أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فلسطين بين فتح وحماس














المزيد.....

فلسطين بين فتح وحماس


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 04:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خضم الحالة الفلسطينية وحوار تقسيم الغنائم مرة أخرى التي تدور رحاه في القاهرة تتواتر الأحداث، وتتزاحم القضايا وكأنها في سباق مع الزمن، فهذا السياسي البارع يستعرض ذكائه في إرسال شحنات الأمل للمواطن الفلسطيني، وآخر يطرق المواطن على رأسه بعصا التشاؤم، وكلاً يعزف على أوتار مصالحه وغاياته بعيداً عن فلسطين الأم والوطن.
وبين هذا وذاك فالصورة أصبحت قاتمة يحاول المواطن استوضاح ما استطاع من معالمها، بيت به غاز طهي لا ينقطع لأنه يصله حصرياً، وبيت آخر اشتاق لرؤية أنبوبة الغاز ونيران البوتجاز، وموظف لا زال ينتظر بشائر النصر ببيان يدعوه للذهاب للبنوك لاستلام راتبه، وناطق إعلامي يدعى إنهاء ملفات الإعتقال السياسي، ومنظمة حقوقية تدعو لوقف انتهاك حقوق الإنسان ضد المواطن الفلسطيني.
الكل متفاءل وينتظر زخات المطر لتهطل على الأرض الجرداء، والبشائر من قاهرة المعز، في جملة من التناقضات الغريبة والمريبة التي تعصف بفلسطين وشعبها وقضيتها، فإبن الداخل ينظر بعيناه لبقعتي الأرض المقسمة يترقب كل طرف ما هو فاعل، ولسانه يقول جنيت على نفسي بديمقراطية بلهاء قسمت الوطن وقتلت الأمل، وجعلتني متسولاً، وإبن الشتات لا يرى سوي بعين واحدة ويستغيث بطوب الأرض ليعلن إنه لا يفهم أى لغة سوى لغة المقاومة. وليته وليتنا معاً نرى المقاومة، ولكن أين هي المقاومة، وما هي المقاومة؟!!
في أتون هذه الطاحونة تتواصل عملية الهدم الاجتماعي والمؤسساتي التي أصبحت نهج لنا، وغاية نسعى لتحقيقها، نهدم ما تركه الاحتلال دون هدم أو قصف، فها هي جامعة القدس المفتوحة تُهاجم بقنبلة صوتية في محافظة رفح لأن كتلة طلابية تريد السيطرة على مجلس الطلبة، وطالب يُقتل في الحرم الجامعي بجامعة القدس (أبو ديس) طعناً بالسكاكين،وسابقاً شهدت جامعة الأقصي معركة دامية بين طالباتها، وجامعة الأزهر نالها النصيب الأكبر من محاولات العبث، وكذلك جامعة بيرزيت وجامعة النجاح، أما الجامعة الإسلامية فقد نالها من الحسنيين ما نالها، وتحولت جامعاتنا لساحات حرب داخلية الغاية منها هدم وتدمير قلاع العلم الأكاديمية، والمؤسسة التعليمية الفلسطينية التي وقفت بشموخ وإباء في وجه المحتل، وقادت عملية النضال الحقيقي في زمن كنا فيه مناضلين، ومن يقود هذه العملية الهدامة الكتل الطلابية التي تتحدث بصوت وضمير الطالب الفلسطيني الأكاديمي، وتمثل الوجه المشرق لشعب يقاتل من أجل الحرية، والأهم هنا هل يذهب الطالب إلى الجامعة مسلحاً بكتبه وعلمه، أم بقنابل وسكاكين؟!
لقد تقاسموا الوطن وحولوه لملكيات حزبية وتنظيمية، وتقاسموا مؤسساته" الأكاديمية، والصحية، والاجتماعية، والمدنية" وأصبح الكل يبحث عن نصيبه في الوطن ومؤسساته دون أدنى مسؤولية وطنية أو أخلاقية، ورغم كل ما حدث ويحدث لا زلنا منقسمين بعقولنا وكل فريق منا يتمسك بجاهليته الحزبية، فإن كانت طبقة المثقفين كذلك فلماذا نلوم عامة الشعب، وشباب متحمس لا يدرك الحقيقة أين؟ فهي ثقافة عامة غرست بعقولنا وعقول مجتمع بأكمله أصبح يعاني من الانهيار والتدمير لكل مكوناته وبنائه، ولا زالت أقلامنا تجتر المآسي لهذا الشعب بما تفعله من تحريض وإثم ضد قضية وطنية تنهار منذ ثلاثة سنوات، بل منذ زمن، في وسط عقول تتشيع لفرق حزبية على حساب الوطن ومقوماته، وكلاً يدافع باستماته عن جهلة .
ولا زالت مبارزة التخوين والتكفير تشهد منازلتها الكبرى والعنيفة رغم كل ما يقال ونسمع عن توافقات بإنهاء الحملات الإعلامية وهو ما يثبت خداع المحاور لشعبه، وعدم الأحقية بالتحدث باسم هذا الشعب، فمن لم يسمع نغمات الفن الراقي بُعيد إعلان سلام فياض استقالة حكومته، والتسابق بعملية الهجوم والهجوم المضاد مستخدمين مصطلحات " عميل، خائن، أجندة غربية، أجندة صهيونية، وطني، حريص على الوحدة...الخ" يدرك أن الاحتفال بالإعلان عن القدس كعاصمة ثقافية ما هو سوى خداع بصري، واحتفال صوري للتذكير بمدينة إسمها القدس كنا نعتقد إنها ستكون عاصمة لوليدنا الوطني يوماً.
وحسب العقليات الموجودة أيهما أهم مملكة رام الله العظمي، أو إمبراطوية غزة الكبرى أم القدس؟!!
باعتقادي أن الجواب الأهم لديهم أصبح يدركه الجميع، في ظل حالة الاغتراب العامة التي نعيش فيها، ونشاهد أحداثها على الأرض.
فاليوم لم يعد كالأمس، والأمس لم يعد كالماضي القريب، والماضي القريب أصبح ذكرى في طي النسيان، وفي كتب التاريخ، فإن كنا في الماضي نطالب بالقدس عاصمة أبدية، فاليوم لدينا عاصمتين (رام الله – غزة)، وإن كنا نطالب بحق العودة فاليوم نطالب بإنهاء ملف الاعتقال السياسي الداخلي، وإن كنا نطالب بتقرير المصير فاليوم نطالب بفتح المعابر...الخ من جملة القضايا الأخرى التي أصبحت سقف لمطالباتنا الوطنية ومطامحنا الحزبية الانقسامية.
فانتظروا .... ولا تذهبوا بعيداً فالآت أشد وأخطر مما شاهدناه وعشناه.. وها هي فلسطين يعاد صياغتها مرة أخرى، ويعود بها التاريخ لسنوات البدايات الأولى، والسبب... أتركه للعقلاء إن وجدوا!!!
عبث بعقولنا، وعبث بوطننا، وعبث بعروبتنا، وعبث بمصيرنا، وعبث بتماسكنا الاجتماعي، وعبث بمؤسساتنا، وعبث عنوانه الأعرض فلتعش الأحزاب وتسقط الراية لماذا لأنها راية رجعية من مخلفات الاستعمار!!



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!
- ستون عام وعام


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فلسطين بين فتح وحماس