أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة: نناضل من أجل الجمع بين المشروع السياسي الوطني؛















المزيد.....



حواتمة: نناضل من أجل الجمع بين المشروع السياسي الوطني؛


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:53
المحور: مقابلات و حوارات
    


مشروع تقرير المصير والدولة والعودة وبين كل أشكال المقاومة

• إنجاز الوحدة الوطنية هو ما يحكم أولوياتنا في الغرف المغلقة في القاهرة وممارستنا السياسية اليومية
حاوره: جهاد المومني
س1: آخر التطورات على صعيد المصالحة الفلسطينية، فهذا الموضوع المقلق لكل الشعوب العربية وليس فقط المقلق للشعب الفلسطيني، فهل هناك أية بوادر إيجابية وضرورات للتفاؤل ؟
نأمل أن يكون العدوان الوحشي على قطاع غزة دعوة إلى العقل والحكمة والروح الواقعية الوطنية والقومية لدى جميع القوى والفصائل في الحركة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبذات الوقت نأمل للانقسامات العربية ـ العربية أن لا تبقى تواصل سياستها في تعميق الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، خدمةً لأجندات خاصة بهذه العاصمة العربية أو تلك، لهذا المحور العربي أو ذاك، بهذا المحور بالشرق الأوسط أو ذاك، الآن بعد العدوان على قطاع غزة تطرح مسألة إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية نفسها بقوة لأنها أثبتت من جديد أن العدوان شمل كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكل مكوناته، فلقد ألحق دماراً شاملاً في كل البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية، وكل ما بنينا منذ عام 1994، وحتى العدوان تم تدميره كما تم تدمير جميع مؤسسات السلطة في قطاع غزة، التي بنيت منذ عام 1994 وحتى يومنا، وأيضاً تم العدوان على كل مكونات الشعب الفلسطيني بكل اتجاهاته على كل فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة الفصائل الخمسة التي تحمل السلاح (الجبهة الديمقراطية، حماس، فتح، الجهاد، الجبهة الشعبية)، ولذا من الضرورة أن يفهم الجميع مرة واحدة بأن العدو حيث التناقض الرئيسي ممثلاً بالاحتلال واستعمار الاستيطان، وبهدف أن ننجز لشعبنا حقه بالخلاص من الاحتلال والاستيطان، والبناء من أجل حق تقرير المصير ودولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس العربية المحتلة، وحق اللاجئين بالعودة عملاً بالقرار الأممي 194، ولذا نتطلع أن يستفيد ويستخلص هذا الدرس الأساسي جميع فصائل المقاومة الفلسطينية وجميع مكونات الشعب الفلسطيني.
س2: إلى أين وصلنا الآن على هذا الطريق ... نحن نأمل ونتفاءل ولكن هل هناك من شيء على الأرض حتى نقول للعالم نعم نحن توصلنا إلى هذه النقطة أو تلك على مستوى التفاهم بين حماس والسلطة، والتفاهم بين هذه الفصائل التي تحدثت أنت عنها التي قاتلت جنباً إلى جنب مع حماس هل هناك شيء بين أيدينا لنقدمه للجماهير التي تنتظر هذه المصالحة الفلسطينية ؟
بين الأيدي مرحلتين على تداعيات العدوان الوحشي على قطاع غزة المرحلة الأولى عناوينها الرئيسية (التهدئة، فك الحصار، فتح المعابر، إعمار قطاع غزة)، والمرحلة الثانية هي ضرورة نظم الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفعلاً القاهرة بادرت إلى الدخول بالتوازي بين هذا وهذا، والآن بدأ في القاهرة مؤتمر الحوار الوطني الشامل بين الفصائل الفلسطينية الثلاثة عشر، التي شاركت بحوار القاهرة الشامل في آذار/ مارس 2005، وشاركت في بناء وصياغة البرنامج الموحد لكل القوى الفلسطينية برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي وقع عليها جميع الفصائل بغزة في 26 حزيران/ يونيو 2006، وبالتالي هذه الفصائل (13) مدعوة من جديد للحوار، وأنجزت وثيقة 26 شباط/ فبراير 2009، والآن اللجان الخمس التي تشكلت في مؤتمر الحوار بدأت أعمالها (10 ـ 15) آذار/ مارس في القاهرة على أساس الوثائق الثلاث: إعلان القاهرة 2005، برنامج الوفاق الوطني 2006، وثيقة 26 شباط 2009. وبأملي أن نتقدم خطوة إلى الأمام لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية بانتخابات التمثيل النسبي الكامل لمؤسسات السلطة والمجتمع ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهنا أود أن أقول مباشرة إلى الشعب كل الشعب بكل مكوناته أردنياً وفلسطينياً وعربياً، عليكم أن تراقبوا ما يدور في حوارات القاهرة.
س3: ماذا تتوقع ؟ ... هل ستكون الوفود على مستوى الأمناء العامين، أم ستكون على مستويات أدنى ؟
أتمنى أن أكون واثقاً من الخطوة الأولى، أن تكون على طريق حوار وطني فلسطيني جاد، ولكن أضيف فوراً أن هناك مصالح فئوية صغيرة عند عدد من الفصائل لا زالت تتمسك وتتمحور حول هذه المصالح الصغيرة، وأيضاً الجانب الآخر أو الوجه الآخر لعملية إنهاء الانقسام الفلسطيني هو المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية التي تتدخل يومياً بالشؤون الداخلية الفلسطينية وفقاً لأجندتها الخاصة، وفقاً لمصلحتها الخاصة، وليس وفقاً للمصلحة الوطنية الفلسطينية المشتركة العليا أو المصلحة العربية القومية المشتركة العليا، ولذا لديّ من المؤشرات التي تؤشر على حالات سلبية تبحث مرة أخرى عن اتفاقات محاصصة احتكارية ثنائية بين فتح وحماس، وهذا يؤدي إلى إبقاء أزمة الانقسام المدمّر مفتوحة الصراع، وبالتالي تحول الحوار إلى مكوك لا ينتهي، والمدة الزمنية تطول. لماذا أيضاً ؟! ... لأن عديد من المحاور الإقليمية العربية المتصارعة وفي الشرق الأوسط أيضاً، تريد تمديد ومطمطت الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، وعدم الوصول إلى إنهاء هذا الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني سريعاً خدمة لمصلحتها المحلية القطرية، خدمة للشرائح الاجتماعية السياسية الضيقة التي تتحكم بهذا المحور أو ذاك، لهذه العاصمة أو تلك.
س4: هل يمكن أن نكون أكثر صراحة ونقول للناس بدون مواربة مَنْ هي هذه الجهات ولماذا تتدخل، وأين مصالحها من هذا التدخل ؟ لماذا لا تكون مصالح هذه الدول التي تدعي وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ؟ لماذا لا يكون مصلحتها أن يتفق الفلسطينيين فيما بينهم ؟
لا أذيع سراً عندما أقول أن هذه معلومات معروفة، وأعتقد سؤال الشارع الفلسطيني والعربي يدرك جيداً ـ أقصد بالمحاور الإقليمية العربية وبالمحاور الشرق أوسطية ـ ومعلوم بأن هناك محور مثلاً محور مصر + السعودية + الأردن وعدد من الدول العربية مع هذا المحور، ومعروف أيضاً أن هناك محور سورية + قطر + السودان + إيران، بالمقابل ومعروف أيضاً أن هناك تحركات تركية وتحركات إيرانية أيضاً في هذا الميدان، وكل هذه التحركات مبنية على انقسامات عربية ـ عربية وانقسامات بالشرق الأوسط، وهذه الانقسامات كلها ترعى مصالحها الخاصة مصالحها المحلية القطرية، وبتعبير أدق مصالح القوى الاجتماعية السياسية الحاكمة في هذا البلد أو ذاك في هذا المحور أو ذاك. كل هذا يسحب نفسه على تعميق الانقسامات الفلسطينية ـ الفلسطينية، والمحاور الإقليمية تريد ترحيل حالة الانقسام الفلسطينية ـ الفلسطينية لتبقى إلى ما هو أبعد من القمة العربية في 29 ـ 30 من آذار الحالي، إلى أن تتشكل الحكومة الإسرائيلية بموجب الانتخابات الأخيرة، واتضاح محاور معالم السياسة الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط بوجود رئيس جديد (أوباما)، الذي يمثل انقلاباً اجتماعياً ثورياً داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تصالح أمريكا نفسها مع نفسها بعد مئات من السنين، من التمييز العنصري والإثني والمذهبي والإيديولوجي، وبالتالي أوباما يمثل شيء جديد في الحياة الداخلية الأمريكية، نأمل وهو وعد بأنه سيمثل شيء جديد بالسياسة الخارجية، أيضاً كما وعدت وزيرة الخارجية الجديدة بأن عصراً جديداً من السياسة الأمريكية الخارجية الآتية، وبالتالي هذه العواصم تنتظر كيف سيكون موقف الإدارة الأمريكية الجديدة على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وعلى المسار السوري ـ الإسرائيلي ـ الأمريكي على المسار الإيراني ـ الأمريكي، وعلى المسار التركي ـ الأمريكي، وعلى المسارات العربية الأخرى مع الأمريكان، ولذلك تتدخل الحالة المحورية العربية وبالشرق الأوسط يومياً بالمعدة الفلسطينية من أجل إبقاء الانقسام وتعميق الانقسام بانتظار أن تتضح هذه الملامح فيما بعد، وهذا كله الخاسر الأكبر فيه الشعب الفلسطيني أولاً والشعوب العربية ثانياً وخاصة الشعوب العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة (الأردن، سوريا، مصر، لبنان) والرابح الأكبر في ذلك حكومة إسرائيل والاحتلال، وكل من يسعى إلى إبقاء الأوضاع راكدة ساكنة على حالها في الانقسامات الفلسطينية ـ الفلسطينية، والعربية ـ العربية هي أفضل الهدايا الكبرى لحكومة الاحتلال واستعمار الاستيطان.
س5: هذا فيما يتعلق ببعض العواصم العربية ... نحن الآن نتحدث بين محورين، لا أدري ماذا يمكن أن نسميها فهي مجرد انقسامات بين ما تسمى دول الممانعة وبين ما تسمى دول الاعتدال، ولكن سؤالي هو إذا كانت هذه هي الصورة القائمة التي ترسمها حضرتكم لمستقبل التفاهمات الفلسطينية في غضون الثلاثة أشهر القادمة، كيف يستعيد الفلسطينيون أنفسهم لهذه المرحلة لرحلة إقرار الإدارة الأمريكية بسياستها الجديدة بالشرق الأوسط، البدء بتطبيقها ماذا يفعل الفلسطينيون على هذا الصعيد ونحن نسمع بالأمس اتهامات بارتكاب جرائم قتل وتعذيب من قبل رجال السلطة بحق قادة حركة حماس، واتهامات لحركة حماس بالقتل والتعذيب بحق قادة فتح ككل، هل هذه مقدمة غير مشجعة للحوارات الجارية الآن بالقاهرة ؟
بجملة أولى أود أن أقول أن توصيف الحالة العربية بين دول اعتدال ودول ممانعة يحتاج إلى تصحيح، وأن لا نصادق ولا نقدم للرأي العام ما يؤدي إلى ديموغوجيا، ما يؤدي إلى تضليل.
انعقدت مؤخراً ثلاث قمم عربية، كنا دعاة وناضلنا من أجل قمة عربية موحدة، القمة الخليجية كانت قمة تشاورية لم يصدر عنها أي قرارات، وانعقدت القمة الثانية بالدوحة تحت عنوان قمة غزة، والدول التي حضرتها أطلقت على نفسها أنها دول ممانعة، علينا أن نفحص هذا جيداً، هذا تركيب مختلط والتركيب المختلط يوجد فيه دول له علاقات كاملة مع "إسرائيل" إستراتيجية واقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية معها دول عربية مثل موريتانية، ودول لها علاقات اقتصادية وعسكرية وتجارية وسياسية مع "إسرائيل"، بجانب هؤلاء حضر (جزر القمر والصومال وجيبوتي) على سبيل المثال، تركيا والسنغال لها علاقات كاملة مع "إسرائيل"، ويوجد دول ليس لها علاقات مع "إسرائيل" مثل سورية وإيران، وبالتالي هذا الخليط هل هو خليط ممانعة فعلاً، وبالتالي هل اتخذت قرارات باتجاه الممانعة، ليس هكذا الأمر وهذا خليط، ولهذا القرار الوحيد الذي صدر عن قمة الدوحة هو تجميد العلاقات القطرية والموريتانية مع "إسرائيل" وليس قطع العلاقات، بينما فنزويلا وبوليفيا على بعده آلاف الكيلو مترات وليست عربية أو مسلمة ولكنها تقدمية فاتخذت قرارات بقطع العلاقات مع "إسرائيل"، كوبا قاطعة العلاقات منذ عام 1973، هناك قيادات وطنية تقدمية تتحمل المسؤولية أمام شعبها وفقاً للشعارات التي تطرحها قامت بقطع العلاقات مع "إسرائيل" على سبيل المثال، والقرارات الأخرى التي اتخذت بالدوحة كلها نظرية لا آليات عملية له، مثلاً وقف العدوان وإدانته وتثبيت وقف إطلاق النار، فتح المعابر وفك الحصار، إعمار قطاع غزة بدون وضع أي آلية لذلك ما هي الآليات التنفيذية لذلك لا شيء، وأيضاً انعقدت القمة الثالثة بالكويت، جمعت كل الدول العربية، خليط الدول العربية بالإجماع جاءت في قمة الكويت بجمع ما يفيض عن ملياري دولار، أما ما عدا هذا أيضاً قرارات إنشائية إدانة العدوان والمطالبة بوقف وإطلاق النار وتثبيته، والدعوة لفك الحصار وفتح المعابر وإعمار قطاع غزة بدون آليات لماذا ؟! ... لأن الأوضاع العربية بشكل خاص والأوضاع بالشرق الأوسط بشكل عام ليست جاهزة لإعادة النظر في معادلة العلاقات العربية ـ الإسرائيلية، على ضوء المصالح العليا الوطنية والعربية المشتركة الوطنية، يعني الفلسطينية والأردنية والمصرية والسورية وهكذا ... والمصالح المشتركة بين الدول العربية، واتخذ قرارات على ضوئها مع "إسرائيل"، أي قطع كل أشكال العلاقات مع "إسرائيل"، وأيضاً وضع الحالة العربية أمام خيارات متعددة وليس حصرها بخيار واحد يتيم لا يدب على الأرض، فالعرب اتخذوا مبادرة السلام العربية عام 2002، وبعد 24 ساعة رد شارون بحرب "السور الواقي" على الضفة الفلسطينية، وإعادة احتلال كل مناطق الضفة الفلسطينية، وأيضاً الأوضاع العربية والشرق أوسطية ليست على درجة من الجاهزية لإعادة صياغة معادلات العلاقات العربية بالذات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى مصالح كبرى لأمريكا بالمنطقة نفط، عاز، قواعد عسكرية، قواعد أمنية، معاهدات سياسية وعسكرية وأمنية، كل هذه الدول العربية تعلن أن كل هذا "بكفة" يمكن أن يصان للولايات المتحدة الأمريكية مقابل قضية واحدة، يجمع عليها العرب هي القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة، وحل هذه القضية على أساس قرارات الشرعية الدولية، وكل هذه المصالح الإستراتيجية الكبرى والعظمى للولايات المتحدة الأمريكية تصان على أيدي الأنظمة العربية، فالحالة العربية ليست جاهزة لهذا، وبذلك قمة الدوحة اقتصرت على قرار يتيم تجميد العلاقات، قطر وموريتانيا مع "إسرائيل"، وقمة الكويت اقتصرت على قرار واحد عملي رصد الأموال للإعمار، ثم بدأ الخلاف على كيفية الإعمار بين الدول العربية.
أيضاً وما زال حتى الآن والقضية الثانية التي يجب توضيحها هناك اتهامات متبادلة بين فتح وحماس، ففتح تقول أن لديها معتقلين داخل قطاع غزة على يد حماس، وأن حماس اتخذت سلسلة من الإجراءات العنيفة بما فيها إطلاق الرصاص على العديد من كوادر وقواعد فتح بما فيه عناصر من شهداء الأقصى قاتلوا ضد العدوان وجردوا من السلاح، وبالمقابل حماس تقول أن السلطة الفلسطينية تعتقل 650 واحداً من حماس وتتطلب بإطلاق سراح هؤلاء، وعندما يقال هذه اعتقالات سياسية ترد السلطة لا يوجد معتقلين سياسيين عندنا، وترد حماس بقطاع غزة لا يوجد معتقلين سياسيين عندنا. نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع تحريم كل أشكال الاعتقال السياسي والأمني إلا بالقضايا الجزائية، ومن المفترض أن تحال إلى القضاء وليس الاعتقال لأشهر مديدة دون مساءلة وممارسة التعذيب بحقهم.
س6: ما هي معلوماتكم من داخل قطاع غزة ؟ هل هناك فعلاً فتحاويون يتعرضون للتعذيب، وهل هناك انتهاكات بهذا الحجم الذي تحدث عنه قادة فتح منذ أيام، هل هناك حقيقة قتل وإطلاق رصاص وتعذيب في المساجد لأعضاء حركة فتح على أيدي حركة حماس ؟
الكثير من هذه المعلومات التي تذاع والتي تسمعون من الجانبين صحيحة، ولذا على الجانبين أن يتوقفوا فوراً عن الاعتقال السياسي والاعتقال الأمني، والقضايا الجزائية تحال إلى القضاء إلى المحاكم سواءً بالضفة الفلسطينية وقطاع غزة، ومفترض من الجانبين أن يفعلا ذلك لإيجاد مناخ إيجابي من أجل أن نخطو خطوات إلى الأمام على طريق الحوار الوطني الشامل.
القضية الثالثة نحن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وتياراته وقواه وفصائله، علينا أن نستجيب لنداء العقل والحكمة المستخلصة من تجربة حرب "السور الواقي" 2002، وتجربة العدوان الوحشي تحت عنوان "الرصاص المصهور" على قطاع غزة، ولكن مع الأسف ليس دائماً نداء العقل والحكمة يأخذ طريقه بسلاسة وبسهولة، كما أن الوضع الانقسامي الفلسطيني ـ الفلسطيني يتغذى من الانقسامات العربية ـ العربية والشرق أوسطية، التي تدخل يومياً "بالمعدة الفلسطينية".
نحن ندعو الجميع قبل بدء العدوان، وشخصياً كنت بعمان وأعتقد أنك شاركت بندوة معي قلت لكم قبل أن يبدأ العدوان؛ بأن عمليات عسكرية واسعة قادمة على قطاع غزة، وأن هذه العمليات ستكون برية وجوية وبحرية، ولها استهدافات سياسية بتدمير كل البنية التحتية الفلسطينية بقطاع غزة، لتركيع الشعب ومن أجل أهداف سياسية موادها لا إمكانية لحقوق وطنية للشعب الفلسطيني بتقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس وحق العودة عملاً بالقرار الأممي 194، وقلت لكم أيضاً نحن دعاة أن نعلن الآن استباقاً للعدوان تشكيل جبهة مقاومة متحدة من جميع الأجنحة العسكرية الخمسة، التي تحمل السلاح في قطاع غزة، والتي سميتها ديمقراطية، فتح، حماس، الجهاد، الشعبية، وأن يكون لنا غرفة عمليات مشتركة تضع كل الطاقات على الطاولة، وتضع التخطيط التكتيكي والإستراتيجي لاحتواء العدوان، وأيضاً ممارسة سياسة دفاعية ضد العدوان نشطة وذات طبيعة إيجابية، أي ليست فقط تنتظر إلى أن تصل قوات العدو إليها.
س7: لم تبدِ أي تفاؤل فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية ما دامت فتح وحماس تتمسك بما تتمسك به الآن، فهل ما زِلْتَ على رأيك فأنت قلت في ذلك الوقت بأن لا يمكن لجميع الفصائل أن تتعايش مع اتفاقيات محاصصة احتكارية بين فتح وحماس، فتح وحماس تمليا شروط وترفضا مقترحات ... الآن إلى أين الحوار الجديد الشامل ؟
علينا أن نتمتع بأدوات قياس في ظل العدوان المدمر والظالم والمعتم على قطاع غزة، لم نتمكن من أن نبني جبهة مقاومة متحدة بغرفة عمليات مشتركة وقيادة سياسية وأمنية واجتماعية موحدة لاحتواء تداعيات العدوان في قطاع غزة، لأن الأخوة في حماس يهيمنون بالقوة المسلحة على السلطة والنفوذ بقطاع غزة، ويريدون أن ينفردوا ويتفردوا ويواصلوا سياسة احتكار السلطة. أيضاً دَعَوْنَا إلى قيادة سياسية موحدة في رام الله تشترك فيها جميع الفصائل بما فيها أخوتنا في حماس والجهاد الإسلامي وكل الفصائل الفلسطينية الأعضاء بمنظمة التحرير وفي المقدمة فتح والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية والآخرون، هذا كله لم يتحقق لأن في قطاع غزة الأخوة في حماس بيدهم السلطة والنفوذ منذ 14 حزيران/ يونيو 2007 وحتى الآن، ولذا لم يستجيبوا لهذه النداءات، وهذا ترك تأثيراً سلبياً على الأوضاع بقطاع غزة، والدليل التداعيات الحالية الجارية كما أن أداءنا معاً بالمقاومة الفلسطينية كان ممكناً أن يكون أرقى مما وقع بقطاع غزة فعلياً لو كنا بجبهة مقاومة متحدة بغرفة عمليات مشتركة، كما كانت المقاومة بجنوب لبنان جبهة مقاومة واحدة وغرفة عمليات واحدة، وغرفة عمليات مشتركة بين المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله والجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وقيادة سياسية لبنانية موحدة تدير كل قضايا الصراع ضد حرب العدوان التي شنت على كل لبنان في تموز/ يونيو 2006. هذه المؤشرات لم تأخذ طريقها إلى الحياة في قطاع غزة، وأيضاً الدعوة التي تبلورت من أجل قيادة سياسية موحدة دعونا لها برام الله تشارك بها كل الفصائل اعتذر عنها كل الأخوة في حماس، ولهم وجود بالضفة الفلسطينية، ولأنَّ القضايا المطروحة علينا كبرى (التهدئة، فك الحصار، فتح المعابر، الإعمار، إنهاء الانقسام، إعادة بناء الوحدة الوطنية)، ومع ذلك حتى الآن نجد أنفسنا بالقاهرة وفود متعددة تبحث مع القيادة المصرية والمصريون، يبحثون مع وفد واحد إسرائيلي، بينما بالقاهرة يتردد عليها خمسة وفود في وقت واحد، وفود من حماس، الجبهة الديمقراطية، فتح، الجهاد الإسلامي، الشعبية، لأن هذه هي القوى التي قاتلت في قطاع غزة، وأداؤها كان يمكن أن يكون أرقى، والدليل أن أداءنا متماثل إلى حد كبير جداً، وكذلك الحال النتائج بالأداء من الشهداء متماثل، فالأخوة في حماس أعلنوا عن 48 شهيداً، شهداء الأقصى 42 شهيداً، الجبهة الديمقراطية 31 شهيداً، الجهاد 32 شهيداً، الشعبية لم تعلن ...، وفي المحصلة أرقام الشهداء متقاربة، ولذلك لا يستطيع أحد أن يقول أنه قاتل قتالاً أكثر من غيره، ولذا مرة أخرى هذه القضايا تستجوب استخلاص دروسها. ولكن أقول بحزن أن لسنا جميعاً من يستخلص الدروس الفعلية لثورات ناجحة لحركات تحرر وطني حققت لشعوبها الحرية والاستقلال والخيارات الإستراتيجية لما بعد الاستقلال، أي لنا عدو واحد مشترك هو الاحتلال واستعمار الاستيطان ولنا حقوق مشتركة تقرير المصير ودولة مستقلة عاصمتها القدس وحق العودة للاجئين.
نأمل الآن من الحوارات الجارية بالقاهرة بلجان الحوار الخمس أن تحترم وتلتزم بوثائق إعلان القاهرة 2005، برنامج الوفاق الوطني/ غزة 2006، والآن وثيقة 26 شباط/ فبراير 2009 في القاهرة لإنهاء الانقسام وحل القضايا الخلافية بحوار اللجان 10 ـ 15 آذار/ مارس 2009 في القاهرة.
س8: لماذا رفضت حماس التهدئة قبل العدوان والآن حماس تبحث عن تهدئة ... برأيكم هل هي شطارة سياسة أم ماذا وراء هذا التناقض ؟
كلمة الشطارة كلمة باللغة العامية، الشطارة تدخل في عالم الفهلوي والفهلوية ليست علماً وعليه ما يُبنى على اللا علم يعطي نتائج كارثية في هذا الميدان، وهنا وقع عدوان كبير مدمر شامل دمر أحياء بكاملها، مناطق بكاملها تدميراً شاملاً، وعلى حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة شاهد ما "يمزق القلوب" وتعبير ممثل الأمم المتحدة، أن إعادة وضع إعمار قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل العدوان "يحتاج إلى عشرة سنوات بالحد الأدنى"، والمتضرر الأكبر في هذا هو الشعب، فالشعب هو الذي قدم 1500 شهيد غير المدفونين حتى الآن تحت الأنقاض والشعب هو الذي قدم 5000 جريح والشعب هو الذي ابتلى بتدمير كل البنية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية في قطاع غزة، وبالتالي هو الذي قدم الخسائر الكبرى والعظمى، وهذا ولَّدَ ضجيجاً لا زال يقرع أبوابنا جميعاً في قطاع غزة، لماذا وقع الذي وقع ومن المسؤول عن الذي وقع ؟! ... كان يجب قطع الطريق على العدوان حتى لا يقع أو بالحد الآخر أقل شراسة مما وقع، هناك تجارب كثيرة عند شعوب كثيرة مثلاً فنزويلا وبوليفيا وكوبا أو بلدان أخرى، بلد مثل كوبا 45 سنة محاصرة على يد الأمريكان، والقيادة الكوبية لم تعطِ طيلة 45 عاماً أي مبرر تتذرع به الإدارات الأمريكية لغزو كوبا، ولو ارتكبت القيادة الكوبية أخطاء معينة وحتى ولو كانت تكتيكية صغيرة تم غزو الجزيرة الكوبية مراراً وتكراراً من قبل الإدارات الأمريكية التي تحاصر كوبا، والتي تعلن بوضوح أنها تعمل من أجل إسقاط الوضع في كوبا، بل أكثر من مائة محاولة اغتيال وقعت للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وبالتالي تساؤلات كبيرة مطروحة بصفوف الشعب بقطاع غزة وهذه التساؤلات مطروحة على جميع الفصائل الفلسطينية بما فيه الأخوة الذي بيدهم السلطة بالقوة المسلحة في قطاع غزة، ولهذا استخلصت دروس بأن التهدئة باتت ضرورة لأن الشعب يضغط ويضغط يومياً بضرورة التهدئة والأمن حتى يتمكن من أن ينتشل ضحاياه من تحت الأنقاض، ويتمكن الشعب من أن يتنفس بشكل أو بآخر، ولهذا وتحت الضغوطات الشعبية نجد الجميع يقول تهدئة وتهدئة لمدة زمنية طويلة نسبياً، 18 شهر وإسرائيل تضع شروط على هذه التهدئة تؤكد أن التهدئة تشمل فقط قطاع غزة، والكل الإسرائيلي أي الغلاف المحيط بقطاع غزة + داخل الخط الأخضر كل داخل الخط الأخضر، بينما نحن دعونا وناضلنا وأبلغنا القيادة المصرية وبلغنا كل الفصائل الفلسطينية بما فيه حماس في قطاع غزة بأننا دعاة تهدئة شاملة متبادلة متزامنة تشمل القدس والضفة الفلسطينية لماذا ؟ لأن القدس والضفة الفلسطينية مستباحة منذ حرب "السور الواقي" عام 2002، وحتى الآن بتكثيف تهويد القدس وتوسيع استعمار الاستيطان لأهداف سياسية لاحقة تتعلق بحدود دولة "إسرائيل" بالأمر الواقع والجديدة بأمل تشريعها بأي اتفاقات سياسية وتسوية قادمة.
س9: هل أنتم دعاة تهدئة مع "إسرائيل"، وإلى أي وقت ولماذا التهدئة ؟
تهدئة شاملة متبادلة متزامنة تشمل قطاع غزة والقدس والضفة الفلسطينية، ولأن الشعب بحاجة لهذه التهدئة بالقطاع كما أن شعبنا في الضفة الفلسطينية يتعرض يومياً لتكثيف تهويد مدينة القدس، ولمصادرة الأراضي من أجل توسيع المستوطنات، وبناء مستوطنات جديدة وللقتل وللاغتيالات والاعتقالات اليومية، وبالأمس تم اعتقال 47 شخصاً بالضفة الفلسطينية على يد قوات الاحتلال على سبيل المثال، ولذا الشعب بحاجة إلى فترة من الهدوء من أجل إعادة بناء حياته الأولية بحدودها الدنيا بقطاع غزة والضفة الفلسطينية بعد "السور الواقي"، وبعد العدوان الأخير على قطاع غزة، ولكن "إسرائيل" ترفض أن تشمل التهدئة الضفة الفلسطينية، لأن الأطماع بالضفة والقدس، ومقابل ذلك الكل الإسرائيلي لأن هذا يُبقي القدس والضفة فريسة للتهويد وتوسيع الاستيطان.
الآن أقول بأن القيادة السياسية المصرية تقول: إن من غير الممكن عقد تهدئة تشمل القدس والضفة الفلسطينية، ليكن هناك تهدئة في قطاع غزة وفيما بعد يجري البحث بكيفية مدّ هذه التهدئة للقدس والضفة، ولقد جرب هذا ستة أشهر السابقة للعدوان، ولم تمدد عملية التهدئة للقدس والضفة بفعل إصرارات الرفض الإسرائيلية التوسعية، والآن أعلن ولا أقول شيء من باب الأسرار أن كثير من الفصائل الفلسطينية تقول أنها موافقة على التهدئة التي تشمل فقط قطاع غزة ولا تشمل القدس والضفة، ومقابل ذلك تشمل كل الداخل الإسرائيلي، ولذا من جديد سنكون أمام وضع صعب جديد للقدس والضفة، هدوء في قطاع غزة من أجل محاولة رفع الأنقاض الجارية، وتخفيف أوجاع الشعب بإنهاء الدمار والدمع التي لا زالت تسيل، هذا ما يجب أن يكون معلوم، في هذا الإطار التهدئة ممكنة ويمكن أن تكون بين لحظة وأخرى، وشيء يبعث على الحزن أيضاً عندما يصدر عن فصيل فلسطيني بتصريح بأنه يحمل "إسرائيل" عدم إنجاز التهدئة حتى الآن بين قطاع غزة والكل الإسرائيلي.
س10: الفصيل الذي أعلن ذلك حماس، هل التهدئة الآن هي مصلحة إسرائيلية قد تكون مصلحة إسرائيلية قبل الانتخابات، وأعتقد بأن الأخوة في حركة حماس قد فوتوا الفرصة ما دامت الفرصة كانت على أبواب الانتخابات، ومع ذلك رفض التهدئة وتعرض القطاع لهذا العدوان الإجرامي وانتهينا إلى ما انتهينا إليه، ولكن الآن وبعد ظهور نتائج الانتخابات وفوز اليمين المتطرف في "إسرائيل" بشكل عام هل تعتقد أن من مصلحة "إسرائيل" أن تمضي في هذه التهدئة ؟ ثم ألا تعتقد أن طرح قضية الجندي شاليط كشرط للوصول إلى التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار ؟ ألا تعتقد أنه شرط تعجيزي حتى لا تكون هناك تهدئة ؟
من جديد "إسرائيل" لا تشترط وهذه معلومة معلنة ربط قضية الجندي الإسرائيلي شاليط بالتهدئة تربط بين قضية الجندي الإسرائيلي الأسير وبين الفتح الكامل للمعابر وفك الحصار الكامل، وهذه المرحلة الثانية بعد التهدئة، وبالتالي التهدئة الحالية مصلحة فلسطينية في قطاع غزة ضرورية وشمولها للضفة والقدس مصلحة وطنية فلسطينية لشعبنا حتى نعالج قضايا التهويد وقضايا الاستيطان، وتفكيك المستوطنات ... الخ.
بنضال جماهيري واسع يأخذ أشكال متعددة، بما هو ممكن جماهيرياً، وعليه أقول التهدئة غير مرتبطة بالجندي الإسرائيلي شاليط هذه نقطة أولى، والنقطة الثانية التهدئة في قطاع غزة مصلحة لقطاع غزة شمولها مصلحة وطنية عامة للضفة والقدس، ولكن "إسرائيل" ترفض شمولها القدس والضفة، تريد تهدئة بين قطاع غزة والداخل الإسرائيلي من أجل تحييد قطاع غزة عن الصراع الذي يتواصل بالضفة الفلسطينية والقدس العربية المحتلة. "إسرائيل" كانت تريد التهدئة قبل الانتخابات، ولما لم تستكمل التهدئة شن العدوان أيضاً من أجل الانتخابات ورفع منسوب حزب "كاديما" وحزب العمل وائتلاف حكومة أولمرت ـ ليفني ـ باراك بالنتائج الانتخابية، وهذا وقع فعلاً وخاصة لصالح كاديما، التي حصدت حزباً أول بـ 28 مقعداً، والليكود تراجع من 36 إلى 27، والخاسر الأكبر كان حزب العمل وميرتس لأن قطاعات واسعة من حزب العمل وحزب ميرتس صوَّت لحزب كاديما حتى لا يأتي نتنياهو حزباً أولاً ويشكل الحكومة، والآن النتائج الانتخابية الإسرائيلية تشير إلى أن اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي ـ الليكود وليبرمان وشاس، بصدد تشكيل الحكومة بزعامة نتنياهو، لأن الجسم البرلماني بيده 65 نائب من 120 نائباً، وبيده كذلك أكثرية وهو أولى بتشكيل الحكومة.
س11: جورج ميتشيل عندما وصل إلى المنطقة قبل حوالي أسبوعين، وعد زعماء المنطقة في قراءة أولية للسياسة الأمريكية في المنطقة بأن من سيشكل الحكومة هو نتنياهو ... إذا كنا نتحدث عن سلطة فلسطينية ضعيفة وحكومة إسرائيلية قوية من اليمين المتطرف، كيف ستكون الصورة في المستقبل إذا مارست الولايات المتحدة الأمريكية الضغوط الكافية على "إسرائيل" حتى تعيدها إلى طاولة المفاوضات ؟ هل هناك ما يمكن اعتباره انسجام تفاوضي بين طرفين أحدهما ضعيف والآخر متطرف ومتعصب وعنصري ومتمسك بخلاصات تاريخية حول "إسرائيل" ودولة "إسرائيل"، والقضايا المعروفة بأنها قضايا الحل النهائي، كيف ترى الصورة ؟
الاختلال بالتوازن واسع جداً، ولذلك المفاوضات التي جرت بين حكومة أولمرت ـ باراك، والسلطة الفلسطينية بزعامة الأخ محمود عباس كلها مفاوضات عبثية، ونحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وشخصياً دعوت مراراً وتكراراً إلى ضرورة وقف هذه المفاوضات العبثية، لأن الاختلال هائل في التوازن لصالح حكومة (أولمرت ـ باراك)، والآن هذا الاختلال ازداد فداحةً أكثر فأكثر على يد من يشكل الحكومة بعد العدوان على قطاع غزة، وبالتالي طالما يوجد انقسام فلسطيني ـ فلسطيني، حكومة رام الله ضعيفة وبالتالي إذا دخلت واستأنفت المفاوضات على طريق أنابوليس، مرة أخرى دوران في "حلقة مفرغة" من المفاوضات العبثية، وكذلك الحال حماس ضعيفة لأن الأرض الفلسطينية جرى فصلها عن بعضها البعض، ثم فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية والقدس، والمؤسسات الفلسطينية التشريعية مدمرة ومعطلة، ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية معطلة أيضاً، وبالتالي الحالة الفلسطينية بفعل هذه الانقسامات ضعيفة على الجانبين، ولهذا مفاوضات حماس أيضاً تفاوض، وبالتالي الذي يقول فقط المقاومة هو يفاوض مفاوضات غير مباشرة على قضايا جزئية وأمنية، بينما سورية أيضاً تفاوض مفاوضات غير مباشرة، لكن على الكل مقابل الكل، كل الجولان بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 مقابل كل السلام مع "إسرائيل"، لا تدخل المفاوضات بقضايا أمنية جزئية، بل الكل مقابل الكل، عندنا المفاوضات المباشرة مفاوضات تقوم على قضايا جزئية أمنية وقضايا أخرى صغيرة (حواجز ... الخ)، وفي غزة مفاوضات حماس مع "إسرائيل" غير مباشرة تقوم على قضايا أمنية جزئية (الهدوء، الأمن، التهدئة ...) في قطاع غزة مقابل كذا ... مقابل كذا. فتح 80% من المعابر أم فتح 100 % من المعابر، هذه كلها قضايا جزئية وأمنية.
س12: على ضوء هذا كيف يمكن لمفاوض فلسطيني أن يصمد ما دامت السلطة الفلسطينية على هذه الحالة، أنتم كفصيل ثوري ما هي خطوتكم التالية ؟ إلى ماذا تدعون ؟ ما هو الحل ؟
نحن ندعو إلى ونناضل من أجل الجمع بين المشروع السياسي الوطني، مشروع تقرير المصير والدولة والعودة وبين كل أشكال المقاومة، وهذه السياسة المعروفة لنا ومعرفة لكل حركة التحرر الوطني والثورات في العالم التي ناضلت من أجل الحرية والاستقلال.
ندعو إلى الجمع بين "سلاح السياسية" فالسياسة سلاح، وبين "سياسة السلاح" لأن السلاح والمقاومة بدون سياسة لا تصل إلى نتيجة، أنت تناضل من أجل ماذا عليك أن تضع أهداف برنامج من أجل الوصول إلى ذلك، ولذا يجب أن نجمع في العمليات بين "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، أما بشأن المفاوضات فنحن نميز بين مفاوضات ومفاوضات، يوجد مفاوضات تقوم على الكل مقابل الكل، نحن دعاة ذلك من أجل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة لهذه المرحلة تحت سقف قرارات الشرعية الدولية، ولسنا مع مفاوضات عبثية وجزئية تقوم على قضايا جزئية، لذلك اختلافنا مع ياسر عرفات عام 1993 على اتفاقات أوسلو البائسة، على سبيل المثال ولي شخصياً 6 كتب في "المراجعات النقدية لسياسة أوسلو" و"تداعيات أوسلو" وما حصدناه، والذي يجري الآن هذا حصاده، ولذا مرة أخرى أقول المفاوضات على قضايا جزئية وأمنية هي مفاوضات عبثية يجب أن تتوقف سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ولا حل إلا بإنهاء الانقسام وإعادة بناء مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بانتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة، وبانتخاب برلمان موحد للشعب الفلسطيني (مجلس وطني) في الداخل والخارج وفق التمثيل النسبي الكامل هذا أولاً، وثانياً إنهاء الانقسامات العربية ـ العربية، لأنه حتى بوحدتنا الوطنية بدون وحدة موقف عربي يبقى ميزان القوى مختل اختلالاً واسعاً في صالح العدو، لذلك يجب إنهاء الانقسامات العربية ـ العربية، وبدون هذا وهذا الأوضاع مرشحة إلى مزيد من التدهور إلى الخلف، ونحصد جميعاً المرارة شعوباً ودولاً وعرباً جميعاً، وكذلك الحال في العالم المسلم يحصدون المزيد من المرارة، وإن كان الأقربون أولى بالمعروف، أي نحن العرب شعوباً ودولاً.




#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الانقسام الفلسطيني ودروس ما بعد العدوان الدموي على قطاع ...
- المهرجان المركزي في مخيم اليرموك – ملعب النادي العربي الفلسط ...
- حواتمة: صعود اليمين الاسرائيلي يفرض مراجعة جادة لكامل التجرب ...
- حواتمة: وضع شروط مسبقة للحوار تهدف الى تعطيلة
- حواتمة: الصيغة اللبنانية هي الصيغة الأسلم لاعمار قطاع غزة
- حواتمة:الحديث عن مرجعية بديلة لمنظمة التحرير- فرقعة إعلامية
- نايف حواتمة: قبل أن يقع الانقسام بين فتح وحماس، نحن دعاة قوا ...
- حواتمة: يجب أن ننتقل من التنسيق إلى ما هو أرقى من جبهة مقاوم ...
- حواتمة: أكد أن إصلاح منظمة التحرير لا يتم عبر التلاعب بشرعيت ...
- نايف حواتمة - ربط للحوار الوطني الفلسطيني الشامل بأية قضايا ...
- نايف حواتمة..... من المبكر جداً الحكم على السياسة الأمريكية ...
- حواتمة في حوار مع فضائية أبو ظبي
- نايف حواتمة: دعونا إلى جبهة مقاومة وغرفة عمليات وجبهة سياسية ...
- حواتمة - ضرورة إعلان سياسي في غزة والضفة لإنهاء الانقسام وتش ...
- حواتمة: استهدافات إسرائيلية محددة لإعادة صياغة المعادلات مع ...
- حواتمة يؤكد علم دول عربية مسبقاً بالعدوان على غزة
- حواتمة : ندعو الجميع إلى جبهة مقاومة متحدة في الميدان وإنهاء ...
- مشروع إسرائيلي لضم 10% من الأراضي المحتلة عام 1967
- حواتمة يدعو لتشكيل جبهة فلسطينية متحدة لمقاومة -عملية عسكرية ...
- حواتمة: إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية المدمّرة ط ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة: نناضل من أجل الجمع بين المشروع السياسي الوطني؛