أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة














المزيد.....

رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


تعتبر رواية "التبر" الصادرة طبعتها الثالثة عام 1992 عن دار التنوير للطباعة والنشر في بيروت للأديب الليبي ابراهيم الكوني من الروايات الرائدة التي تدور احداثها في الصحراء الليبية ، وتتحدث عن جانب من حياة قبائل الطوارق البربرية .
وهذه الرواية تذكرنا برواية " موتي وقط لوسيان " للاديب الفلسطيني محمود شاهين ، والتي صدرت في العام 1998 عن وزارة الثقافة الفلسطينية، أي بعد رواية الكوني بعدة اعوام ،وتدور أحداثها في براري السواحرة جنوبي القدس حيث مسقط رأس الاديب ومرتع بدايات شبابه، فرواية شاهين ابطالها الرئيسيون هم كباش الغنم ، والتناطح بينها والذي غالبا ما يكون للفوز للاناث والسيطرة على القطيع ، في حين ان رواية الكوني بطلها بعير " مهري أبلق " نادر الوجود ، له سمات لا يتصف غيره من الابل بها ، فصاحبه يصفه بانه " أبلق ، رشيق ، ممشوق القوام ، نبيل ، شجاع ، وفيّ .... " ص 8 وهو بعير نادر الوجود حتى ان القبائل تحسد من يملك بعير من هذه السلالة ، يقول أحدهم : " لا يحب أن يفلت المهري النادر من نوق القبيلة ، انا أرى أن تستأثر نوقنا به ، نريد نسلا من السلالة المنقرضة .المهاري البلقاء في ابلنا عمل ستحسدنا عليه القبائل " ص 16
والمهري الأبلق هذا بطل الرواية الرئيس ، فهو يسبق صاحبه في البطولة ، بل انه هو الذي كان يقوده الى تنمية الحدث ، وهذا البعير ظهر في الرواية كما البشر ، فيه من الحكمة والصبر والفلسفة الشيء الكثير ، ويبدو ان الكاتب أراد في روايته هذه ان يزودنا بشيء عن حياة الطوارق التي يمتدون في الشمال الافريقي من ليبيا الى موريتانيا ، وعن قسوة العيش التي يعانيها مواطنو الصحراء الليبية ، من خلال صولات وجولات " المهري الأبلق وصاحبه أوخيّد "
وتنبع اهمية هذه الرواية من محليتها ، وبالتأكيد فإن الكاتب قد عاش بين هذه القبائل فهو احد ابنائها ، كما أنه مطلع بشكل واسع على حياة هذه القبائل ، والا لما استطاع ان يكتب رواية بهذه التفاصيل الدقيقة عن حياتهم ، وعن جغرافية صحرائهم ، وعن معتقداتهم وأساطيرهم ن وجوانب من تراثهم القديم ، وهذه ميزة ينفرد بها الكاتب حسب اطلاعنا .
ويبدو في الرواية واضحا ان " أوخيّد " قد استمد بطولته في الرواية عندما أقرن حياته بحياة " المهري الأبلق " فهو جليسه ومستشاره ونبع حكمته ، فعندما اصيب " المهري " بعدوى الحرب من نوق احدى القبائل التي سطا عليها ، فإن " أوخيّد " بذل الغالي والنفيس، وتحمل المشاق في سبيل الوصول الى نبتة " الترفاس " شبه المنقرضة ، والتي تنمو في الصحاري البعيدة وتشفي من الامراض جميعها كما وصف له ذلك أحد الحكماء .
واسم الرواية " التبر " جاء عندما وافق " أوخيّد " ان يطلق زوجته ويسلمها هي وطفلها منه لابن عمها " دودو " الذي كان يعشقها منذ الصغر مقابل أن يعيد اليه " المهري الأبلق " الذي كان يحتجزه عنده ، فما كان من " دودو " إلا أن " أخرج من صندوق الحديد جراباً جلدياً قديماً موسوماً بإشارات السحرة ، غرف منه بفنجان الشاي مرتين ، فتلألأ التبر وأعمى العيون ، أشعة الغسق الصفراء انعكست على الحبيبات الصفراء فتلامع الذهب .. قدّم له الصرة وقال : لا تعتبر هذا رشوة ، انه سيقيك الحاجة عن تمر المجاعة " ص124
واستعاد " أوخيّد " المهري الأبرق ، وسار به الى احدى الواحات حيث ينمو نبات " الترفاس " العجيب ، وبقي الى أن جاءه أحد رعاة الابل ، وأخبره دون أن يعرفه قصة الرجل الذي باع زوجته بالذهب ، فطار عقل " أوخيّد " وذهب الى مضارب قبيلة " دودو" وقتله وألقى الذهب في ماء النبع ، وهرب الى أماكن بعيدة ، إلاّ أن قبيلة " دودو" طاردته الى أن ألقى رجالها القبض عليه ،وقتلوه بطريقة "تانس" في قتل ضرتها الشريرة حسب أسطورة " تانس وأطلانتس " حيث تقول الأسطورة :
" قيدوا يديه ورجليه بالحبال ، جاؤوا بجملين ، شدوا اليد اليمنى والرجل اليمنى الى جمل ، وشدوا اليد الأخرى والرجل اليسرى الى الجمل الآخر .. أحرقوا أجسام الجمال بألسنة السياط . قفز أحدهم نحو اليمين وقفز الآخر في الاتجاه المضاد "ص159
ثم قطعوا رأسه وأخذوه للقبيلة حتى يتيقنوا من قتله .
وواضح أن الكاتب الذي يمتلك لغة أدبية جميلة قد خلط الواقع بالخيال الأسطوري في هذه الرواية ، فقد عاد الى الجذور البعيدة للطوارق ، مروراً بالاسلام ، وعرج قليلاً على الاحتلال الايطالي لليبيا ، لتدور أحداث روايتة في تلك المرحلة .
ومعروف أن الأديب الكوني الذي كتب أكثر من ستين رواية أديب ذو مستوى رفيع تُرجمت أعماله الى عدة لغات ، وحاز على عشرات الجوائز المحلية والعربية والعالمية ولا يزال في قمة العطاء .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة