أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر فرج الله - الزوجة الثانية














المزيد.....

الزوجة الثانية


طاهر فرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:29
المحور: الادب والفن
    


ما أن يأتي ذكر الزوجة الثانية او موضوعه تعدد الزوجات، حتى يبارك هذه الفكره الكثير من الناس ومن بينهم النساء انفسهن ،خصوصا في البلدان التي يكثر فيها الأرامل والمطلقات بسبب خوضها الحروب المتكرره ،مما تؤدي الى حدوث فارق غير منسجم بين عدد الرجال والنساء،لذا يحاول حتى الأصلاحيون دعم فكره تعدد الزوجات لتقليص الفارق فيما بينهم أولا وللتعويض عن العدد المفقود بالولادات ثانيا
ولكن هذا الرأي يبقى رأيا طبيعيا لا يدعو الى الأستغراب نتيجه حدوث الكوارث بأختلاف انواعها وعلى رأسها الحروب وخير مثال على ذلك (المانيا) بعدالحرب العالمية الثانية فقد شملت بهذه الفكرة حتى ظهر العجائز من الرجال بصحبه اكثر من شابه واحدة ،ولكثرة الأحزان التي انتابت فرنسا وارتدء نسائها الرداء الأسود بعد الحرب العالميه الأولى وفي اثنائها ظهرن في المنتديات الليليه يرقصن مع اصدقائهن وعشاقهن وكانت النتيجة اباحة المرأه وانتساب الوليد الى امه لعدم تمكن الباحثين والأصلاحيين من وضع الحل المناسب لكوارث الحروب الكونيه اوالأقليميه،حيث بدا الحل الذي اعتبر الأمثل والمتمثل بتعدد الزوجات وذلك لاحتمال قتل الرجل المتزوج من اثنتين او اكثر مما يؤدي الى ان يترك هذا الرجل او ذاك أرملتين او مجموعة من الأرامل اللواتي قد يفرض عليهن الدهر الزواج مرة ثانية او ثالثة فيتبعثر الأبناء بين الأجداد والأعمام فاقدين الرعاية الكاملة من قبل والديهما،أو ينتهي بهم المطاف بالتسكع في الشوارع وكم يمتلئ تاريخ الحروب من هكذا نماذج قاسيه حتى ان احدى الحروب تحدثنا عن وجود اخ في الصف الأول من المقاتلين في حين كانت اخته تتزعم الجيش الاخر بسبب انتقال الأم من ذمة رجل الى آخر وذلك للأختلاف الواضح في التوجه الفكري والسياسي لكل منهما0على اني الان سأتكلم من الناحية الطبيعية وكأننا نعيش في بلد يعمه الرخاء والوئام ولاتفكر زعاماتنا السابقة او اللاحقة بالحروب حتى في الخيال بل وعلى العكس من ذلك فان زعامتنا ان فكرت فلا تفكر الا بانجاز يسعد الشعب ويرفهه املين له حياة افضل ,وليس كما هو الحال لم يتفق زعماءنا في تنصيب
رئيس للبرلمان بعد شد وجذب دام اكثر من شهرين, لنجد ما يعرف بالمراهقة الثانية التي تصيب المتزوجين من الرجال بعد الاربعين من اعمارهم لم تأت اعتباطا او رغبة للكشف عن معالم الجنس الاخر , فهذه المعالم قد رسخت في ذهنه وان كان الرجل رساما او كاتبا مبدعا لتفنن الاثنان في وصفها باسهاب كبير.
ولكنه اي الرجل المتزوج تتمكن من تفكيره فكرة الزواج من امرأه ثانية لاسباب يندر الاشاره اليها كبار الكتاب والادباء وتتمثل هذه الفكرة (بالخوف من الموت) التي تلوح بها اليه زوجته بشكل يومي او متكرر خصوصا ان كان الزوج يملك ملكا او عقارا فتحثه دائما وابدا على ان يكتب هذا الملك او ذاك العقار باسمها او باسم ابنائها لئلا يشترك معها الورثة الاخرون كام الوزج او ابيه على سبيل المثال, فتنتاب الزوج فكرة الموت في كل يوم او في كل لحظه وكانه الشخص الحي المهيئ للموت غدا ,وعندما يستفيق من نومه حامدا الله على اطالة عمره يوما تذكره زوجته بمشروعها ذاك الذي يذكره بالموت بعد ساعات من طعام الافطار, في وقت قد يملاء الرجل الكثير من الطموح لتحقيق المزيد من النجاحات والاهداف ., ولكن موجة الموت المتدفقة من حنجرة زوجته باستمرار تجعله يشعر بمزيد من الاحباط الذي يؤهله الى الدخول في عالم الياس ,اضافه الى هذا كله فزوجة تستقبل زوجها بالكثير من تلك الموجات المتلاطمة ,فلا اظنها مرحه فرحه بل يغلب على طباعها الاستسلام والقنوط وكانها هيأت نفسها الى استقبال العالم الاخر بشتى انواع العبادات والطقوس , وكانها متاكدة من موتها غدا ,ناسية ان عليها واجب الزوجية لرفيق حياتها الذي يمتلئ حيوية ونشاطا .
وبدلا من ان تشاركه في تلك الحيوية والنشاط يجد نفسه مستيقظا في منتصف الليل وهو يشعر بالبرد والوحشة لعدم وجودها بجانبه , فتنتابه فكرة الزواج من الاخرى , وما ان تسمع الزوجة بما ينوي زوجها القيام به حتى تتهمه بالمجون واذا كانت على شيئ من الثقافه فتتهمه بالمراهقة الثانية في حين ان تبرير الزوج لتصرفه هذا يكمن في حبه للحياة والعيش فيها بصياغة جديدة ملؤها الامل , فزواجه الجديد ر سيظمن من المرأه الاخرى رغبة بالعيش في الحياة وبعد اشهر يتهيأ الزوجان لاستقبال المولود الجديد , كما وستباشر المرأة الثانية بالغيرة عليه استنادا للطبيعه الانثويه للمرأة, وبهذا يسترد الرجل عافيته ولا يضع الموت في باله كل ثانيه وكل دقيقه وانما يتعامل مع (الحياه والموت) تعاملا ايجابيا يتمثل بالقول القائل (اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا)على ان هذا الغد سيكون بعيدا عن ذاكرته ان حالفه الحظ ووجد المرأه التي قال عنها احد الملوك المتزوج من العشرات من النساء(الان عرفت كيف يكتفي الرجل بامرأه واحده).




#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الشطرنج وموت الاسكندر
- سَنِمّّارْ الروسي
- قرآن ناظم كزار!
- السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
- جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
- تجفيف منابع الارهاب
- المثقف والمناخ السياسي
- تجفيف منابع الإرهاب


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر فرج الله - الزوجة الثانية