أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي














المزيد.....

رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


جهنم الصغري تفتح الستار علي مسرح العلبة
مسرحية رقصة الموت للكاتب السويدي اوجست سترند بري تعرض وبنجاح باهر وبمعالجة إخراجية معاصرة مبنية علي قيم فنية وجمالية خلابة ومبهرة من ناحية التمثيل والسينوغراف والرؤية الاخراجية الفذة والمبهرة وابداعات المخرج البريطاني جون كيرد .
وللمخرج تجارب اخراجية عديدة في السويد، سينوغراف ـ بيني كيرتس ـ تمثيل ستينا اكبلاد،اوريان رامبري، بيورن كرانات، سوفيا بكري، اريك ماكنسون، كونيلا لندبلوم، يوهنا سكوبي وتعرض علي المسرح الكبير دراماتن المسرح الملكي في ستوكهولم كتب اوجست سترند بري مسرحية رقصة الموت سنة 1901
وقد يطلق بعض النقاد والباحثين علي هذه المسرحية تسمية (جهنم الصغري) لانها مبارزة بين طرفين حتي لحظات الموت، صراع ومبارزة مابين الزوج وزوجته وفي هذه المبارزة يصب كل واحد علي الاخرعذابآ من السباب المرير الي أن يموت الزوج في رقصته الاخيرة بالسكتة القلبية. والمسرحية واحدة من أم أعمال أوجست سترندبري، تضاء بعبقرية وبطريقة المؤلف ولغته الرصينة وما تحويه من جمالية وقوة متوهجة. وتتجلي ملامح وخصوصية سحر اللغة الخلابة مابين البعد عن الحقيقة والواقع وصدق الحياة الغامر والطاغي، فالمسرحية صورت وعكست خفايا البيت والاسرة بشكل رائع فهي عبارة عن وشيجة خلقت حالة التوازن مابين الزوج والزوجة وما يسود بينهما من تناقض وكراهية متبادلة. حاول المخرج ازالة البناء التقليدي لشكل المسرح ،إزالة الستارة من مسرح العلبة واستخدام باب القلعة يرفع الي الاعلي بتقنية عالية ومن ثم ظهور البيت وفي الخلف في عمق المسرح هبوط جدارالقلعة لتشكل بعد هندسي مدروس بشكل تقني وفني ذات أبعاد جمالبة وألوان توحي للمتلقي انه يشاهد اماكن مختلفة في ان واحد من حيث الاحداث متزامنة بطريقة بناء النص المسرحي والدراماتورج والحداثة في المسرح الاوروبي .
رغم حالة السرد في النص المسرحي لكن المخرج ستطاع ابعاد شبح الملل لدي المتلقي في الاعتماد علي قدرة وامكانيات الممثلة ستينا إكبلاد والممثل اوريان رام بري بدور الزوج والمثل بيورن كرانات، واشرك المخرج صوفيا بكاري ممثلة شابة شغلت حيز كبير من اهتمام الصحافة السويدية بقدرتها وامكانيتها الرائعة في التمثيل في السينما والمسلسلات التلفزيونية رغم انها التجربة الاولي لها مع نجوم المسرح الملكي في ستوكهولم، كانت الممثلة سوفيا بكاري جميلة في حركاتها وأدائها الصادق البعيد عن المبالغة والتشنج،وسبق للممثلة سوفيا أن أدت دور اوفيليا في مسرحية هاملت في مدينة غوتنبرغ ولها عدة أدوار في التلفزيون السويدي ويقابلها في التمثيل الشاب كريستوفر سفنسون وكان أدائه منسجمآ ومتناغمآ في الايقاع مع سوفيا في قصة حب شبابية مليئة بالحركة والحيوية. ثلاث ساعات ونصف مع استراحة واحدة لن نشعر بالملل بسبب تجسيد الادوار الرائعة من قبل الممثلين وكذلك المعالجة الدراماتيكية للنص إخراجيآ والسينوغراف الفني الحديث.

التنويعات العجيبة
هذا هو مسرح اوجست سترندبري المليئ بالتنويعات المهمة والعجيبة من الاشكال والاساليب المختلفة لتحديد معالم المنظر من ناحية والتركيزعلي الصراع الروحي الداخلي وعلي العلاقة الوجدانية مابين الشخصيات ،علي سبيل المثال في هذه المسرحية رقصة الموت ومسرحيات هنريك ابسن هناك خصوصية الحب الممنع و تابوا الحب , اصدقاء إثنين يحبون فتاة واحدة كما في مسرحية ييت الدمية .ومسرحيات سترندبري تعكس الحالة النفسية والذاتية لشخصية المؤلف في علاقاته الخاصة با لمرأة واحيانآ يصفها سلبية وجوانب اخري ايجابية وسرية في حياتها.
ويقدم سترندبري في مسرحية رقصة الموت هذه النظرة التي تتشح بالفضاعة واللامنطقية يتضح السخط والاشمئزاز اللذين نجدهما ماثلين فيها. إن المعاناة معروفة ونجد إحتجاجآ قويآ علي ماهو مستحيل ودائم . يعتبر الكاتب السويدي اوجست سترندبري متفوق في طريقة كشف ورسم شخصياته وكشف دواخلها بطريقة علم النفس الديناميكي في كل أعماله، فهو مبدع بطريقة تكنيكية الخالصة في بناء النص الدرامي ،والوصف التفصيلي المقنع للعلاقات المدمرة فعليآ مابين الجنسين، وللتأكيد علي ألعدائية والشعور بالذنب في العلاقة مابين الكونت إدجار وزوجته أليسا وتدخل الدكتور كورت لمعالجة واصلاح الامور وحل كافة المشاكل والخلافات العائلية مابين الطرفين ولكن دون جدوي، تتعقد العلاقات وتتشابك وتصبح أكثر سلبيآ،ولكننا نتعرف من خلال الالم الناتج علي الوهم كأنه الحقيقة الكبري،الكل يشعر غريب في بيته وغير مرغوب به حقآ ،لا أحد ينتمي رحيآ ونفسيآ لهذاالطرف أو ذاك وهذاالشعور يتجه بالشخصيات نحو الموت وإلغاء الحب مابين الطرفين الزوج وزوجته. كل العلاقات المدمرة في مسرحيات اوجست سترندبري هي نمودج من القدر وهلوسته وهو القائل ـ أستطيع الكتابة بشكل أفضل عندما أعيش حالة الهذبان والهلوسة ـ وهذه المعتقدات والافكار والاحلام خارجة عن طاقة الانسان، والحياة هي القدر وهذا النمودج الاساسي في شكل الاسرة التي تدمر نفسها بشكل فطري.وقد وجه اوجست سترند بري جل نشاطه الابداعي الدرامي في المعركة الازلية والابدية الناشبة بين قلوب الجنسين من رجال ونساء حبآ وكرهآ، ويستند القارئ لمنهج واسلوب اوجست سترندبري نقل المذهب الطبيعي في المسرح من أكثر من مسرحية من مسرحياته من بيئة الطبقات الفقيرة الي بيئة الطبقات الوسطي ذات الغني والوفرة ,وبصور وفق المذهب الطبيعي الانفعالات السفلي والعواطف الدنيئة التي تسيطر علي سلوكيات وشخصيات هذه الطبقة من الناس وتنحط بهم الي ماهو أشقي مما تشقي منه الطبقة الدنيا .




#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة
- حسين الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطو ...
- المسرح التجاري يسخر من الشعب ويشوه قيمة الانسان ومثله العليا
- مسرحية الحرب في منتصف الشتاء
- الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة
- الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية
- مسرحية الام الشجاعة ولعنة الحرب
- دماء الحرية تلطخ يدي ماكبث
- قراءة في قصائد الغربة لدى الشاعر خالد الخفاجي
- جسد الممثل علامة بصرية
- طقوس ايقاعية علي الخشبة تتشكل عبر الاجسام
- نساء مشحونات بالعاطفة في بيت برنارد ألبا
- مسرحية أوديب... التجريب علي نص كلاسيكي
- الانسان جزء من العصر الذي يعيش فيه


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي