أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال المظفر - انقذوا ماتبقى من المبدعين














المزيد.....

انقذوا ماتبقى من المبدعين


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 03:35
المحور: حقوق الانسان
    


نخجل احيانا من تاريخنا ونواري وجوهنا ، او نلبس اقنعة كتلك التي يتواري خلفها السياسيون لنمر خلسة على الام اصدقائنا الذين يأكل من ضفافهم المرض ، ونمارس دورالعسكر والحرامية ، نتجسس على اوضاعهم المالية والاجتماعية والصحية دون ان نحرك ساكنا في مساعدتهم لاننا كما يقال (في الهوى سوى ) يبطش بنا الفقر الازلي في بلد المليون بئر نفطي ، يشعرون بحفيف اقدامنا ومرورنا الهامشي هذا ينعش بصيرتهم لعل تأشيرة اصبع تكفي لدرء مصيبة او بعض مصيبة ، وهناك اخرون يمرون مرور الحساد الغيارى الذين يتجسسون على اتصالاتهم المهنية ولقاءاتهم كي لاتثمر عن اي شئ ينقذهم من تلك الفاقة ......
نخجل لاننا كمثقفين غير قادرين على ان نحرك ساكنا قيد انمله .. فاصحاب المشروع الحضاري وصناع الحروف هم اسياد الارصفة وحكايا الف ليلة وليلة من التشرد والضياع ، الارصفة التي تلوح مؤخراتهم ، المثقفون او (باعة الكلام ) كما يحلو للسياسين ان يلقبونهم غير قادرين على انقاذ زملائهم من المحن ...
الخجل يا ايها السادة ان نحتفي بين فترة واخرى بـ ( رثاء ) مبدع من ادبائنا ومفكرينا ، لا نحتفي بهم وهم على كرسي الإبداع و الا ثراء , وانما بـرحيلهم ، وخجلنا لاننا غير قادرين على مساعدتهم في لحظات العوز سوى كيل الدعاء والطبطبة على ظهورهم .
فيوما بعد اخر يسقط اديب بالضربة القاضية ، والفساد الذي ينخر جسد الدولة (يلفط ) ما خصص له لشراء حبه اسبرين او قنينة دم (فاسد) اسوة بالمفسدين الذين يسرقون اموال الشعب , او يحرم مثقف اخر من وجبة عشاء لايتوفر ثمنه ويلقم معدته حجرا كي يبعد عنها شبح الجوع ، فالمعدة موطن ( الشهوانية و الغرائزية) ينام جوعانا ويبرر تلك الغواية بـ (الريجيم) الاجباري الذي تفرضه الفاقة .
ودعنا عددا كبيرا من المبدعين ، منكسرين وعيونهم على بوابة هذا المسؤول او ذاك ، بانتظار تاشيرة دخول او فيزا الى المصحات والمشافي او رحلة علاج الى بلاد الفرنجة وسط ضجيج اعلامي وتطبيل وتزمير بأن المسؤول الفلاني قد بصم باليمنى وقدح باليسرى وازاح عن بؤبؤيه اللثام واستنفر الاعلام المرئي والمقروء والمسموع للنظر في علاج اخر ما تبقى من سلالة المثقفين ..
هذه المقدمة البلورية هي نهاية لرحلات بشرية ابداعية الى عالم اثيري بينما بقي ابداعهم الخطي يلازم مخيلتنا ويفتح بصيرتنا، ولكن مايعتصر قلوبنا ان نرى احد مبدعينا وهو ينظرلنا بعين منكسرة عما فعلناه له , هل اوصلنا صوته او ضغطنا على الزر الحكومي لنثيره كهرومغناطيسيا لكي يصحو على وجع هذا المبدع ........
حيدر عبد الخضر هذا الشاعر الجنوبي , ابن الناصرية وعاشقها ، الفتى الطويل القامة الذي يشبه قامات نخيل الشطرة ، تسلل اليه المرض منذ سنين وضرب عموده الفقري , فلم يعد يقوى على المسير الا على عكازين واللذين اصبحا ساقيه بعد ما كان يهول مثل( النعامة) ....
لم يترك بابا الا وطرقه ولم يبخل عليه اصدقائه بالكتابة في الصحف والمجلات من اجل تبني علاجه والذي لايتوفر في المستشفيات العراقية ، وبالفعل تم صرف مبلغ من المال لعلاجه ولكن هذا المبلغ لم يسد جزء من رحلة العلاج كتذكرة السفر واجور الفندق والمستشفى ، وبذلك صار العلاج لايجدي نفعا لانه كلما رقع فتقا تفتح اخر في غير صفحة من جسده .
المطلوب من الدولة تكفل علاج هذا الشاعر وغيره من الادباء والمبدعين وان يشمل التكفل كل المراحل لحين الشفاء التام لا ان يمنح مبلغا قد ينفق مع اول جلسة ويبقى المبدع يعاني المرض..
انصفوا المبدعين وتبنوا مشاريعهم الثقافية والعلاجية و لاتبخسوا عليهم الملاليم التي تنقذهم من حالة المرض بدلا من ان تذهب اضعاف هذه الملاليم والتي هي ملايين ومليارات الى جيوب المفسدين الذين ملأوا اجهزة الدولة العراقية وغزوا جسدها وبتنا نتبوأ المراكز وبجدارة في قائمة الفساد المالي والاداري ....



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط
- راوندوزي وكروكر وحزورة المالكي
- عندما تكتب الانثى بلغة الجسد/ فاطمة محسن، مثلا
- سينوغرافيا الحقائب
- أحلام الشعب الصابر
- عبوسي يحلم بالكونغرس
- السرد الشعري والتوظيف الاسطوري في قصائد برهان شاوي


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال المظفر - انقذوا ماتبقى من المبدعين