أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهيلة بورزق - أمريكا وسياسة عرب الداخل














المزيد.....

أمريكا وسياسة عرب الداخل


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما زلنا نخضع اٍلى سياسات متناقضة داخل بلداننا العربية، التي تقوم على اٍختيار أمنها الدولي من الخارج والذي يطلق عليه حافظ الذات والأمن الاٍقتصادي والهيبة الشرعية للقومية الداخلية ، ومحور هذا التحالف السياسي يتعاون في خلق حصارعقيم خانق يحيل بين فهم الشعوب لحريتها السياسية والاٍقتصادية وبين سياسة الرئيس الذي يتعايش مع ما تنفرد به القوة السياسية العالمية لرضخ الضعيف لها باٍسم القوة الأبدية.
وعندما دخل العالم كلّه في شرك الفوضى الاٍقتصادية العالمية سقط القناع عن أمريكا الحاكم الأول في مجال السياسات الخارجية لتجد نفسها قد أصيبت بجلطة في المخ من جراء التلاعب المستمر بمصداقيتها الاٍقتصادية في العالم .
نحن اليوم أمام آليات تطرح المستحيل من الحلول للعودة اٍلى الهدوءالسابق لكن على ظهر سلحفاة مصابة باٍعاقة في رجلها اليمنى على الخصوص.
اٍن المسؤولية السياسية العربية اليوم بحاجة اٍلى النظر في أساليب التغيير نحو الاٍعتماد على جهودها الخاصة في تحديث الأمن والاٍكتفاء الاٍقتصادي التام ، والاٍعتماد على اليد العربية العاملة لتحقيق التكافؤ بين العرض والطلب المحلي داخل كل بلد عربي ، لا سيما وأن أمريكا اليوم لا ولن تفكر في حل لغيرها من الشعوب وهي تمرّ بأسوء مرحلة تاريخية على المستوى الاٍقتصادي الذي شرّد الآلاف من العائلات من بيوتها بسبب عدم القدرة على دفع مستحقات البنوك، الأمر الذي جعل البعض من الأمريكيين الهجرة اٍلى بلدان أخرى بحثا عن العمل لكسب المال ولتأمين الراحة اٍلى أسرهم .
اٍن السياسة الخارجية لا تعني دائما الأمن ، فكيف يحدث ذلك وفي مهددة في أي وقت بالسقوط ،اٍنها مزيج من السيطرة على الأضعف من دون تأمينه على حياته واٍقتصاده ، بل اٍنها شبيهة بأخطبوط مفترس في حالة الخطر العام الذي يشبه ما يمرّ به العالم اليوم من اٍختلال جذري في الحسابات المادية.
لقد أشارت بعد الدراسات الاٍقتصادية اٍلى أن العالم اليوم يمرّ بما هو أخطر من الحروب، وستعم الفوضى وسيحدث ما هو أسوأ من السوء نفسه، وستتحول لقمة العيش حلما والمسكن غاية قد لا تدرك.
ولعل أخطرما ينتج عن السياسة الخارجية هو الرافض القاطع لتقبل السلبيات أو التعامل معها على أساس ظرفي متغير ، وتلك هي الشكوك التي أطلقها البعض من علماء الاٍقتصاد الذين برروا الشر الاٍقتصادي الذي أصاب أمريكا على الخصوص هو نتيجة قلة الحيلة في التعامل مع آليات السياسة الخارجية والاٍعتماد على الداخل وكأن الأطراف الخارجية ليست مهمة في الحساب ، لقد تناسوا أن الحلقة العالمية مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها البعض بحيث لو أصيب الأول بجلطة اٍقتصادية تهاوت جميع الأطراف الأخرى .
اٍن السياسة الأمريكية لم تفكر اٍلا في نفسها عندما –استقوت على الجميع، وها هي اليوم تستغيث بشعبها الذي هرول اٍلى الشوارع ليندد بفقره المدقع وخسارته الفادحة لكل شيء ، لم تجد أمريكا اليوم حلا اٍلا وتستعين به في توقيف نزيفها الاٍقتصادي بالتعاون مع بلدان قليلة الشأن لكنها تفكر بذكاء فطري نابع من اٍيمانها الصريح أن اليد الواحدة لا تصفق دائما.
اٍن المفهوم الذي تعاملت به أمريكا مع العالم جد فقير وقديم وغير مجدي في شيء ، لقد تعاملت بلغة الرادع والمنافس الوحيد والقوة المحافظة على السلام في العالم ، فأرعبت الشعوب وخلقت لها أعداء من العدم وكونت اختلالات علاقاتية مع الشعوب الاٍسلامية على الخصوص ، وبينت على عنصرية تعاونها ، لكن الحقيقة اليوم تقوا انه لا توجد قوة عالمية من حقها فرض جبروتها على المجتمع الدولي بخيارها العنصري والفردي النابع من فلسفة الحروب التي تستوجب القرار القاطع المدمر الذي يسحق معه الجيد والسيء على حد سواء
أين الجهود العربية اليوم ؟ أين الأمن والأمان للاٍنسان العربية الذي لا يقرأ ولا يتكلم اٍلا لغة واحدة أمام صوت العالم الذي يتخاطب بمختلف اللغات لحل النزاعات والفوضى؟.، أين الحكام العرب أمام ما يحدث في العالم اليوم؟، لا صوت للأسف ولا حتى تقارير تشرح للمواطن العربي البسيط ما يحدث في بلاده من انهيارات اقتصادية ، لكنني أعود وأقول ان المواطن العربي عاش ويعيش دائما في غربة وفقر وعدم فهم لما يحدث من حوله، لقد حولته الأنظمة العربية اٍلى اٍنسان عبيط لا يفكر اٍلا في بطنه، واٍذا حدث وتطورت قدراته العقلية بالقليل سيذهب اٍلى حضور حفلة غنائية لنانسي عجرم وسيدفع دم قلبه ليحجز كرسي في الصفوف الأولى حتى يتنعم بمشاهدة جسد " نانسي " وينعم بصوتها الأنثوي المغري .
سأدفع بآلية تصوري للأحداث السياسية اٍلى الوراء حتى نفهم ما يحدث لنا اليوم من اٍنقلابات جذرية، على جميع المستويات ، سأقول مثلا ان مشاعرنا تتحكم فينا بالمطلق ، ولا نحب العمل ، ولا نتقبل رأي الآخر فينا ، نحن شعوب مريضة بالكسل، لا نشفى من ماضينا أبدا ، ولا نعتبر مما حدث ويحدث لنا .، من انتهاكات، والتاريخ لا يقر بنجاحاتنا التي توقفت منذ قرون فقط بل هو يقر أيضا بالفشل المستمر معنا ومع الأجيال اللاحقة التي من دون شك سيمتصها كلّ شيء اٍلا حب الوطن، لأنه سيكون بالنسبة لها عاهة مستديمة للأسف.
نحن بحاجة اٍلى عقل عربي يفكر لأجلنا جميعا من دون أي تدخل دولي حتى نتمكن من الفرار منا اٍلينا.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجيج في رأسي
- الوهم
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة
- رأسي ورنة خلخالي
- السكسو عربي
- بالونات طفولة
- عفوا لتاء التأنيث
- مرة أخرى
- لمن أشكو ضيق صدري
- أنثى لجميع الاستعمالات
- ليلة دخلة الزعيم
- الكتابة العشق
- كأس ... بيرة
- ليلة القبض على الحب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهيلة بورزق - أمريكا وسياسة عرب الداخل