أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - عوائل الصحراء في العراق الديمقراطي














المزيد.....

عوائل الصحراء في العراق الديمقراطي


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 04:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما تكون الكتابة مسؤلية أخلاقية تعبرعن واقع المجتمعات الانسانية بالذات المجتمعات التي ينتمي لها الكاتب , تكون الكتابة بمثابة صدى لصرخات الواقع الذي لايمكن لغربال المبررات ان يحجب اشعة الواقع مهما كانت مرارته. وفي ظل الانفتاح الاعلامي الكبير الذي صاحب سقوط الدكتاتورية في العراق هرعت وسائل الاعلام على شبكات الانترنيت وعلى قمر عربسات وهوت بيرد ونايلسات لتنقل لنا الحدث لحظة بلحظة ومن قلب الواقع. وقد شاهدت من على شاشة الشرقية صور متحركة لعوائل عراقية تعيش على قمامات الاوساخ وتتلحف السماء وتتوسد الانقاض وتفترش الارض. وقد سميت تلك العوائل " بعوائل الصحراء " لانها تعيش بالعراء دون مأوى وهي تبعد خمسة كيلو متر من قبة على بن أبي طالب أبي الفقراء وناصر الحق والزاهد. وبقرب الحوزة العلمية للنجف الاشرف وبقرب القصور المترفة لاصحاب العمائم وكبار تقوى الايمان.

هل من المعقول ان تعيش تلك العوائل في صحراء النجف وصحراء بابل وصحراء السماوة وصحراوات اخرى من مدن العراق المتنوعة؟ بهذا الشكل المهين لآدمية الانسان. وهل هؤلاء مواطنون عراقيون؟ وهل لهم حق في المواطنة ؟ وأين هي حقوقهم في الوطن؟ أسئلة كثيرة تطرح أمام الرأئ العام العراقي , أسئلة تتحجر وتتكسر أمام آفة الفساد الكارثية والسرقات العملاقة للمال العام والهدر الهائل للثروة الوطنية . أين هي المساواة والعدالة كمبادئ لحقوق الانسان في قانون الدول الديمقراطية, ونحن نعيش تجربة ديمقراطية جديدة نتباهى بها أمام العالم. ونعادي بها المحيط الاقليمي خوفاً من العدوى الديمقراطية كي تصاب شعوبهم بحمى الصحراء قبل الديمقراطية.

عوائل تعيش على نفايات وتأكل من النفايات , شاهدت على شاشة الشرقية أطفال تمزق وجوههم حرارة الشمس ويحيط بأجسادهم غبار الدخان الزاحف من قهر اللامبالات وعدم الاكتراث من قبل مسؤلين الدولة الديمقراطية الجديدة. أقول كيف ينام المرء قرير العين وهو يضع علي بن أبي طالب أبي تراب قدوة له. كيف يخاطب المرء ربه في قنوته وهو يرى ويسمع تلك المأساة المرعبة لتلك العوائل الفقيرة. هل أصبحت الحكومة عاحزة عن القيام بمهامها الخدمية والادارية؟ وهي الدولة العراقية فقيرة للحد الذي يدفع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي للتبرع بـــــ 50 مليون دينار من رواتبه لتلك العوائل؟ أم نحن شعب تعودنا على المنح والهدايا والهباة, ونتنازل عن حقوقنا الطبيعية في الوطن.

حقوق الانسان بين التنظير والواقع

وهل تغني التنظريات التي تتبناها الكثير من الكتاب والمفكرين في طرح مفهوم المواطنة والديمقراطية, كمدخل لترسيخ ثقافة الديمقراطية, التي تدافع عن الانسان وحقوقه في الوجود والعيش والتفكير والممارسة, وهو امر له مشروعية في بلد يتجه نحو التحول الديمقراطي . يكون فيه المواطن وحقوقه الإنسانية مصانة من اي انتهاكات. أن الدعوة الى إقامة مجتمع دولة القانون يحظى فيه الأفراد بالتقدير والاحترام ، فلا يمكن أن يقام بتجاهل حقوق الانسان الاساسية في المسكن والعيش بكرامة. ولا يمكن لحماية حقوق الإنسان بصورة فعلية إن لم يطالب بها الأفراد وقادة الرأئ والاعلام الحر والواسع بشكل ملموس وباستمرار، ولا يمكن الصمت عن تلك الانتهاكات لحقوق الانسان الا بعد معرفتها ومعرفة الوسائل الكفيلة بضمان احترامها.

أن خدمة الكائن البشري (الانسان وحقوقه) ، هي المهمة الاساسية والواقعية لكل عمل يهدف إلى تنمية الانسان وتثقيف قيمه وسلوكه في المجتمع ، والدعوات إلى ترسيخ مفاهيم حقوق الانسان في المؤسسات التربوية التعليمية والمنظمات لغرض الحفاظ على محيط الأطفال والشباب من تصورات وقيم وسلوكيات خاطئة. هي دعوات طوباوية وفضفاضة !! لانها لاترتقي الى مستوى المسؤلية والحس الوطني دون الالتفات الى واقع العوائل والطفولة المتشتت بين الصحاري والتسول والعزوف عن التعليم . أن التوجه لتلك الشريحة المعدمة هي الخدمة الحقيقية لانتشال الواقع البشري (الانسان وحقوقه) من الضياع والتشظي والتمرد والخروج على الدولة ومكوناتها وهياكلها ومؤسساتها .

وعلى الدولة العراقية وسلطاتها التشريعية والتنفيذية الاسراع بفتح تلك الملفات الانسانية بقوة ومعالجتها بأقصى ما يمكن, من أجل الوفاء بوعودهم وعهودهم التي قطوعوها على الشعب . لكي لاتصبح مقولاتهم شعارات مزيفة لخداع الجماهير في مسرح الانتخابات. وعلى السياسي الناجح الذي يكرس كل قواه المادية والمعنوية ومثالياته السياسية لخدمة المواطن ويبحث عن الانسان وحقوقه في أبعد نقطة, وأن يصون ما قطعه على نفسه أمام الجماهير, وان يبني مساحة واسعة من الثقة بينه وبين الجماهير ولاينظر تحت أقدامه ولا لمصلحته الضيقة. والسياسي الناضج الذي يلامس هموم شعبه ويبلسم جراحاتهم الدامية .



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيفاء الحسيني ضريبة صوت الفيحاء الحر
- الديمقراطية بين نفق الاحزاب وتطلعات الجماهير
- غياب الوعي السياسي لمفهوم الديمقراطية في العراق
- أشكالية التحول الديمقراطي في العراق
- أهمية الدولة في ترسيخ أسس الديمقراطية السياسية
- مناشدة الفيحاء للتضامن مع مأساة المعتقلين في سجون السعودية ص ...
- المشهداني يخلف زوبعة سياسية في البرلمان
- مجالس الصحوات بين صناديق العتاد وصناديق الاقتراع
- التغطية الاعلامية في الانتخابات الفيحاء انموذجاً
- الاحزاب السياسية العراقية في ميزان الانتخابات
- الانتخابات وتغيير المعادلات السياسية في العراق
- التأثير الديني والقبلي على نتائج الانتخابات العراقية
- الانتخابات العراقية تبدأ العد التنازلي للمرحلة الحاسمة
- المستقلون يسبحون مع التماسيح في سباق الانتخابات
- الانتخابات العراقية وتداعياتها على العلاقات السياسية
- الاعلام المستقل ودوره في تحريك الاوراق الساخنة
- ثلاث قمم بائسة وغزة تنزف دما !!
- هل يستطيع الساسة التخلي عن المشروع الطائفي والعرقي في العراق
- دور الاعلام في الاتصال السياسي وأثره على الجمهور
- الدعاية السياسية بين ثقافة التمزيق وسوء الاستخدام


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - عوائل الصحراء في العراق الديمقراطي