الاعلام المسؤول

نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 07:23
المحور: الصحافة والاعلام
    

هناك خيط رفيع يفصل بين الحرية والفوضى.. فللفرد الحق في أن يكتب، وينشر، ويبث ما يريد بشرط المحافظة على قيم المجتمع ومصلحته وأمنه.. فللفرد حق، وللمجتمع أيضاً حقوق، ولوسائل الاعلام حقوق ايضا، ومن هذا المنطلق لابد ان تضطلع وسائل الاعلام بمهام ووظائف اجتماعية جوهرية في حياة الناس.. لما لها من دور تنويري وتربوي وتثقيفي مهم وحيوي، فلابد من أن تضع المهنية والصدق والموضوعية والتوازن وتجنب أي شيء يؤدي إلى الفوضى، كما ينبغي أن تكون تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع.
وشهدت الساحة الاعلامية بعد 9/4/2003 تنوعا وتعددا في وسائل الاعلام وهي ظاهرة صحية على طريق تحقيق صحافة حرة ونزيهة.. لكن هل حقا وسائل الاعلام العراقية ادت ما عليها على اكمل وجه..؟ لعلي اكون متشائما بالاجابة، اذ أن القيود التي وضعت على وسائل الإعلام ترتبط بملكية هذه الوسائل، ففي السابق كانت ترتبط بالدولة في ظل النظام الشمولي المالك لكل شيء، اما اليوم فترتبط برأس المال او الممول او صاحب الامتياز وهو في الغالب جهات واحزاب سياسية، وهذه الاحزاب والتيارات السياسية ترتبط بمصالح المجموعات المؤثرة على اختلاف مشاربها ،اثنية او قومية او عشائرية او دينية او مذهبية ،حيث تكون هناك ملكية جماعية مساهمة ينتخب فيها صانعو السياسات والقرار. اذ نجد اليوم أن عددا كبيرا من الأفراد يعملون في مجال الإعلام المسموع والمقروء والمرئي دون أن تكون خلفياتهم إعلامية، وعندما يكونون من القائمين على ادارة وتوجيه هذه المؤسسات الاعلامية يكون استخدامهم لها معبرا عن مصالحهم من ناحية ومتناغما مع توجهات وميول أحزابهم واهتماماتهم ونزعاتهم الطائفية والايديولوجية من الناحية الاخرى، وبالمحصلة النهائية يكون الاداء العام لمؤسساتهم الاعلامية ضعيفا، مما يضع مؤشرات سلبية على اداء الاعلام العراقي بشكل عام ،رغم وجود عدد قليل جدا من وسائل الاعلام العراقية المستقلة والمهنية التي اعتمدت على التمويل الذاتي دون فرض اجندات او املاءات من احد مما اكسبها شعبية ومصداقية في الوسط الصحفي.. هذه الوسائل هي التي نعول عليها في ديمومة ونهوض الاعلام العراقي لكي يكون بحق السلطة الرابعة التي نريدها.

#نجاح_العلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات