أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ييلماز جاويد - الحركة الكردية والمنطق السياسي














المزيد.....

الحركة الكردية والمنطق السياسي


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 09:03
المحور: القضية الكردية
    


دلالُ بعض القادة في الحركة الكردية على الحكومة كدلال الزوجة الجميلة الغنية . تهددُ زوجها في كلّ حين أنها ستتركه وتذهب إلى بيت أهلها ، وأحيانا وعند حدوث أي سوء فهم بينهما تقول له ( طلّقني ) . هكذا تتصرّف قيادة بعض الحركات الكردية أزاء الحكومة ، فمرّة تستفتي الشعب الكردي بين الإنفصال أو البقاء في وحدة العراق وتعلن النتائج ب 98% لصالح الإنفصال . وعند أي مرفق من مرافق عملية التوافق بين الحركات السياسية تلجأ هذه القيادة إلى لعبة لوي الذراع والتهديد بالإنفصال . أنا شخصيّا وبإعتباري كردياً ، لو كنت مشمولاً بالإستفتاء لكان صوتي بجانب الإنفصال ، لأنّ ذلك أملُ كلّ كردي ؛ أن يتحقق حلمه في الإعتراف بهم أمة مثل بقية الأمم لها دولتها وسيادتها وعلمها وتتمتع بكافة المزايا التي تجعلها في مصاف الدول الأخرى . لقد فات على تلك القيادات تصوّر المصير الذي ستكون عليه كردستان في حال إنفصالها عن العراق في الوقت الحاضر . إنّ السياسة الحكيمة التي إتّبعها المرحوم البرزاني مصطفى طوال قيادته للحركة الكردية وبجانبه المرحوم الشيخ أحمد البرزاني ما أوصلت العلاقة بينها وبين الحكومة إلى حافة الهاوية كما هي الآن . لقد إستبشر الشعب العراقي بكافة أطيافه عندما أصدر مجلس النواب الكردستاني قراره بإختيار الوحدة العراقية لا الإنفصال بإعتبار أنّ هذا القرار كان يمثل غلبة الجانب العقلاني في الحركة الكردية على الجانب العنصري الشوفيني .

فاض بالزوج دلالُ الزوجة ولجاجتُها في طلب الطلاق بمناسبة أو بدونها ، وفي لحظة هستيرية لفظ الكلمة السحرية ( أنتِ طالق بالثلاثة ) فكانت الصعقة غير المتوقعة على الزوجة أن أخرس صوتها وجنّ جنونها وهي تولول وتبكي وتصيح متوسلة إليه ، حيث أدركت في اللحظة ما سيكون مصيرها بعد الطلاق . ولكن الأمر قد وقع وها هي أمام واقع لا خيار لها فيه . عليها أن تعود إلى بيت أهلها وتصبح من أوّل لحظة تحت رحمة الضغوط الإجتماعية في تقييد حريتها في مغادرة المنزل ، ثمّ هناك من شباب المحلة من يناورها أملاً في الحصول على شيئ منها ، وإبن الجار يلاحقها أينما ذهبت ، والأخوة يراقبونها مخافة زلة تقع فيها . في لحظة علمت ما سيكون مصيرها ، ولكن الدرس قد فات أوانه وعقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء .

ما سيكون مصيرُ كردستان عند إنفصالها عن العراق ؟ كم من ال 98% من الشعب الكردي الذين صوتوا للإنفصال كانوا يدركون ما سيؤول إليه الحال ؟ دولة كردستان ( أمل الشعب الكردي وحلمه الأبدي ) محاطٌة من جميع أطرافها من قبل دول عدوة أكبرمنها حجماً وقوة ، طامعة بها ومدعية بحقوق في أراضيها وثرواتها ، سوف لن تدع الوقت يمر دون أن تتخذ إجراءاتها لإحتلال كردستان وتقاسمها ، وما على الشعب الكردي في هذه الحالة غير محاربة المعتدين إلى آخر فرد منه . فهل هذا ما نريده لشعبنا الكردي ولكردستان ؟ وإن لم تلجأ تلك الدول إلى القوة العسكرية بل تفرض طوقاً من الحصار على كردستان فبذا يكون الحرمان والجوع هو المصير المحتوم .

في عام 1996 توغلت قوات واحدة فقط من دول الجوار وإحتلت مناطق محدودة من الشريط الحدودي ، فما كان لهذه القيادات الكردية إلاّ اللجوء إلى صدام حسين لإعادة قواته إلى كردستان والتي إستغلها هذا ليس لتحرير المناطق المحتلة من الشريط الحدودي بل لضرب الجناح الثاني من الحركة الكردية وراح ضحية هذا العمل مئات الألوف من الشهداء الأكراد . فترى ما سيكون حال كردستان إن هاجمتها كافة الدول المجاورة في آن واحد ؟ أهكذا نريد خدمة الشعب الكردي وكردستان ؟

إن الظروف الدولية وموازين القوى في المنطقة تتغير مع تغير الظروف ، فإن كانت تلك القيادة تأمل وتحسب وزناً للدعم من الدولة العظمى إياها فذلك وهمٌ ما بعده وهم ، إذ أن مصالح تلك الدولة مرتبطة بإستقرار المناطق التي فيها منابع البترول . إن حلّ المشاكل الدولية العالقة في الظروف الدولية الحالية يكون بالتفاهم والتفاوض وليس بالعنجهيات والتلويح بالعنف والسلاح . فدروس التاريخ الحديث غنية إذ نرى الصين قد إسترجعت سيادتها على هونكونغ بالمفاوضات ، وهكذا عملت مصر لإسترجاع سيناء بينما لم تتقدم الحركات المسلحة ولم تجن شيئاً رغم تقديمها آلاف الضحايا .

السياسة فن العمل بالممكن ، وليس تحقيق المطالب بالعنجهيات وأعمال لوي الذراع .






#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُقوقُ الشّعبِ
- درس المعلم الأول
- دروسٌ ... للفائدة
- صناعةُ المستقبل
- المثقّفُ مسؤولٌ
- التقدّميةُ هيَ الأصل
- العملُ السياسيّ رسالةٌ
- سَرَقوا العيدَ
- صَرحُ الوحدةِ الوطنيةَ
- في الوحدةِ الوطنيةِ
- بِناءُ الوحدةِ الوطنية
- الإنتقائيةُ في الدينِ كُفرٌ
- الهويّة والإرادة المستقلّة
- الماضي والحداثة
- في الليلة الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
- التوافُق وما أدراكَ ما التوافُق
- عَجَبي منَ المشعوذين
- جليسٌ طائفي
- نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري
- لعنةُ الفُرقة


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ييلماز جاويد - الحركة الكردية والمنطق السياسي