أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين














المزيد.....

الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 04:06
المحور: حقوق الانسان
    



تبيئة المفاهيم الحديثة ونقلها من حقل معرفي الى اخر، بدأت في العلوم الانسانية وعندما نسمع عن ما يسمى بالشبح، تتوارد الى مخيلتنا، السيارة الشبح، الطائرة الشبح، وهي تعني خفة الحركة والسرعة الفائقة والقدرة على التواري، ويبدو ان هذا المصطلح انتقل الى بعض الدوائر الحكومية وبتنا نسمع عما يسمى بالموظف الشبح او الوهمي وهو قرين (ضد مجهول) الذي يستعمل في الدوائر الجنائية التابعة لوزارة الداخلية.

والفرق بين الشبح الطائرة، والشبح الموظف و(المجهول) هو ان الطائرة لايرصدها الرادار، والشبح الموظف، لاترصده هيئة النزاهة و(المجهول) لايرصده البوليس والمشترك بينهم خفة الحركة والقدرة على الاختفاء.
فبعد ثلاث او اربع سنوات تكتشف بعض الوزارات عن وجود موظفين وهميين يتقاضون رواتب وهم باعداد متزايدة، وربما لاحقا يطالبون بشمولهم بقانون التقاعد!.

هذه الظاهرة الخطيرة التي ينفرد بها العراق تسرق قوت اعداد غفيرة من البطالة، الذين ينتظرون، استحقاقهم في العمل ناهيك عن السرقة للمال العام في وضح النهار، وهذا يثير اسئلة مريبة، من ضمنها من هو الموظف الحقيقي؟ وكم عدد الساعات التي يقضيها في الدوام الرسمي مادام الموظف الشبح يسرح ويمرح بلا مساءلة او محاسبة وما هي اهمية المفتش العام في الوزارات اذا كان غير قادر على رصد الاشباح في وزارته؟

في زمن النظام السابق كان التلفزيون بين فترة واخرى يعرض صور متهمين يطلق عليهم منتحلو صفة اقارب مسؤول وانهم حصلوا على امتيازات من جراء تلك الصفة ولكن السؤال الذي يثار هو ما شرعية اقارب المسؤول لكي يحظوا بالامتيازات والمغانم، وهل يعاقب المنتحل لهذه الصفة ام اقارب المسؤول على تعديهم وتجاوزهم للقانون؟.

ولذلك لاغرابة حين نسمع عن رصد او تخصيص اموال طائلة للمشاريع، من دون ان نلمس أي تاثير على حياة المواطن الذي يعتصم بالصبر والابتهال الى الرحمن.

بالاضافة الى ذلك نجد بعض المؤسسات الحكومية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، تبقي الاموال في الخزنة على حالها ويتلبسها الخوف والفوبيا من الصرف بفعل سني الشحة والتقتير ولذلك على الدولة ان تقيم دورات مجانية من اجل اعدادهم وتأهيلهم لنمط جديد من الحياة.

ومن الملفت للنظر ان نظام العقوبات المعمول به لايتناسب وحجم الجرائم الاقتصادية التي تهدر فرص التنمية، وهنالك مشكلة خطيرة تجعل الجناة يهربون من الحساب، من خلال تسييس تلك الجنايات والاحتماء بالاحزاب او الطوائف ونقل الملف من السلك الجنائي الى السلك السياسي.

والمشكلة الكبرى التي واجهها القضاء العراقي في محاكمة اركان النظام المخلوع، هي تسييسهم للقضايا الجنائية أي انهم يتكلمون بمنطق السياسة وليس منطق القانون.

وهذا يشبه الى حد بعيد حال امرأة نمساوية دارسة للقانون وتحمل شهادة المحاماة، قامت بعزل بناتها الثلاث في منزل الاسرة لمدة سبع سنوات وظلت هذه السيدة تدافع عن نفسها امام القضاء وتقول انها فعلت ذلك حرصا وخوفا عليهن وسلامتهن ولضمان استمرار بقائهن بجانبها. وهي بذلك تحاول ان تدافع بمنطق الامومة المتطرف بدلا من القانون ولقد خضعت السيدة للعلاج في مؤسسة خاصة.

ان اخطر ما يواجه العراق الان، هو شرعنة الفساد سواء بالاحتماء بالسياسة او من خلال اتساع هذه الظاهرة مع وجود مافيات وميليشيات ترى فيها ديمومتها ناهيك عن محاولة البعض تطبيع هذا الهدر لممتلكات الدولة.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض كتاب
- القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد
- أغلق المحضر ... ضد مجهول
- الأولوية لحرية المجتمع أم المرأة؟
- الإصلاح السياسي ....اعتراف بالاخر
- بناء دولة المؤسسات.... من أولويات الاصلاح السياسي
- الديمقراطية استحقاق حضاري للقرن الواحد والعشرين
- المشروع القومي بين خيار الشعوب وأزمةالنظام
- هل المرأة نصف المجتمع حقا؟
- احترام الآخر مصالحة للحياة
- العجب في نجاة من نجا
- الديمقراطية التوافقية
- الانتخابات محك الحقيقة بين الناخب والمرشح
- مشكلتنا.. استسهال الاشياء
- الحكومة والإعلام
- الأقتصاد اولا في قمة الكويت
- لا جديد في البيت الابيض
- غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي
- خرافة المستبد العادل
- سياسة الأرض المحروقة


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين