أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي














المزيد.....

نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 01:35
المحور: كتابات ساخرة
    


لست وزيراً او رئيساً للوزراء او احد المسؤولين الحكوميين المتنفذين في حكومة العراق الديمقراطية! ولا اتمنى ان اكون واحداً منهم ( في الوقت الحاضر علي الاقل ) لسبب بسيط وهو كي لا اجلب علي نفسي لعنات الثكالى والايتام في الحياة، ولا تلاحقني بعد الموت دعوات الارامل، فهذا البلد الغني بكل شيء والفقير بكل شيء اصبح بلد الايتام والارامل والمفقودين والمهجرين والمحرومين والمعذبين والمظلومين ..... بفضل سياسة حكامنا الرشيدة واعمالهم الصالحة واخلاصهم المتفاني في خدمة الشعب والوطن.
من المؤكد ان كل حكومة ديمقراطية منتخبة تعبر عن مصالح شعبها وبلدها، ولكل حكومة سياسة ومناهج وخطط تنفذها وتطبقها ازاء الدول الجارة والصديقة، وكل سياسة يجب ان تتبع بقليل من المرونة والدبلوماسية كي لا تغرق الدولة بقطرة ماء، لكن علينا ان لا ننسى ان المرونة والدبلوماسية والمبالغة في التعبير عن فضل واحسان الدولة الجارة / الصديقة او رئيسها او احد مسؤوليها الحكوميين (خصوصا عندما يكون الامر معكوساً) يعد جريمة بحق الشعب واذلالا للوطن وهذا ما نلمسه في اعضاء الحكومة العراقية المتناحرة، فكل سيد فيهم وكل مسؤول يعبر عن مصلحته الحزبية والطائفية دون مراعاة مصلحة الوطن وشعبه او حتى احترام مشاعر مواطنيه، واذا اقتضى الامر سيدوس كل شيء ويقبل العراق قبلة يهوذا حفاظاً علي اقل ما يمكن من المكتسبات والمناصب التي يمتاز بها في عراقنا الجديد.. لا احد يجهل ان العلاقات السياسية والدبلوماسية بين العراق وجارتها ايران امتازت بفتور كبير خلال العصور والحقب المتعاقبة، ونشبت بينهما حرب طويلة احرقت الكثير من الاخضر اليانع مع هدر مليارات الدولارات والنتيجة كانت وقفاً للحرب مع اتهام متبادل في نشوبها وبدئها، ومضى الحال علي ما هو عليه حتى ازاحة النظام العراقي السابق عام 2003، عندئذ بدأت ايران، ونظراً للفراغ الامني والعسكري والسلطوي الذي رافق تلك الاحداث، بالتدخل العلني السافر في شؤون العراق الداخلية وعملت بصورة او بأخرى على التفريق وتعميم الفوضى وزيادة حجم المعاناة للشعب العراقي عن طريق عملائها وتوابعها او شراء ذمم البعض الاخر من ضعيفي الشخصية وفاقدي الضمير، وكل ذلك كان بحجة محاربة الامريكان والعمل علي تحرير العراق واخراج المحتل من اراضيه وكأن العراق ولاية من جمهورية ايران الاسلامية او إرثاً من موروثات حكامهم، ولما كانت ايران من معادي النظام السابق فمن الطبيعي ان ترعى المعارضة وتراعي اعضاءها حسب ما تقتضيه مصالحها، لذلك لا عجب في ان تمتاز العلاقات الثنائية بين حكام العراق الجدد وايران بنوع من الصداقة والمودة والتفاهم، لكن المحير في الامر هو لماذا كل هذا الصمت والسكوت ازاء كل الاعمال الشنيعة والسياسة التدميرية التي تنتهجها ايران ضد العراق؟ فكم مرة سمعنا ورأينا ولامسنا الحقائق من خلال التقارير واخبار الفضائيات التي تنقل لنا الجرائم والتفجيرات وضحاياها التي حدثت باسلحة ايرانية او بتوجيه ايراني من خلال الميليشيات التابعة والممولة ايرانياً دون رد او نقد او حتي تنديد اعلامي؟ بل عوضاً عن ذلك نسمع اسياد العراق يفندون ذلك وينكرونه بكل جرأة ويشكرون ايران علي خدماتها وحسن تعاونها، وكأن الذي يحدث شيء اكثر من طبيعي ولا يستحق عناء تعكير الفكر وتكدير صفو علاقات الصداقة والمصالح التي تربط الطرفين.
كل رئيس حر في مقابلة من يشاء ودعوة من يختار من الرؤساء والشخصيات السياسية المتنفذة في الدول الجارة والصديقة، وكذا حال الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي اكن له كل الحب والاحترام، لكن ان يبالغ الرئيس بمدح الضيف ووصفه بألقاب هو بعيد عنها كل البعد، كما حدث مع هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص النظام الايراني، يعد اغتيالا لآمال العراقيين واستخفافاً بمشاعرهم، فهذا الشخص هو نفسه الذي اطال امد الحرب ومات الاف الاسري في معاقله اضافة الي تعويق وتشويه الاف اخرين منهم مازالوا يعيشون بيننا ويروون ما قاسوه من عذاب والم جراء سوء معاملتهم، وحتى لو تجاوزنا الماضي واغمضنا الطرف عن مدة النزاع وما رافقها من ضحايا وانتهاك لحقوق الاسرى ابان النظام السابق فلا نستطيع ان ننظر الي الحاضر بعيون عمياء، فكل هذا الدعم العسكري اللامحدود والرشاوى المالية التي تقبضها بعض الشخصيات السياسية والميليشيات التابعة لاشاعة الفوضى واغتيال الابرياء والقيام باعمال اجرامية يندى لها الجبين اضافة الي خلق المشاكل الحدودية ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة لترسيم الحدود، اثبتت للعالم النيات الخبيثة والسياسة المؤذية التي يتبعها النظام الايراني تجاه العراق شعباً ووطناً، فهل يعقل وبعد كل هذه الدلائل والاثباتات ان نصف زيارة رمز من رموز ايران ( مهما كان منصبه وترتيبه مؤثراً او غير مؤثر) الي العراق بانها نعمة من الله وبركة !؟حبذا لو يكون كلام الرئيس لا يعبر عن مشاعره الحقيقية بل تعبير مبالغ جاء في لحظة نزوة او نشوة عابرة لتلطيف الجو وترطيبه.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيادق شطرنج أم أميون لا يعرفون القراءة؟
- في ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين ماذا بقى من الجيش العراقي؟
- ماذا لو كان رئيس البرلمان من الاقليات؟
- نعال ابو تحسين وحذاء الزيدي والهم العراقي
- متى سيطبقون ديمقراطيتهم ؟
- استقلالية القضاء تبعث الامل
- اهذا جزاء الشعب العراقي ؟
- نضالكم مشكور وزيادة
- دموع اوبرا ومآسي اطفال العراق
- انتخاباتنا وانتخاباتهم
- ماذا لو كنت لصاً كبيراً !
- عدا التوقيع ما هو الخيار ؟
- مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول
- ومتى يتم تعويض الشعب العراقي ؟
- ما هكذا تبنى االاوطان !
- اتفاق امني ام تكبيل ابدي ؟
- اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟
- هذه السياسة تفرغ الوطن !
- اغتيال الحرية فقرة من دستور العراق الجديد
- مجزرة سميل واحلام الفقراء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي