أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :














المزيد.....

الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 05:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لماذا الدعوة إلى الانفتاح على دول شرق آسيا وعلى ثقافاتها المختلفة التي تغري بالدراسة والتأمل ؟ يبدو من هذا أننا نذهب إلى الدعوة إلى خلع لباس التبعية والخنوع والاستسلام لثقافة الاستهلاك. وهذا الأمر يدعونا إلى التفكير في طرق جديدة للخروج من القوقعة التي وضعنا فيها أنفسنا تبعاً لوصاية غربية واضحة المعالم في كل المجالات الحياتية.
إن الانفتاح على ثقافات هذه المجتمعات المذكورة يدعونا إلى تبني ثقافة وطنية وهوية ثقافية منتقاة خالية من كل الشوائب التي علقت بها منذ عقود من الزمن، وهنا لا ندعو إلى رفع كل التمازج الثقافي العربي-الغربي ولكننا ندعو إلى تنقية ثقافتنا من كل درن ثقافي لا يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية التي تساعدنا على خلق علاقات ثقافية مع مجتمعات شرق آسيا والتي تتضمن ثقافاتها العديد من الصفات الهوياتية وتتميز بالكثير من المميزات التي تمنحها القدرة على منافسة الثقافت العالمية وفرض وجودها في العالم.
نعرف أن ثقافتنا العربية مازالت ترزح تحت نير الضعف والتبعية إلا قليلاً منها حافظ على سلفيته الغارقة في التشدد وموجهة التحديث والتجديد، وكلا الاتجاهين لا يخدم هويتنا الثقافية العربية التي نريد بها أن ننفتح على العالم وبالتحديد على ثقافات هذه المجتمعات التي نطالب بالتعامل معها. إن الانعزالية التي تعيشها ثقافتنا العربية جراء حفاظها على مميزاتها السلفية التي تدعو إلى التشدد أو دعوتها إلى التغريب والتبعية هي التي يمنها أن تمنعنا حالياً من الانفتحا والبحث عن خلق تواجد لنا في عالم اليوم والاحتكاك ثقافياً مع الآخرين غير الغرب الذي غزانا ثقافياً واستطاع أن يفرقنا إلى فريقين، فريق يؤمن بالتبعية إليه وفريق يعارض تواجده ويتشدد إلى الماضي ويتطرف في التراث.
ويذهب البعض إلى أن الانفتاح على الآخرين هو عمل أخرق يقودنا إلى التخلي عن قيمنا العربية والإسلامية، وهذا المذهب يتوغل داخل مجتمعاتنا العربية تحت عناوين دينية غير مرئية تارةً وواضحة المعامل تارةً أخرى. فالدفع نحو تبني ثقافة وهوية دينية منعزلة عن باقي العالم هو رؤية غير حصيفة بالمرة، بل تقود إلى الانغمار والاضمحلال في عالم يعيش ثورة تواصلية واتصالية قوية وعظيمة قلصت الفوارق الجغرافية والمعرفية بين سكان الكوكب جميعاً.
وأحياناً نجد الدعوة نحو تبني انفتاح مغالىً فيه يكون منفذاً للذوبان في ثقافة الآخرين وقيمهم وتبني حضارتهم ورؤيتهم السياسية والثقافية للدين والسياسة والاقتصاد دون الحفاظ على القيم الذاتية للمجتمع، وهذا لعمري يعتبر أكثر تبعية بل هو ذوبان ثقافي واجتماعي في الآخر والتخلي عن كل ما يميز هذا المجتمع من مميزات ثقافية وحضارية ودينية.
ونرى اليوم أن الانفتاح على دول ومجتمعات شرق آسيا هو المنفذ الوحيد لإعادة الاعتبار لثقافتنا العربية والإسلامية خاصة وأننا سنتعامل مع مجتمعات تحافظ على قيمها وحضارتها دون المساس بالآخرين بل تدعو إلى خلق علاقات وانفتاح عالمي يكون أساسه الاحترام المتبادل والتبادل الثقافي الواعي بالتقدير لكل قيمة من القيم المشتركة وغير المشتركة.
لا بد أن يدفعنا اليأس من عدم تحقيق أي نتائج محترمة من علاقتنا بالغرب الأوروبي وبأمريكا إلى أن نبحث عن منافذ أخرى لخلق دينامية جديدة في علاقاتنا الدولية. فالعرب اليوم مطالبين بهذا العمل أكثر بعدما تبين بالملموس أن كل الشعارات التي كان الغرب يطلقها في الانفتاح علينا هي شعارات منفعية أساسها الطمع في ثرواتنا ومواردنا فقط ولا شيء غير ذلك. ومن هنا فالمطلوب هو مواجهة هذه الشاعرات بحقائق دامغة تفضح هذا الغرب الطامع المتصهين والذي أبان عن عدم حياديته في صراعنا مع الصهاينة وعن عدم وفائه بكل التعهدات التي تعهد بها في علاقاته الاقتصادية والسياسية معنا نحن العرب جميعاً.
إن العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية المبنية على احترام الخصوصيات المجتمعية لكل بلد على حدة ولكل مجتمع على حدة هي التي تمنح المصداقية للتقدم في خلق دينامية بين مكونات هذه العلاقة التي تربط مجتمعاً بآخر ودولة بأخرى وثقافة بأخرى. وهذا هو التحدي الواضح أمام البلدان العربية لكي تحافظ على تواجدها في عالم اليوم، بل لكي تُبقيَ على كياناتها في واقع الصراع الدولي الحالي حول خلق تكتلات اقتصادية وسياسية قادرة على التأثير في العالم والحفاظ على التماسك الاجتماعي داخلها.
يغري التطور والتقدم الاقتصادي لهذه الدول وخاصة الصين والهند بالاهتمام، بل يدفعنا بقوة إلى البحث في هذه السرعة الهائلة للانتقال من الضعف والفقر والانحلال الاقتصادي إلى التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي الذي ظهر على الصين أولاً والهند ثانياً في ظرف عقدين من الزمن فقط. وهذا لعمري يوضح بجلاء إرادة هذه البلدان على تغيير قدرها وواقعها الذي كان يتميز بكل مميزات الضعف والتخلف. فأين نحن من كل هذا؟.
لقد تمكنت هذه البلدان من بناء الطرق والسكك الحديدية واستقبلت آلاف الشركات العالمية وخلقت ملايين مناصب الشغل وأنقذت الملايين من الأسر الفقيرة وحققت توازناً اقتصادياً كبيراً جعلها تتبوأ المكانة العظمى في العالم وتنافس الاقتصاديات الكبرى في العالم، ودفعت الكثير من القوى الغربية إلى التفكير في الحد من هذا التطور الواضح لاقتصاديات هذه البلدان، وبالتالي التقليص من الـتأثير الاقتصادي والسياسي لها على باقي العالم النامي الذي لازال يؤمن بالتبعية ويبحث عن حضن يحضنه....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكبار لا يموتون : قصة قصيرة
- شيء اسمه الوجود
- لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :
- في ولادة الوطن
- حصاد الموت
- الحرية والانغلاق :
- الأنا المفقود : خاطرة
- من قال إنها شفافة فقد كذب : قصة قصيرة
- البكاء في حضرة الصليب
- - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :
- الساعات الإضافية : جريمة تربوية بامتياز :
- زيارة الأضرحة طريق يقود إلى الجاهلية :
- هكذا يكون الانتماء :
- في مديح الأقصى :
- التجمع العربي الغريب :
- هوغو تشافيز وأنظمتنا الرسمية الخانعة :
- المقاومة تدشن عهدا جديدا في مسار الأمة :
- تائه في وطن :
- العالم العربي واختلال الفكر السياسي :
- - الشيخ والبحر - لإرنست همنغواي : عندما يبدع المترجم :


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :