أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - ليس دفاعا عن البشير














المزيد.....

ليس دفاعا عن البشير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 06:24
المحور: حقوق الانسان
    


قرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال للرئيس السوداني عمر البشير لم يفاجىء أحداً من المتابعين للسياسة الغربية في الشرق الأوسط ، فالدول العربية التي رفضت أي حلّ عربي لدخول القوات العراقية للكويت في آب 1990 ، وما تبعها من مشاركة في حرب التحالف الثلاثيني على العراق في كانون ثاني 1991 ، وما تبعهما من حرب تدميرية احتلالية للعراق في آذار 2003 ، وسكوت الأنظمة العربية على اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين واعدامه لاحقاً هو وبعض قادة نظامه ، والسكوت على قتل أكثر من مليون عراقي من قبل المحتلين الأمريكيين .

والسكوت أيضاً على حصار الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات حتى قتله مسموماً جعل الكثير يتساءلون في حينه عن الزعيم العربي الذي سيكون الدور عليه اذا ما خرج عن بيت الطاعة الانجلو أمريكي، وها هو الدور يأتي على الرئيس السوداني عمر البشير والله أعلم على من سيكون الدور القادم .

ونحن هنا لا ندافع عن الرئيس البشير ، ولا عن أي زعيم كائن من يكون اذا ارتكب جرائم قتل بحق شعبه ، فلا تعني الزعامة بأي شكل من الأشكال استباحة دماء الشعب ، لكننا نتساءل عن الجرائم التي يرتكبها دعاة " حقوق الانسان " ولا أحد يطالب بمحاكمتهم لا محلياً ولا دولياً .

فالرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ، وتابعه رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير وحلفاؤهما مسؤولون عن احتلال وتدمير العراق وقتل أكثر من مليون مدني عراقي ، ومسؤولون عن احتلال وتدمير أفغانستان وقتل مئات آلاف المدنيين الأفغان .

والقادة الاسرائيليون مسؤولون عن استمرا الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية المحتلة منذ اثنين وأربعين عاماً، وما صاحب ذلك من قتل وتدمير واستهداف البشر والشجر والحجر ، والحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، كانت حرباً تدميرية هائلة استهدفت المدنيين وممتلكاتهم والمساجد والمؤسسات الصحية والدولية ، واستعملت فيها الأسلحة المحرمة دولياً والمصنوعة في أوروبا وأمريكا . وبقي الجناة أحراراً طلقاء مع أن بعضهم مسؤول عن تزويد المتمردين السودانيين في دارفور وجنوب السودان بالأسلحة لقتل بعضهم البعض .

ويأتي قرار محكمة الجنايات الدولية ليس من باب الدفاع عن مواطني دارفور ، ولا حقناً لدمائهم بمقدار ما هو خطوة عملية لسلخ هذا الاقليم عن وطنه الأمّ ، تماماً مثلما هو التخطيط على قدم وساق لسلخ الجنوب السوداني عن وطنه الأمّ أيضاً ، تنفيذاً للأطماع الاستعمارية التي تحلم بإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو ما يسمونه مشروع الشرق الأوسط الجديد ، ولو أن الرئيس السوداني عمر البشير نفذ المطلوب منه أمريكياً لدافعوا عنه واعتبروه من " أبطال الدفاع عن حقوق الانسان ، وترسيخ الديمقراطية في بلاده " .

وبما أن السودان يعتبر واحداً من ثلاث دول تحتوي الاحتياطي الهائل لسلة الغذاء العالمية بالشراكة مع كندا واستراليا ، يُضاف الى ذلك اكتشاف واستخراج البترول من اقليم دارفور فقد أصبح هدفاً للأطماع الاستعمارية ، فحلم السيطرة على منابع البترول في العالم لا يزال يرواد المستعمرون الجدد ، ومن المضحك أن تعتبر الادارة الأمريكية أن الرئيس البشير " هارب من وجه العدالة " في حين يبقى المجرمون المسؤولون عن قتل الملايين أحراراً وفي مأمن من " العدالة المحلية والدولية " وهذا يدعو الى التساؤل عن مدى استمرار سياسة الكيل بمكياليين في مختلف مجالات الحياة في السياسات الدولية ، ومن المثير للسخرية طرح قضية طرد منظمات الاغاثة الدولية المتعاونة مع محكمة الجنايات الدولية في السودان على مجلس الأمن على اعتبار أن ذلك يمثل جريمة حرب ، في حين يستمر حصار قطاع غزة وتجويع حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني فيه منذ ما يقارب العامين ، وحتى أن أساطيل دول عظمى تشارك في هذا الحصار .

وهذا لا بدّ من التأكيد على أن الحكومة السودانية مطالبة بتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها وخصوصاً في دارفور ، وعليها حمايتهم من الاقتتال الداخلي ، ونشر الأمن في هذا الاقليم الذي يعاني اضطرابات واقتتال داخلي، منذ عدة سنوات تماماً مثلما عليها أن تدافع عن وحدة أراضيها، كما عليها أن تحافظ على حقوق الأقليات القومية والدينية من أبناء شعبها .وعلى الدول العربية والاسلامية أن ترفع صوتها عاليا ،وأن تقول كفى استهتار بمصير ومقدرات شعوبها من قبل حكومات العالم الغربي.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - ليس دفاعا عن البشير