أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - دماء الضحايا في قاموس العرب!















المزيد.....

دماء الضحايا في قاموس العرب!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:14
المحور: حقوق الانسان
    


لم تكن المرة الأولى ، التي ترفع بها مصاحف الصلح ويتنادى أعضاء الجامعة العربية ووزراء خارجياتها للقاء هام، تُبعث في أروقته بعض أنفاس الحرارة ويُعمل على تفعيل حراكٍ أصابه العطب وانضم إلى قائمة " كادوك " على رأي المرحوم ياسر عرفات..
بالطبع لم يكن التداعي من أجل " عمر البشير " ، بل من أجل غزة والصلح الفلسطيني ، الذي مازلنا نأمل استمراره ودوامه لما فيه خير الشعب الفلسطيني وقضيته، لكن مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية وقعت كالصاعقة على المؤتمرين دون استثناء" ممانعين ومعتدلين" حيث يلتقي الجميع لأن سخونة الخبر وصلت لمؤخراتهم فوق كراسي مؤبدة، والقلق على مصير أنظمتهم المهزوزة والتي لا تحتاج لمذكرات توقيف تطيح بها، لهذا أخذت المذكرة حيزاً كبيراً من الاهتمام والوقت الذي تستحق ـ حسب نظر المؤتمرين ــ ليتفق الجميع على السعي بكل السبل الممكنة لتفعيل المادة 16 من نظام روما ولتأجيل تنفيذ قرار المحكمة لمدة عام لإنقاذ رقبة السيد عمر البشير من المحاسبة، وهي المرة الأولى التي يتخذ بها قرار من هذا النوع بحق رئيس يمارس صلاحياته الرئاسية...لكن عربنا لم يروا فيها سوى" أنها مُسَّيسة ويُراد منها تقويض السلام في دارفور، وتعتبر سابقة خطرة، تمس السيادة السودانية ومؤامرة على السودان وتقدمه وتطوره "!!..إلى ماهنالك من عبارات تكبر وتصغر حسب حجم التأثر والخوف الصادر عن هذا النظام أو ذاك على رأسه قبل رأس عمر البشير وليس السودان، ــ لأن السودان ليس عمر البشير ــ ، لم يعترض أي مسؤول عربي على موقف السودان الفوري كرد فعل موتور ينتقم فيه من أبناء شعبه لا من هيئة الأمم حين يطرد ثلاثة عشر هيئة ومنظمة إنسانية تعنى وتقدم العون والمساعدة لمهجري دارفور، وسوف يؤثر هذا الطرد على ما يعادل مليون إنسان !، ومتى كان أهل دارفور بعداد البشر بنظر الزعماء العرب؟ ومتى نُظر لموتهم واغتصاب نسائهم وقتل أطفالهم بنفس المعيار والترتيب في معادلة الإنسانية العربية لسيادة الرئيس عمر البشير عريق الحسب والنسب!!؟ هكذا تقاس الأمور وهكذا تحسب الإنسانية في نظر الأنظمة العربية ...فقتل 300 ألف إنسان في دارفور وتهجير ما يعادل 7 ملايين إنسان من منازلهم ومناطقهم لا يستحق عليه عمر البشير أي محاسبة!...لأن عمر البشير يقول أن العدد مبالغ فيه..وهو أقل من هذا بكثير..ومهما قل العدد فهذا يعني أنه يحق له أن يفعل بأهل بلاده كما يحلو له فهو السيد والرئيس وهو ابن العرق الأفضل والأعلى درجة ومرتبة من هؤلاء الأفارقة ذوي السحنة الداكنة ولا يستحقون الحياة بنظر نظام عمر البشير!، ثم يعلو الصوت السوري خاصة فوق كل أصوات المجتمعين مطالباً بالتنديد والاستنكار والحيلولة بين المذكرة وتنفيذ محتوياتها...فعلى قول المثل" المقروص بيخاف من جرة الحبل"، لأن السيد وزير خارجيتنا" المعلم " الذي يحسب نفسه معلم وشاطر حاول وبازر وماطل وسَوَف وهاجم كي لا يمرر جملة ترحب بإنشاء المحكمة الدولية وقيامها في لاهاي من أجل البت في مقتل الحريري والاغتيالات المرتكبة في لبنان!..لكن ضربة المعلم طلعت " آوت" إنما سايروه بحذف كلمتين لتطييب خاطره وخاطر معلمه،
لهذا يقف نظامها اليوم وكل أعوانه ضد المحكمة الدولية هنا وهناك وقد قال عنها مندوب سورية في الجامعة العربية:" مازالت ملعب كرة قدم وانطلاقتها فولكلورية ــ ...حسب صحيفة القدس الصادرة يوم أمس ــ ، مما اضطر عمرو موسى لتطييب خاطر سورية وبعد جدل وإصرار وتلاسن بين المندوب السوري واللبناني تمت المصادقة على طلب لبنان مع حذف عبارتي " بعيداً عن الانتقام والتسييس "!.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل قال سفير النظام السوري ما يلي:"
كيف لنا نحن كعرب أن نثق بالمحكمة؟ وهي في كل الاحوال قامت بناء على اتفاق بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة، فلمَ إقحامنا كعرب في هذا الموضوع؟ .
واضاف بدأت المسألة بإنشاء محكمة للبنان، والآن هناك محكمة ضد رئيس السودان، وغداً تكرّ السبحة، أهذا ما تريدونه يا عرب؟ .
أي سبحة يقصد السيد السفير؟، وعند أي حبة من حباتها العربية ستتوقف العقدة وتصدر بحقه مذكرة مشابهة يخشى عليها السفير الكريم؟!

وكي لا نعيق مسيرة التصالح العربية بأسبابها المتعددة والمتعلقة بإسرائيل وفلسطين وسوريا وإيران والتي أعتقد أنها تحتاج لموضوع خاص بها في مقال آخر ــ نعود لموقف الأنظمة العربية حين سارعت على الفور للمقارنة بما فعلته إسرائيل بغزة ومكيال العالم للقضايا بمكيالين.
ففي هذا المنحى علينا الاعتراف بالحق ، لكنه يسخر لصالح الأنظمة قبل صالح فلسطين، لهذا يحدونا الأمل فيما تسعى إليه منظمات حقوق الإنسان العالمية والفلسطينية للحصول على إدانة بحق زعماء إسرائيل المسئولين عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين خاصة في حرب غزة الأخيرة، نأمل التوصل إليه عما قريب هام، كما سبق لمحاكم بلجيكية أن أدانت شارون في مذبحة صبرا وشاتيلا، وهذه الإدانة ستسمح بإبعاد شبح الازدواجية في المعايير عن المحكمة الجنائية الدولية وغيرها وعودة الثقة لدى الشعوب المضطهدة والمظلومة بالمحاكم وهيئات الحق الإنساني العالمية ، التي تبت بقضايا إنسانية وهامة وتسعى لإقامة العدل وتطبيق الأنظمة والشرائع الدولية المتفق والموقع عليها، وكي لا تفسح المجال يوما لأي مسئول أن يكون خارج دائرة المحاسبة وفوق القانون.
مع هذا نسي عربنا المجتمعين والمتضامنين مع بشيرهم وشقيقهم رئيس السودان، والذي قيل عنه أن المذكرة هي اعتقال وإساءة للسودان ! حسب الصحف الثورية السورية!..
لكن موقفهم من اعتقال سلوبودان ميلوسوفيتيش وعدد من زعماء ميليشيات القتل والتدمير في ساراييفو وكرواتيا والبوسنة، وكيف نغفل إنشاء محاكم في سيراليون لمحاكمة رئيس ليبريا السابق ومحكمة من أجل م رواندا وضحايا حرب التوتسي والهوتو فاقت المليون ونصف مازالت تعمل؟ وما سبق وأنشيء من محاكم لمتابعة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية بعد الحربين العالميتين في " طوكيو ونورمبرغ وغيرها ".
لماذا تضعف الذاكرة العربية ويضعف البصر والبصيرة عندما يطال القانون أحد رموز أنظمة القمع والاستبداد؟ لماذا يختلف موقفهم من متهم آخر وزعيم دولة أخرى ويكتفوا بالإدانة على رأي المرحوم فيلمون وهبة: " حايد عن ظهري بسيطة"!، لم يقولوا ما قيل في البشير اليوم ، هل هو انتصار للشقيق العربي؟ أو عملا بالقول:" انصر أخاك ظالماً أو مظلوما، وأنا وابن عمي على الغريب " ؟، وكيف لا يخشى النظام السوري على نفسه وقد اعتقد أنه فوق المحاسبة خاصة حين أغمضت العين من قبل المجتمع الدولي كله ولم تكن آنذاك قد أنشئت أو وجدت المحكمة الجنائية الدولية ــ أعتقد أن القتل الجماعي والإبادة بحق المدن والشعوب وجرائم بحق الإنسانية لا تموت بالتقادم ــ
فحين مر تدمير حماة إبان الثمانينات من القرن المنصرم دون عقاب أو حساب، اعتقدت العائلة الحاكمة في سورية ، أنها تستطيع قتل من تشاء واغتيال من تشاء في سورية ولبنان..لأنها السيدة المطلقة ! .
كيف يمكن لمثل هذا النظام أن يفهم معنى القانون وهو يطبق الاستثناء على شعبه ويحكمه بقانون الحديد والنار" قانون الطواريء" وأجهزة الأمن التي تتفوق عصاها على المحاكم وكل دوائر القضاء؟!
ويسمى القائد الذي ارتكبت في عهده وتحت قيادته مذابح حماة وتدمر وجسر الشغور وحلب..." القائد الخالد...صانع وباني سورية الحديثة!" ...لا أدري أين هي مظاهر الصناعة والبناء والحداثة ولماذا لا يلمسها المواطن السوري المسكين ولا تظهر عليه نعمها ومكارمها؟!..وحاله ليست أفضل من حال قائد آخر من نفس المدرسة ومن نفس البضاعة والإنتاج القومي الثوري الاشتراكي " صدام حسين " الذي يستبق اسمه اليوم عند ما تبقى من معبوديه " الشهيد القائد"! ــ لله في خلقه شؤون، ولنا نحن العرب في عجزنا ومرضنا وضعف حيلتنا فنون !.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأم مدرسة أم مكنسة؟ ( بمناسبة عيد المرأة العالمي)!
- هل الفشل السياسي لأمريكا في المنطقة ناتج عن صورة الرئاسة أم ...
- أسوأ المخاطر التي تواجه وطننا السوري
- لغة القوة في بازار الضعف والهوان
- قليل من العقل والضمير ( فيما يخص غزة)
- في الأعياد، لا يليق بغزة سوى الموت ثوباً!
- فرسان الحرية وحقوق الإنسان!
- نحن والشيطان والغيبية والتغيير
- شمعة سابعة نشعلها للحوار..لنا في نورها وهجاً وفي استمراره أم ...
- مجتمع بقياس موحد - NIS SEX - وبوجهين- -.DOBLE FACE
- في متاهة الحاضر الإسلامي
- يكذبون حتى يصبح الكذب ملح حياتهم...لأنهم لا يخجلون!
- اغتيال من اختصاص سوري مع الاعتذار من ميشيل كيلو
- العنف ضد المرأة.
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم - 3 الاغتصاب -.
- القرعة تتباهى بجدائل ابنة خالتها - مثل شعبي-
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر ...
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم...لماذا؟ (الحلقة الأول ...
- العالم من حولنا يتغير ونحن نعيش الثبات وننام في سبات!
- أطلق غناء الفرح بميشيل ومحمود ( إهداء لحريتهم )


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - دماء الضحايا في قاموس العرب!