أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم علاء الدين - اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا















المزيد.....

اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ردت السيدة ندى القصاص في رسالة عبر الاميل على مقال لنا نشر بالحوار تحت عنوان: حماس لا تؤمن بالديمقراطية فلماذا تحاورونها بتاريخ 13/3 وهذا رابطه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=165701

بعدد من الاسئلة جاء فيها " ومن يؤمن بالديمقراطية؟!! الانظمة العربية بما فيهم النظام القائم فى العراق الان؟! فتح سلطة أوسلو؟! الجبهة الشعبية؟! من من الفصائل الفلسطينية او حتى التيارات العربية - سواء باحزابها الرسمية او غيرها- يؤمن حقا بالديمقراطية؟.
التيار الليبرالى العربي -عموما والمصرى خصوصا- عدائهم الاساسي هو مع باقى التيارات الوطنية، سواء الاسلامية او القومية!!".
واضافت السيدة القصاص قائلة " وعن اى ديمقراطية نتحدث؟! الديمقراطية الاجتماعية ام السياسية ام حرية الرأى؟ .. وما موقع حرية الاوطان فى ظل الاطروحات الديمقراطية كحل سحرى لكافة أزمتنا واشكالياتنا؟! .. واين هو النموذج الديمقراطى الذى تبشرون به؟ أين هنا تشمل المكان والزمان؟".

وقالت من يؤمن حقا بالديمقراطية لا يستبعد قوى او تيارا أيا كانت الحجج...الاقصاء والاستبعاد والاستثناء اول طريق الدكتاتورية التى مارستها بجدارة فى عنوان مقالك .. الوطن العربي يحتاج الى مزيد من الحوار والتواصل لفك شفرة الدكتاتورية الحاكمة له منذ عهود طويلة...وكفانا جزرا منعزلة".

محقة في اسئلتها السيدة القصاص خصوصا سؤالها الاول الذي كل ما تلاه كان تفاصيل له، فمن يؤمن بالديمقراطية في عالمنا العربي..؟
واتفق معها فيما ذهبت اليه بان هناك انظمة ومؤسسات رسمية وشعبية لا تؤمن مطلقا بالديمقراطية، واضيف ان الغالبية الساحقة من شعوب العرب لا تؤمن بالديمقراطية، بل ربما لا تعرف ما هي الديمقراطية. وهذه النتيجة اصبحت بديهية ومعروفة ولا يختلف عليها اثنان.
ومع ذلك فمما لا شك فيه ان هناك الكثير من الانظمة العربية تؤمن بالديمقراطية، لكن ان تكون لا تلتزم بتطبيق قواعدها بنزاهة والتزام واحترام فهذا صحيح، ولكنها لا شك تؤمن بالديمقراطية، وتمارس العديد من مبادئها في الحياة العامة، وسوف نذكر بعض تفاصيل هذه الممارسات لاحقا.
وايضا هناك تيارا متناميا في العالم العربي يؤمن بالديمقراطية ويناضل من اجل ترسيخ قيمها وتوسيع الممارسات الديمقراطية، وفي نفس الوقت يناضل سلميا ضد القوى غير الديمقراطية، بشكل خاص من خلال نشر الوعي الديمقراطي وتبيان ضرورتها لشعوبنا باعتبارها حاجة اساسية لا غنى عنها للشعوب في مسار سيرورة تطورها وتقدمها ونموها .

وبالنسبة للقسم الاول الذي لا يؤمن بالديمقراطية فمنه انظمة الاحزاب الشمولية الديكتاتورية القمعية الاستبدادية كنظام صدام في العراق، او نظام البشار والبشير في سوريا والسودان، او نظام ملك الملوك في ليبيا او النظام الاكليركي السعودي. والى جانبهم حركات واحزاب وتيارات الاسلام السياسي، كما ان منظمات اليسار العربي بمجملها وفي العالم عموما لا تؤمن بالديمقراطية اصلا، ولا تمارس ايا من مبادئها، وهي تماثل تماما حركات الاسلام السياسي فهي لا تؤمن من الديمقراطية الا بالانتخابات ايضا كوسيلة لوصولها للسلطة كي تفرض ديكتاتورية البروليتاريا.


واذا كان ليس هناك ما يدعو لبذل الجهد في اثبات ديكتاتورية الانظمة الشمولية السابق ذكرها فان الحاجة دعت الى تبيان العداء السافر الذي تكنه حركة حماس وتيارات الاسلام السياسي عموما للديمقراطية بمعناها الشامل، وفي هذا السياق جاءت مقالتنا المشار اليها، لتوضيح التضليل الذي تمارسه حماس خصوصا وحركات الاسلام السياسي عموما بتصويرها ان الديمقراطية هي الانتخابات، وكيف ان بعضها يمارس التضليل لاخفاء السبب الذي يدفعها للموافقة على هذا المبدأ الديمقراطي، وعدم الاعلان بصراحة انها تسعى من خلال الانتخابات للصعود الى مواقع السلطة حتى تتمكن من الغاء الانتخابات النيابية واستبدالها بنظام الشورى غير الديمقراطي.
وربما لحسن الحظ ان السيد عبد الله بوفيم احد المؤمنين بالاسلام هو الحل كما تشير كتاباته علق على مقال اخر نشر ايضا بالحوار تحت عنوان "الاسلام السياسي عدوا لدودا للديمقراطية، يوم 15/3 حدد فيه موقفا واضحا وصريحا باشد ما في الوضوح من معنى ، حول الموقف الحقيقي لتيارات الاسلام السياسي من الديمقراطية فيقول "الديموقراطية, التي تفتأ تكررها بين الفينة والأخرى, وتبحث بالسراج في وضح النهار, عنها في كتابات الحركات الاسلامية, لن تجدها إلا مقرونة بالشورى, الذي هو مفهوم إسلامي, ومعناه تداول السلطة بين المسلمين, بالاتفاق او انتخاب الأصلح والأجدر بالمهمة والمسؤولية".
ويضيف بوفيم " الديموقراطية, يفهمها الجميع على أنها تداول للسلطة, وإذا كنت استاذ ابراهيم تنتظر أو تتوهم أن تقبل الحركات الاسلامية, بل والشعوب الاسلامية, أن تكون علمانية , لتحصل على شهادة الديموقراطية, فلن تكون ديموقراطية ابدا".

ديمقراطية الشورى
شكرا استاذ بوفيم هذا بالضبط ما حاولنا البرهنة عليه في المقال، وفي وجهة نظر بوفيم هذه ردا على الاستاذة ندى القصاص بقولها في سياق نقدها وجهة نظرنا " من يؤمن حقا بالديمقراطية لا يستبعد قوى او تيار أيا ما كانت الحجج...الاقصاء والاستبعاد والاستثناء اول طريق الدكتاتورية".
هل هناك شك يا استاذه ندى بعد ما ذكره السيد بوفيم ان تيار الاسلام السياسي لا يؤمن بالديمقراطية كما نفهمها وفق معطياتها المعاصرة وجذورها التاريخية اليونانية باعتبارها "سلطة الشعب" ، وبمعنى اخر "الشعب مصدر السلطات"، وبمعنى ثالث "الشعب مصدر التشريع". والمعاني الثلاث هي ذات المضمون وهو "حكم الشعب لنفسه".
وطالما الديمقراطية عند الاسلام السياسي هي الشورى كما اكدها السيد بوفيم، وكما تؤكدها العديد جدا من ادبيات ووثائق تيارات الاسلام السياسي، فهل من يسعى لاقامة نظام الشورى يا استاذة ندى يؤمن حقا بالديمقراطية وانهم لا يستبعدوا قوى او تيار ايا ما كان ..؟؟
ام انه بالعكس حيث ان الشورى والتي لم يكن لها نظام محدد حيث ان الطريقة التي مورست فيها لاختيار الخليفة ابو بكر، تختلف عن الطريقة التي مورست فيها لاختيار الخليفة عمر، غير الطريقة التي مورست فيها لاختيار الخليفة عثمان، وطريقة رابعة مختلفة لاختيار الخليفة علي، وبعده لم تقم شورى على الاطلاق. بل نظم وراثية استبدادية مثقلة بكل انواع الطغيان والقهر والديكتاتورية.
اذن عندما ندعو يا استاذه ندى الى عدم الحوار مع من لا يؤمن بالديمقراطية فهذا سلوك دفاعي حتى لايتمكن اعداء الديمقراطية من استغلال احدى مكونات الديمقراطية وهي الانتخابات لاقصاء الديمقراطيين بل والديمقراطية من اساسها. وبذلك تنتفي صحة العبارة التي وصفتينا بها بالديكتاتورية بجدارة بقولك " من يؤمن حقا بالديمقراطية لا يستبعد قوى او تيارا أيا ما كانت الحجج...الاقصاء والاستبعاد والاستثناء اول طريق الدكتاتورية التى مارستها بجدارة فى عنوان مقالك".
وكي تتضح الصورة فهاهو الاستاذ بوفيم يعفينا من بذل الجهد فيقول " تحدثت عن التكتيك, صدقت في هذه...(يقصد ما اكدت عليه في المقال من ان الاسلاميين يستخدمون الانتخابات كتكيك للوصول الى السلطة).. لكن ما لا تعلمه يا استاذ ابراهيم هو أن الاستراتيجية الاسلامية, تقتضي نشر دين الاسلام في العالم باسره, ليبلغ دين الاسلام ما بلغ الليل والنهار. فالمشاركة السياسية ليست هدفا بحد ذاتها, بل مجرد تكتيك, وأسلوب دعوي وعلى المستوى الوطني أو العالمي".
طبعا لا يوضح الاستاذ بوفيم شكل الاموربعد ان يبلغ دين الاسلام ما بلغه الليل والنهار، ما الذي سيحدث ..؟ يبدو انه نسي او لا يريد الافصاح عن ان المسلمين انذاك سيفرضوا نظام الشورى ونظام الشريعة الاسلامية على سكان الارض بما فيهم البوذيين والهندوس والمجوس والمسيحيين واليهود الذين سيدفعوا الجزية للخليفة الذي لا نعرف كيف سيتم اختياره على طريقة سقيفة بني سعد حيث انحاز عمر وعثمان الى ابا بكر القرشي المهاجر، ضد ابن ابي ساعدة زعيم الخزرج ابن المدينة الانصاري، ام وفق اختيار عمر بتوصية من ابي بكر، ام وفق اختيار عثمان من بين ستة مرشحين اختارهم عمر ليختاروا من بينهم الخليفة، ام بالسيف والانشقاق والحرب الاهلية والتي انتهت بانتصار معاوية وقتل علي، ليبدأ عصر الوراثة بالاسرة الاموية، ثم الاسرة العباسية، ثم تمزق العالم الاسلامي بين العائلات والقبائل ولم يتحد ابدا كما كان في العصر الاموي.

ما علينا من التاريخ
لكن الاستاذة ندى قد لا يهمها التاريخ كثيرا، فهي فقط ترى ان لا احد يؤمن بالديمقراطية في الزمن المعاصر، وفي ذلك خطأ فادح لان السيدة ندى تخلط بين الايمان بالديمقراطية .. وبين تطبيقها.
فحركة فتح اوسلو كما وصفتها تؤمن بالديمقراطية، وهناك عشرات الوثائق التي تؤكد سعيها لاقامة دولة وطنية ديمقراطية بل زاد الرئيس محمود عباس على ذلك بقولة دولة ليبرالية، ومن اهم هذه الوثائق وثيقة الاستقلال وبرنامج السلطة الوطنية، وبرنامج الحكومة سواء للسيد عباس او السيد قريع او السيد فياض.
لكن هل تطبق فتح الديمقراطية بنزاهة فالجواب لا ابدا ومطلوب النضال وبكل جدية لترسيخ العلاقات والسلوكيات والمباديء الديمقراطية في اوساط فتح.
ومع كل الملاحظات التي يمكن ان نبديها في انتقاد الاساليب غير الديمقراطية في حركة فتح، لكن ومع هذا فهي ربما تكون اكثر الحركات والمنظمات الفلسطينية قربا من كونها حركة يسارية ديمقراطية وفقا لمفهوم ان اليسار هو عمل من اجل التغيير وليس شعارات او اعلام حمراء وقصائد للبروليتاريا.
وهناك ايضا الكثير من الانظمة العربية تؤمن بالديمقراطية مثل مصر والاردن ولبنان والكويت واليمن والبحرين والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، فهي كلها انظمة تؤمن بالديمقراطية وفق المفهوم الغربي، وتمارس فيها بدرجات متفاوتة بعض الحريات الديمقراطية مثل حرية الصحافة وحرية الراي وتكوين الاحزاب والمساواة بين الرجل والمراة وحق الترشح والانتخاب، والحقوق الشخصية وحرية العبادة الى اخره.. لكن بشكل عام هناك الف ملاحظة وملاحظة على تطبيقها للديمقراطية، لكن لا يمكن نفي ان تلك الانظمة تؤمن بالديمقراطية.

اليسار والديمقراطية
والسيدة ندى محقة بان الجبهة الشعبية لا تؤمن بالديمقراطية الغربية (وهي الديمقراطية التي نؤمن بها وندعو اليها) مثلها مثل معظم الاحزاب اليسارية، فهي تؤمن بديكتاتورية البروليتاريا، ولا يمكن لنظام فيه ديكتاتورية طبقة .. مما يعني اضطهاد طبقات اخرى .. ان يكون ديمقراطيا حتى لو كانت الطبقة التي تفرض ديكتاتوريتها وهي لدي اليسار طبقة البروليتاريا (الطبقة العاملة) تشكل الاغلبية الساحقة من المجتمع.
بالاضافة الى مبدأ المركزية الديمقراطية الذي يتنافي مع ابسط شروط الديمقراطية الداخلية.
وتيارات اليسار عموما مثلها مثل حركات الاسلام السياسي تضيق ذرعا بالمعارضة، وتعمل على اقصائها، فها هو المعلم لينين في المؤتمر العام العاشر للحزب المنعقد في عام 1921 يفرض سياسته ويقرها المؤتمر والتي قالت "بأن الظروف الصعبة جداً لا تسمح للحزب بتحمل معارضة سياساته من داخله ويجب طرد كل معارض من الحزب".

وفي الاونة الاخيرة اخذ الكثير من الماركسيين يراجعون مواقفهم من الديمقراطية بشكل عام وديكتاتورية البروليتاريا بوجه خاص.
فالدكتور احمد البرقاوي في مداخلته في كتاب بعنوان " الماركسية في عصرنا" الصادر عن دار نون في مدينة حلب والذي يحتوي على حوار الطاولة المستديرة بين مجموعة من الماركسيين عبر عن خشيته أن يكون هناك تطابق بين دواعي إصلاح منظومة قدمت لحظة سابقة، ودواعي الإصلاح الإسلامي، الذي ليس إلا تطوير النص ليتطابق مع الواقع)، وهذه نزعة خطيرة. ويرى أنه من الصعب إعطاء منهج واحد فضل الصحة المطلقة. ومن المفيد التأمل في تجربة منظومة انهارت، ودراستها من جديد، فمثلاً (ديكتاتورية البروليتاريا) كما حكى عنها ماركس ولينين، ما هي إلا يوتوبيا! وأشار إلى ضعف حضور الحرية في الخطاب الماركسي. وفي هذه النقطة (غياب الحرية) يتفق الدكتور ماهر الشريف معه.
فالديكتاتورية اساسا ترجع الى تقديس الافكار، او تقديس الاشخاص ، وينسى اليساريون في زحمة العمل اليومي ذو الطبيعة المطلبية في الغالب ان الماركسية في الاصل هي فكر نقدي، وانها في الاصل هي فلسفة الحرية للانسانية، وطالما انها فكر قائم على المنهج النقدي اذا لا بد له وان ينقد ضمن ما ينقد نفسه حتى يواكب مجمل التطورات الانسانية.

التعايش وقبول الاخر
واذا كانت الافكار والقيم الديكتاتورية الشمولية ترفض بالاساس ثقافة الحوار والتعايش كونها لا ترى الا نفسها من يمتلك مفاتيح الحقيقة المقدسة، فان الليبرالية وحدها من تتيح المجال للتعايش المشترك بين جميع الثقافات والديانات والعقائد والاصول والاعراق.
ومن هنا يصبح هدف نشر الليبرالية يعني نشرا لمباديء الديمقراطية التي تكفل حق الاختلاف. وقبول الاخر، وهذا هو النموذج الديمقراطي الذي نبشر به يا استاذة ندى حتى نتخلص من امراض التعصب والعنف والتطرف بكافة اشكاله.
هذه هي الديمقراطية التي نتحدث عنها وهي تشمل الديمقراطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

اما قول الاستاذة ندى بان التيار الليبرالي العربي عموما والمصري خصوصا عدائه الاساسي مع باقي التيارات الوطنية سواء الاسلامية او القومية، فاود التنبيه اولا ان التيار الاسلامي يرفض نعته بصفة الوطنية لانه يعتبر الوطنية مصطلح استعماري دخيل على الثقافة الاسلامية، فهو تيار اسلامي فقط، وعداء الليبرالية مع هذا التيار نابع من العداء المطلق الذي تكنه تيارات الاسلام السياسي للافكار الليبرالية وجوهرها فكرة التعايش مع الاختلاف والديمقراطية بمعناها الشامل وانها ليست فقط صندوق اقتراع.
اما بعض التيارات القومية فخلافها مع الليبرالية نابع من عدم قبولها بان الليبرالية منهج انساني ليس له جنسية او قومية او دين، وانها اذا كانت نشاتها بالغرب الذي استعمر بلادنا لفترة من الزمن فهذا لا يعني ان الليبرالية منهج استعماري غربي.
فالهند وماليزيا وكوريا الجنوبية واندونيسيا على سبيل المقال تنتهج المنهج الليبرالي فهل هذه الدول استعمارية مثلا؟ ام انها مستعمرة من قبل الغرب.
فالمشكلة الرئيسية مع بعض القوميين انهم يعتقدوا ان الامة العربية هي خير امة اخرجت للناس وان باقي الامم والشعوب لا قيمة، وان الولايات المتحدة هي عدو ابدي يجب هزيمته والقضاء عليه ومعه الغرب كله.
وهذا يتناقض مع مبدأ العايش السلمي وعدم التمييز على اساس العرق او اللون او الدين او العقيدة، ولا فمن المنطقي ان تسعى الليبرالية لهزيمة هذا الفكر القومي، كما يسعى الفكر القومي الى هزيمة الفكر الليبرالي، ولكن اذا كان من الصعب اقناع تيارات الاسلام السياسي بالليبرالية والديمقراطية ومبدأ العايش والمساواة فان التيارات القومية ستجد ان الليبرالية تساعدها على البقاء وتحقيق العديد من اهدافها.
اما موقع الاوطان في الديمقراطية كما تسال الاستاذة القصاص فانها في قلب كل ديمقراطي والغاية الاساسية لنشر الديمقراطية فيه ازدهار الاوطان ونموها وتطورها.

الخلاصة
اننا نسعى وندعو كل الديمقراطيين والقوى اليسارية والعلمانية وكل الساعين الى بناء المجتمعات الديمقراطية الى الابتعاد قطعيا عن السجالات العبثية والحوارات التي تحول دون تحقيق الاهداف والغايات المنشودة، وهذا لن يتحقق الا على قاعدة قبول الاخر الذي يقبل اصلا بالديمقراطية، ويقبل بالمجتمع التعددي.
ويجب على القوى الديمقراطية ان تتوقف عن التشكيك بالقوى الاخرى وان تتخلى عن فكرة الزعيم الاوحد والقائد العظيم، وترسيخ قيم الانفتاح على الافكار والمجتمعات، وعزل الافكار التكفيرية، والتي تدعي امتلاك الحقيقة، وكافة القوى الاقصائية والانعزالية التي تحرض على العنف ونبذ الاخر وازدرائه بسبب الدين او اللون او العرق، او الجنس.
لقد هالني ما قراته للاستاذ فؤاد النمري الذي اكن له كل احترام في مقال له بالحوار المتمدن عدد 5286 جاء فيه " كان بإمكان تروتسكي أن يحل محل ستالين، وكان هذا هدفه الأول، لو كان مشروعه هو نفس مشروع لينين حيث كان أبرز عضوين في القيادة وهما زينوفييف وكامينيف أقرب إليه من ستالين ليس لأنهما يهوديان مثله فقط بل لأنهما بورجوازيان وضيعان مثله".
فهل ابرز عضوين في قيادة الحزب البلشفي حددا موقفهما بناء على اساس الدين...؟؟؟؟ الا يشير هذا الامر الى الغياب التام للديمقراطية في الحزب البلشفي حتى في عصر لينين..؟؟ فهل ستظل الديمقراطية غائبة في الاحزاب الشيوعية بعد ان برهنت الديمقراطية الليبرالية على انها الاسلوب الامثل لتطور المجتمع حتى اللحظة الراهنة..؟؟
ان اليسار مطالب بان يقوم بدراسات عميقة لابعاد شبح الديكتاتورية من مناهجه السياسية والتنظيمية والجماهيرية، ومن برنامجه لبناء المجمع والدولة، ويفترض انه الاقرب الى المفاهيم الديمقراطية الليبرالية، وذلك من منطلق جوهري في الفلسفة الماركسية وهو انه لا يمكن بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا ومن ثم دولة الرفاه الاجتماعي الشيوعية الا بعد المرور بمرحلة الراسمالية.

وفي مرحلة بناء الاوطان يقع على عاتق الديمقراطيين مسؤولية هائلة لاشاعة اوسع المناخات الديمقراطية والوقوف بصلابة امام كل القوى الديكتاتورية غير الديمقراطية مع التاكيد ثانية وثالثة ورابعة على ان الديمقراطية كل شامل وليست فقط صناديق اقتراع او انتخابات برلمانية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو يساري متطرف مقارنة بالزهار او الطاهر
- الاسلام السياسي عدوا لدودا للديمقراطية
- حماس لا تؤمن بالديمقراطية فكيف تحاورونها ..؟؟
- 20 بالمائة من بنات العرب في مهب الريح
- اوهام الحوار الفلسطيني والمصالحة القبلية
- انا.. والأميرة .. بدون شيطان...!!
- ديماغوجية نصر الله ..
- الفلسطيني مشرك .. وحماس كافرة .. والاخوان اصل الارهاب
- القضية الفلسطينية والليبرالية .. وحوار القاهرة
- تعالوا نزوجكم بنات الصومال .. والقرضاوي مرتد
- اختراع حبوب الحب .. العلماء على وشك تغيير مجرى التاريخ الانس ...
- تشديد القيود على حركات الاسلام السياسي في المنطقة
- سيدة تستجير بشيخ اسلام فيعرض عليها الزواج
- «التطرف في التدين أقصر الطرق إلى قلوب الرّعاع»
- سألته .. كيف أصبحت يساريا ..؟؟
- الماركسي الفقيه والماركسي العملي
- على اليسار الفلسطيني ان يصعد الصراع الفكري مع حركات الاسلام ...
- الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رفض المسلمون دفنه في مقابرهم
- الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطين ...
- مشهد من حياة الخليفة في الدولة الاسلامية


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم علاء الدين - اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا