أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كاظم جواد - تضاريس الجسد














المزيد.....

تضاريس الجسد


محمد كاظم جواد
شاعر

(M0hammad Kadom)


الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 08:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تسكن الروح تضاريس الجسد فانها تؤسس منظومة نتفق على تسميتها بالحياة بكل تفاعلاتها واستجاباتها للمؤثرات التي تهيمن على فعالياتها بدءا من الولادة والنمو والهرم ثم الفناء فالجسد هو صيرورتنا التي تحركها الروح داخل اسواره واعذروني عندما استشهد بقصيدتي التي تتحدث عن عنوان الجسد:
الرأس عنوان الجسد
والحشرجات سمفونية آلام محبوسة
أجل فالرأس هو العنوان والهوية التي تدل على الجسد فعندما نرى الجثث المقطوعة الأرؤس يصبح الامر معتما في تحديد هويتها وبالتالي سنبحث عن دلالات تقودنا الى معرفة الهوية قد تكون وشما،ندبة أوجرحا مندملا نستطيع بدلالته تشخيص هذه الهوية
هذا الجسد الذي نعتني به بدقة متناهية ونحافظ عليه من التأثيرات الخارجية لأنه يمثل اطارالروح فهو الذي يترجم أحاسيسنا عبر قنواته المعروفة أعني بها الحواس (بوابات العالم للمعرفة )على حد تعبير ماركس
وبواسطته أيضا استخدم الانسان قوّته في صراعاته المستمرة مع الطبيعة وروّضه مع التطور المار به والذي حرك مدركاته الحسية باتجاه اتاح له استثمارها بشكل دقيق
وعنما يصاب بالوهن أو العلة فانه سيتلاشى تأثيره بسبب هذا العطب فعندما مات انكيدو القوي بجسده ..نظر اليه كلكامش بريبة متسائلا هل يفنى هذا الجسد القوي والذي كان بالامس يطارد الوحوش في البراري وبعد رحلة الخلود ادرك كلكامش بحتمية انهياره وفناؤه وقد ادرك المصريون القدماء ايضا هذا الفناء فعمدوا الى تحنيط ملوكهم ..بعد أن تغادرهم الروح .
احيانا يستخدم الجسد لانتزاع الاعتراف وذلك بتعريضه الى ضغط الألم بوسائل متعددة ويكون التركيز على الاعضاء التي تنقل هذا الالم باستجابة سريعة الى خبايا الروح بعضهم يتحمل هذا الضغط ويقاوم الالم والآخر ينهار بسهولة .
وقد تفعل الحروب بادواتها المدمرة الى جعله اشلاء متناثرة او تنال عضوا منه فيعمد الانسان الى البحث عن بدائل صناعية تكمل هيأته ..فيكون دلالة واضحة على بشاعة الحروب احيانا يعبث بمحتوياته وذلك بقطع بعض اجزائه كعقوبة بشعة من قبل بعض الانظمة القمعية (صلم الآذان،جدع الانوف،بتر اللسان أويستخدم وسيلة احتاج عندما يحاصر في اقبية السجون فيعمد حامله وفق مدركه العقلي فيعبر بوسيلة بشعة تفصح عن تذمره من واقعه وذلك في ابتكار طرائق لايذائه مستخدما بعض الآلات الحادة والتي يبتكرها من أشياء مهملة أو وشمه بعبارات ساذجة أوتطعيمه برسوم تحمل دلالات القوة والعنف فتكون مدعاة للفخروالمباهاة
لاأدري لماذا احس بان العراقي يمتلك جسدا متهالكا ومهموما ربما بفعل الحروب والقمع ومصادرة الحريات والتطويق بحصارات موجعة تفوق طاقته .
والآن كيف ننظر الى جسد الانثى بكل مايحمله من تضاريس تثير في روحنا الغرائز المكبوتة والتي تشترك فيها جميع الكائنات الحية هذه الغريزة التي لولاها لتقوضت الحياة …اقول هذا وانا انظر الى هياكل النساء المغلفة بسواد مظلم والذي يخفي كل مايثير الروح من شهوات مكبوتة
أما جسد والدي الذي ظل ملزوقا في ذاكرتي حينما كان يعمل حمالا في سوق مدينتنا بجسده الضئيل كنت انظر اليه وانا اخفي في داخلي خوفا رهيبا…..كيف يستطيع هذا الجسد حمل هذه الاكياس على ظهره لينقلها الى سيارة الحمل عبر لوح من الخشب يصل السيارة بالارض كانت اوردته تنتفخ وهو يحاول جاهدا السير على اللوح الخشبي …لقد حمل اطنانا من الاحمال حتى احدودب ظهره ..ادركت حينها ان جسد ابي سيصاب بالوهن والذبول ويصبح فيما بعد جسدا هامدا ملتصقا بالتراب بل يصبح ترابا ويكون جزءا من الارض ف(على آدم ان يعتني بالأديم). كما يقول سعدي يوسف.
21/2/2009





#محمد_كاظم_جواد (هاشتاغ)       M0hammad_Kadom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- rقصيدتان للأطفال
- قصائد.....للأطفال أيضا
- ثلاث حكايات شعريه(للأطفال)
- مركب الطفولة
- خمس قصائد (للأطفال)
- أصوات (قصيدة للأطفال)
- ثلاث قصائد للأطفال
- أربع قصائد
- قصائد للأطفال
- بلادي
- رؤيا
- القط و أفراخ الدجاج
- قصائد
- قطار من خشب
- الرحلة المثيرة
- عباس مزهر السلامي مسحة الحزن ونبرة البوح
- ألإرث
- أشواك الوردة الزرقاء
- كليني لهمّ
- هو الذي رثى كل شيء


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كاظم جواد - تضاريس الجسد