أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - إدانة العنف














المزيد.....

إدانة العنف


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


سيتحول الصمت إزاء العنف الذي يمارس في الشارع, لا بل انه تحول بالفعل, إلى تبرير له, وربما مساهمة في تقديم الغطاء لأصحابه. وباتت مسؤولية وطنية كبرى على عاتق الجمعيات السياسية ورجال الدين والفعاليات الاجتماعية والشخصيات المستقلة وكتاب الرأي التبصير بالعواقب الوخيمة لممارسات العنف التي كان من نتائجها المؤلمة وفاة عامل باكستاني بريء, لا حول له ولا قوة, ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالتجاذبات الجارية في بلادنا. عارضنا وسنعارض كلما نعتقد انه سياسات خاطئة من قبل الدولة, ولكننا, وبمقدار لا يقل لن نسكت عن الممارسات العنيفة التي يقدم عليها البعض في الشارع, التي باتت عبئا على المواطنين في المناطق التي تشهد هذا الصنف من الممارسات العنيفة, حيث أدى حرق مولدات الكهرباء, وهي ضمن الممتلكات العامة التي تديرها الدولة لتقدم الخدمات الضرورية للمواطنين إلى أن الشوارع الرئيسة باتت تغرق في الظلام, وباتت مداخل القرى والبلدات محاطة بمظاهر أمنية تبعث على الضيق والقلق. هذا النوع من الممارسات لن يحقق هدفاً مشروعاً, ولن يؤدي إلى تحسين مواقع المعارضة في المعادلة السياسية في البلد, بل على العكس من ذلك سيضعف هذه المواقع, وسيعطي بعض الأجهزة المبررات الكافية للمزيد من تغليظ التشريعات المقيدة للحريات, وسيعيق الجهود الدؤوبة التي تبذلها القوى السياسية من أجل تعزيز المكتسب من الحريات وتطويرها, وهو مكتسب أحرزناه بشق الأنفس وفي نتيجة نضال طويل لأجيال من المناضلين البحرينيين, الذين قدموا تضحيات غالية وهم يؤسسون لتقاليد النضال السلمي الديمقراطي, وبناء مؤسسات المجتمع المدني الحديث من تنظيمات ونقابات وهيئات للشباب والطلبة والنساء والمثقفين. وهذه التقاليد هي التي رفعت البحرين إلى مستويات الوعي السياسي والاجتماعي الذي يتميز به شعبنا اليوم, والذي به تباهينا ونتباهى أمام محيطنا الخليجي والعربي, وقد تحقق ذلك دون حرق الإطارات أو رمي قنابل المولوتوف على العمال الأجانب وتهديد حياتهم أو الإضرار بهم. وإذا كانت الحركة الوطنية البحرينية قد توخت في مراحل من تاريخها بعض أشكال النضال العنيف, كما كان عليه الحال في انتفاضة مارس 1965, فعلينا التبصر في حقيقة أن هذه الأشكال مورست ضد المستعمرين الانجليز وعملائهم, يوم كانت البحرين تحت الحماية البريطانية. لقد تغيرت الظروف كثيرا في البلاد, ولا يمكن القياس على تلك المرحلة, فظروف اليوم تتطلب وجود معارضة منظمة وواعية, تعتمد البرامج السياسية والاجتماعية المقنعة القادرة على توليد الإجماع الوطني حولها, وتفعيل الأدوات الشرعية للعمل السياسي والمدني الرامي لتحسين أوضاع الشعب المعيشية وتطوير الحقوق السياسية وتوسيع نطاقها, وتسييد الخطاب الوطني الجامع, بديلاً للخطابات الطائفية والفئوية التي تخلق البيئة المُولدة للعنف والاحتجاج الأعمى الذي لا يتوخى هدفاً واضحاً, ولا يؤدي إلا إلى المزيد من التأزيم السياسي والأمني. هناك حُزم من القضايا والمشاكل وأوجه المعاناة التي على قوى المعارضة التصدي لها بعزيمة وإصرار ومثابرة, لكن علينا الإقرار بأن مظاهر العنف التي نراها تُلحق أشد الأضرار بهذه القضايا, وتُصَعب من عمل القوى السياسية وتزيده تعقيداً, وتحرف العمل الوطني عن جادة الصواب.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة مارس: الدرس الأهم
- استنهاض قوى الحداثة البحرينية
- يوجد بديل !
- لكل النساء السلام
- 54 عاماً على تأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية: تيارٌ وُجد ...
- لماذا نعارض سياسة التجنيس؟
- السياسة حين تغدو عاطفة
- زمن الروّاد
- سلعة المعرفة‮ !‬
- يوجد خيار آخر
- عودة روسيا
- هل‮ ‬يشعر‮ ‬غورباتشوف بالندم؟
- عار الشامتين
- محمود درويش
- وجوهنا وحدها تُشبهنا
- من الجيل الجديد وعنه
- أطراف الحوار
- الأغلبية الصامتة
- ٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١R ...
- يوسف شاهين


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - إدانة العنف