سمعته وصيته وهيبته فهو فضلا عن كونه عضو برلمان ، فهو رجل مجتمع ووجه من وجوه المدينه وعلما من أعلامها . همس فى أذنه أحدهم يوما لماذا لا تكون له صحيفه او قناة فضائيه ليتثقف الشعب ويترفه فاعجبته الفكره وصارت للشيخ نصر الدين مؤسسة أعلاميه وقناة فضائيه وأوصى الشيخ أن يكثر فيها من الدعاء ويقرأ فيها القرآن ليلا ونهارا ويحث الناس فيها على الصبر والتحمل لأن الصبر على الفقر جهاد والزهد فى الدنيا مثاب لأن الدنيا دار زوال، ويعرض على الناس منجزاته وأفضاله على العباد.وفى أحد الأيام كان الشيخ يحدق فى شاشة التلفاز بأنبهار ولاحظ احدهم دهشته فسأل الشيخ ما الذى أثار دهشته ، أجابه الشيخ " هذه النخلة التى تطلع من البحر فى الأمارات " ،فأجيب بأن أمتلاك أحدها أمر فى غاية السهوله فهو كعضو برلمان يستطيع نقل مليارات الدولارات دول ان يسأله أحد ويستطيع ايضا أن يشترى ما يشاء وأينما يشاء وليس من حق احد أن يسأله فهو لم يسرق – والعياذ بالله- ولم يهرب النفط كما يفعل بعض زملائه- بل أن كل مكسبه حلال بحلال لأن الراتب البسيط الذى يتقاضاه من البرلمان لايسد الحاجة فالمصاريف كثيره . وسرعان ما أمتلك الشيخ تلك السعفه – ويقال انه أمتلك أكثر والله أعلم –
نفض اهل القرية أيديهم من شيخهم نصر الدين جحا وهو الذى وعدهم بتحسين حالهم وببناء مدرسة لأطفالهم ومستوصفا لمرضاهم الذين فتكت بهم ( الكوليرا) و(الجمرة الخبيثه) و(السل) و(حمى مالطه) ناهيك عن السرطان الذى جلبته قنابل الحلفاء والأصدقاء من أميركان وأنكليزالمشبعه باليورانيوم المنضب ، وعيادة بيطريه تعالج أبقارهم التى فتك بها (جنون البقر) ودجاجهم وبطهم الذى فتكت به (انفلونزا الطيور) . وسلموا أمرهم الى الله عاقدين العزم على أن لايكرروا خطأهم وينتخبوه مرة أخرى ولكنه ظهر لهم من جديد حينما ذهبوا لينتخبوا محافظا لهم فقال قائل منهم لاتنتخبوا الشيخ فلقد تخلى عنا وصار من ملاكى (السعفات) ، وقال آخرون ومن نعرف غيره لننتخبه ثم أن صورة الشيخ هذه المرة تختلف عن صورته عندما أنتخبناه فربما قد غير وتغير فلنتوكل على الله ولننتخبه هذه المرة وعسى ولعل ومادمن قد صبرنا عقودا لم لانصبر قرونا فلا فرق .صار للشيخ وجهان وجه وطنى ووجه محلى ولكنه ظل وجها مألوفا جدا وقريبا جدا ومعروفا جدا.





#احمد_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتلرتفع الأصوات من أجل تمرير قانون الأحزاب العراقي


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد السعد - جحا يدخل البرلمان