أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - الديمقراطية الاجتماعية ...















المزيد.....

الديمقراطية الاجتماعية ...


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:30
المحور: المجتمع المدني
    


في كتابه أزمة الاشتراكية وانهيار الرأسمالية يقول الأستاذ فؤاد ألنمري مايلي :
( في عام 1864 شكل ماركس الأممية الأولى وفي عام 1872 قام ماركس نفسه بحل هذه الأممية ثم جاء بعده إنجلز وشكل الأممية الثانية ألتي سرعان ماتعفنت بعد رحيله ووجدت طريقها للمصالحة مع الرأسمالية العالمية حتى بلغ بها الأمر أن اشتركت في الحرب الامبريالية عام 1914 ومازالت هذه الأممية قائمة حتى اليوم باسم الدولية الاشتراكية وتضم أحزاب – الديمقراطية الاجتماعية- في أوربا الغربية بشكل خاص ولسنا هنا لفضح هذه الأحزاب ونبين خيانتها للاشتراكية من خلال مشاركتها في نهب شعوب العالم الثالث وحراستها الأمينة للامبريالية) .
ومن منطلق ماجاء في نهاية مقدمته للكتاب حيث قال :
( وإن لم أفلح فرجائي الحار للقارئ الآ يسكت على خطا فيبادر إلى تصحيحه لأحفظ له صادق الامتنان والعرفان) ..
فإذا سمح لنا الأستاذ ألنمري ونيابة عنه فسوف نقوم بفضح هذه الأحزاب ونبين خيانتها للاشتراكية فنرجو أن يتسع صدر أستاذنا الفاضل لذلك .
كثير من الكُتاب تناولوا في كتاباتهم فشل الليبرالية في تحقيق مجتمع السوق علماً بان كافة المجتمعات الليبرالية كانت قد تطورت وانتصرت في إطار بناء اقتصاد السوق ولازالت تعمل جاهدة وتحشد قواها لتحقيق أهدافها
بالمقابل فشلت الشيوعية في تحقيق الحد الأدنى من الرفاه الاجتماعي بالرغم من شعاراتها وطموحاتها الكونية ..
إذن كان لابد من حاجة لمراجعة الفكر العالمي المعاصر والتجربة الإنسانية خلال القرن العشرين ...
تجربة سيطرت عليها أجواء الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية أو بتعبير أدق بين النظام السياسي الاقتصادي الذي تقوده الشيوعية من خلال ملكية الدولة لوسائل الإنتاج ومنع الملكية ومصادرة الحريات الأساسية التي اعتبرها الحزب الشيوعي السوفيتي مسالة ثانوية تأتي بعد سد الاحتياجات الأساسية الاقتصادية لعامة الشعب . وبين النظام الليبرالي الديمقراطي الذي اعتبر الحريات السياسية هي الأساس أما العدالة الاجتماعية فيمكن تحقيقها من خلال برامج اجتماعية تقودها وتمولها الدولة ..
هذه المراجعة تمخض عنها بروز ( أيدلوجية) جديدة أطلق عليها ( الطريق الثالث) ..
من خلال هذه المقدمة البسيطة وحتى نصل إلى الغاية التي من اجلها كتبنا المقال وبيت القصيد الذي يعنينا ألا وهو فضح وبيان خيانة ( الديمقراطية الاجتماعية)التي ذكرها الأستاذ ألنمري نقول :
السويد من بلدان أوربا الغربية وسوف نختاره نموذجاً ليتبين للقراء الأعزاء هل كان الأستاذ ألنمري مُحقاً في أفكاره أم لا ؟؟ ونظرته إلى مفهوم الخيانة ألتي سكت عنها ولم يفضح الأحزاب الخائنة؟
يقول الدكتور حسين علي في كتابه نهاية التاريخ أم صدام الحضارات مايلي :
يعتبر النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السويد من اقرب النظم إلى فلسفة الطريق الثالث .
فكيف بدا هذا النظام وماذا حقق ؟ وهل يمكن تعميمه ؟
يشكل النموذج السويدي مرجعا لكل مجتمع يريد تحقيق أفضل توازن ممكن في العلاقات التي تحكم القوى الاقتصادية والاجتماعية الفاعلة دون المساس بتنظيم اقتصادي يقوم على القطاع الخاص ..وفيما يخص المشاكل التي تواجهها المجتمعات الصناعية فان الانجازات السويدية غالبا ماتشكل مصدرا للحلول المقترحة لهذه المشاكل سواء تعلق ذلك بتوزيع الدخول أو بتحسين ظروف العمل أو بالسياسات الاجتماعية الخاصة بالتعليم أو الصحة أو الإسكان أو التقاعد .. في كل هذه المجالات تعتبر السويد ( نموذجا يحتذى به ) ..
لقد حققت السويد بملايينها التسعة وفي مجالات عديدة تقدما كبيرا بالنسبة للدول الصناعية الأخرى وذلك بفضل السلم الصناعي القائم بين مختلف القوى الاجتماعية ...
لقد جنَب هذا السلم الصناعي والذي تحقق بفضل التشاور الدائم بين ممثلي أرباب العمل والعمال والحكومة السويديين ( حوار الطر شان) الذي غالبا ماقاد في الدول الصناعية الأخرى إلى نزاعات اجتماعية وإضرابات دفع الاقتصاد الوطني والمجتمع برمته ثمنها ..
على سبيل المثال يشكل مجلس إدارة بنك الاستثمار الذي يهدف إلى تجاوز تردد المصارف التجارية في مواجهة مشاكل عاجلة . نموذجا للتنظيم السويدي . يتكون هذا المجلس من ممثلين عن أرباب العمل والعمال .. ممثل عن تعاونيات المستهلكين .. عضو من البرلمان وممثل عن بنك خاص .. يساهم هذا التمثيل في تفضيل اتخاذ القرارات التي تخدم المصالح العامة ..
نشوء الديمقراطية الاجتماعية السويدية :
ترافقت عملية الانتقال إلى مجتمع صناعي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مع مطالبة الطبقة العاملة بتحسين ظروف العمل لاسيما فيما يتعلق بعدد ساعات العمل وبتشغيل الأطفال واختارت النقابات كمرجعية أيدلوجية لها اشتراكية كارل ماركس وأتباعه وتمخض النضال النقابي عن تأسيس اتحاد العمال عام 1899 الذي أدار ظهره للماركسية ولليبرالية على حد سواء متبنيا أفكار الديمقراطية الاجتماعية ومقدما دعمه للحزب الذي يحمل نفس الاسم ( الحزب الديمقراطي الاجتماعي)..
بالرغم من ان أثار الأزمة الاقتصادية التي خربت العالم في الفترة من 1919 – 1933 لم تكن كارثية على الاقتصاد السويدي كما في بقية الدول الصناعية إلا أنها دفعت بشركات قطاع الخشب والورق إلى تخفيض الأجور مما قاد إلى إضرابات عنيفة هزت المجتمع السويدي وأدت إلى تدخل الجيش لوقف العنف ..
بفضل هذه الأحداث فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي في انتخابات عام 1932 وبدا سياسة اقتصادية اجتماعية للخروج من حالة الكساد والنهوض بالمجتمع السويدي : تدخل الدولة ودعمها لبناء المساكن ودعم قطاعات التعدين والتجهيزات ... الخ .
في عام 1936 تم تأسيس هيئة سوق العمل وتم توقيع العقد الجماعي وبعد مرور عامين تم توقيع اتفاقية سالسبودن التي أسست قواعد السلم الصناعي .. تسمح هذه الاتفاقية الموقعة بين العمال وأرباب العمل للديمقراطية الاجتماعية بتأكيد وجودها من خلال تبني إصلاحات اجتماعية تهدف إلى تحسين الظروف العامة للرفاه ..
ماهو دور الدولة في هذا النظام ؟
تساهم الدولة السويدية في 5 – 6 % من مجموع الإنتاج وبالتالي فان هذا البلد الذي يوصف في الغرب ب ( الاشتراكي الديمقراطي) يعطي الدولة دورا في الإنتاج اضعف بكثير مما هو عليه في الكثير من البلدان الغربية التي تُعتبر رأسمالية ..
هذه المساهمة المحدودة من قبل الدولة في العملية الإنتاجية يجعلها تتفرغ لتقديم خدمات اجتماعية قل نظيرها .. فعلى الصعيد النفقات الاجتماعية تحتل السويد المرتبة الأولى في البلدان الغربية سواء كان ذلك في مجال الصحة أو التعليم أو مساعدة العائلات أو العجزة أو بناء المساكن .. ( في كل هذه المجالات يمكن للسويد أن تعطي دروسا لكل الدول الصناعية) .
أكثر من خمس الإيرادات الوطنية تخصص للنفقات الاجتماعية .. طبعا لم يكن ذلك ممكنا لولا سياسية ضريبية تضع السويد في رأس قائمة الدول الصناعية من حيث معدلات الضريبة .. بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية العامة الأساسية مثل النقل والاتصالات والبريد أما ماتبقى من العمل الخدمي والإنتاجي فمتروك لشركات القطاع الخاص وللتعاونيات ..
يمكن استنتاج وجود الكثير من العوامل والمبادئ المشتركة بين الطريق الثالث والنموذج السويدي ومهما كانت المسميات فان الديمقراطية الاجتماعية بدأت تشق طريقها كنموذج سياسي واقتصادي واجتماعي تمثل في وصول أحزاب اشتراكية أو عمالية إلى الحكم في الكثير من الدول الصناعية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا ...
ها نحنُ قد فضحنا وبينا خيانة هذه الأحزاب للاشتراكية ؟؟
سيدي الفاضل : كم أتمنى أن تكون الدول الاشتراكية من ضمن قائمة الخونة ؟؟ كم أتمنى أن تكون الدول العربية الأفريقية والأسيوية والدول الأخرى أيضا في نفس القائمة ؟
لنعود لمفهوم الخيانة ؟ من يستطيع أن يفسر لنا معنى الخيانة ؟ وماهو المنظور الذي من خلاله نطلق هذه الكلمة ؟
إذا كانت الأحزاب في السويد من ضمن هذا التصنيف فنحنُ مع الخونة لا بل أول الخائنين وكم أتمنى أن تكون شعوبنا في التصنيف نفسه وأحزابنا .
هذا هو حال الأحزاب الخائنة وبلدهم السويد؟ أما الأحزاب المخلصة والثورية وأهل الأفكار لإنقاذ البشرية وتحقيق العدل الاجتماعي فبلدهم ....... نخشى أن ندخل في متاهات لانخرج منها ..
في مقالة سابقة ذكرنا كيف لانستطيع أن نستمر في قراءة الأفكار المخالفة وعابوا علينا ذلك ومن حقهم ولكن لدينا سؤال بسيط ؟ في كُتيب لايتجاوز 100 صفحة وفي أول عشرة صفحات منه وجدنا الديمقراطية الاجتماعية خائنة ؟ كيف نمضي حتى نصل إلى نهاية الكُتيب ؟
معذرة سيدي الفاضل ...



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهوة تقول ... نحنُ من الملحدين ؟؟؟
- حوار بسيط وهاديء مع الأخوة الشيوعيين ...
- ألعقلية العربية ...
- مجلة زهوة ...
- هل الشورى هي الديمقراطية ؟
- العلاج عند الكفار ...
- عدنان عاكف وحقبة عبد الناصر التاريخية...
- عبد العالي الحراك والغثيان ...
- الوصايا العشرة
- أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
- هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
- بين أماني حامد حمودي عباس وكتابات سيد ألقمني
- طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري
- مرة واحدة بالعمر ...
- كوكو ... كوكو...
- الليبرالية ... مرة أخرى
- الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
- الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
- مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - الديمقراطية الاجتماعية ...