أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ترانيم غجريَّة















المزيد.....

ترانيم غجريَّة


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 07:35
المحور: الادب والفن
    



(1)



حتى من اللا وعيِ تطلعينَ.. تنظرينَ.. تعشقينْ

كنتُ ملاكاً باكياً.. وكانَ يومي يابساً كالدمِ.. كالرمادْ

تبدَّدَتْ خيوطُ عمري..انطفأتْ شموعُ قلبي

هرمَتْ كلُّ الحكاياتِ... بلا معنىً

وها أنتِ من انتحابِ أحلامكِ تُقبلينْ

كنتُ ملاكاً باكياً أحاولُ الحلولَ في يديكِ

كيْ أتمِّمَ البلادْ

وطائرُ الفينيقِ في السماءْ

يكتُبني بالدمِ والرمادْ



(2)



شعرُها في العراءْ

نهرُها كانَ يرقصُ ملءَ السماءْ



(3)

بكاءُ جيتارةٍ عينايَ ملءَ دجى

ربيعِ كفَّيكِ والشمسِ التي انتحبَتْ

عمري وفتَّتها طولَ الهوى سهَري

بكاءُ جيتارةٍ تشكو إلى القمرِ



(4)



هيَّجتِ لي بوحَ السنينِ الماضيةْ

وكنتِ طعمَ الشجَنِ الحُلوِ بـخبزِ العيدْ

بنظرةٍ كتمتِها

سرُّ الهوى فيها

غمَستُ قلبيَ المفقودَ

لا أُريدُ أن أحرقَ غابَ الروحِ من جديدَ..

أنهاري تموتُ ظاميةْ



(5)



شيطانيَ اليائسُ لا يرضى بأيِّ شيءٍ.. أيِّ شيءْ

شيطانيَ البائسْ

احترقَ المساءَ فوقَ مذبحِ الغضَبْ



(6)



الأرضُ خارطةُ المنفى وليلكُها

قاسٍ.. وإنِّي وأحلامي على سفَرِ



(7)



سحرٌ يؤجِّجُ أحلامي ويُطلقُها

كلابَ صيدٍ على ما ظَلَّ من أثري



(8)



غيَّرني القهرُ وما غيَّرني الدهرُ الذي يغيِّرُ الرجالَ... كم سنةْ ؟

شربتُها ذوبَ صباحٍ يخلقُ الطيرَ.. وسوسنةْ

ذبحني الفجرُ بسكينٍ من الأسفلتِ... كم سنةْ ؟

أكلني الطيرُ على صليبيَ المجروحِ.. كم سنةْ ؟

كم سنةْ ؟



(9)



كلَّما أغرقُ في الشعرِ وفي المأساةِ أكثَرْ

كلَّما أغرقُ في ذاتكِ... في الفحمِ المضيءْ

أتدثَّرْ

مثلَ ذئبٍ قُطبيٍّ

مثلَ عُشبٍ قُطبيٍّ

بلحافِ النومِ والحُلمِ وأمشي

فوقَ موجٍ يتكسَّرْ

فوقَ نجمٍ يتعثَّرْ



(10)



تصاعدَ الدخانُ من مجمرةِ الضلوعِ... يُنشدونْ

حوليَ أطيارٌ وأسماكٌ بغيرِ دافعِ الإنشادِ......

يسبَحونْ

في ماءِ روحي

هكذا الحياةْ

نُعانقُ الأوراقَ كاليدينِ والضبابَ كالشفاهْ



(11)



يأتونَ من فراغِ أفكاري ويجلسونْ

على غيومِ وجهيَ المُحترقةْ

ويشربونَ خمرَ أحزاني المُعتَّقةْ

ويرحلونْ



(12)



إن جئتُ أو فكَّرتُ أو حاولتُ أن أمُّرْ

بينَ يدينِ من تسابيحِ المجرَّاتِ ومن شيءٍ بلا شيءٍ

توزَّعتْ زهورُ القلبِ للبحرِ

تراكمَتْ على يدي نجومُ العُمرْ



(13)



أحملُ قربانَ الضياعِ...

ذكرياتي علبَّتها الريحُ

فالحياةُ حلمٌ مزعجٌ في آخرِ الليلِ...

جدارُ القمرِ العتيقُ يذكرُ المسافرينَ

تحتَ وطأةِ الندى وتحتَ وطأةِ الشراعِ...

في الماضي أكونُ قابلاً أكثرَ للشمعِ

أكونُ قابلاً أكثرَ للإيقاعْ



(14)



وعدْتِ أن تـحتلَّني الشمسُ وأن يحتلَّني الضبابُ ذاتَ مرَّةٍ

وعدتِ أن ينكسرَ الزمانُ في أصابعي

ويخرجُ المهديُّ والمسيحُ من زوابعي

وعدتِ أن يصيرَ رملُ البحرِ في يديكِ أو يديَّ

كهفينِ من الآجرِّ...كهفينِ من المدامعِ

وعدتِ أن أُرجمُ في الشوارعِ



(15)



تبخرَّتْ أندلسٌ منِّي كظلِّ امرأةٍ جميلةٍ حسناءْ

كانتْ تزورُ فيكِ أيامي وكانَ الليلُ كالمسمارِ في حذاءْ

يا موجةً تصهلُ في الغيمِ وفي مفاصلي تَصهَلْ

يا نورساً يرحلُ في النومِ وفي دفاتري يرحَلْ

إلى متى يكتئبُ البحرُ ويذوي الشجرُ الأزرقُ في السماءْ ؟



(16)



ظلُّكِ الراقدُ في نفسي وفي ظُلمةِ غاباتِ جليدي

جاءَ يصطادُ حمامي

جاءَ يغتالُ خيولي

وأنا أنمو كعُشبٍ طحلُبيٍّ في قيودي



(17)



لذراعيكِ مواويلُ البطولةْ

واشتهاءُ النارِ والأمطارِ في عينَيْ جميلةْ

وأنا أبحثُ عن سيفي وعنِّي

تحتَ أبوابِ سمَرقَندَ.. وفي كلِّ انتصاراتي الطويلةْ



(18)



وانقضى خريفُنا الآتي ولم نعرفُ سرَّينا

نمَتْ فوقَ يدينا شجَرةْ

وظلَلْنا غُرباءْ

في مهبِّ الحُبِّ تذرونا الحقولُ الممطرةْ

وتقوَّسْتُ على زندكِ أو زنديَ... لا أذكرُ.. في ذاتِ مساءْ

أرى في عينيكِ مجدَ أمَّتي وجبهتي المُنكسِرةْ



(19)



لو كنتَ تعرفُ ما تجيءُ بهِ الحياةُ لكُنتَ تُهتْ

لو كنتَ تعرفُ ما يجيءُ بهِ الرمادُ لكنتَ في قلبي احترَقتْ

لو كنتَ تعرفُ ما الوطنْ

كنتَ اندثَرتَ بظلِّ بيتْ



(20)



لا روحَ فينا غيرَ ما يأتي بهِ السأمْ

باهتَ كالنهارِ أو يائسَ كالبحارْ

يحملنا للشمسِ كالزنبقِ في جدارْ



(21)



لا شيءَ غيرَ الشفقِ الأزرقِ في القممْ

وكلُّ ما نُحسُّهُ سأمْ

وفي مياهِ قلبنا نكتبُ كلَّ شيءْ

نُبحرُ مع كلِّ الرياحِ ونذوبُ قطرتانِ في سديمِ الضوءْ



(22)



نضيعُ في عذابنا المجروحْ

ننهدُّ كالإعصارِ منهوكينِ في الجبالْ

يصلبنا ايماننا العميقُ في السفوحْ

ونبتني صومعةً لربَّةِ الجمالْ

لسبعِ حورياتٍ انصهرنَ في دمي

وكُنَّ يخرجنَ من الضفةِ كلَّ عامْ

لسبعِ موجاتٍ حريريَّةْ

يَصهَلنَ في أصابعي ليلاً فلا أنامْ

يهطُلنَ أمطاراً ربيعيَّةْ

على رصيفِ الشارعِ الحالمِ في الكرملِ بالخزامْ



(23)



على بقايا الليلِ يهطُلنَ وفي الساحاتْ

أحصنةً جامحةً يركضنَ لا أعلمُ من أينَ قفزنَ

أمن القلبِ الذي يـَبكي أمِ اللوحاتْ ؟



(24)



وحدَها آهِ في عرباتِ الخيولْ

وحدَها آهِ تركضُ في جهةٍ سابعةْ

وتغنِّي بعالمِ أحلامها.....





خريف عام 2000



**********



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشعار جليلية
- البحثُ عن الأوتوبيا
- وردةُ القلب
- الطيِّب صالح يهاجرُ جنوباً
- ترانيم غجرية
- فراشةُ قلبكِ المائيّْ
- نشيدُ طواويسِ الشعر
- مرثيَّة متأخرَّة لمحمد الماغوط
- شيء عن الأيديولوجيا الضالَّة والحُبِّ والحربْ
- لماذا تسكبينَ دمي على الشطآنْ ؟
- حنانكِ غزَّة
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- أقمارٌ مائيَّةٌ لشرفةِ السيَّابْ
- هي شهقةٌ أخرى
- قصائد مبتلة بالضوء / قصائد مختارة
- شمسُ يوشع
- كلمات في وداع أجمل الفرسان محمود درويش
- كلُّ هذا البهاءِ المراوغِ حريَّتي ليسَ لي
- عذابات وضَّاح آخر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ترانيم غجريَّة