أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - بلاغة الصورة بين غرق سفينة نوح وفيلم تيتانيك والعبارة المصرية














المزيد.....

بلاغة الصورة بين غرق سفينة نوح وفيلم تيتانيك والعبارة المصرية


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 07:33
المحور: الادب والفن
    


الكمبوشة
بلاغة إنتاج الصورة الفنية بين المسموع والمعروض
- نموذج تطبيقي بين سفينة نوح وفيلم تيتانك والعبّارة المصرية -
د. أبو الحسن سلام
قرأت بحثا مبتكرا لباحث عراقي يقارن بين بلاغة الصورة في فيلم ( تيتانك) وبلاغة الصورة في سورة (نوح) ، تبعا لحادثة الغرق ، ووقع أثر كل منهما علي نفس المتلقي – على اختلاف التلقي عبر الترجمة الذهنية لصورة غرق ( ابن نوح) ومن معه من المعرضين عن رسالته ، والتلقي المرئي السمعي المجسد على شاشة عرض سينمائي عبر الصور المتتابعة الممنتجة لضحايا السفينة الغارقة ( تيتانك) .
ومع أن البحث طريف مبتكر ، إلاّ أنني وددت لو كان الباحث قد عقد مقارنته تلك بين غرق ( تيتانك) والعبّارة ( السلام) التي راح ضحيتها 1300 إنسان برئ ، باعتبارهما حادثتين بشريتين معاصرتين ، وقعت إحداهما في القرن العشرين ،نتيجة إهمال بشري غير متعمد أودي بحياة المئات ووقعت الثانية في القرن الحادي والعشرين، نتيجة إهمال بشري متعمد ، وعدم مبالاة بأرواح الفقراء العائدين من رحلة سنوات مضنية وأضاع مستقبل عوائلهم.
على أن بعض نتائج البحث استوقفتني ، كقوله: " إن المضمون عادة يتحكم في صياغة الشكل " وهو قول مطلق ، فقد يحدث العكس ، فمضمون إنتاج النص المسرحي عند ( باكثير) يقود الشكل ، بينما يقود الشكل مضمون مسرحيات ( الحكيم) الطليعية : ( شمس النهار – يا طالع الشجرة – الطعام لكل فم – لزوم ما لا يلزم ) . كما
استوقفني قوله أيضا: " إن المضمون والشكل الفني والبلاغي في (قصة نوح ) فيها قوة إرادة وصبر برغم فقدان الابن ، أما في فيلم (تيتانك) فإن الشكل أقوى من المضمون " وهو يعلل ذلك بوجود ( المؤثرات الصوتية والموسيقية والخدع السينمائية في إعطاء قيمة فنية للشكل الذي ابهر مشاهدي الفيلم .)
وكأن تضحية الشاب العاشق بنفسه وإرادة تحمله للبرودة القاتلة . وهو يدفع طوف حبيبته ، ممتنعا عن الصعود إليها طلبا للنجاة معها ، خشية غرقه بهما ؛ عمل غير نبيل !! وكأن الفتاة التي تفقد حبيبها وهو يتجمد من البرودة في مياه المحيط أمام عينيها لم يمثل قوة تحمل وعظيم قدرة على الصبر على واحتمال النظر إلى رجلها الغرق لينقذها دون قدرة منها على إنقاذه أو مجرد إقناعه بالصعود معها؛ لا تستحق النظر بجلال لذلك الموقف النبيل !!
إما البلاغة وإن اختصت بوصف المضمون أكثر من وصف الشكل ، فباعتبارها الوسيلة والأسلوب الأقصر والأسرع في تحقيق الأثر المضموني للتعبير الأدبي والفني تجريدا أو تجسيدا ؛ فإن الأثر المجسد أداء عبر الصورة المرئية المسموعة الحاضرة التلقي مسرحيا أو بوسيط سينمائي ، غالبا ما يكون أكثر تبليغا من حيث الدلالة والجمالية ، وأسرع من الصورة المقروءة أو المسموعة مترجمة عبر الذهن ، بخاصة إذا كانت الأولى بشرية جرت على البشر في عصر تلقينا لها – لتفكيرنا في احتمال وقوعها علينا نحن ، لا على الضحايا الذين تقشعر أبداننا لمرآهم يغرقون – بينما الصورة الثانية محكية بالوصف قراءة أو تلاوة سمعية عن قصة دينية من ماض سحيق . ولا شك أن تأثير الآني للصورة المرئية المسموعة بالتجسيد الحاضر التلقي أو بوسيط سينمائي أكثر وقعا وتأثيرا في نفوس جمهور عصر العولمة والتدفق المعرفي والمعلوماتى ، فإحراق علم الدولة الصهيونية في مظاهرة غاضبة أشد وقعا وأبلغ دلالة على كراهيتنا لها من الهتاف ضدها . وتحضرني اللقطة الأخيرة من مسلسل ( على باب زويله) بإخراج الفنان (نور الدمرداش) ، حيث مشهد تعليق جثة ( البطل المملوكي المصري ( طومان باي) حيث الكاميرا تلتقط تعبيرات وجوه المصريين الحزينة من بين فتحة ساقي "طومان باي" المعلق مشنوقا علي" باب زويلة" وهي تمر في حركة دائرية علي وجوه الجماهير لتعبر ببلاغة عن الروابط الحميمة بين الشعب وبطله الذي رفض الاستسلام للسلطان العثماني ( سليم الأول) أما جمالية الصورة فقد تمثلت في مرور زوايا اللقطة المتصلة دائريا من بين ساقيه المنفرجين لأسفل ليشكلا حرف V ) ) مقلوبا ، فإذا كان ذلك الحرف رمزا أو علامة على النصر ، فإن وضعه مقلوبا هو رمز أو علامة على الهزيمة . فهل هناك بلاغة في إنتاج الصورة إرسالا واستقبالا أفضل من ذلك؟!
كما استوقفني قوله عن التكلفة المالية الكبيرة في إنتاج فيلم" تيتانك" والأعداد الغفيرة من الفنانين والمصممين والفنيين والإداريين والتسويقيين والأجهزة والمعدات ومشقات الانتقال ومخاطر المحيط في مقابل الصورة القرآنية التي حققت البلاغة دون تلك الأعباء والنفقات !! وهنا مكمن فساد مقارنته ، لأن المقارنة تصح بين لونين من الإنتاج من جنس واحد فالمقروء لا يقارن بالمرئي المسموع والمنتج البشري لا يقارن بالمنتج الغيبي ، فهذه كيمياء وهذه كيمياء . وإنما غاية ما يبلغه قياسه هو أن يدخل من مدخل ( التناص المتآلف والمتخالف) وليته قد فعل !!




#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطة والسنبلة والمهدي غير المنتظر
- بنات بحري بين محمود سعيد ووليد عوني
- فنون السرد بين الرواية والمسرحية
- الإنتاج المسرحي بين التنمية والأمراض الثقافية
- حتمية التحول بين نهار اليقظة وعمى البصيرة
- المسرح الشعري ولا عزاء للنقاد
- أحلام سيريالية
- ثقافة الفالوظ
- لويس عوض والبصيرة الحداثية
- المسرح ومفهوم الإيقاع
- (البلطة والسنبلة) .. المهدي غير المنتظر
- طالما .. وطال ما
- عنكب يا عنكب وصبيان البحث المسرحي
- مفكر وكاتب مسرحي من قنا
- البحث المسرحي والنقطة العمياء
- فلسفة الفوضي الخلاقة في عرض مسرحي بالجزويت
- ليلة من ليالي على علوللا
- بوسيدون يستبدل إكليل الغر بالغتره
- سارتر وليزي وبوش
- جماليات الأصوات اللعويةفي الأدوار المسرحية


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - بلاغة الصورة بين غرق سفينة نوح وفيلم تيتانيك والعبارة المصرية