أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات المقبلة !!















المزيد.....

اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات المقبلة !!


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية لابد ان نذكر ان مدى فعالية عمل البرلمان الكوردستاني معلوم للجميع، استنادا على تركيبته و الكتل الموجودة فيه ، اعتمادا على كيفية اجراء الانتخابات السابقة و الظروف التي رافقتها . سيطر المكتبان السياسيان طيل هذه الفترة على كافة قوانين و قرارات التي تصدر من البرلمان و استغلاه و كأنه الحديقة الخلفية لهما في قراراتهما لاعطاء الشرعية على ما يفكرون و ما يتوافقان عليه و هما يسيطران على كافة امور الحياة في الاقليم ، و يمرران الاوامر الصادرة منهما عبر النفاذة المطلة على قاعة البرلمان ، و شاهدنا كيف انقسم البرلمان على نفسه اثناء الحرب الداخلية و هو لم يحرك ساكنا و تجاوز الحزبان كافة خطوط الحمر دون ان ياخذ البرلمان الموقف المطلوب ، و لم يصدر منه حتى الانين ، و تكرر الدورة التي تليها بنفس النغمة و اللحن دون تغيير يذكر ولحد اليوم ،و تصرف الحزبان مع البرلمان و كأنه احدى مؤسساتهم الحزبية ليس الا ، و به تضرر الشعب الى ابعد الحدود ، و لم تبق اطر معروفة للسيادة او المصالح المشتركة، الى ان توجهوا الى الاتفاق الثنائي معتقدين اصلاحهم للامر و كأنه بالخطا يُصلح الخطا ، وضربوا بالديموقراطية عرض الحائط من اجل المصالح الحزبية الضيقة فقط ، و لربما يعتقد البعض انه كان الطريقة الوحيدة للمصالحة العامة و الابتعاد عن الاحتراب و التشدد ، و لكنه كان على حساب الديموقراطية و مستقبل التجربة الكوردستانية ، و كما نرى نتائجها اليوم . و كانت الحجج دائما هي مصالح الشعب و ما تتطلبها كما اعتقدوا ، وما علنوه ان التجربة الكوردستانية فتية و تحتاج الى هكذا تفكير و عمل و لا تتحمل اكثر من هذه المساحة!
اليوم وبعد سقوط الدكتاتورية و تغيير الاوضاع العامة في اقليم كوردستان من كافة جوانبها ، و بعد عقدين تقريبا ، و الوضع السياسي فقط يتراوح في مكانه دون ان نشاهد ما يمكن ان يتفائل به اي مراقب ، و هو عالق في وحل الحزبين ، و اغرقا التجربة في مجموعة من السلبيات نتيجة سلوكهما البالية و عدم الاهتمام بالاصلاحات التي تنادي بها الخيرين ، و هما يتصرفان وفق ما تامرهم به عقليتهم الثورية الجبلية كما كنا من قبل ، بعيدا عن ادارة السلطة و الحداثة ، و عدم تحملهم النقد و ان كان بناءا و استمرارهم في سياسة من لم يكن معي فهو ضدي . اغلقوا كل الابواب امام المستقلين و التوجهات الاصلاحية ، مستغلين الشعب بقدراتهم المالية و التنفيذية وبالترغيب و الترهيب . و معتمدين على حكم الرجل الاوحد في احزابهم و بما يترهل من حولهم من الاوجه من المتزمتين و المتملقين واستغلال المناصب اعتمادا على المنسوبية و المحسوبية ، و لم يلتفتوا لحظة الى ما تفرضه المباديء ، و كل ما ينظرون اليه هو المكافئات و الامتيازات ، مما ابعدوا القاعدة الشعبية عن السلطة و ما كان تتمتع به الاحزاب اثناء الحركة التحررية ، و نزعوا روح التضحية و الفداء من اعماق افكارالمواطنين ، و افرغوا التجربة الكوردستانية من جوهرها و محتواها بصراعاتهم السياسية و عقلياتهم الجبلية و من اجل المصالح الخاصة .
المشكلة الكبرى هي عدم توجههم نحو ترسيخ المؤسساتية و القرارات الجماعية ، و اعتمادهم على العقلية و الفكر و العمل للقائد الكاريزمي في الحزب و السلطة و كانه معصوم من الخطا ، و حتى السلطة التشريعية التي من الواجب ان تعمل استنادا على الدستور و القوانين العامة و هو الممثل الشرعي للشعب ،و تعتمد في عملها على حفظ و صون مصالح الشعب و مستقبله ، و لكن اصبح الحزب فعلا اولى من كل مقدسات الشعب.
اليوم و بعد مجيء الوقت المناسب لخطو الخطوة الاولى المناسبة للخروج من الواقع السياسي الفكري المتازم و الاعتماد على الحداثة و راي الشعب ، يحاول الحزبان و بكل امكانيتهما ان يبقيا السيف المتسلط على كافة المؤسسات التنفيذية و التشريعية و القضائية ، مثلما هم ماضون فيه منذ الانتفاضة الشعبية العارمة .
انهم عاكفون في هذه الايام على العمل لضمان سيطرتهم تشريعيا من خلال البرلمان الذي يسيطرون عليه بالمطلق ، و ها بانت طليعة عملهم الاني باعتمادهم على القائمة المغلقة في انتخابات البرلمان المقبلة غالقين الطريق امام اي اصلاح بحجج و مبررات شتى ، و في الواقع ليس لشيء الا لبقائهم هم متربعين على قمة الهرم كيفما كان و على حساب الديموقراطية و متطلباتها و ما يفرضه التجديد و التحديث و العصرية التقدمية ، مبعدين كافة ايجابيات الديموقراطية و ضروراتها الموضوعية عند تطبيقها و هم من كانوا يتشدقون نظريا بها فقط ، اين استنادهم على الشعب ، اين مصالحه و اهدافه العامة، الذي لم يسكنوا لحظة و هم يترددوها ، ان لم تكن ايمانهم السطحي بها و من اجل تضليل الشعب فقط . و الا الجميع على العلم ، ما القانون الاكثر ديموقراطية ، و اي يسمح للتمثيل العادل للشعب ، و من يسد الطريق امام التزييف و التضليل ، و اي يعمق الحزبية الضيقة و يجسدها ، و اي من اجل المصالح الشخصية فقط ، و اي يدفع بالديموقراطية و الحرية و السلام و الاستقرار نحو الامام ، و اي يفسح المجال للجميع للمشاركة في الترشيح و الانتخاب . و الحزبان يستغلان الوضع الحالي لبرلمان كوردستان و سيطرتهما الكاملة ، لامرار قوانين و قرارات مصيرية مستقبلية يمس حياة جميع المواطنين دون استثناء ، و من جانب اخر ، يحسان بخفض مستوى شعبيتهما و عدم امكانهما الحصول على النتائج التي حصلوا عليها من قبل للظروف المعلومة ، و يحاولان ما يمكنهما بكافة الحيل من بقاء الوضع الراهن كما هو ، و لكن الى متى ، ان لم يغيروا من اليات عملهم و خطبهم و افكارهم و ارضاء الشعب و قواعدهم على الاقل . لن يتمكنوا من الصمود امام الموجات التغييرية الجارفة التي تتطلبها الظروف المستجدة . ان كان الحزبان يفكران بعقلية العصر و ما تتطلبه المرحلة و ما يفرضه المستقبل ،عليهم اعادة النظر في اداء واجباتهم و تعاملهم مع الشعب ، لاعادة شعبيتهم ، و لا يتم هذا الا بالاصلاح و اعادة النظر و تقييم الماضي لاستنتاج ما يفيدهم ، و عليهم تلائم وضعهم مع ما يجري في العالم و المنطقة في الوقت الراهن ، و الديموقراطية ستفرض نفسها مهما طال الزمن و السيل يجرف ما ليس له القاعدة القوية التي تقاوم الصعاب . اذن القائمة المغلقة ستضر بالحزبين قبل العملية الديموقراطية و ما سينعكس على الشعب و مستقبله ، و الا فان اعتمدت الاحزاب الحجج الواقعية فان القائمة شبه المفتوحة هي اضعف الايمان للاعتماد عليها في الوقت الحاضر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما النظام السياسي و الحضارة التي تنصف المراة و تضمن حقوقها ؟
- تمسك المراة بالروحانيات عادة مكتسبة
- الشفافية تزيل الشكوك و الخوف من مجريات العملية السياسية الرا ...
- العراق بحاجة ماسة الى اعادة التاهيل السياسي و الثقافي
- اهمية ادارة التغيير و كيفية قطف ثمار الصراعات و الاختلافات
- لماذا اختيار هذا الوقت لكشف تورط النواب العراقيين في الجرائم ...
- اليسارية بين العقل والحرية
- ماذا يحل بالمنطقة بعد نضوب النفط فيها ؟
- هل ستنتظر امريكا نتائج انتخابات الرئاسة الايرانية لتتحذ الخط ...
- على هامش اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- عوامل اخفاق اليسار في انتخابات مجالس المحافظات
- سيطرة اليمين في اسرائيل و تاثيراتها على علاقاتها في المنطقة
- التراجع في تطبيق ديموقراطية اقليم كوردستان
- ترسيخ الفلسفة و النهج التربوي التقدمي اولى مهامات الدولة الح ...
- اهمية الاصلاح داخل الاحزاب و تاثيراته على الوضع العام في الع ...
- هل سيشهد اقليم كوردستان فوضا خلاقة و تغييرا جذريا
- النهضة بحاجة الى العقلية التقدمية المنفتحة
- كيف نسد الطريق امام محاولات تفريغ الديموقراطية من مضمونها
- بعد انتخابات مجالس المحافظات.. الوضع العراقي الى اين ؟
- استمرارية الاصلاحات دليل تطور و تقدم اي بلد


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات المقبلة !!