أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟














المزيد.....

إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علينا أن نسأل سؤالا مباشرا وصريحا : هل هناك إرادة جماعية لتأسيس إستراتيجية عربية بعيدا عن أية انقسامات وأجندات ؟ هل اقتنعنا بأن مصيرنا محكم بشراكة أساسية لصنع تاريخ جديد ؟ هل صعَدَ المعتدلون نحو مطالب الممانعين ؟ وهل نزِل الممانعون إلى ما يؤمن به أصحاب الاعتدال ؟ هل كان مجئ اوباما سببا في مصالحات شكلية ؟ لقد تابعت موضوع المصالحة العربية ، فلم أجده يشغل حيزا من اهتمام الصحافة الغربية! إذ يبدو حتى الآن بأنها مصالحة داخلية غير مقنعة.. وسواء كانت بإرادة داخلية ، أم بمباركة خارجية ، فان أهم ما يمكن الاستفسار عنه : هل أنها تعّبر عن مصالح سياسية محلية خاصة بهذا البلد أو ذاك ، أم أنها تشكّل إرادة إستراتيجية في موافقة كل من التيارين المنقسمين المتباعدين والمتنافرين على صفحة مبادئ وثوابت مشتركة ؟ إن تاريخنا المعاصر حافل بالتنافرات والمقاربات .. بالانقسامات والمصالحات حتى دعيت مرحلة كاملة بـ " الحرب العربية الباردة " في الأدبيات الغربية وخصوصا تلك التي شهدها العرب إبان الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي .



إن المشكلة الأساسية في وجود تيارين مضادين في الحياة السياسية العربية يصلان إلى حد التناحر مرة ، وينزلان إلى حد تبويس اللحى مرات أخرى ، تكمن في طبيعة الرؤية إلى أهم معضلات المنطقة بأسرها .. ويبدو أن ثمة أسبابا خارجية وإقليمية هي التي تحرك المواقف الداخلية بين البلدان العربية التي لم تخرج على العالم بإستراتيجية حقيقية باستطاعتها الوقوف أمام الآخرين الذين لهم وصايا وأجندات خطيرة في شؤوننا الداخلية .. إن كل بلد عربي لا ينطلق إلا من خلال مصالحه ، لا من خلال مصالح جمعية قوامها ما اصطلح عليه بـ " الأمن القومي العربي " منذ أكثر من خمسين سنة . إن المصالحة لا يمكنها أن تكون راسخة إن بقيت قناعات المشاركين مختلفة بشأن الصراع العربي الصهيوني ، ومشكلة سلام الشرق الأوسط ، ودور إيران في الشأن العربي سواء بإبعادها أم بالتحالف معها .. ثم هواجس الخوف وفقدان الثقة بسياسات الولايات المتحدة التي لا يعرف احد من القادة والزعماء العرب كلهم : ما الذي تريده من المنطقة ؟ لم يعد احد يطمئن لتلك السياسات التي لا يعرف احد إلى أين ستقودنا رفقة متغيرات إسرائيل الجديدة على الساحة ، وما الذي يمكن عمله إزاء مسألة شائكة لا يمكن المصالحة من دون أن تحسم ضمن ثوابت ينبغي الاتفاق عليها ، وهي : هل الخيار ، تسوية سلمية يكرس العرب كل إمكاناتهم من اجل تحقيقها ، أو هو طريق المقاومة المسلحة الذي يتبناه اليوم الشارع السياسي فكرا وشعارات .. وإذا كان الخيار الأول لا يقبل إيران مهما كانت سياساتها ، فكيف سيقبل دخولها في تحالف إقليمي مع العرب ؟ وإذا قبل الممانعون إيران كونهم يتفقون وسياساتها ، فهل يقبلون تدخلاتها في اغلب الشؤون العربية بدءا بالبحرين وانتهاء بالمغرب التي أعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية معها ! ؟ وأيضا : هل يمكن لدول الطوق كلها اليوم فتح جبهة صراع ضد إسرائيل ؟ وهل أن مصر والأردن مستعدتان لإلغاء معاهدتيهما مع إسرائيل من اجل الممانعة ؟

إن الأمور ، أما أن تناقش بثوابتها أم لا تشغلنا صغائرها .. هل مصر مستعدة لخوض حرب مقاومة ضد إسرائيل ؟ كما تطالب الجماهير العربية ؟ ما الذي صنعته المؤتمرات العربية سوى الحلقات المفرغة من جولات مكوكية لهذا الوزير أو ذاك ، وإنتاج المزيد من الشعارات الواهية التي لا يؤمن بها أصحابها ! إن الدعوة إلى تحكيم العقل والضمير .. دعوة رائعة من اجل " تجاوز الخلافات لصالح استعادة التضامن العربي حرصا على مصالح العرب وكرامتهم " .. ولكن ما الآليات ؟ ما سبل التلاقي وما أسباب الخلاف ؟ هل ثمة إستراتيجية معينة معلنة ، أو خفية يتفق عليها الجميع من اجل القضاء على الخلافات لا بتجاوزها فقط ! ومن اجل العمل المشترك نحو غايات عليا، لا من اجل تضامن فارغ المضامين ؟ إننا نسأل : هل المسألة تبادل وفود فقط ونقل رسائل تطمينية ؟ هل مشكلة ( الأمة العربية ) تنحصر في اعمار غزة ؟ أم معالجة الأسباب التي كانت وراء انسحاق غزة ؟ هل التوافق العربي هو مجرد التقاء بين تيار الاعتدال وتيار الممانعة ؟ أم الأمر اكبر واخطر واشمل بكثير مما نتصور ؟ إننا نتمنى أن تسفر جهود المصالحة عن إستراتيجية بإمكانها صنع قرارات موحدة ، لا عن رغبة واهية في ردم هوة الخلاف بين التيارين ؟ ماذا تنفعنا الرغبة تلك والقناعات تمشي في طريق آخر ؟ ماذا تنفعنا الرغبة ، وكل من التيارين قد وضع بيضه في سلال مختلفة للآخرين ، وهم أنفسهم ليس باستطاعتهم حمل تلك السلال ؟ إنني مؤمن جدا بتشكيل إستراتيجية عربية ينتظرها كل الشرفاء بعيدا عن المناخات السائدة والموبوءة بعوامل الفشل .. إنني مؤمن بأن الانتصار على الانقسامات والتمزقات ، لا يمرّ إلا من خلال مشروع شراكة مبدئية مستقبلية ، كنا قد نادينا به منذ زمن بعيد.. ولكن أن يجرى البحث عن رغبات وتطبيع مناخات وتأدية مصالح آنية .. وان نضحك على أنفسنا بالتغاضي عمّن يتلاعب ليس بقدراتنا بل حتى بأهوائنا ومشاعرنا .. فان أي دعوة مصالحة سوف لا يكتب لها أي نجاح ، إن لم تكن نابعة من صفحة ذكية الأبعاد والعمل ضمن ثوابتها لخمسين سنة قادمة ! فهل للعرب القدرة على العمل والتنفيذ ؟ ومتى ينتصرون بوجودهم من خلال شراكة مصيرية بعيدا عن الشعارات والرغبات والأهواء ؟



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير بعيدا عن زنزانة سوداء !
- العرب بعد خمسين سنة !!
- أين صارت مبادرات الإصلاح؟
- خطوة عراقية نحو التغيير !
- الأحفاد في الشتات
- رسالة إلى الأصدقاء اليساريين العراقيين
- ميسون .. أو أسامة : أحقّ من غيرهما أيها النوّاب
- العراق 2008: تقرير سنوي رصد كورنولوجي للإحداث وتوقّعات للعام ...
- دَرس غَزّة : التوّحد بعد الانقسام !
- سَحلٌ بالحِبالِ أمْ رَشقٌ بالأحْذِية ؟
- 2009: مواجهة التحديات الصعبة
- قبل ان يأكلنا ماردُ العصر !
- حقوق الملكية الفكرية والثقافية العربية
- جون لينون..الموسيقار البريطاني الراحل رائد فرقة البيتلز ..ار ...
- المثقفون الملتزمون
- سارة بلين : هل ينتظرها مستقبل سياسي ؟
- الماضي يسحق مجتمعاتنا !
- مأساة الاقليات في العراق
- اضطهاد المثقفين
- -الاوليغارشية- تهدّد المجتمع العراقي


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟