أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منال خميس - حوار التناظر ولادة أدبية بلون إبداعي جديد















المزيد.....

حوار التناظر ولادة أدبية بلون إبداعي جديد


منال خميس

الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:28
المحور: الادب والفن
    



منال خميس / عكف الكاتب د.مازن حمدونة منذ بداية يناير 2008 على انتاج نوع من أنواع الأدب أطلق عليه اسم حوار التناظر
و قدم لنا أستاذ علم النفس الأمني ، د. مازن حمدونه ،عبر ثلاثين حلقة من الحوار المتجدد حوار التناظر مجموعة متألقة من المواد الأدبية التي مثلت بارقة وهج وتألق في فضائيات الأدب ..استطاع من خلالها أن يقدم لونا من الأدب فاجأ به رواد الأدب وأعمدته ونقاده ، فصنع مساحة من الاشتباك الأدبي المبدع في ثوب جديد أثنى عليها كبار الأدب . هذا المنتج الأدبي الذي استطاع أن يوجه ويحاور الكلمة ويتماهى مع نصوص كتاب الأدب الذين قضوا أو الذين مازالوا بيننا ، وان يقل المتلقي، والناقد، والأديب القاص، والروائي، والشاعر في حافلة واحدة، أثلجت قلوب كتاب الكلمة ومبدعيها، وأيضا المتلقين لها.


ويرى د.حمدونة ان ما ينتجه من حوار التناظر هو مدرسة أدبية جديدة يمكن لها أن تنتشر وتتوسع في اطار ما تمتلكه من لغة أصيلة تعيد انتاج النص بالإضافة الى ما تمتلكه من أدوات يمكنها أن تتغلغل بشفافية مطلقة الى روح القارئ والمتذوق للأدب بكل أشكاله.

واذن !!هل هناك تقاطع بين الإبداع الأدبي والتحليل السياسي والفكري للأفراد والجماعات في مجتمع ما, وفي مرحلة تاريخية ما؟وهل يتعاطى الأدب السردي تحديدا متسلحا بأدواته المشروعة والمتاحة مع الوقائع والأحداث بآليات حدوثها, أم يتعاطى مع التداعيات الناجمة عنها؟تلك الأسئلة تحيل إلى السؤال الأهم:هل يمكن اعتبار المنجز الأدبي السردي قصة ورواية شاهدا تاريخيا على المرحلة, يمكن قراءته على ضوء العارف التي تتعدى النقد الأدبي؟

ولعل هذه الأسئلة وغيرها, هي ما دفعت الأكاديمي المتخصص في الأمن السياسي, إلى الاشتباك مع نصوص كتبها القاص غريب عسقلاني في مرحلة الانتفاضة الأولى, ونصوص كتبها خلال الانتفاضة الثانية, ونصوص أخيرة كتبها بعد الأحداث الأخيرة وانفراد حماس بالقطاع.

يقول القاص غريب عسقلاني في حديث خاص لـ(أمد) في هذا اللون من الكتابة, يقدم الكاتب قراءته الخاصة لعمل أدبي او مجموعة أعمال لأديب ما, يعكس من خلالها موقفة من المضمون أولا بأدوات تتخفف من أدوات البحث والنقد الأدبي, عن طريق البوح الذاتي النابع من فضاء العمل المشتبك, ولذلك تنتج عن هكذا قراءات في المحصلة نص مستقل يحمل من ذات الكاتب وموقفه من القضايا الشيء الكثير

مضيفاً جهد د.حمدونة مشكور ويتطور بشكل ملحوظ لاسيما وان الزميل دخل الأدب محصنا بمعرفة وأدوات بحث تساعده على توجيه خطابه بالشكل الذي يطمح إليه

ولفت عسقلاني الى ان هناك كتابات سابقة وردت في هذا المجال تحت عناوين أخرى, ولعل في الرسائل المتبادلة بين الكتاب والأدباء, الكثير من ملامح هذا اللون



مشيراً الى انه من الصعب اعتبار ما ينتجه د.حمدونة مدرسة أدبية لأنها لم تضع محدداتها وشروطها, ومكانتها بين المدارس الأخرى, ولكن هي لون من ألوان الكتابة, وفي تقديري أن اعتبارها مدرسة سابق لأوانه وأن ما يهم هنا جودة ونجاح المنتج ومدى قدرته على كسب مصادقة القارئ عليه

وقال عسقلاني ما قدمه د.مازن فيه نزوع للتجديد وفيه قدرة على توظيف الخبرات التي يمتلكها الكاتب في أعادة فهم وتأويل النصوص المدروسة, ورغبة واضحة في التجديد والإضافة, ولكن عليه من ناحية ثانية تكوين وامتلاك حصيلة معرفية بشرط وأدوات الألوان الأدبية التي يشتبك بها من ناحية, وأدوات النقد الأدبي من ناحية أخرى ليتسنى له معرفة ما يضيف ومعرفة ما يتجاوز وبذلك تحديد كيانية ما يقدم للقارئ

مؤكدا على ان مجال الاجتهاد في الأدب مفتوح, واعادة إنتاج المنجز الأدبي لا تتوقف على النيات الطيبة فقط, ولكن على الأدوات الطيبة, واعتقد أن مازن مدرك تماما لذلك وهذا يبدو واضحا من مناظراته الأخيرة.

وأعرب القاص غريب عسقلاني عن رضاه من حوارات تناظر د.حمدونة واشتباكها مع نصوصه قائلا من محاسن الصدف أو حسن الحظ أن كتباتي عن ما يحدث الآن في غزة, والتي نُشرت في المواقع, هي ما حفز د.مازن لولوج هذا النوع من الكتابة, واشتباكه معي فجر لديه الرغبة في الاشتباك مع كتاب آخرين،وما كتبه على ضفاف نصوصي 6 مناظرات هي قراءات موفقة اعتز بها.

وعقب الكاتب د. حمدونة على ملاحظة العسقلاني بأن أدب الرسائل يختلف عن حوار التناظر بحيث أن الرسائل موجهه من أديب لأديب أما حوار التناظر فهو اكثر عمومية وتجاوز تلك الحالة الخاصة بين كاتبين ، فهو حاور الكلمة والنص وجمع الجميع وهنا الفرق الجوهرى بين الاثنين على الرغم من التشابه في الادوات الادبية الى حد ما ولكن الوجهة تختلف .

أما القاص عمر حمش الذي قدم د.حمدونة ايضا حوار تناظر في نصوصه قال لـ(أمد) لقد فاجأني الدكتور مازن حمدونة ببوحه العميق، وبغوصه في عميق النصوص ، فقد تماهى معها وتماثل لدرجة الالتحام، فاستكشف بواطنها، واستخرج مكنونات كنوزها ، في بوح شفاف وبأسلوب مبدع، قد لا نجده عند الكثيرين من النقاد، وامتلك أدوات مقاربة لأدوات النصوص ذاتها في التكنيك والبناء بل وحتى في الصورة واللغة، هو لاشك يمتلك تلك اللغة التي لا يظلم معها النص، بل يزيد إشراقا، فيضيئه فيه ما غمض، ويسبر غور ما استعصي على قارئ النصوص المذكورة!

ويرى حمش في حوار التناظر مدرسة أدبية يمكن لها الانتشار ، لكنّها في بداية الطريق، والسؤال بحسب رأيه يبقى هل استطاع د-مازن حمدونة أن يرفع تماما آخر الحواجز بين الناقد والقارئ العاديّ، حيث عانى النقد الأدبي من بقائه في صومعة المثقفين ، أو كبارهم المتلقين، فانغلق منتج النقاد على القراء العاديين هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كانت هناك أيضا مشكلة بعد النصّ المعالج نقديا عن يديّ المتلقي للدراسات النقدية! ولكن هنا في حوار التناظر ألغيت الفواصل مابين النص الأصلي والناقد والمتلقي، فنجد الكاتب الأصلي وقد التحم بنصه مع صانع الحوار التناظري، ومع القارئ أيضا، فيعاد إنتاج المنتج من جديد في إبداع جديد هو فوق الإبداع الأساس!

ويعتقد حمش ان حوار التناظر وفر هذا الالتحام الثلاثي الرائع وهو ما سيمنح هذه المدرسة ديمومة الحياة، بل والتطور أيضا.



وقال حمش أن على كاتب الحوار التناظري أن يأخذ ذلك دوما في الحسبان، والقصد أن يصل للقاريْ (العاديّ ) مع المحافظة على جوهر وروح النصّ الأصليّ!!

وتابع حمش ان في حوار التناظر يحصل أمر لا يحصل في العادة لا عند الكاتب الأصلي، ولا عند الناقد الكلاسيكي الذي عهدناه، وأقصد هنا البوح بما لم يبح به الكاتب الأصلي، والذي كان قد منعه عن البوح به لوازم تقنيات النصّ وضرورات بنائه الفنية، فكاتب الحوار وبلغة شفافة يبوح هنا بما لم يبح مع استكناه ما خلف سطور النص وبالغوص في تخيلات كاتب النص ومناسبته زمانا ومكانا وهنا سر الإبداع وروعته في حوار التناظر المطروح بين أيدينا!

وأضاف بالضبط ما يفعله أدب الحوار التناظري أن يقول ما لم يقله الكتاب الأحياء ومن غادر، وهو بإمكانه في هذه الحالة أن يؤرخ للآخرين جميعا من خلال ما قدموا من نصوص، وهذا أيضا يفسح المجال لأن يقال ما للزمان وما للمكان في قضيتنا الفلسطينية من خلال نصوصنا، فتصطاد عصافير كثيرة بحجر واحد من قلم المبدع الكبير د مازن حمدونة!

وختم حمش حديثه لـ(أمد) لقد تناول د مازن نصا واحدا لي هو قصة قصيرة بعنوان حكاية عمران مع لوح الصفيح، والحقيقة أنني راض تماما وأشكره على ذلك ، لقد وجدته كما قلت قد أفصح بما يمنعني عن الإفصاح به تكنيك القصة القصيرة ووجدته قد رشّ عطرا جديدا على عطر النص، فأينعه أكثر!


ومن جانبها قالت الناقدة د.مي نايف لـ(أمد) أن الحوار لغوياً: أسلوب يجري بين طرفين، يسوق كلٌ منهما من الحديث ما يراه ويقتنع به، ويراجع الطرف الآخر في منطقه وفكره قاصداً بيان الحقائق وتقريرها من وجهة نظره.والتناظر لغوياً تفيد التقابل،هذه تعريفات للحوار والتناظر ولكن ما يفعله الدكتور مازن حمدونة هو نوع من أنواع الحوارية التي تكلم عنها باختين في نظريته عن الحوارية

وأضافت ان ما يكتبه د. حمدونة يطلق عليه السرديات الحوارية relations التي تكلم عنها باختين في نظريته عن الحوارية ، والحوارية بحسب تعريفها هي ظاهرة أوسع من نظام الردود يعود الي حوار محدّد تكوينيا، إنها ظاهرة عامة علي وجه التقريب ولا تنفصل عن النطق البشري وجميع التجارب وأشكال الإتصال بين الناس، وعن كل ما له معني وأهمية.

وتابعت يجد باختين أن الحوار يتخطي بعيدا إطار الإتصال الشائع بين شخصين، ويراه يدخل، بطريقة ما، كل كلمة، ولذلك يرى أن الحوار يفرض منطقه الخاص في الحقل الذي أسماه بالآيديولوجيا.

كما ان الشكلانية والبنيوية تفهم الحوار كبنية لغوية خاصة قد تظهر في أشكال أخري للطرح، في المونولوج مثلا، وتفيد من كل أشكال النحو( هذا مثال كتابات الدكتور مازن حمدونة).

واكملت ان حوارات التناظر التي كتبها د. حمدونة تعتبر حوارات داخلية، منولوجات أحادية الصوت ( هوموفونية) فيها حوار داخلي يتناص فيه الكاتب مع روح الكاتب الذي يتحدث عنه وأعماله وأفكاره، وقد يتناص معه في بعض مفرداته أيضاً في نسيج جديد هو نسيج خاص بالدكتور مازن به روحه وبصمته الخاصة

وختمت د.نايف ما كتبه د.حمدونة هو نوع من الميتا لغة التي يتناص فيها مع الطرف الآخر الذي يحاوره

واذن في ( أمد) نطرح سؤالنا الأخير !! هل نجح د.حمدونة بتقديم رؤيتة الموازية لرؤية الأدباء في حوار التناظر الذي أجراه مع نصوصهم ؟ تلك الرؤية البعيدة عن جفاف النقد الأدبي والتي تتيح للقارئ التحليق في آفاق أبعد من رؤيا النص الأساس..؟؟

في اعتقادنا أن المؤلف قدم اجتهادا يتماهى وينصهر مع النص الأصل مما يدعو القارئ إلى مزيد من التأمل, الذي ربما يؤسس لرؤيا جديدة تجيء بمرتكزات اساسية لفعل ثنائي المنبت اسمه حوار التناظر ..













#منال_خميس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهواء على أطراف أصابعه
- عبدالسلام العطاري : أنا عابر سبيل أبحث عن ظل أتفيأ به من شمس ...
- كلاهما جسد .. كلاهما قربان
- حوار مع الشاعر سامح كعوش


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منال خميس - حوار التناظر ولادة أدبية بلون إبداعي جديد