أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - العلاج بالفتاوى














المزيد.....

العلاج بالفتاوى


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك إن الأزمة التي يتعرض لها السودان بسبب قرار المحكمة الدولية بإيقاف الرئيس السوداني عمر البشير هي أزمة شديدة ويتطلب علاجها أفكار جرئيه وقرارات صعبة لمصلحة السودان والسودانيين .
والبشير الذي يتباكى عليه العديد من العرب والسودانيين الذين يعتبرون مثل القط الذي يحب خناقه أو مثل الضحية التي أدمنت جلد جلادها هو وليس غيره الذي ادخل منذ وصوله إلى حكم السودان عام 1989 البلاد في أزمات عديدة ومتعددة في الداخل والخارج:
أولا الداخل: دخل في نزاع وتخلص من أستاذه حسن الترابي الذي ساعده في القفز على الحكم وتخلص من بعدها من معظم رفقائه فيما دعي بثورة الإنقاذ وعندما وقع على معاهدة سلام مع جون جار انج ووجد فيه زعيم ذو كاريزما من الممكن إن يؤثر عليه تخلص منه في حادثة طائرة لازالت إسرارها لم تكشف بعد .ثم دخل في نزاعات مسلحة في جميع المناطق السودانية المختلفة :
1 ففي الجنوب كانت هناك حرب ضروس كان البشير يقف ويحث الشباب السوداني على الاستشهاد فى سبيل الله دافعهم دفعا إلى محرقة الجنوب ولم تقف هذه الحرب إلا بعد ان حصدت أرواح الملايين من السودانيين في الشمال والجنوب ولم تتوقف إلا بعد ضغوط ووساطات دولية متعددة.
2 وفى شرق السودان كانت ولازالت هناك قوى معارضة مؤثرة مثل مؤتمر البجا وغيرها حاربت حكومة الإنقاذ لتعرض هذه المناطق للظلم والإجحاف ولم تتوقف هذه الحرب إلا بعد وساطات من دول الجوار خصوصا اريتريا وليبيا .
3 وفي الشمال هناك ظلم وتهميش للنوبيين ومحاولة للقضاء على ثقافتهم وتاريخهم ومنعهم من تعلم لغتهم بل ونقلهم من بيوتهم ولعل مشكلة سد مروى ليست ببعيدة.
4 اما في الغرب فحدث أيضا ولا حرج وبشهادات موثقة عن أفعال البشير وحكومته ومليشيات الجنجويد بالسكان المحليين من اهالى دارفور في محاولة لتعريب هذا الجزء من غرب السودان بالقضاء على هوية هؤلاء السكان فهناك تهجير وقتل واغتصاب للفتيات وحرق للقرى وهذه هي الأزمة التي تستند إليها المحكمة الدولية في شان قرارها إيقاف البشير مع إن ما فعله في جنوب السودان كافي للحكم عليه بالإعدام .
ثانيا في الخارج وهذا الملف هو ملف متخم أيضا فهناك خلافات ومشاكل مع جميع دول العالم الغربي فلا يزال العالم يذكر له استضافته لاثنين من أئمة الإرهاب في العالم فقد امن مخبأ امن لكارلوس رأس الإرهاب العالمي سابقا ثم من بعدها استضاف أسامة بن لادن رأس الإرهاب العالمي حاليا .
وأيضا بالإضافة إلى ما سبق فان نظام البشير دخل في خلافات مع جميع دول الجوار فقد كانت هناك قطيعة بينه وبين مصر بسبب استضافته لمن حاولوا اغتيال مبارك في أديس أبابا في التسعينات وبسبب هذه المشكلة فقد دخل أيضا فى نزاع مع اثيوبيا ودخل في نزاع مع نظام اسياس افورقى في اريتريا واتهمه افورقى بأنه يساعد المتمردين على نظام حكمه ثم دخل في نزاع مع أوغندا التى اتهمته بمساعدة جماعة جيش الرب المتمردة ومن بعدها دخل في نزاع مع تشاد التي اتهمته بانه ساعد المعارضة التي حاولت اغتيال التشادي إدريس ديبى والاستيلاء على العاصمة نجامينا كما إن نظام البشير اتهم سابقا بأنه يساعد المعارضة الإسلامية في الصومال بقيادة شيخ شريف محمد ضد قوات الحكومة السابقة التي كانت تساعدها اثيويبيا .
كل هذه النزاعات التي دخل فيها السودان في الداخل والخارج قام بها نظام البشير الذي لازال هناك من يدعمه ويتباكى عليه بحجة الخوف على السودان وعلى وحدته مع إن البشير هو من يقود بسياساته التمييزية السودان إلى التقسيم فسبب حربه الضروس في الجنوب فانه من المتوقع ان يختار الجنوبيين الانفصال وتكوين دولتهم في الاستفتاء المزمع تنظيمه العام المقبل وهاهي حركات التمرد في دارفور تطالب بمثل هذه المطالب وفى الشرق هناك أحلام ورؤى مثيلة لذلك .
ياسادة ان قرار المحكمة الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير ليس قرار انتقائي وهو ليس قرار ضد الإسلام والمسلمين كما يدعى البعض فقد سبق إن شكلت محاكم دولية لمحاكمة كل من سلوبدان ميلسوفيتش الرئيس الصربي السابق وكذلك رادو فان كارديتش وأيضا الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور وكذلك زعماء الحرب السابقون في رواندا وكل هؤلاء ليسوا بعرب وليسوا بمسلمين ولكن يد العدالة استطاعت إن تصل إليهم وتحاكمهم .
اذا فهذا القرار ليس ضد المسلمين أبدا بل على العكس هو لصالح المجني عليهم من المسلمين غير العرب الذين يعيشون فى دارفور والذي فعل فيهم نظام البشير مالا يفعل .
إن حيلة النظام السوداني بالإيحاء للجنة علماء السودان لإصدار فتوى تمنعه من السفر حماية له وللسودان كما يقولون ثم استجابته المتوقعة لهذه الفتوى لن تحل المشكلة أبدا فهذه الطريقة التي أدمنها الحكام العرب والمسلمين للبقاء فى الحكم وهى اللعب على وتر الدين كلما ارتكبوا الأخطاء الكفيلة بإزاحتهم عن كراسيهم أقول ان هذه الطريقة لن تجدي نفعا للسودان فسيظل السودان كدولة مهدد ومحاصر بسبب رغبة البشير في استمراره على كرسي الحكم للأبد والحل من وجهة نظري هو إن يقوم البشير بالتنازل عن الحكم لصالح هيئة تعد البلاد لانتخابات جديدة ربما تفرز هذه الانتخابات عن شخص يستطيع قيادة السودان إلى بر الأمان بدل من هذا التخبط وهذه هي اقل تضحية يمكن إن يقدمها البشير للسودان إذا كان يهمه السودان والسودانيين.
مجدى جورج
[email protected]







#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمه صباح الخير
- التفجير الارهابى بالحسين والاتهامات الجاهزة
- أخفاق التمرد القطري
- زمن منتظر الزيدى وزمن بوش
- خواطر في المسالة القبطية
- اتحاد المنظمات القبطية الأوربية (المغالطات والأكاذيب المثارة ...
- بارك اوباما رئيسا للولايات المتحدة
- الإفراج عن السياح الأوربيين وفضائح مصرية بالجملة
- حمدي رزق ورواية تيس عزازيل
- القبض على هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات في مصر
- الاعتذار الايطالي لليبيا ملاحظات ودروس مستفادة
- مبارك وسياسة الهاء الشعب ونتائج بعثة بكين استقيلوا يرحمكم ال ...
- بشار الأسد والاصطياد في الماء العكر
- دولة فسادستان ومحافظ مطروح الهمام
- هنيبعل القذافى الاسم والفعل والأزمة
- التظاهرة القبطية بباريس
- التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر
- الرشاوى الانتخابية واستقالة اولمرت الوشيكة
- الاتفاق اللبناني وأسباب نجاح المبادرة القطرية
- في انقلاب حزب الله :جفت الأقلام وطويت الصحف


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - العلاج بالفتاوى