أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه















المزيد.....

نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 06:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب أحد ٱلمعقبين على مقال "حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه" على موقع ٱلحوار ٱلمتمدن ما يلى:
(هل نحن امام اعجاز جديد وتحميل النص بأكثر مما يحتمل وتأويله ليتلائم مع شرعة حقوق الانسان الصادره عن الامم المتحده والتي تقدس حرية الفرد في الحياه الحره الكريمه وتدعو لحقه في اختيار معتقده بكامل الحريه بدون خوف من سيف الرده القاتل فهل هناك دين ما يبيح لمعتنقيه حرية التنقل بين الاطياف او حتى اختراع وحي ودين جديد طالما ان هناك من يقدس سيد الوحي ويصلي عليه لا حريه مع من يمتلكون النصوص الدينيه ويأولونها حسب ما تقتضيه المصلحه الحاليه والقادمه).
فما رأيته فى هذا ٱلقول ٱستغراب صاحبه من أن يكون ٱللّه يعلم كما نعلم نحن!
وأنّه يرىۤ أنّ شرعة حقوق ٱلإنسان ٱلصادرة عن ٱلأمم ٱلمتحدة أكثر علما وبيانا لحقوق ٱلإنسان من علم وبيان ٱللّه لها!
وأن ما قاله ويقوله ٱلمسلمون ٱلبخاريون وٱلجعفريون عن هذه ٱلحقوق هو قول ٱللَه! وأنّ ما يفعلونه من أفعال ضدّ هذه ٱلحقوق هىۤ أفعال يحمل ٱللّه ٱلمسئولية عنها!
بل إنّ ٱستغرابه يظهر أنّ ٱللّه وهؤلآء ٱلجاهلين شىء واحد!
ما كتبته عن حقوق ٱلإنسان قام بصناعتى عقلا بين ما جآء فى لآئحة حقوق ٱلإنسان وبين ما جآء فى كتاب ٱللّه عن هذه ٱلحقوق. فهل فى مثل هذا ٱلعقل أمر يدفع كاتب ٱلتعليق إلى ما قاله مستغربا مما يظنّ به تحميلا لقول ٱلقرءان أكثر مما يحتمل؟
وهل كان عليه أن ينظر بنفسه فى ٱلكتاب ليرىۤ إن كان قوله يحمل هذه ٱلمفاهيم أم أنّ كاتب ٱلمقال حمّله ما ليس فيه؟
وإن رأىۤ أنّ قول ٱلكتاب يحمل هذه ٱلمفاهيم من قبل أن توضع لآئحة حقوق ٱلإنسان ألا يكون عليه أن ينصر حقّ مؤلف ٱلكتاب بما قاله عن تلك ٱلحقوق فينسبها له ويعمل على تذكير هيئة ٱلامم ٱلمتحدة أنّ هذه ٱلمسألة من حقوق كتاب ومؤلّف؟
وأقول للمعلّق ولغيره من ٱلمتابعين أنِّى كتبت ٱلكثير من ٱلمقالات وفيها عقل بين بيانات علم ٱلفيزيآء وبين قول كتاب ٱللّه ٱلقرءان. وكان عمل ٱلعقل فى كلِّ مرّة يظهر لىۤ أنّ قول ٱلقرءان يحمل بيانا فيزيآئيًّا عن كلِّ شىء حقٍّ لا ريب فيه ويتفوّق فى بيانه على مآ أعقله معه من بيان للناس.
وقد توجّهت إلى صناعة عقلٍ أخر عن حقوق ٱلمرء ٱلشخصيّة فىۤ أكثر من مقال وقد تبيّن لىۤ أن كتاب ٱللّه أكثر مصدر يبيّن للناس هذه ٱلحقوق. وهذا جعلنىۤ أثق بقوله وأعقل أىّ مسألة من مسآئل ٱلعلم ومسآئل حقوق ٱلإنسان مع قوله. فإن كان ٱلمعلّق قد كوّن لنفسه فهما عن ٱلدين مما يتلوه ويسمعه من رجال كهنوت ٱلطوآئف ولا يريد أن يتوكّد بنفسه من أقوالهم فله شأنه ولآ إكراه له فيما يريد. لكن أن يتأتى ليعلّق فعليه أن يتبع أسس ٱلعلم فيما يقول فيكون له قول مسئول من بعد نظر فى كتاب ٱللّه لآ أن يكون ما يقوله هو قول كهنوت جاهل.
وأقول له أنّ ٱلإنسان يعلم ٱليوم ما لم يكن يحلم به ٱلأبآء من قبل. فهو ينفذ ٱليوم بنظره وبتفكيره فى ٱلأشيآء إلىۤ أبعاد صغيرة "نانومتريّة". وينفذ فى ٱلسّمآء إلىۤ أبعاد فلكيّة ضوئية. لكنّه ما زال يظنّ أنّ ما يعلم به وما يفعله ليس للّه به علم ولا ٱستطاعة على فعله! وأنّ ما يعلمه ٱللّه لا يتجاوز ما علم به كهنوت وفقهآء ٱلبخاريين وٱلجعفريين وٱلبوليسيين وغيرهم من فقهآء وكهنوت ٱلطوآئف وٱلأحزاب!
لكن ما على ٱلإنسان أن يعلم به أنّ علمه لم يكن له لولا خضوع جميع ٱلأشيآء له لينظر فيها ويعلّمها. وعليه أن يعلم بٱلأمر ٱلذى جعل جميع ٱلأشيآء تخضع له ليعمل عليها جميعها ويصنع منها ما ينفعه ويطوّر قدرته ويزيد علمه وخبرته.
خضوع ٱلأشيآء لم يكتشف سببه لكن ٱللّه يبيّنها له فى قوله:
"وإِذ قال ربُّكَ للملَٰۤئِكة إنِّى خًٰلِق بَشَرًا مِّن صَلصَٰلٍ مِّن حَمَإٍ مَسنُونٍ(28) فإذا سَوَّيتُهُ ونفختُ فيه مِن رُّوحِى فَقَعُوا لهُ سَٰجدينَ(29)" ٱلحجر.
فقول ٱللّه هذا يبيّن أنّه طلب من ٱلأشيآء ٱلسجود للبشر من بعد ٱلنفخ فيه من روحه. وٱلأشيآء تفعل ما يطلبه منها صانعها بمنهاج يضعه فيها.
وبيّن له ٱللّه أنّ من ٱلأشيآء ما لا يسجد له ومنهاجه يؤثّر عليه ويضلّه. وقال له أنّ لهذا ٱلشىء ٱسم هو "إبليس":
"وَإِذ قُلنَا لِلمَلٰۤئِكَةِ ٱسجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبلِيسَ" 34 ٱلبقرة.
فقول ٱللّه يبيّن للبشر أنّ جميع ٱلأشيآء تسجد له إلاۤ "إبليس" فله منهاج خآصّ مصنوع للتأثير فى ٱلبشر فيغويه ويضلّه عن ٱلحقِّ.
ويبيّن ٱللّه للبشر منهاج "إبليس" وله ٱلعلم به وٱلتّطهر منه بمنهاج وقاية:
"وٱستفزِز مَنِ ٱستطعتَ مِنهُم بِصوتَكَ وأَجلِب عليهِم بِخَيلِكَ ورَجلِكَ وشَاركهُم فِى ٱلأموالِ وٱلأَولاد وعَدهُم وما يعِدُهُمُ ٱلشَّيطٰنُ إلا غُرُورًا(64) إنّ عِبادى لَيسَ لَكَ عليهم سُلطَٰن وكَفَىٰ بِرَّبِّكَ وكيلا(65)" ٱلإسرآء.
"قال فبمآ أَغويتنى لأقعدنَّ لهم صرٰطك ٱلمستقيم(16) ثمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بينِ أَيديهِم ومِن خَلفِهِم وعَن أَيمٰنِهِم وعن شَمَآئلِهِم ولا تَجِدُ أَكثَرَهُم شٰكِرِينَ(17)" ٱلأعراف.
فإبليس ذو منهاج غرور وغواية يضلّ به مَن يصيطر عليه فيجعله يظنّ أنّ قول كتاب ٱللّه وقول كهنوت جاهل مجنون واحد. وللبشر منهاج يطهره ويوقيه من منهاج "إبليس" وعليه مسئولية ٱلبحث عنه وتنزيله فى نفسه.
وأضرب مثلا على ما هو عليه ٱلبشر ٱليوم من تأثّرٍ بمنهاج إبليس. فهو بنظره وعلمه وتفكيره علم أنّه كان لونا من ألوان ٱلدّوآبِّ ٱلرئيسة ٱلتى لا تزال جميعها من دون نظر ولا تفكير ولا علم. كما علم أنّ لكلِّ لونٍ مِّن ٱلرئيسات سلوكه ٱلذى يفرقه عن سلوك لون أخر. فنشأ لديه رأىّ بفعل منهاج إبليس جعله يقول أنَّ لونًا من هذه ٱلرئيسات ٱنفتح منهاج سلوكه ٱلمغلق على لونه وتطور إلىۤ إنسان يفكر ويريد ويسجل خبرته ويخزّنها خارج قلبه وفؤاده فى هيئة صور وكتابة. وجعله ينسب قوله هذا وهو يجهل ٱلمنهاج ٱلمؤثّر فيه إلى فعل ٱلتطور ٱلجارى فى ٱلأشيآء وإلى حدثٍ مباغت مجهول (صدفة).
يقول بهذا ٱلقول على ٱلرّغم من أنّه يعلم أنّه لم يستطع أن يوكّد ما نسبه لفعل ٱلتطور وللصدفة ويطمئن إليه. وأنّ قوله يخالف ما ٱكتشفه بنظره من سنّة ٱلتطور ويخالف وسآئله ٱلعلميّة.
بل يعلم أنّ علمآء "فيزيولوجيا ٱلإدراك وٱلتفكير" قطع ٱلكثير منهم قوله فى مسألة ٱلتطور من ٱلسلوك ٱلمغلق على ٱللون إلى ٱلنظر وٱلتفكير. وبعضهم يقول أنه لا يحدث من دون عون خبير خارجىّ.
بل يعلم أنّ مؤسس ٱلنظرية ٱلقآئلة بٱلتطور من ٱلرئيسات إلىۤ إنسان "تشالرز دارون" كان قد تحدّث عن حلقة مفقودة ولم يقل بٱلصدفة. فترك أمر ٱلعلم بكيف صار واحد من ٱلرئيسات مفكّرا للبحث ٱلعلمىّ من بعده. وإلى ٱليوم لم يتوصّل أحد إلى ٱلعلم بتلك ٱلحلقة ٱلمفقودة.
هذا ما كان من تأثير لمنهاج إبليس على ٱلذين يعلمون من ٱلناس فكيف بتأثيره على ٱلجاهلين؟
ما على ٱلإنسان أن يعلم به أنّ فعل ٱلتطور لم يتوقف يومًا على لون واحد من ٱلأشيآء. بل إنّ تطور ٱلبشر من ٱلرئيسات ٱلوحشيّة إلىۤ إنسان ينظر ويفكّر وتربوا خبرته ٱلتى يعلنها وينشرهآ أمام رئيسات أخرى (ٱختارها لترافقه فى عيشه) زاد من تأثير فعل ٱلتطور على هذه ٱلرئيسات.
وعليه أن يعلم لوۤ أنّ فعل ٱلتطور هو ٱلذى جعل لون ٱلبشر إنسانا يعمل وينظر ويفكّر لكان لهذه ٱلرئيسات نصيب أكبر من نصيبه على ٱكتساب ٱلتطور ٱلمشابه لتطوره بفعل ما ٱكتسبه هو وما يعلنه منه أمامها. فٱلتطور لم يفعل مع ٱلرئيسات ٱلأخرى ما يقوله بتأثير منهاج إبليس من أنّ ٱلتطور فعل هذا معه هو من قبل. فما يظهره له سلوك كلِّ لون من ٱلرئيسات أنّه يسجد لمنهاج محدّد ومغلق على ٱلاكتساب. وله دليل على هذا ٱلمنهاج ٱلمغلق من خلقه وصناعته هو لمنهاج أمّ ٱلكومبيوتر "مزر بورد" ٱلمغلق وخلقه وصناعته لمنهاج ٱلويندوز ٱلمفتوح. وله دليل فى تنزيل وتنصيب ٱلويندوز على قرص ٱلكومبيوتر ٱلصلب على فهم ٱلوسيلة ٱلتى فتحت منهاج ٱلبشر ٱلوحش على ٱلنظر وٱلتفكير. فٱلبشر له أمّ ومثلها مزر بورد ٱلكومبيوتر. وأمّه منهاجها مغلق على سلوك لونه ٱلحىّ كما هو ٱلحال لدى ٱلرئيسات ٱلأخرى. وأمّه لا يمكنها ٱلعمل وٱلنظر وٱلتفكير قبل تنزيل منهاج مفتوح على قلبه. وهذا ٱلمنهاج لا يستطيع فعل ٱلتطور أن يصل إليه بذاته.
وعلى ٱلإنسان أن يفكّر فى ٱلسُّؤال: مَن هو هذا ٱلعليم ٱلخبير ٱلذى نزّل ونصّب منهاجا مفتوحا جعل ٱلبشر ٱلأمىّ ٱلمنهاج يتطور وينفتح منهاجه على ٱلنظر وٱلتفكير؟
أجوبة علمآء هذا ٱلفرع من ٱلعلم على ٱلسؤال لا تُطمئِن حتّىۤ أنفسهم. فأكثرهم يقولون أنّ فعل ٱلتطور وحدث مباغت (صدفة) هو ٱلفاعل فى تحويل واحد من ٱلرئيسات إلى بشر يفكر. ومثل هذا ٱلجواب ٱلظنّىّ يترك ٱلسُّؤال من دون جواب يقين.
لقد رأيت فى كتاب (يحسبه ٱلجميع بفعل منهاج إبليس فىۤ أنفسهم أنّه لا صلة له بمسآئل ٱلعلم) ٱلجواب على هذا ٱلسُّؤال. وعنان هذا ٱلكتاب هو "ٱلقرءان" وٱسم مؤلفه هو "ٱللّه". وعلى ٱلإنسان أن يعمل مع هذا ٱلكتاب ومؤلفه كما يعمل على أىِّ كتاب أخر. فمؤلف ٱلكتاب يقول قوله فى مسألة ٱلخلق وٱلتسوية للبشر أنهآ أطوار:
"وقد خلقكم أطوارًا" 14 نوح.
وأنّ تسوية خلقه بدأت من تراب (عناصر ٱلطبيعة):
"فإنَّا خلقنـٰكم من ترابٍ" 5 ٱلحج.
وجعل ٱلتراب أشيآء حيّة بٱلمآء:
"وجعلنا من ٱلمآء كلَّ شىءٍ حىٍّ" 30 ٱلأنبيآء.
"هو ٱلذى خلق من ٱلمآء بشرًا" 54 ٱلفرقان.
"وبدأ خلق ٱلإنسٰن من طين" 7 ٱلسَّجْدَة.
"ولقد خلقنا ٱلإنسٰن من سلـٰلةٍ مِّن طين" 12 ٱلمؤمنون.
من سلالة من طين فصلصال كٱلفخار فحمإٍ مسنون فنبات:
"وٱللَّهُ أنبتكم من ٱلأرض نباتًا" 17 نوح.
ويقول مسلسلا ٱلخلق وٱلتسوية ثمّ جعل لهما بداية جديدة وفىۤ أطوار يسلسل فيها:
"فإنَّا خلقنـٰكم من ترابٍ ثمَّ من نطفةٍ ثمَّ من علقةٍ ثمَّ من مُّضغةٍ مُّخلَّقةٍ وغير مخلَّقةٍ لِّنبيّنَ لكم ونقرَّ فى ٱلأرحام ما نشآء إلىٰۤ أجل مُّسمًّى ثمَّ نخرجكم طفلاً ثمَّ لتبلغوۤا أشدَّكم" 5 ٱلحج.
"يخلقكم فى بطون أمهـٰتكم خلقًا مِّن بعد خلق" 6 ٱلزمر.
وقوله يبيّن أنّ ٱلخلق لا يعود فى كلِّ مرّة إلى ٱلتراب ٱلأوّل. بل يتبع منهاجا مسجّلا يسلسل أفعال ٱلخلق من نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظاما ثمّ كسوة للعظام لحما.
ويبيّن فى قوله أنّه سوّى هذا ٱلخلق وعدله وركّب صورته ونفخ فيه من روحه. ويقول عن هذه ٱلتسوية أنه قضىۤ أن تمتدّ أجلا طويلا ثمّ أجل أخر محدّد عنده:
"وهو ٱلذى خلقكم مِّن طِينٍ ثمَّ قَضَىٰۤ أجلاً وأجل مُّسمًّى عنده ثمَّ أنتم تمترون" 2 ٱلأنعام.
وهو يقول عن كتابه ٱلقرءان أنّه بيان وتبيان لكلِّ شىء. وفىۤ أقواله ٱلقصيرة ٱلمعروضة فى هذا ٱلمقال بيان للخلق وٱلتسوية وٱلمدّة ٱلطويلة وٱلجعل ومنهاج ٱلنسخ ٱلمسجّل فى ٱلنطفة. وفيه قول عن فتح منهاج سلوك ٱلبشر ٱلمغلق بقوله "ونفخت فيه من روحى". وفيه قول عن فعل منهاج "إبليس" فى ٱلغرور وٱلغواية لمن نفخ فيه من روحه.
وإذا عقلنا بين هذا ٱلبيان فى ٱلقرءان وبين ٱلقول ٱلمستنبط عن فعل ٱلتطور وٱلحدث ٱلمباغت (ٱلصدفة) فإنّ وصف ٱلعلم لا يكون إلا للقول ٱلمبيّن وٱلمعلِّم للحدث وتسلسله وتطوره. فما قاله ٱلإنسان عن فعل ٱلتطور وٱلصدفة لا يستطيع بيانه ولا تعليمه. أما قول ٱللّه فيكشف عن ٱلحدث من ٱلبدء ويبيّنه حتى تنزيل ٱلمنهاج ٱلمفتوح على ٱلنظر وٱلتفكير.
ويقول ٱللّه أنّ كتابه مُرسل لِّمَن نفخ فيه من روحه. ويطلب فيه منه ٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر كيف بدأ ٱلخلق وٱلعقل مع ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء. ويذكّره بمنهاج "إبليس" وغوايته وغروره ليحذره ويتقى منه. ويطمئنه أنّه بسيره ونظره سيعلم ٱلنَّشأة ٱلأولى. ويذكّره بأنّ عمله من أساس منهاج خلقه "وٱللَّه خلقكم وما تعملون" وكذلك منهاج علمه "وٱللَّه خلقكم ممَّا تعلمون".
فهذا ٱلكتاب يبيّن مسألة ٱلتطور وتسلسل أفعالها وموادّها وسبيلها وجعل أفعالها وموادّها فى سبيل جديد يحمل مفهوم ٱلنسخ لمعلومات وتحوّلهآ إلى جنين. كما يبيّن مسألة ٱلعون ٱلخارجى فى ٱلتحول من سلوك مغلق بمنهاج إلى منهاج مفتوح على ٱلعمل وٱلإدراك بقوله "ونفخت فيه من روحى".
فمؤلّف ٱلقرءان يبيّن فى كتابه ٱلجواب ٱلمفصّل على ٱلسؤال. كما يبيّن أنّ تحوّل ٱلبشر (وهو واحد من ٱلرئيسات) من منهاج مغلق إلى منهاج مفتوح على ٱلنظر وٱلتفكير كان بفعل ٱلنفخ فيه من روح ٱللّه.
ويقول ٱللّه عن نفسه فى كتابه أنّه هو ٱلصانع ٱلعليم ٱلخبير وقد بيّن فى كتابه كيف خلق وأنبت وسوّى وعدل وصوّر وجعل. كما بيّن كيف فتح منهاج ٱلبشر ٱلمغلق كبقية مناهج ٱلرئيسات بنفخه فيه من روحه. وأنّه صانع لمنهاج "إبليس" ٱلذى لا يسجد للبشر كما تسجد بقيّة ٱلأشيآء. وبذلك بيّن أنّه ليس لفعل ٱلتطور بذاته ٱلفتح لأىِّ منهاج مغلق.
بهذا ٱلبيان وٱلتفصيل يكون ٱلقرءان كتاب علم يحيط بجميع وجوه ٱلمسألة ولم أحمّل قوله ما لم يحمله. وعلى ٱلإنسان ٱلعالم أن يعقل ما علم به من هذه ٱلمسألة مع بيان هذا ٱلكتاب قبل أن يقول رأيه فيه ويبعده عن مسآئل ٱلعلم. وإن تمسّك بقوله عنه أنّه كتاب لا صلة له بمسآئل ٱلعلم يكون موقفه وقوله هو لا صلة له بمسآئل ٱلعلم.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه
- -إبليس- لا يسجد لأدم!
- ٱلمؤمن واحد أحد
- ٱلأمّة ٱلإسلاميّة أمّة جمعٍ تكفر على ٱلفرد ...
- ٱلِّسان ٱلعربىّ وٱلِّسان ٱلأعجمىّ
- ٱلرسول ٱلبشر يخشى ٱلناس فيخطئ
- زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد
- لسانُ ٱلقرءانِ عَربىّ مُّبين يَهدِى ولسانُ ٱللغة ...
- ٱلقول (ناسخ ومنسوخ في القرآن) هو تحريف للكلم عن مواضعه ...
- ٱلذكرى ٱلسابعة لتأسيس ٱلحوار ٱلمتمدن
- ٱلدين The law
- حول ٱلانتخابات فى ٱلعراق
- ٱلدين وٱلدولة
- مَن هم ٱلذين يَعلُونَ فى ٱلأرض ولا يُمسَخُونَ؟
- ٱلتعليم ٱلدينىّ يبعد ٱلناس عن سبيل ٱ ...
- جآئزة نوبل يستحقّها ٱلناظر فى ٱلدين!
- شرعُ ٱللّه وصيّة لعيش ديمقراطىّ
- ٱبنىۤ ءادم (تعقيب على مقال -حقّ ٱلحياة..-)
- ٱلقتل بزعم ٱلشرف هو قتل لنفسٍ بغير نفسٍ
- مصيبة؟!! عطّلت موقع -الإنسان هو الحلّ-


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه