أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟















المزيد.....

متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وان كنت لست من حملة شرف الفقه في الاديان ، غير أنني أجدني قادر على ادارة نفسي دينيا ان شئت ذلك بلا وساطة أحد ، ولا قيمومة من أحد ، ولا حاجة لي بسطوة فقيه يلهب ظهري بسياط الذلة كي يفتيني ماذا يجب علي أن أفعل كي اكون قريبا من ربي .. فأنا فقيه جدا فيما يقربني من الله وما يبعدني عنه ويقربني من النار ، ومن يأمرني بطاعته كونه فقيها فلن استجيب لامره ما دمت أحمل عقلا هو قادر بفطرته أن يستدل سبيله كما يراه ، لا كما يراه له غيره ..
منذ القديم ونحن أسرى العبودية الدينية لمن يسمون انفسهم بفقهاء الدين ، يمطروننا بتعاليمهم المخزية كي يقتلون فينا روح الحوار والتقصي ويوقفون الرغبة في البحث عن الحقيقه ، فمنهم من نصب نفسه سيدا علينا لقربه من نسل نبي المسلمين مع أننا قد نكون جميعا من ذات النسل ، ومنهم من سطى دون وجه حق على خفايا ألناس وبيوتهم كي يشفيهم من الامراض أو يحل عقدة من ألسنتهم أو يمنحهم بركاته حيث لا توجد لديه بركات .
نحن في العراق ذقنا الامرين .. ولا نزال .. من سطوة خدام العقيدة ودعاة الدين ، ولم يكونوا خدام للعقيدة ولا دعاة لغير الجهل والخرافة والانحراف ، وفي داخل كل عراقي منصف شيء من حكايات الدجل ومحاولات استنزاف النفوس بفعل الشعوذة وحب كسب المال جراء الاستخفاف بعقول الفقراء وأصحاب الحاجه ، واليوم تصل الى اسماعنا مئات بل آلاف القصص المزعجة عن ضحايا يفتك بهم وبأموالهم وأعراضهم سدنة التدين بعد أن توفر لهم المناخ المناسب لنشر شعوذتهم بين صفوف المعدمين من العراقيين والعراقيات .
أنا لا أزعم ذلك انطلاقا من نية مبيتة للعداء مع جهة مذهبية أو حزبية ، بل أعكس واقع حال تملؤه مرارة مستديمة أساسها تجربة عن قرب .. فلقد ترعرعت في وسط كان مليئا شأنه شأن الاوساط الفقيرة في بلادي بشتى صنوف القهر الديني المتسلط على رقاب الناس بفعل الاستهتار بعقولهم واموالهم ومحاولات سوقهم الى حيث يسهل استعبادهم وتوظيفهم لفعل ما يجعل عقولهم تتخذ من الخرافة مذهبا ومعتقدا .. وغيري من العراقيين ألواعين لا يمكنهم نسيان تلك الجموع الغفيرة من الناس حين كانوا يهرعون الى الشوارع ليلا وبأيديهم مشاعل النار وهم يصرخون بالحوت التي تأكل القمر ، معلنين احتجاجهم ومحاولين اخافتها كي تبتعد عن قمرهم العزيز .. لم أتذكر حينذاك ولا يتذكر الباقون بأن مرجعا دينيا من أولئك الذين كانوا يتربعون على عرش الفتوى قد خرج للناس وأعانهم على أن يفهموا بأن القمر لم تأكله الحوت ، وأنما هو ألكسوف الذي جعله يتقلص ليعود بعد حين .. فالناس كانوا أحوج ما يكونون الى حفظ دموعهم التي كانت تسيل بسخاء فرقا من موت القمر وحلول الكارثة الابديه ... لم أتذكر بأن أحدا من سلاطين الفقه قد كلف نفسه تعب الحضور الى مجمع عام ليبين للناس بأن التعبد والاخلاص لدين الله لا يتطلب ضرب الرؤس بالسيوف وادماء الظهور والسير على الاقدام مئات الكيلومترات والتعرض الى المخاطر بحجة زيارة قبور الاولياء . .. ولم أسمع ولم أشاهد رجل دين ومرجع للفقه والفتوى مسه حر الصيف أو برد الشتاء ليحضر مجلس للعامه ويفتي بأن رمي القمامة في الشوارع حرام .. والمس باموال الفقراء بحجة النذر لوجه الله حرام .. وضرب المرضى عند الاضرحة لاشفائهم من امراضهم النفسية حرام .. والادعاء بامكانية اخراج الجن من داخل الجسد حرام .. لم اسمع ولم أرى مرجعا دينيا معروفا وغير معروف قد احتج على سبل استغفال الناس حينما كان يروج بين صفوفهم بأن أبي الفضل العباس وهو شقيق الامام الحسين ابن علي كان يقذف باذرع زائريه الى قمة منارة مرقده الشريف كونهم سراق في حقيقتهم أو عليهم وجوب الغسل من جنابه .. لم أسمع ولم أرى عالم بالدين كان قد أفهم المساكين من الناس بأن تقبيل أيدي من يدعون بالقربى للنبي حرام وأن أبي لهب كان عم النبي ، وأن لافرق بين عربي أو أعجمي الا بالتقوى .. وأن الانحناء لغير الله مذله .
في كل ربوع العراق تنتشر صور للمراجع ( العظام ) وهم يفترشون الارض في بيوتهم ويظهرون وكأنهم يقرؤن كتبا في الفقه ، والغريب أنهم جميعا مصرين أو هكذا أراد لهم خبث معدي الصور من زبانية الدعاية على أن تظهر صورهم الباهتة بهذا الشكل الممل في العرض ، ولا يملك الاتباع من مساكين الناس وجهالهم غير أن يتبركوا بهذه الصور .
سيقول البعض من الغيورين على مذهبهم قبل دينهم بأن كتبا شتى أصدرها الفقهاء لتنوير العباد وتبيان سبلهم القويمه ، ولكنني لم أرى مسكينا واحد ممن كانوا ولا زالوا يمارسون طقوس الهلوسة والشعوذة قد حمل بيده كتابا يبحث في الفقه كي يفهم ما يجري من حوله ، ولا زالت جموع المغفلين من المعدمين يضعون انفسهم وأموالهم مشاريع مجانية لاثراء رجال الدين دون علم منهم ، ولا ينير لهم الدرب أحد ليضعهم على حقيقة ما يجري حولهم من أفعال ابطالها أعضاء في مافيا حقيقية تمتد اطرافها الى أبعد من حدود العراق والوطن العربي عموما .
ان ما يجري الان من هدم للقيم الانسانية في العراق بفعل اعمال الشعوذة وعمليات فك السحر واستبدال الطب بوصفات ( الساده ) وتسهيل أفعال الدعارة المنظمة تحت أسم زواج المتعه ، وكذلك تهيئة المناخ الملائم لتوجيه الجماهير الفقيرة باتجاه يعرضها للخطر بشتى اشكاله بحجة احياء المناسبات الدينية ، في الوقت الذي يبتعد زعماء الفرق الدينية بانفسهم عن التعرض لاي مشاق تذكر ولا يظهرون الا على سبيل الدعاية وهم يسيرون مثلا على الاقدام لمسافة قصيرة مع الجموع المتوجهة لزيارة قبور الاولياء الصالحين لغرض التصوير التلفزيوني والدعائي فقط ، تاركين ألامة التي يدعون بتمثيلها تائهة في غياهب المجهول ، ان ذلك كله يجعل من المؤكد للجميع بأن الحال لا تسر ، وان مستقبل البناء الاجتماعي للعراقيين من المعوزين لا زال يتعرض لعمليات الهدم المنظم ، الامر الذي يفرض تظافر كل الجهود من قبل المعنيين بقضية الشعب العراقي كي يوقفوا هذه السلخانة الفكرية والعبث بالعقول والنفوس .
ان بسطاء الناس ممن شبعت نفوسهم من أهوال الحروب وأعاقت فيهم تلك الحروب كل أحاسيسهم الانسانية فأضحوا مهيئين لطلب النجدة من اولياء الله بعد أن تعبوا من طلب تلك النجدة من حكامهم هؤلاء هم الان حطب النار الموقدة ليل نهار وخاصة في جنوب البلاد ، حيث يجري استغفالهم من قبل القوى الدينية المتنفذة وتوجيههم وباستمرار لاحياء طقوس تظهرهم وكأنهم مبرمجين للقيام بتحركات بعينها في كل شهر ، بحيث أصبحت هذه المناسبات وكأنها خير ملهاة تبعد العامة عن ملاحظة ما يجري من سرقات منظمة لخزينة البلاد ، وتداخلت قوى الاسلام السياسي في المصالح عندما يتعلق الامر بالتوحد ضد مراكز الاشعاع العلماني واليساري والداعية الى نسيج اجتماعي تسوده العدالة وتنظم شؤنه قوانين مدنية متحضره ، في حين نجد بأن ثمة تشتت مؤسف يبدو واضح المعالم فيما يتعلق بأواصر العلاقة بين شتى قوى اليسار العراقي تاركة جماهير الشعب الواسعة في متاهات لا أول لها ولا آخر وسط ظلام التخلف والفقر والجهل والمرض .
ترى ... متى نستطيع رؤية نور في آخر النفق ؟؟ .. ومتى تتحرك البراكين الميتة لتقذف بحممها وتصنع مستقبل واعد جديد ؟؟ ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .
- ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !
- صوت ... وصدى
- ألفضائيات ألعربية ليست لتسويق ألاعلام وبناء ألوعي .. بل هي ل ...
- أفكار حول تراجع أسهم الحزب ألشيوعي ألعراقي ضمن ألانتخابات أل ...
- قصيدتان من وحي ألانوثه
- ألخزي وألعار وألمصير الى مزابل ألتاريخ اولئك الذين قتلوا دعا ...
- طيارة ألموت
- ألحياة و ألموت .. بين ألحق وألباطل .
- ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألط ...


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟