أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله خليفة - اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف














المزيد.....

اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 793 - 2004 / 4 / 3 - 08:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا تستطيع حكومة الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية المحافظة الطائفية أن تستغني عن خدمات اليمين المتطرف فهذا اليمين الآخر الطائفي الإرهابي والدموي يغذي ويبرر سياساتها.

إنه يبرر ميزانيتها العسكرية المتصاعدة دوماً، ويبرر تضخم أجهزة الشرطة، ويبرر إنشاء المستعمرات، ويبرر حكوماتها اليمينية العاجزة عن تغذية الشعب، ويبرر كياناتها وغزواتها، ومن دونه تفلس سياسياً. لا بد من دفع هذا اليمين الآخر وإيقاظه وتحريكه لكي يقوم هو الآخر بعملياته الإرهابية المضادة اللاإنسانية، ولا بد من استفزازه دوماً وتشجيع نشاطه الدموي، ومهما كانت الضربات تبدو غير عقلانية إلا أن العقل مفقود بين اليمينَيين المتطرفين. من الناحية الظاهرية والعلنية فإن كل يمين يتبرأ من الآخر ويعد له العدة، ويشن عليه الحروب الظاهرية، إلا أن هذه الحروب الظاهرية تنمي كل طرف، فالأول يزيد ميزانياته العسكرية، والثاني يحصل على اتباع ويضخم صفوفه ويضرب ويتجاوز المنظمات الديمقراطية والوطنية. فلماذا هذا التشجيع المستمر للمنظمات الدينية المتطرفة وتغذيتها عبر الاستفزاز؟ لقد بدأت هذه المنظمات بحضانة خاصة من أجهزة المخابرات، ثم تتالت عليها رحمة الدول الشقيقة الطائفية بالأموال، لتتضخم وتكبر وتغدو ممتلئة بالأفراد البسطاء المتحمسين الذين يقودونهم كالخراف للمسالخ، وهم لا يعرفون أنهم بيادق لنفس القوى التي يفترضون أنهم يحاربونها. إن الدول المتطرفة والمافيات الكبرى في عالم الاقتصاد، لا تشعر بأن العالم سيكون بأمان مع انتشار صوت العقل وانتشار الحركات الديمقراطية العقلانية، على عكس ما تتظاهر به وتقوله، فسياستها الحقيقية غير ذلك، وهي عدم تشجيع مثل هذه الحركات التي سوف تخرجها من الساحة بفضل حكمتها وبُعد نظرها. فسياسة حكومة إسرائيل وحكومة الولايات المتحدة والدول العربية الطائفية هي تغذية الحركات المتطرفة، وتشجيعها سراً وتطوير إمكانياتها، من أجل أن تأخذها حجة في تبرير سياستها وميزانياتها العسكرية والأمنية المتضخمة، وتوسيع المستوطنات، وحالات الطوارئ والديمقراطيات الهزيلة، وبقاء الطائفية والاستبداد. وهكذا نجد أن الحملات الأمنية على الجماعات الدينية المتطرفة يعقبها انتشار وتزايد لها، وكذلك بقاء وتجذر النظام الدكتاتوري، فهذا النظام يقمعها ويغذيها، ويعطيها إمكانيات دعائية ويدس عملاءه داخلها، ويوسع من نشاطها ويعتقلها لتزداد فعلاً! وهذه هي السياسة الوسخة السائدة! وهم لا يريدون أن تترك جنونها وتطرفها، فإذا تركت هذا الجنون استفزوها! ومن هنا تكثر الازدواجيات والتدخلات بين اليمينَين، فنجد أن جماعة يمينية أسسها جهاز «بوليسي«، وكما أثبتت التحقيقات في الكونجرس الأمريكي مؤخراً أن الإدارة الأمريكية قبل هجوم 11 سبتمبر كانت في حالة استرخاء أمني! على الرغم من العديد من التحذيرات من قبل مسئول الأمن السابق ( كلارك)! ولا يمكن أن نقول: إن ذلك الهجوم لم يكن مفيداً للإدارة الأمريكية في مشروعاتها التوسعية الكونية بعد ذلك! ولا نستطيع ألا نجد أي خيوط بين القاعدة والإدارة الأمريكية، بين اليمينَيين المتطرفين. وإذا لم تكن هناك خيوط ذاتية، فهناك خيوط موضوعية، حيث غذت الأولى الثانية وأفادتها وبررت غزواتها وتدخلاتها! إن غياب الاتحاد السوفيتي جعل الإدارات الأمريكية والإسرائيلية والعربية المحافظة تضخم الدينيين وتسلحهم وتنشطهم وتستفزهم، من أجل أن يبرروا أعمالها وحركاتها التي فقدت التبرير السياسي الكبير والواضح! كما أنها تدرك أن الدينيين ليسوا عدواً خطيراً بل هم عدو مفيد، فهم لا يمتلكون أي برنامج لضرب الغرب الرأسمالي الكبير في مقتل، فهم ذاتهم جامعو أموال بطرق استغلالية، ويجعلون الجماهير متخلفة غبية، لكنهم مشعلون للحرائق مفيدون للسياسة العدوانية اليمينية المتطرفة ويبررون عسكريتها وعدوانيتها! فليس هنا أفضل من هذا العدو الصديق



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناشطة الإيرانية والجزيرة
- الوضع العربي الراهن
- تنوير هادي العلوي
- الاحتجاجات مهمة ولكن...
- تفسخ رأسمالية الدولة
- البرجوازية القديمة وغياب الليبرالية
- وحدة اليسار في البحرين


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله خليفة - اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف