أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -















المزيد.....

الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 01:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ال (2)
إذا كنت – كما أرجو لك – فى جمال ورشاقة وأناقة المصريات الموجود تماثيلهن فى متاحف العالم أو المنقوش صورهن على جدران المعابد .. وفى ثقافة وجدية طابور المصريات المناضلات فى جميع مجالات الحياة – من أجل التواجد فى مجتمع ذكورى – منذ إنطلاق الشرارة الأولى للنهضة الليبرالية مع بدايات القرن العشرين .. وفى ذكاء وقدرة جدتك على الفهم والمعرفة وإثبات الذات متخطية خطوطا حمراء سادت مجتمعا صنعه المصرى بعد أن ذهب الى الخليج وعاد بالفكر والزى الوهابى ... فحتما سيكون – بحكم الوراثة – تعليقك على خطابى الأول هو الأقرب لسؤال جدتك – وعينها على المستقبل – عن الأسباب التى ترفع من قدرة المصرى على الصمود – عبر الزمن – فى مواجهة فكر الكهنة المتيبس وتعالى المرتزقة الأجوف .
إجابة هذا السؤال اضطرنى الى مراجعة المعلومات الواردة فى العديد من المراجع الهامة وبالأخص تلك التى كتبها الدكتور جمال حمدان فى زمن سابق معاصر لشباب جدك عن تلك القدرة الهائلة التى اكتسبها هذا الشعب من خلال تجارب نشأته عندما كان للجغرافيا أثرها فى تطور السكان وأدت لأن يتمتع بمرونة استيعاب الآخر، فمصر بنيلها المستمر فى الفيض وشعبها الذى انتظم فى دولة مركزية – هى فى الأغلب- الأولى كانت من الغنى ووفرة الانتاج ودوامه بحيث أصبحت مركزا للجذب السكانى تفد اليه الشعوب المجاورة جماعات وفرادى حاملة معها تجاربها ودياناتها وتقاليدها وفلسفاتها وتستوعبها آلة الحضارة المصرية الواثقة تتمثلها ثم تعيد انتاجها وصياغتها صياغة مصرية تساهم بها فى عجلة التطور البشرى .
يشذ عن هذا تلك الأزمنة التى كانت– فيها –أفكار الكهنة تصب روح الشعب فى قوالب جامدة – عفى عليها الزمان – فتفقده مرونة استيعاب الآخر وتسقط مصر فى ظلمات قد تطول أو تقصر ترتيبا على مدى قدرة الطاغوت على التحكم فى توجهات الجماهير .
إنسان العصر الحجرى الذى عاش على أرض مصر منذ نحو خمسة عشر ألف سنة عندما نزح الى الوادى بعد جفاف مناطق الصيد المجاورة جاء فى جماعتين أساسيتين إحداهما – طوال الرؤوس – سكنت الصعيد والأخرى – الجد الأعلى لإنسان البحر المتوسط – عاشت بالدلتا .. الهجرات الجماعية من مناطق محيطة أضافت لهما عناصر بعضها من إفريقيا السوداء – زنجية – وأخرى من سوريا وكنعان وفى بعض الأحيان من البلقان واليونان .. الوافدون – هؤلاء – كونوا حول النهر خليطا من الأجناس امتزج مكونا الشعب المصرى الذى وجد بعد ذلك منذ عصر الأسرات عام 4241 ق.م.– بداية التاريخ المكتوب- وحتى اليوم فى مشهد مبكر لما حدث بأمريكا بعد ذلك منذ قرنين .
الجماعات التى تكون منها الشعب المصرى كان لكل منها مساهمة فى ان يصبح مجتمعا متحضرا منذ ستة آلاف عام .. فالقادمون من سوريا وكنعان جاءوا ومعهم تربية الحيوانات – ماشية ،ماعز، خنازير – وأبناء البلقان واليونان – فى الغالب – تعلم منهم المصرى الإبحار فى النيل ذهابا مع الريح وإيابا مع التيار مما وفر وسيلة إتصال بين القرى المتناثرة والمعزولة بالأحراش فتم بذلك توحيد الوادى إنسانيا .. العناصر الزنجية جاءت بالزراعة ومعها أوزوريس وعبادة التجدد .. وفى زمن لاحق جاءت جماعات من الشرق واستوطنت قرب إدفو تصهر الحديد وتعبد إلها سماويا فى الغالب هو الجد الأعلى للإله " رع " وإن كانت ترمز له بالصقر حورس ، وهكذا فالانسان المصرى خلال رحلة دامت لعشرة آلاف سنة من زمن الغشامة الحجرى حتى عصر بناة الأهرامات استوعب كل وافد عليه ودمجه فى ماكينة حضارته لينتج هذا الفيض المتنوع من الفكار والطقوس والتقاليد وأساليب العمل وتنظيم الدولة بطابع مصرى .
عودة الحياة للإنسان بعد وفاته كانت الفكرة المحورية لدى المصرى منذ العصر الحجرى عندما انتشرت أساليب دفن وظلت تمارس طقوسها عبر كل العصور – مع إدخال تحسينات – وصلت بها فى النهاية الى بناءالاهرامات وابتكار التحنيط وتصنيع معدات ومهمات الجناز جنبا الى جنب مع الميثيولوجيا والاساطير الخاصة بتأثير الكائنات الربانية على المتوفى خلال رحلته فى رحاب الشمس عبر " التوات " للخلود أو الفناء .. كهنة " أون " المدينة الدينية التى أطلق عليها بعد ذلك " هليوبوليس " ثم " عين شمس " أسسوا مدرسة لاهوتية لعبادة إله الشمس " رع " -هى المصدر الأساسى لكل المدارس اللاهوتية التالية – وتنويعاته تأصلت فيها عقيدة بنوة الفراعنة للآلهة وكانت السبب فى إزدهار صناعة الانشاء للمعابد والمدافن و الاهرامات ، مع مرور الوقت وإمتلاك كهنة هليوبوليس لمعظم مصادر الانتاج فى المجتمع ثم طمعهم فى كرسى الفرعون وإستعانتهم بالمرتزقة على حساب معاناة الشعب وتيبس مرونته التى اكتسبها مع النشأة قامت هبات إنفصالية وانتفاضات شعبية وثورات ضد الملوك الكهنة أدت الى تفكيك الدولة المركزية وانقسامها الى مجموعات من الإقطاعيات الصغيرة المتحاربة بحيث استطاع الغزاة القادمون من الشرق رعاة " الهكسوس " من احتلال الدلتا وإشاعة الفوضى فى الوادى .
شعب إله شمسى مغمور بأقصى الصعيد " طيبة " إستطاع بفكر أكثر مرونة من أفكار كهنة رع استيعاب دروس الهزيمة وتمثل التكنولوجيا الحديثة القادمة مع الغزاة فروض الخيل وصنع العجلات الحربية وتعلم أساليب العدو فى القتال ثم إنطلق يجمع المصريين حول ملوك " طيبة " ويحارب الغزاة المحتلين حتى يطردهم خارج البلاد فى بداية موفقة أدت فى النهاية لإمبراطورية تحتمس الثالث .
درس الجمود الذى يعقبه السقوط ثم المرونة التى تأتى بالتقدم هذا تكرر بشكل مستمر طول تاريخ مصر منذ زمن الدولة القديمة وحتى الان .
فكهنة " آمون " الذين كانوا الحافز والدافع لتخطى عقبة الاحتلال- بمرونتهم -0عندما تيبست أفكارهم أعادوا أسلوب كهنة " هليوبوليس " فاستولوا على معظم انتاج الأرض وعائدات الامبراطورية ثم طمعوا فى كرسى الفرعون مستعينين بالمرتزقة من ليبيا واليونان وانتهوا بإضعاف قدرة الشعب على العمل والابتكار فاحتل الفرس مصر .
المصريون فى مواجهة الاحتلال " الآشورى ثم الفارسى" قاوموا وثاروا وطردوا الاستعمار لأكثر من مرة وحاربوا نفوذ كهنة آمون فى هبات شعبية متكررة كان أخطرها تلك الهبة التى قام بها المصريون بعد أن ارتضوا دين الناصرة دينا أساسيا مع بدايات انتشار المسيحية وفى مواجهة كهنة آمون وجنود الامبراطورية الرومانية . المسيحية الوافدة آمن بها المصريون لأنها كانت دين المضطهدين والمنكسرين وحاملى الأثقال المتعبين لذلك لاقت إقبالا شعبيا ضم أغلب سكان مصر الذين كانوا يعانون من قهر وظلم الرومان وتسلط كهنة آمون اختيارالمسيحية هذا أدى الى أن يضحى الشعب المصرى بالآلاف كانوا يتقدمون للشهادة بسعادة اليقين ..وانتهى الى زوال دولة " آمون " .
المرونة التى انتقل بها الشعب المصرى من جمود الكهنة الى رحابة الدعوة الجديدة هى الدرس الأعظم فى تاريخ مصر .
عندما انتقلت الامبراطورية الرومانية الى المسيحية كان الدين الجديد قد استكمل ملامحه فى مصر التى قدمت للعالم دين المسيح بقراءة مصرية ضافية عليه أسلوبها فى العبادة والحياة فيما يسمى بالقبطية ، لذلك عندما حاولت الكنيسة الرومانية المستجدة فرض تعاليمها - بواسطة الجنود - قام المصريون بالانتفاض واستمرت الصراعات والهبات الشعبية التى كلفت مصر آلاف الشهداء ولم تتنازل الكنيسة القبطية عن فلسفتها وطقوسها وعلاقاتها برعيتها .
أنا لا أريد أن أسترسل فى مناقشات لاهوتية حول الكنيستين المصرية والرومانية ولكن ما يهمنى أن أقدمه لك الآن هو أن الكنيسة القبطية رغم عدائها لكهنة آمون الا أنها فى ذلك الزمن أصبحت الوريث الشرعى لهم بما فى ذلك سلطتهم الدينية والدنيوية على الرعية وتحصيلهم لعوائد غير محدودة من شعبهم المؤمن وقيادته فى مواجهة الطاغوت .
فى ذلك الزمن كان الكهنة يقومون بنفس الدور والتأثير الذى يقوم به اليوم الفنان والمثقف ورجل الإعلام على المسار الفكرى والروحى والانسانى للشعب وكانت للكنيسة القبطية – وريثة مدرستى هليوبوليس وطيبة – النفوذ والقدرة التى كانت لكهنة " آمون " يوم أن قادت الشعب لطرد المحتل .. ولكن آباء الكنيسة أصابتهم شيخوخة مبكرة أدت الى جمود وتيبس قاد الكنيسة القبطية لصراعات لاهوتية نظرية حرمت مصر من أن تجدد نفسها وتطرد المحتل الرومانى .
مع الغزو العربى لمصر وقدوم دين جديد أكثر شبابا ارتضت الكنيسة القبطية لنفسها الدور الأوزوريسى – دين الشعب لا الحكام – فى مواجهة الولاة الجدد وانكفأت على شعبها تنظمه فى إطار أداء الطقوس الدينية وعدم الصدام مع الحكومة .
الاسلام عندما قدمه العرب لمصر كان يحمل كل المقومات التى يحلم بها الشعب المضطهد المظلوم الباحث عن العدالة والاستقامة - ماعت – فالاسلام دين البسطاء الذى لا يفرق بين عربى وأعجمى وهو الدين المحرض على تحرير العبيد والاهتمام بالفقراء والمحرومين وأبناء السبيل وهو الدين المعادى لأباطرة الرومان والفرس .
دين البسطاء- هذا- عندما اعتنقه المصرى أكسبه طابعه الخاص وأداه بنفس أسلوب أدائه الدينى عبر التاريخ تأثر الدين الاسلامى بالمصريات ليس موضوعنا وإن كان من المعروف أن مصر قدمت قراءتها الخاصة بالدين الاسلامى ويمكن الاستزادة من ذلك عبر شبكات الانترنت والكمبيوتر واسعة الانتشار . ما يهمنا هنا أن المرونة التى أدت الى قناعة المصرى بالدين الجديد تحولت بمرور الزمن واضطهاد الولاة الى جمود عقائدى كعقدة مزمنة لجميع الأديان التى مرت على مصر .
جمود كهنة الاسلام فى العصور الوسطى وتحالفهم مع مرتزقة المماليك حصر الدين لدى المصرى فى إطار الطقوس السلفية المطعمة بقصص الرعب التى توارثها المصريون عن عذابات " التوات " من ثعابين وكائنات خرافية كابوسية جمدت قدرته على قبول الآخر وأدت الى النفور من ديانات وملل مخالفة واضطهادها وكان زمن إظلام دامس صاحب مصر حتى تماست فى مطلع القرن التاسع عشر مع نهضة أوروبا من خلال طموحات محمد على لإنشاء امبراطوريته .
الحفيدة العزيزة " ماعت "
جمود كهنة " رع " ، " آمون " والآباء الأوائل للكنيسة القبطية ثم فقهاء السلطان المملوكى كانوا أداة الحاكم – دائما – بهدف السيطرة على حياة الشعب الروحية والمادية وفى المقابل كانت قدرة المصرى على الانتفاض والثورة حتى فى أحلك الظروف نغمة سائدة فى لحن حضارة الأجداد ظل مسموعا دوما على أرض بلدك لآلاف السنين .
إن الأمل فى التجديد الذى صاحب ثورة 1919 لازال ممكنا فى حالة ما إذا دافع مثقفى عصرك عن حقهم فى استكمال ما بدأه مثقفى الليبرالية مع مطلع القرن السابق بما فى ذلك رجال دين وفلاسفة مجددين انتصروا لتحكيم المنطق على حساب المألوف .
إن قدرة هذا الوطن على الاسهام فى حضارة الانسان بقراءة مصرية حديثة محكوم بتحفيز العقل على الولوج لمساحات وأعماق لم يدركها السابقون والفكاك من أسر متاهة حصر الاهتمام بالشكل – لا المضمون – الخاص بتأدية طقوس الأسلاف والحياة بنفس أسلوبهم وعلى نمطهم .
ومع رجاء أن يكون زمنك قد مكن المصرى من أن يحسم انتماءه وأن تكون الحياة على أرضك قد تجددت لتوائم مستجدات القرن الحادى والعشرين وأن يكون جيلك لازال يتمتع بنعمة المرونة وقبول الآخر التى مارسها الأجداد لآلاف السنين وأن تكونى من الذكاء – الذى تمنيته لك – بحيث تستحقين ما بذلت من جهد لأجلك .
محمد حسين يونس منتصف مارس 2009





#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -