أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الجبار منديل - الحزب الشيوعي العراقي ... لماذا خسر الأنتخابات السابقة ولماذا يخسر الأنتخابات اللاحقة














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي ... لماذا خسر الأنتخابات السابقة ولماذا يخسر الأنتخابات اللاحقة


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 08:57
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ينتاب الشيوعيين العراقيين شعور ممض بالمرارة والقنوط نتيجة الإنتكاسات الإنتخابية التي مني فيها الحزب الشيوعي . وتتضاعف الآلام لدى المقيمين منهم في الخارج بالنظر لبعدهم عن حركة الحياة السياسية في العراق .

كبار السن منهم يتذكرون كيف كانت الجماهير العراقية تهب هبة واحدة وتنبري لرفع شعارات الحزب عند اول نداء يصدر عن قيادته انذاك وصغار السن لابد وانهم سمعوا عن ذلك او قرأوا . كانت الجماهير تملأ شوارع بغداد في مظاهرات صاخبة في ليالي بغداد الجميلة وبعضها يمتد حتى خيوط الفجر الأولى بدون ان يرغمهم على ذلك احد . فما هو السر في هذا الإنحسار الهائل في شعبية الحزب ؟

الشيئ الأكيد هو ان الجماهير البسيطة انذاك لم تكن قد قرأت واستوعبت او ربما سمعت بمصطلحات مثل المادية التاريخية والمادية الديالكتيكية او الصراع الطبقي او البلاشفة او المناشفة ولكنها كانت تستجيب لصوت عال وواضح يرفع شعارات عنهم او عن تطلعاتهم . ولكن ذلك الصوت لم يعد له وجود حاليا .

ان انحسار نفوذ الحزب الشيوعي له جملة اسباب ومن هذه الأسباب ما يأتي :

اولا- زيادة شعبية الإسلام السياسي سواء الإسلام السياسي السني او الإسلام السياسي الشيعي . فلإسلام السياسي السني بدأ يتسع بعد فشل المشاريع القومية والهزيمة الشنيعة التي واجهتها الحركة الناصرية ثم ما تبع ذلك من تبني انور السادات له للوقوف ضد الحركة اليسارية في مصر ولكن انقلب السحر على الساحر وقتل السادات على ايدي من كان يدعمهم كما هو معروف . وهو نفس النهج الذي سار عليه صدام حسين .
اما الإسلام السياسي الشيعي فقد بدأ نفوذه يتسع مع نجاح الثورة الإيرانية وكان قبل ذلك قد بدأ بتجديد اساليبه وخطابه السياسي على يد محمد باقر الصدر ثم تبعه محمد صادق الصدر الذي اطلق ما سمي بالحوزة الناطقة وهي ليست فلسفة شيعية او سياسية جديدة بل افكار بسيطة تتعلق بصلاة الجمعة والخطابات الجماهيرية . وكانت في البداية للتنديد بالشيطان الأمريكي الأكبر ومباركة من النظام الذي كانت امريكا تضيق عليه الخناق .

ثانيا- سيطرت على قيادة الحزب الشيوعي بعد سقوط النظام عقدة علاقاتهم مع الزعيم عبد الكريم قاسم والتطرف في الإلحاح على المشاركة بالحكم وقد اعترفوا بعدئذ انه كان شعارا سابقا لأوانه وانهم ما كان لهم ان يحرجوا الحكم انذاك الأمر الذي ساهم في اضعافه امام البعثيين وبالتالي اسقاطه . لذلفك فانهم لم يشاءوا احراج الحكومة التي يحاصرها الإرهاب وينهشها من كل جانب . والضغط عليها قد يساهم في تحويلها الى غنيمة سهلة للإرهاب وبالتالي فإنهم لم يرفعوا الشعارات الملحة التي تنادي بها الجماهير . وحتى عندما يرفعونها كانوا يرفعونها بخجل وتردد.

ثالثا- العقدة الدينية ، فالحزب الشيوعي يريد ان يرد على تهمة الإبتعاد عن الدين التي ما زالت تلاحقه منذ ايام الحرب الباردة لذلك فانه لا يريد ان يناهض الأحزاب الدينية التي يسيطر على مقاليد الحكم في البلاد . كما لا يريد ان يعري فسادها وتخبطها حتى يتحاشى اي صدام مع الدين ورجال الدين في الوقت الذي تهاجم هذه الأحزاب بعضها البعض وتعمل على فضح متبادل للفساد والمحسوبية التي تغوص فيه جميعها السنية والشيعية منها .

رابعا- ( التعقل ) الزائد عن اللزوم للقيادات الشيوعية العراقية لكي تنفي عن نفسها خصلة التطرف التي كانت لصيقة بها في الخمسينات والستينات . ولكن الجماهير الهائجة والجامحة والجائعة لا تحتاج الى قادة( متعقلين ) بل تسير وراء القادة الذين ينفعلون بانفعالاتها مهما كانت هذه الإنفعالات حادة او عنيفة . فالتعقل في مراحل التحولات التاريخية الكبرى ليست له شعبية او جماهيرية وبالتالي فأن هؤلاء القادة لن يجدوا من يسير ورائهم او يختارهم كمممثلين له قادريين على ايصال صوته او النطق باسمه .

خامسا- احجامهم عن التعبير عن ارائهم بوضوح في الأزمات الكبرى او الأحداث التي يمر بها البلد وكأنهم ليسوا طرفا من اطراف العملية السياسية .

سادسا- حجة ( قلة ذات اليد) باعتبار ان اغلب الأطراف السياسية في العراق خلفها جهات عربية او اجنبية تدعمها ماديا وسياسيا . ولكن تلك حجة غير صحيحة . فقد اظهرت الأنتخابات المحلية الأخيرة ان هنالك قوائم واشخاص فازوا باغلبية كبيرة ليس بسبب ذلك الدعم وانما لديهم اراء واضحة ووجهات نظر متطابقة مع تطلعات الناس كما ان لديهم اصوات عالية توصل كل ذلك الى الشعب . وهذه الأطراف ليست منزوية او مترددة بل تعرف ما تريد وتعرف ماذا تريد الجماهير كما تعرف كيف تبلور تطلعات وامال الناس على شكل شعارات وبرامج تلقى استجابة قوية .

بعد كل هذه الأسباب التي اوردناها نستنتج ان قيادة الحزب الشيوعي تستخدم التكتيك غير المناسب في الوقت غير المناسب وبالتالي فانها لا تستطيع صياغة التكتيك الذي يلائم المرحلة .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة والفدرالية
- رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثام ...
- رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثام ...
- الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين القس ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين
- الحسد هل هو وباء جديد في العراق
- الدكتور علي الوردي
- دور التخلف في نشوء الحركات السلفية
- قضاة ومتهمون ..على الطريقة العراقية
- هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟
- مقتل عبد السلام عارف - ذكريات شخصية
- تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الجبار منديل - الحزب الشيوعي العراقي ... لماذا خسر الأنتخابات السابقة ولماذا يخسر الأنتخابات اللاحقة