سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى المؤتمر السادس للإصلاح العربى، الذى احتضنته وقامت برعايته مكتبة الإسكندرية فى بداية هذا الشهر، وجّه أغلب المشاركين أصابع الاتهام إلى التعليم باعتبار أن حالته المتردية والمتخلفة- على كافة مستويات المنظومة التعليمية – أحد أهم أسباب الأزمة العميقة للعرب اليوم، والتى وصلت إلى حد أن نصف نساء العرب أميات وربع رجالهم من الأميين، أى أن نحو 40% من "أمة إقرأ" لا يقرأون ولا يكتبون، فضلاً أن نسبة معتبرة ممن "يفكون الخط" بعيدون عن الإلمام بالحد الأدنى من علوم العصر. والعواقب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذا التعليم الفاشل أوضح من أن تحتاج إلى شرح أو إثبات.
ومع أن شكوى المشاركين من النخبة العربية فى مؤتمر الإصلاح العربى كانت قوية وموجعة من الجلسة الافتتاحية إلى الجلسة الختامية، فأنها جاءت أقل من قسوة الواقع الذى فاق أبعد حدود العبث.
ورغم أننى لست من بين أولئك الذين يعيشون فى أبراج عاجية بعيدة عن الواقع،....،
ورغم أننى على صلة مباشرة بأحوال حلقات المنظومة التعليمية المختلفة، المعلم والطالب وأولياء الأمور، فإننى أصبت بالذهول عندما قرأت التحقيق الصحفى الذى كتبه الزميل وجيه الصقار أمس فى جريدة "الأهرام"، وهى ليست من جرائد "المعارضة" أو "الممانعة"، بأى شكل من الأشكال، وبالتالى لا يمكن اتهامها بالتجاهل على الحكومة أو الكيد لها.
وفى هذا التحقيق الصحفى المفزع تقول ناظرة مدرسة ثانوية "إننى اعمل بالتدريس منذ 28 عاما لمادة الكيمياء والتحقت بالعمل الادارى وانقطعت علاقتى بالتدريس من الأساس. وأنا الآن فى مأزق حيث اسند الىّ جدول لأدرسه وهو جدول وهمى بالطبع.. وكل الزملاء مجبرون على تسلم جدول حتى يمكن أن يصرف لهم مبلغ الكادر طبقا لقرارات الوزارة".
ولذلك فان اعتماد مبلغ 4 مليارات جنيه لكادر المعلمين لن يغير شيئا فى رأى الست الناظرة "فالدروس الخصوصية موجودة والمصداقية تجاه المدرسة مفقودة حتى الإدارات التعليمية أصبحت تشارك فعليا فيما يحدث، فهى التى أرسلت إشارات للمدارس بعمل جداول وهمية برغم أن بعض المدارس محكومة بمدرسين من كل التخصصات، بل إن الكثيرين منهم بلا عمل حقيقى أو تصل جداولهم فعليا إلى 3 حصص أسبوعيا مما يتنافى مع شرط الكادر.. فأصبح الكل مشغولا بكيفية " التمثيل" وتحضير الأوراق التى تثبت العمل والكفاح الوهمى الذى يضر بالدولة والأجيال القادمة".
ويضيف مدرس رياضيات أن "الكادر علمنا التزوير والتضليل والكذب".
وتزيدنا موجهة بالتعليم من الشعر بيتا فتقول أن "الوزارة فى حالة تسيب لا يتخيلها أحد".
وتصيح خبيرة فى التعليم بالصوت الحيانى، قائلة أن "الكادر سبوبة لنهب البلد"
ويكاد أن يكون هناك إجماع بين كل الأطراف على أن حالة التعليم فى ظل هذه الأوضاع العبثية أصبحت فى الحضيض.
فإلى متى نصبر على هذا الوضع الذى يشكل تهديداً للأمن القومى المصرى؟
ولماذا نسكت عليه؟
ولمصلحة من؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟