أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رياض الأسدي - البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا














المزيد.....

البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 09:08
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أكد المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة "بيل يونغ" ان الإجراءات الادارية لسحب قواته ستبدأ في أيار (مايو) على ان تستكمل انسحابها بنهاية تموز (يوليو) المقبل، فيما رحبت السلطات المحلية في البصرة بالجداول البريطانية للانسحاب. اخيرا وضع جدول زمني لأنسحاب القوات البريطانية التي كونت دائما غصة قوية في أفواه المدنيين العراقيين وهم يشاهدون دباباتها الرعناء وهي تحطم الأرصفة. أما عندما طالت طلقة قناص ليلي صبيا في الثانية عشرة من عمره في منطقة المشراق في البصرة لأنه رغب في حب الاستطلاع فقط فقد كانت كارثة إنسانية حلت بتلك العائلة المسكينة. صحيح إن البريطانيين جاؤا واعتذروالعائلة الطفل لكن الاعتذار بالطبع لا يكفي فثمة حوادث كثيرة مرت بهذا النوع دون ان تولي القوات البريطانية أهتماما يذكر.
لأول مرة شوهد فيها البريطانيون عن كثب في مدينة البصرة، كان ذلك بعد وقف إطلاق النار وإعلان الرئيس بوش بان المهمة قد انتهت في العراق – مع أنها لم تنته إلى يومنا هذا ولا زال امام العراقيين أشواط كثيرة للوصول إلى انتهاء مهمتهم في طرد القوات المحتلة من بلادهم- في ذلك اليوم وقفت القوات البريطانية متفرجة على جموع السراق المدججين بالعربات اليدوية وعربات الاحصنة والبكبات وهي تشير لهم بالهجوم (attack علي بابا!) كي ينهبوا اموال الشعب العراقي في شركتي الحديد والخشب الحكوميتين. وقد حدث ذلك في مرافق حكومية كثيرة بعد ذلك. كان البريطانيون من القوات المحتلة يرون في عموم الشعب العراقي مجرد(علي بابا): هكذا هي نظرة القوات البريطانية في البصرة للعراقيين عموما.
وكان عريف بريطاني (سيرجنت) قد أخبر احد الصحفيين قائلا: " المشكلة أنني أخبرت أمي (في بريطانيا) أني أعمل طباخا (في معسكر الجيش بالبصرة) وأنني لم أغادر المعسكر قط. وبالتالي، فإن أمي عندما تشاهد اللقطات التي صورتموها في اشتعال دبابة وخروج جندي ملتهب منها؛ فإنها ستعرف أن ما قلته لها ليس صحيحا". لجأ أفراد الجيش البريطاني إلى استخدام روايات مماثلة لطمأنة عائلاتهم وتبرير وجودهم في العراق. لقد كانوا يخبرون عائلاتهم في بريطانيا بأن أفراد قوات الأمن المحلية طيبون وأنهم أصدقاؤنا وأنهم سيستلمون منا المهام الأمنية قريبا ومن ثم سنغادر العراق بالطبع يقول ذلك – ربما بتوجيه من قيادة الجيش- لأجل إشاعة جو من الطمانية لدى عائلات الجنود البريطانيين. وخلال السنوات الخمس الماضية كونت القوات البريطانية مصدر قلق أمني لدى العراقيين كما هي معظم القوات الأخر من اميركية وغيرها، حيث كانت – ولا تزال - مصدر إزعاج للمدنيين في البصرة وبقية المحافظات العراقية.
وكذلك في معسكر (أبو ناجي في العمارة: بالطبع أبو ناجي هو الأسم التقليدي الذي صاحب الإنكليز طوال احتلالهم الأسود لعراق من 1914- 1958 الذي اخلي قبل مايقرب من عامين حيث هجم سكان منطقة (الرسالة) المحاذية للمعسكر وعاثو به سلبا ونهبا من مواسير المياه إلى الطابوق الذي بني به. وهؤلاء السكان المحليون ليسوا بلصوص كما يحلو للبعض وصمهم بذلك لكنهم بالطبع لا يريدون لأي ذكرى سيئة على الأرض تذكرهم بالإحتلال البريطاني البغيض للبصرة او للعمارة.
اخيرا عاد قسم من القوات البريطانية إلى قواعدهم في أسكتلندا، واخلي مطار البصرة من تلك القوات – بالطبع كان هذا المطار يقصف لأن هؤلاء الجنود يقبعون فيه- وعاد الفصيل (51) إلى اسكتلندا بريشهم الملونة المضحكة التي كانت مثار تندر العراقيين وخاصة أهالي البصرة الذين كانوا يرون في تلك القوات جبانة وهزيلة ولا فائدة منها.
فقد أسهمت تلك القوات اللامسؤولة باستئساد الميلشيات المتعصبة ضد المدنيين العراقيين وهي لم تعمل مطلقا على كبح جماحهم الجنوني طوال السنوات الخمس الماضية وخاصة في عامي 2006 و2007 أعوام الذروة في العنف في العراق. وقد ذهب ضحية ذلك الآلاف من العراقيين دون ان تحرك تلك القوات (ساكنا) اللهم إلا بالدفاع عن امن أفرادها، على الرغم من ان مهامها واضحة في معاهدة جنيف الرابعة والمتعلقة بحماية المدنيين أثناء الأحتلال. وربما يعود ذلك إلى الإستراتيجية البريطانية – المتوارثة عن تجربتهم في الهند- والمتعلقة بعد التدخل في الشؤون الداخلية للسكان المحليين. فلم يسجل البريطانيون أثناء احتلالهم أية بارقة امل للعراقيين وربما يكون برحيلهم ثمة ما يدعو إلى عهد اخر أيضا.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي
- هل يعي (المالكيون) الدرس
- من اجل إصدار قانون للاحزاب في العراق
- المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رياض الأسدي - البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا