أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - ليكن أساس الحوار المنظمة وليس الحكومة















المزيد.....

ليكن أساس الحوار المنظمة وليس الحكومة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 06:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنتظر جماهير شعبنا بكافة قواها وفاعلياتها وشرائحها الاجتماعية ، نتائج الحوار الوطني الشامل الذي انطلق بالقاهرة برعاية مصرية وعربية ، وهي يحدوها الأمل بإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة والمجسدة بالتحديات التي تفرضها حكومة الاحتلال اليمينية برئاسة نتنياهو تلك الحكومة والتي لا تؤمن بحق شعبنا في تقرير المصير أو بإقامة دولته المستقلة ، وتعتبر القوة وإرهاب الدولة المنظم هو السبيل الوحيد للتعامل مع شعبنا وقضيته ، وهي ستمضي في استكمال مشروع الحكومة المنصرمة ، عبر تعزيز سياسة المعازل والاستيطان والكنتونات والتدمير الاقتصادي ، وذلك بهدف تفتيت مقومات الوطن والدولة والهوية والأرض ، من اجل تحويل شعبنا إلى تجمعات سكانية متناثرة فاقدة لروابط الهوية الموحدة ، بدلاً من كونه شعباً يطمح للحرية والاستقلال وذلك عبر تنفيذ حقه في تقرير المصير .
أعتقد أنه من الهام وبناءً على إدراكنا لطبيعة الصراع أن يركز الحوار الوطني على أسس المعادلة السياسية القائمة ، فقد أثبتت إسرائيل وخاصة أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة ، أنها ماضية في سياستها التي تخرق وبصورة منهجية ومنتظمة مبادئ القانون الدولي الإنساني ، وتمارس أشكالا بشعة من الانتهاكات بحق أبناء شعبنا وصلت إلى جرائم الحرب بشهادة العديد من منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية ، وهي بالتالي تريد تكريس واقع الاحتلال عبر عزل قطاع غزة وممارسة سياسة الإفقار والخنق الاقتصادي بحقه ، وكذلك عبر الضغط السياسي والعسكري تجاهه ، إضافة إلى الإمعان في سياسة الاستيطان وتهويد القدس واستكمال بناء جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية ، بهدف تطبيق سياسة الأبارتهاييد والتمييز العنصري .
وفي واقع الأمر فقد نجحت إسرائيل في الهاء شبعنا بلعبة السلطة والتي هي أصلا وحسب اتفاق أوسلو ، سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود والتي لا تملك صلاحيات سيادية عدا عن إدارة بعض الشؤون المعيشية والحياتية للمواطنين الفلسطينيين في أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 .
لقد ابعد الاهتمام بالسلطة الوطنية والتي هي إفرازاً لاتفاق أوسلو كما أوضحنا الأنظار عن مضمون وأبعاد الصراع بما أنه يتجسد أساسا ما بين الشعب الفلسطيني بقواه وفاعلياته الوطنية والإسلامية من جهة وبين الاحتلال بطابعه العسكري والاستيطاني والتميزي من جهة ثانية .
إنه صراع وطني بامتياز ، من أجل تجسيد الهوية والوطنية الفلسطينية والتي يسعى الاحتلال إلى طمسها وتبديدها عبر إنكار حق شعبنا بالاستقلال والحرية والسيادة وتقرير المصير وكذلك عبر التنكر لحق العودة التي يكفلها قرار الأمم المتحدة رقم 194 .
صحيح أن السلطة الوطنية أصبحت حقيقة واقعه لا يمكن تجاوزها ، وذلك بسبب العدد الهائل من الموظفين المنخرطين بها بحيث أصبحت أكبر مشغل بعد إغلاق سوق العمل في إسرائيل ، ولكن الصحيح كذلك يفترض تحويل ماهية السلطة ، من طابعها المحدد بشروط اتفاق اوسلو إلى دور يساهم في تعزيز مقومات الصمود الوطني وتطبيق آليات الإدارة الرشيدة البعيدة عن الفساد والمفعلة لأدوات الرقابة والمحاسبة والمسائلة ،وعبر ضمان تسيير مؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية على قاعدة سيادة القانون وبما يضمن الفصل بين السلطات واحترام الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وضمان الفرص المتكافئة والمتساوية للجميع على قاعدة المواطنة وضمن مفهوم المساواة وعدم التميز .
إلا أن واحداً من القضايا التي كان ينبغي للسلطة أن تقوم بها ، في إطار تحولها من اشتراطات أوسلو المقيدة إلى طابعها التنموي والبنائي والمؤسساتي والديمقراطي لم يتحقق ، وأصبحت بدلاً من ذلك مصدراً وعنواناً للنزاع والتنافس سواءً بين الأفراد أو الأحزاب ، وقد تم تغيب الهدف الأساسي لها والمجسد بتعزيز مقومات الصمود وضمان الحكم الديمقراطي الرشيد وذلك من أجل ان يعطى شعبنا النموذج بأحقيته في بناء الدولة وإدارة شؤون الحكم وتقرير المصير شأنه شأن باقي شعوب الأرض .
وفي سياق الاهتمام والانشداد الكبير للسلطة ، تم تهميش منظمة التحرير الفلسطينية ، والتي من المفترض أنها عنوان الحركة الوطنية الفلسطينية ، فالمنظمة تم تهميشها إلى ابعد مستوى لدرجة أنها أصبحت بنداً يدرج شهرياً على بنود وزارة المالية التابعة للسلطة وأصبحت تستخدم سياسياً لصالح القوة السياسية النافذة والمتحكمة بها منذ عشرات السنين و في إطار المنافسة الحزبية الداخلية أو لتعزيز المواقع والنفوذ ، وقد تم تأجيل عملية إصلاحها وتحديثها وإعادة هيكلتها وبنائها وإدماج القوى غير الممثلة بها في تركيبتها ، وذلك رغم إعلان القاهرة في ابريل 2005 والذي أكد على ذلك كما أكد على ضرورة إعادة بناء المنظمة على أسس من المشاركة والديمقراطية .
لقد رسخت عملية الاهتمام بالسلطة الوطنية النزعات الذاتية والفئوية ، وأبعدت الأنظار عن تحقيق الأهداف الوطنية ، والتي تتطلب أداة تشكل تعبيراً عن حركة التحرر الوطني الفلسطيني والتي من المفترض أن تكون مجسدة بهذه الحالة بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها أوسع جبهة وطنية وديمقراطية متفقة على برنامج إنهاء الاحتلال .
كما ساهم الصراع على السلطة في تعزيز حالة الاحتقان والتوتر ثم الاقتتال والانقسام بين الحزبين الكبيرين ( فتح وحماس ) وبين الضفة الغربية وقطاع غزة .
كما ساهم الصراع على السلطة في تركيز الأنظار عليها لتحقيق المكاسب والنفوذ ، وذلك عبر تأثيرات سياسية واقتصادية محلية أو إقليمية أو دولية ، وقد أصبح لتلك التأثيرات دور هام في تحديد أسماء الشخصيات المقترحة للوزارة ، وذلك في غياب المرجعية الوطنية والمجسدة بالمنظمة والتي هي يفترض أن تضع الأسس والمعايير لذلك دون تدخلات وتأثيرات من هنا وهناك ، حيث أنه لوحظ أن غياب المرجعية والحصانة الوطنية الداخلية عرض مؤسسات شعبنا وخاصة السلطة التي تتلقى تحويلاتها المالية من مجتمع المانحين ، عرضها إلى الانكشاف وأصبحت عرضة للتأثيرات الخارجية بصورة ملموسة .
لقد أثبتت حدة الصراع وخاصة على خلفية أحداث غزة الأخيرة اننا ما زلنا بحاجة وبصورة ملحة إلى حركة تحرر وطني ديمقراطي ( منظمة التحرير الفلسطينية ) تصيغ الرؤية وأشكال النضال المناسبة وتعمل على تحديد أسس النظام السياسي الفلسطيني بما في ذلك السلطة وتضعها في مكانها الطبيعي بوصفها أداة لحركة التحرر وليست قاعدة للتنافس الحاد بين القوى والفاعليات وليست عنواناً للنفوذ والمكانة ايضاً ، كما من الهام أن تحدد المنظمة مرجعية السلطة والمؤسسات الفلسطينية مجتمعة على قاعدة احترام التعددية والرأي الآخر والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش وكذلك احترام وتطبيق نتائج الانتخابات الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للحكم .
أعتقد أن الاهتمام ببازار الأسماء المرشحة للوزارة القادمة ( حكومة الوفاق الوطني ) والتي تتسرب عبر وسائل الإعلام يعكس خللاً ما ويشير إلى ظاهرة غير صحية ، حيث أننا بحاجة بدلاً من ذلك إلى الاهتمام ببلورة رؤية سياسية وتنموية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الواقع الراهن لشعبنا بوصفه يخوض مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي عبر أداته الوطنية المجسدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وذلك بعد أن يتم بنائها وتطويرها وإدماج كافة القوى غير الممثلة بها في تركيبتها لتصبح أوسع جبهة تحرر وطني من أجل مقاومة الاحتلال .
إن الرؤية المطلوبة يجب أن تكون قائمة على القاعدة والأسس الوطنية وذلك بعيداً عن التأثيرات سواءً الدولية أو الإقليمية ، وتركز اهتمامها حول الآليات والوسائل والسبل التي تساهم في تعزيز مقومات الصمود الوطني وتحقيق مبادئ التنمية البشرية والأمن الإنساني لدى المواطنين تعمل على إعادة اللحمة للنسيج الوطني والاجتماعي الداخلي ، كما من الهام أن يتم التفكير بالآليات التي تجبر الاحتلال على التفكير بأنه يخسر كثيراً من استمرارية احتلال الأراضي الفلسطينية ، خاصة أننا ويجب أن نستفيد من اللحظة الراهنة والتي يتم إدانة إسرائيل بها بوصفها ارتكبت وما زالت جرائم حرب وأشكال من العقاب الجامعي بحق شعبنا في خرقاً واضحاً وممنهجاً للقانون الدولي الإنساني وللشرعة الدولية لحقوق الإنسان ، كما من الهام الاستفادة من حدة التضامن الشعبي الدولي الذي عم أرجاء المعمورة تأييداً لقضية شعبنا و انتصاراً له و تنديداً بممارسات وفظائع الاحتلال .
إن تصليب الجبهة الداخلية وترسيخ البعد الوطني كقاعدة لها سيبعد بالضرورة التأثيرات الإقليمية والدولية عن شكل وتركيبة الحكومة الفلسطينية القادمة .
فالحكومة يجب أن تكون وطنية وامتداداً للبرنامج الوطني الكفاحي الذي يجب أن يتم الاتفاق عليه ووفق رؤية ومنظور واضح ، تحددها الحركة الوطنية وأداتها المجسدة بالمنظمة المراد تفعيلها وإعادة بنائها ، فهل نستطيع إعادة صياغة المعادلة .


انتهــــــــــي



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو علاقة محكمة بين التضامن الدولي والبرنامج الوطني
- أثر الأنفاق على الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة- قراءة اولية
- دور الشباب في المشاركة السياسية وصناعة القرار
- - الأزمة المالية العالمية وفلسطين -
- الرأسمالية لم تعد قدراً للبشرية
- - د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من ال ...
- فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري
- مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير
- في مفهوم وحدة اليسار الفلسطيني
- نحو العودة إلى اصول الصراع
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - ليكن أساس الحوار المنظمة وليس الحكومة