أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية














المزيد.....

لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 04:25
المحور: حقوق الانسان
    


تعتيم على عمليات التهجير، تعتيم على مصادرة البيوت، تعتيم على اسقاط الجنسية، تعتيم على استخدام اكثر من عشرة الاف شاب في مختبرات الاسلحة الكيمياوية... واخيرا التعتيم على المحكمة التي لجأت اليها بعض العوائل للتقاضي من المسؤولين عن تلك الجرائم.
واستؤنفت هذه المحكمة، بصمت، دون ان يعرف عنها الشعب العراقي نفسه، رغم وجود شخصيات اصبحت في عداد المشاهير مثل علي حسن المجيد، طارق عزيز، وغيرهم من الوجوه التي بامكانها ان تسرق الاضواء، وكان لمحاكماتها وزن في ما مضى.
بل تعتيم على وجود الكرد الفيلية في العراق، وكأن هذه الملايين غير المرئية، تلبس طاقية الاخفاء، او تعيش في الظلام، مثل بعض مراجعنا... لماذا؟

أفهم ان عذر النظام السابق كان موجها، فما قام به هو جرائم يخجل منها الفاعل، على اعتبار ان صدام حسين كان يعرف الخجل، وأفهم ان تعتيم الجمهورية الاسلامية على الجرائم كان للحيلولة دون انتشار الوعي السياسي بين المهجرين الكرد، وتسربه لاكراد ايران، كي لا تسبب لطهران متاعب، والكورد الفيلية يشكلون الاغلبية في محافظات ايران الغربية.
دوافع ذلك التكتم لها مبرراتها، فالحكومات تريد الطبق مستور، لان رفع الغطاء ينشر رائحة ممارسات نتنة.

ولكن لماذا تقوم الدولة العراقية اليوم، عراق ما بعد صدام، بالتدليس عن الحقائق، والتكتم عليها، ثم التعتيم المطبق من اجل ان لايسمع احد بمأساة هذا الشعب، وهي كما يبدو للوهلة الاولى غير معنية بالجرائم التي تمت قبل وصولها للسلطة؟

هل ترمي الحكومة من خلال هذا التعتيم ابراز حسن النية في العلاقات الجديدة، المتنامية، بين حزبي الدعوة والعودة، اذ يرفض الاخير هذه المحاكمات، فضلا عن رفض عزة الدوري الدعوة التي وجهت له للقاء المالكي، اي ان استمالة البعثيين للمشاركة في الحكم تتم على حساب العدالة؟ وان محكمة الكرد الفيلية المتأخرة جدا، قد بدأت في الوقت بدل الضائع؟

اعتقد ان الحكومة العراقية اليوم، برئاسة السيد نوري المالكي، ومن وراء هذا التعتيم المطلق، تشعر بالتأكيد بانها جزء من هذه الجريمة، كونها ماتزال ترفض، وباصرار، تغيير القوانين المجحفة التي سنت بحق الكرد الفيليين، ابان حكم صدام حسين.

اسقاط الجنسية العراقية عن الكرد الفيلية قانون اتخذ في حقبة البعث، وهو جريمة بحق مئات الالاف، ومازالت الحكومة العراقية الحالية ترفض تغييره.
مصادرة الدور السكنية للكرد الفيلية المهجرين هو قرار حقبة البعث، ومازالت الحكومة العراقية الحالية ترفض تغييرة، وترفض اعادة الدور الى اصحابها.
مازالت الحكومة العراقية الحالية ترفض الكشف عن مصير اكثر من عشرة الاف شاب بين سني (18 و 28) فقدوا من سجن ابوغريب ايام النظام السابق، اذ جرت على اجساهم اختبارات صناعة الاسلحة الكيمياوية.

وفوق ذلك، مازالت الحكومة العراقية الحالية ترفض اعادة مئات الالاف من العوائل التي هجرها النظام السابق، اي ان الحكومة اليوم ماتزال تسير على خطى النظام السابق في معاملتها للشريحة الكردية الفيلية.

ستة اعوام، زمن طويل لا مجال فيه للتعلل "بالضرف الطارئ"، اي ان خطوات حكومة ما بعد التاسع من نيسان مدروسة، لا تختلف ابدا عن سابقاتها، وهي تواصل تلك السياسة اللا نظيفة عن قصد وبوعي تام، اي انها جزء من الجريمة ولهذا السبب هي الاخرى تمارس التعتيم الاعلامي، اسوة بنظام صدام، وبالجمهورية الاسلامية.

والحكومة العراقية الحالية وعلى رأسها السيد المالكي تعي جيدا بان العدالة اذا ما اريد لها ان تأخذ مجراها فان السيد المالكي، ووزير داخليته، وكثير من مسؤوليه يجب ان يمثلوا ايضا للمحاكمة، الى جانب وطبان وسبعاوي، واذا لم يكن هذا المطلب عمليا في عراق اليوم، فانا لا استغرب ابدا ان تلجأ العوائل الكردية الفيلية في سبيل الحصول على حقوقها المسلوبة ان تلاحق المالكي، والجعفري عن هذه السنين الستة السود التي هي امتداد بالتاكيد لسني صدام حسين، وان لم يحدث ذلك، فان العدالة في العراق غير عادلة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين القطبي - لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية