أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - ادرأوا الحدود بالشبهات














المزيد.....

ادرأوا الحدود بالشبهات


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 793 - 2004 / 4 / 3 - 07:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخبار اليوم تحدثت عن احتفال الحزب الشيوعي العراقي بيوم تأسيسه،وصادف ان عثر عناصره في الكرخ وبالقرب من سجن أبو غريب على مقبرة جماعية تضم رفات 1500 شخصاً كانوا في قسم الإعدامات الخاصة.
وفي الراشدية بضواحي بغداد مقبرة جماعية أخرى متواضعة العدد!! تضم 400 كرديا فيليا.
الفضائيات تحدثت عن الصمود الجديد بالسحل!.
الكثير من الناس ما عاد يشغلهم خبر مقبرة جماعية تضم الآلاف.
الشهداء تحولوا الى ملح، او نفط، تحولوا الى طبيعة،" الإنسان الموجود وحده تاريخي.. الطبيعة لا تاريخ لها" كان هايدغر على حق إذن. وكان أبي على حق قبل قليل وهو يترجاني بالبحث عن واسطة في الدولة العراقية الجديدة لتوظيف أربعة أخوة عاطلين عن العمل والأمل!،قال دامعا لا تفكر بأبناء عمك او أخوالك، ربما كان يعني بهذا؛ نحن تاريخك وعليك بنا أولا.
الأخبار تحدثت أيضا عن ديون بالمليارات في ذمة العراق للأردن،و عن 700 قطعة أثرية ستعيدها السلطات الأردنية الى متحف بغداد. ربما تكون هذه الأحجار السومرية والبابلية ذات قيمة، ولكن يؤرقني سؤال عن أطنان الذهب التي هرّبها حسين كامل الى الأردن وضاع لمعانها بين القبائل.
ومن الأردن التي جاء منها مد الزرقاوي بفتوحاته قرأت خبرا في صحيفة محلية عن رفض السلطات المدنية الأردنية تسجيل مولود جديد باسم احمد ياسين.
وكنت انتظر من بين الأخبار إطلالة عمامة إسلامية عبر الفضائيات هذا اليوم تندد بالمشهد المقزز في التمثيل بالقتلى الأمريكيين في الفلوجة، كنت سأصغي له مليا وهو يقول الحديث الصحيح ( إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور).
ما حدث في الفلوجة بالأمس لا يمت لأهلها بصلة فيفتخروا به ذات يوم،لأنه يشكل التزاما مبدئيا بشعارات حزب البعث وحرفية لمنهجه الوحشي،وهو إساءة بالغة للمدنية أينما وجدت وكيفما كانت،وللحق اذا كان هذا هو الشكل المرتجى للعراق فلسوف يحكمنا في قريب انتصاره الموعود شلة من السفاحين والقتلة، يعيدون الى الشارع العراقي مجددا أمجاد الحبال والبنادق.
ما حدث في الفلوجة يذكرني بصورة أخرى للشهيد المغدور بسكاكين بعض الغاضبين في البصرة عقب التفجيرات توهما منهم باشتراكه في ارتكابها،ذلك المشهد المروع والبالغ القسوة بما لا يوصف ولا تستعيده الذاكرة الا بحضور موحش. مقتل ذلك العراقي البريء، و لو ارتكبته مجموعة بحق حيوان عقور حيث أعيش الآن في هولندا، لأنشغل الرأي العام به مهما كانت الإحداث الجانبية الأخرى التي سببته،فالرائي لتلك الصورة سيحسب عدد الأيدي و الوجوه، فكل يد منها يعنيه صوتها الانتخابي ونبضها الذي يبني البلد. ولو ان هذا الحدث تناقلته الأخبار في بلد إسلامي "حقيقي" لضجت الأرض بمن فيها ولأعلن الحداد على أهل الأرض جميعا لقتل نفس بغير حق،ولأدمعت عيون مراجع الأمة وقلوبهم لذكرى حسين وحيد بلا أنصاره السبعين هذه المرّة،ولتنادى غيرهم في الأصقاع بالحديث الصحيح: "ادرأوا الحدود بالشبهات". رغم ان ما حصل لم يكن حدا،بل عملا غوغائي الجبن لا إنسانية فيه،وكل ما يفصح عنه؛ بقايا من التشكيك الصدامي وإعلان الجميع في لائحة الاتهام العاجل،فأنت متهم خائف في الطريق يلكزك العابر أبدا بمسدس مخفي تحت قميصه،وتترصدك الأعين حتى ترتبك وتوشك حياتك خسارنها في حادث دهس،وتخفي إبهام نفسك مثل الجميع، في فجيعة مجتمع بوليسي يشاركك الجلاد يومك فيه عنوة.
أحداث الفلوجة وحدث البصرة علامات وبينات على حضور الشبح الصدامي بظلاله وضلاله في بعض النفوس العراقية، الخارجة عن العرف الاجتماعي والديني، مبتعدة عن الميزة العراقية في التسامح والمثل الأجمل في المدنية،لأنها أمنيتهم المطرودة أبدا تحت وابل أسلحة البطش والقبلية والبداوة، سيعرف معنى هذه الوحشة من مرّ بمدينة تلّ اللحم، وسيروي له الأجداد تنكيل أوباش البادية بأهل العراق وسحلهم بالحبال مرورا بضواحي المدن العراقية، وتكديسهم في طريق القوافل تلا من لحم.
وسيذكّر هذا من مرّ منا بالسعودية ليقرأ اسم ضاحية صحراوية هناك بالعربي والإنكليزي؛ ( أم الجماجم)، وما كانت تلك الجماجم غير رؤوس اجتزها الأجلاف عن أجسادها العراقية ليباهوا بها أمير الوهابية وشيخهم في غزواتهم الدينية.
ما يحدث اليوم لا يفرق كثيرا عن ما حدث بالأمس، وما حصل لأي إنسان على خارطتنا ومهما كانت جنسيته سيكون تشريعا للحدوث في ارض العراق.وسيكون الصمت عنه صمتا محابيا للجريمة التي تشوه اسمنا العراقي حتى المقاوم منه،وسيكون حريا بكل المرجعيات الدينية الإسلامية استنكار هذا العمل المرعب،حفاظا على المثل الإسلامية وأخذا بالروح الشفيفة للعقاب الإسلامي المتمثل بقول نبي هذه الأمة ووصاياه حتى على من يقع عليهم الحد؛ (ادرأوا الحدود بالشبهات).
وان كان ثمة قوى سياسية عراقية حقيقية الطموح الإنساني فعليها ان تستنكر هذا الفعل وتدينه،فما حصل، وان أتضح له شكل جمعي لمجاميع تسحل الجثث ركضا في الشوارع فهو دليل جديد على صحة القول المؤكد ان أعمال الإساءة والتخريب وافدة،انها وافدة بالأفكار إذن،و تريد ركوب اسم المقاومة لتحول أرضنا الى خراب لا يبقى فيه الحجر على الحجر.
صورة شهيد البصرة المدمى ستكون مشهدا مفارقا للحلم العراقي وتعيد من جديد في كل نفس مخافة السلطة التي شكلها الحس الجمعي في لحظة عابرة،وصورة مشهد السحل ستكّرس لحتمية الخلاص العراقي من النموذج الصدامي الراسخ مثل رين الباطل على قلوب البعض.
و ان خرجت علينا بالأمس تلك المجاميع البائسة بما تناقلته وسائل الإعلام العالمية من همجية ووحشية،فأنها تسئ بشكل فجائعي للعراق، وتشوه خياراته الأخيرة بمثال صومالي، لا يمثل الا من اتخذوا فكر الغابة منهجا. وما أقسى قدرنا العراقي بالحذو في خياراته بين أقسى وأبشع الأمثلة وأكثرها وحشية وإجراما مرورا بالمثال الطاليباني.
الفعل العراقي غير هذا تماما،وهو قادم لا محالة.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القاسم- في التواد المشترك مع أمريكا
- قالها عكاشة ولم يسمعه من احد؟
- عرب العراق،أم عراق العرب؟!
- بئر سومري
- صحيفة مضيئة
- الانتفاضة الموسيقية !
- بيضة الديك تاتور !
- مقترح لمتحف جديد
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - ادرأوا الحدود بالشبهات