أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - حوار حول حق المرأة في التصرف بجسدها و عواطفها.















المزيد.....

حوار حول حق المرأة في التصرف بجسدها و عواطفها.


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شدني موضوع السيد سمير حميد المنشور على الحوار المتمدن العدد 2580 بتاريخ 09-03-2009 راجع الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=165217
تحت عنوان (إلى زوار الحوار المتمدن المتعصبين للفكر الرجولي رجالا و تساءا, لماذا لا يحق للمرأة ممارسة الجنس قبل الزواج؟ ليس كزائرة للحوارالمتمدن بل كامرأة و ناشطة نسائية و عضوة في ادارة الحوار المتمدن .
والذي شدني أكثر ذلك العدد الكبير من التعليقات التي وردت حول الموضوع.
وبالفعل يحتل الموضوع أهمية كبيرة في المجتمع الشرقي والإسلامي والحدث به وإثارته علناً كان محرماً, رغم وجود مثل هذه الممارسات فعلاً في المجتمع العربي والإسلامي. إذ أن محاولات التغطية والتستر عليه هي السائدة خلال القرون والعقود المنصرمة. ولكن ما هو مهم حقاً في المسالة كلها يكمن في مدى تقبل المجتمع للمرأة باعتبارها كياناً مستقلاً وراشدا ومسئولاً مسئولية مباشرة عن التصرف بعواطفها وجسدها بنفسها دون تدخل من أحد أو ضغط من الأسرة والمجتمع.
كلنا يعرف تماماً بأن الطريق لا يزال طويلا قبل الوصول إلى هذه المرحلة المهمة في حياة المرأة, الاعتراف بالمرأة ككيان مستقل, إذ أن النظام الرأسمالي و الأديان السماوية و الحكومات والذكور لا زالوا يجددون يومياً الثقافة الذكورية ويفرضونها على المرأة ويبشرون بأكثر الأفكار رجعية التي فرضها الكثير من شيوخ الدين على امتداد القرون المنصرمة وليومنا هذا.
إثارة الموضوع وطرحه للنقاش هو الخطوة الأولى على طريق كسر المحرمات والبدء بالحوار حول حرية المرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل واحترام كينونة المرأة كشخصية مستقلة وفعالة ومسئولة في آن واحد.

كاتب المقال يطرح سؤالاً على زوار الحوار المتمدن رجالاً و نساءً من اليساريين والعلمانيين بالخصوص عن أسباب عدم هضم وتقبل حق المرأة في ممارسة حقها في التصرف بجسدها و عواطفها.
.
انه سؤال مهم و برأي على جميع الذين يهتمون بقضية مساواة المرأة وحقوقها المشاركة في الحوار والسعي لبلورة وتفسير الأسباب وكيفية معالجتها والتخلص منها. السؤال موجه بالأساس إلى الشريحة المثقفة والمتقدمة والواعية واليسارية في المجتمع, إلى أولئك الذين يطالبون بتحرر المرأة و مساواتها بالرجل, ولكن مع الأسف حتى ألان لم يستطيعوا هضم وقبول فكرة حق المرأة في التصرف بعواطفها, بزواجها ومجرى حياتها, بجسدها, والتخلص من بقايا الأفكار القروسطية التي تربط شرف وعفة المرأة بتلك القطعة الصغيرة والشفافة في جسدها التي تسمى بغشاء البكارة, إذ أصبح في مقدور المرأة إعادة إصلاح غشاء البكارة ولم يعد منذ فترة غير قصيرة صعباً على الطب الحديث.

لا شك أن دور وتأثير الأديان والأعراف وخاصة الدين الإسلامي في تصعيد وترسيخ الثقافة الذكورية والتحكم والتدخل في جميع جوانب حياة الفرد وتشريع قوانين ودساتير الدولة على أساسيها ,أي قوانين ما قبل 1400 سنة تحكم مجتمعاتنا في الألفية الثالثة وهذا لا يتناسب مع قوانين التطور الاجتماعي. نعرف جميعاً بأن الدين الإسلامي يحرم ممارسة الجنس بين الرجل و المرآة خارج نطاق الزواج ويعتبر ذلك زنا ويعاقب المرأة والرجل.
ولكن السؤال العادل هو: لماذا يحق للرجل اجتماعيا ممارسة الجنس قبل الزواج, بل حتى بعد الزواج, دون أن ينظر اليه نظرة دونية من الناحية الأخلاقية, بل العكس هو السائد, حيث يفتخر الرجل في محيطه الاجتماعي بممارسة الجنس قبل وبعد الزواج, حتى شراء الجنس في بيوت الدعارة. كما يحق له ليس الزواج بأربع نساء فحسب, بل وما ملكت أيمانكم , أي بما يملك من نقود لشراء الجاريات اللواتي يستخمهن لأغراض الجنس. جاء في سورة النساءو الأية الثالثة ما يلي:
1. وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ.
وفسرت هذه الآية كما يلي:
"وقد يراد به النساء المملوكات خصوصاً ويسمين: الجواري والسراري وملك اليمين، ويجوز لمالكها أن يطأها ويستمتع بها بغير عقد زواج بل بملك اليمين، كما في في سورة المؤمنون: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6] ومثلها في سورة المعارج".

هذا هو الفكر الذكوري السائد الذي يعطي الرجل الحق الكامل لا التصرف الكامل بعواطفه وجسده فحسب بل والتصرف بجسد وفكر وعواطف المرأة وحياتها, بل يمكنه أن يقرر موتها متى شاء. والدول الذكورية في عالمنا الشرقي والإسلامي تؤيد ذلك وتمارسها .
ومن المؤسف حقاً أن نرى نسبة كبيرة من النساء في مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية لا تستطيع تقبل فكرة إمكانية تصرف المرأة بجسدها و عواطفها بنفسها ومن المحزن أن أشير إلى نسبة تصل إلى أكثر 95% من النساء يعتقدن بأن ممارسة الجنس هو إرضاء لغرائز الرجل فقط ولحماية النسل ,أي عدم إدراك أن العملية هي حق الاثنين في ممارسة تلك الغريزة الإنسانية للوصول إلى الإشباع الروحي و الجسدي.

ان ربط حق المرأة في التصرف والتحكم بجسدها و مشاعرها بالشرف والعفة والأخلاق الحميدة لها عواقب خطيرة على حياة المرأة, حيث يمارس يوميا أبشع أنواع العنف ضدها وهو سلب حق الحياة منها تحت ذريعة القتل بدافع الشرف وغسل العار, وليس فقط في مجتمعاتنا بل ظاهرة قتل النساء بذريعة الشرف بدأت تنتشر و تمارس حتى في الدول الغربية والأوربية من جانب الشرقيين والإسلاميين, في حين قطعت هذه الدول شوطاً كبيراً في مجال حرية المرأة واستقلاليتها والتي تحققت بفعل كفاح مرير من جانب الحركات النسوية و اليسارية. وأصبح موضوع بقاء غشاء البكارة لحين ليلة الزواج أو عدم وجوده لا يؤرق المرأة الأوروبية أو الغربية عموماً, بل هي ظاهرة لا تزال تؤرق المرأة الشرقية والمسلمة وتخلق لها مشاكل نفسية وعبء حقيقي على كاهلها.
وحين نتحدث عن المرأة الغربية يفترض أن لا ننسى, ورغم ما حققته من حريات وحقوق, فإنها تعيش في مجتمع لا يزال في الكثير من جوانبه ذكورياً, والذي يمكن تلمسه في التوظيف والعمل وفي مستوى الأجور الذي هو في غير صالح المرأة, كما يتم أحياناً قتل النساء بدافع الغيرة من جانب الزوج أو الحبيب.

أريد أن أشير إلى كاتب المقال بأن أغلب من صوت بـ "لا" لحق المرأة في ممارسة الجنس قبل الزواج هم الذين يعيشون في الدول الغربية, فهم لم يتقبلوا الفكرة. وهي خيبة أمل فعلية. تصوروا المأساة التي نعيشها تحت تلك القيم الدينية الذكورية البالية والتي تحول حياتنا إلى جحيم ويحرم الإنسان, سواء أكان رجلا أو امرأة من ممارسة أقدس علاقة إنسانية إن تمت ممارستها على أساس الحب و المشاعر المتبادلة بين الطرفين. إن الذين صوتوا بلا يمكن أن يكونا قد أزالوا بكارة بعض النسوة, ولكنهم مع ذلك يرفضونها للمرأة التي يتزوجونها, وهنا تبدو بوضوح الشخصية المزدوجة للإنسان الشرقي.
.
تلك العادات و التقاليد البالية يعلم الإنسان أنها مليئة بالنفاق والرياء والكذب وعدم الصراحة و ضعف الثقة بالنفس, كم من الفتيات يتعرضن لأبشع حالات نفسية مرعبة وخوف والقيام بعملية جراحية لاستعادة غشاء البكارة, أي تضطر الفتاة أن تكون غير صادقة مع من يشارك حياتها في المستقبل وبالتالي مدى التأثير السلبي على تربية الأجيال من قبل أمهات تعرضن إلى شتى أنواع الضغوطات النفسية لحماية أنفسهن من جبروت تلك العادات و التقاليد السلفية البالية.

عن طريق اختلاطي مع منظمات نسوية دانمركية, غذ يعمل جزء منهم لدعم الفتيات الأجنبيات يلاحظن بوضوح مدى المعاناة والضغوط النفسية البشعة التي يتعرضن لها بسبب التربية المتحفظة والمتزمتة والتي تحرم الفتاة التمتع بحياتها كأي فتاة عادية أخرى.
نسبة كبيرة منهم يلجأن إلى بيوت حماية المرأة هربا من العنف, نسبة الفتيات الأجنبيات اللواتي يجرين عملية الإجهاض عالية مقارنة بالفتاة الدانمركية وذلك لقلة الثقافة الجنسية عند الفتيات الأجنبيات, مثل قضايا استخدام وسائل الوقاية, كما تظهر حالات إجراء عمليات خياطة غشاء البكارة خوفا من القتل عند الزواج. إن دراسة مدققة لوضع المرأة الشرقية والمسلمة في الدول الغربية تشير إلى معاناتهن من أمراض نفسية أو روحية-جسدية psychosomatic ومن عزلة وعقد اجتماعية كثيرة وحتى التفكير بالانتحار. وظاهرة الانتحار لهذه السباب منتشرة في الدول العربية ايضاً.

انهي حواري بالمادة الأولى من اتفاقية سيداو (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة):
لأغراض هذه الإتفاقية يعنى مصطلح " التمييز ضد المرأة " أى تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من إثارة أو أغراضه توهين أو إحباط الإعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أى ميدان آخر ، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها ، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل.









#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة أسبوع مناهضة العنف ضد المرأة وإقرار قانون تعدد الزوجات ...
- العنف ضد المرأة ، و مكافحته، مسؤولية من ؟
- الدكتورة وفاء سلطان و الانحياز إلى اليمين الأمريكي- الإسرائي ...
- نضال المرأة من اجل المساواة وضرورة العمل المشترك بين القوى ا ...
- تظاهرات و احتجاجات واسعة ضد اعادة الحجاب في تركيا! تحت شعار- ...
- تضامن عالمي انساني مع المرأة السعودية وادانة انتهاك حقوقها - ...
- نستنكر بشدة احكام المحكمة السعودية بحق فتاة القطيف
- ما زال الطريق طويلا أمام المرأة للمساواة حتى في البلدان الغر ...
- هل الضجة المثارة حول حجاب المرأة المسلمة في الدنمرك دفاع عن ...
- إدانة رجم وقتل دعاء ومواجهة جرائم – الشرف ! - مسؤولية الجميع
- إدانة قرار عدم منح جواز السفر للمراة العراقية بدون موافقة ول ...
- لنقبر فتاوى فقهاء الظلام في انتهاك و تحقير المرأة
- تعقيبات على أراء الدكتورة وفاء سلطان
- أوضاع المرأة اللاجئة و المهاجرة في ظل سياسات الدولة الدانمار ...
- لنجعل الحوار المتمدن منبرا اعلاميا لكل التيارات اليسارية و ا ...
- مأساة البشرية و أحداث 11 سبتمبر
- ريبورتاج عن كونفراس صورة جديدة عن الشرق الأوسط - الجندروالتغ ...
- هل ان العلم أصبح المشكلة الأساسية لمواطني كردستان العراق؟
- المرأة الكويتية ونتائج الانتخابات الأخيرة
- أول محاكمة جماعية من نوعها بقضية القتل بذريعة الشرف في الدان ...


المزيد.....




- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - حوار حول حق المرأة في التصرف بجسدها و عواطفها.