أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل















المزيد.....

وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل تعتقد ان المرأة تستيطيع قيادة السيارة ام لا؟ سؤال يضرم جدلا منذ ربع قرن في السعودية دون جدوى، فالمؤسسة الدينية، المتنفذة في المملكة ماتزال تجد المرأة السعودية ناقصة عقل لكي تستطيع قيادة المركوب. وهذه فكرة تراثية موروثة من صدر الاسلام. وتعتقد هذه المؤسسة ايضا ان المرأة لا يجب ان تتمتع بحق فتح حساب مصرفي، بحجج دينية، رغم ان المصارف لم تعرف في السعودية الا من بضعة عقود، كما تمنع المرأة من السفر دون ذكر، ومن حق ركوب سيارة الاجرة، لانها "خلوة غير شرعية" مع السائق، بل وتتعداه العقلية الدينية المتحجرة الى سجن الكثير من النساء السعوديات في بيوتهن تيمنا باحدى الايات القرانية (1).

ومع الاضطراد المستمر في التكنلوجيا الحديثة التي تكتسح المملكة اكثر من غيرها باعتبارها من الاسواق الناشطة، ومع الاستخدام المتزايد لوسائل الاتصالات كالتلفزيون الفضائي، الانترنيت، كاميرات المحمول، ورخص تذاكر السفر، اخذ المجتمع السعودي يعي الهوة المتعاضمة بين ما هو داخل المملكة وما هو خارجها، للحد الذي بدأ يعاني اليوم من هزة قيمية تهدد منظومة القوانين الاجتماعية بالانفراط.

من تجليات هذه الهزة الاجتماعية هو اللجوء للتطرف والارهاب الديني لدى البعض، او الانحلال الخلقي لدى الاخر، وفي كلتا الحالتين فان الامراض الناشئة عنها لا تنحصر داخل حدود المملكة فقط، بل تتعداها الى الجوار، والعالم اجمع، على شكل ارهاب منظم، غني، يكتسح دولا بكاملها كالباكستان، افغانستان، العراق .. الخ

وجيهة الحويدر من المثقفات السعوديات اللائي يناضلن من اجل اقرار حقوق النساء، عن طريق تغيير النظرة النمطية للمرأة، المتعارف عليها في المجتمع السعودي، والسماح للنساء بالتمتع بالحريات العامة اسوة بما في بعض البلدان العربية او الاسلامية على اقل تقدير.
ونشاط الحويدر، وزميلاتها، لا يعد نضالا نسويا داخل المملكة فحسب، بل تتعدى اثاره الينا، الى العراق، فاية محاولة لتغيير البنى الفكرية للمجتمع السعودي، وعصرنة الرؤيا لحقوق المرأة، ومساواتها بالرجل، من شأنها ان تحد من بطش السلفية المتخلفة، وتساهم في نشوء اجيال سعودية اكثر ادراكا لمعاني الحياة والانسانية، واكثر رقيا، مما قد يحول المملكة، بهذه الامكانات المادية التي تمتلكها الى بلد عصري، قد يصدر المعرفة بدلا من الارهابيين، وقد يكون القرب الجغرافي ميزة ايجابية للعراق، بدلا من ان تكون اطول حدود برية لنا عبارة عن بوابة للجحيم.

حملات التوعية التي تقوم بها السيدة الحويدر، وزميلاتها السعوديات لا تمثل فقط المعادل النوعي للارهاب، عن طريق تجفيف مصادره الفكرية، وهي الوسيلة التي تبدو اكثر نجاعة من سياسة قطع الموارد المالية التي تمارس منذ عقد دون جدوى. بل تعتبر ايضا اولى الخطوات على طريق بناء مجتمع خليجي متحضر، تحترم فيه المكونات الاجتماعية المتنوعة، يؤمن بالتعددية ويقلص الهوة المتعاضمة بين ثقافة حقوق الانسان المعاصرة، التي انتصرت في اغلب مجتمعات العالم، وبين ثقافة الاستعباد والاستبداد الموروثة في المجتمعات المتخلفة.

الا ان وجيهة الحويدر، بدلا من ان تكون رمزا للتحديث في مجتمع منغلق، اعتبرت حاملة افكار هدامة، فمنعت من الكتابة في الصحف الصادرة في السعودية، ولما واصلت نشاطها عبر بعض المواقع الاكترونية، حجبت هذه المواقع من التصفح داخل حدود المملكة، ومن اجل التضييق عليها اكثر مورست بحقها ضغوطات ادت بها الى اللجوء الى الخارج.
وعلى عكس ما حظيت به الناشطة الايرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام السيدة شيرين عبادي، المقيمة في بلدها رغم ظهورها بدون حجاب على شاشات التلفزة العالمية اثناء تسلمها للجائزة، الا ان الحويدر جابهت في الخارج ما قد يكون اقسى ما تتعرض له سيدة، وهو تطليق زوجها لها رغم العلاقة الزوجية الهادئة التي كانت تشد اسرتها. كرد مباشر على كفاحها الانساني.

في الثامن من مارس، العام الماضي، اي في يوم المرأة العالمي، قامت وجيهة الحويدر بقيادة سيارتها بنفسها في الطرق السعودية، وقد صورت ذلك بالفيديو ونشرته على موقع يوتيوب، كما قامت مع 100 امرأة سعودية برفع مذكرة الى الحكومة كمطالبة بالغاء القانون الذي يمنعهن من القيادة في شوارع المدن. والغاء قانون كهذا من شأنه ان يعتبر تحولا تاريخيا في بنية المجتمع اكثر منه قرارا قانونيا بحتا.(2)

ارى ان نشاط المرأة العراقية في سبيل التحرر من القيم الذكورية الموروثة في مجتمعاتنا لا يكتمل الا بمد جسور التعاون الى الحركات النسوية في الخليج، رغم ما حققته المرأة العراقية من تطور نسبي، لان وجود ثقافات ماضوية في مجتمعات اسلامية متخلفة ومجاورة لنا، ولها مثل هذا الحضور الاعلامي والنفوذ المادي يؤثر سلبا على النزر الذي حققته المرأة العراقية في تاريخها.

وارى ان المثقفين العرب، والتقدميين في العالم، مطالبين بالوقوف الى جانب كفاح المرأة السعودية لتغيير القوانين المجحفة التي تفرضها الهيئة التي تسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن اجل تغيير المناهج الدراسية المتخلفة، التي اصبحت معاكسة لمجريات الزمن، ومساندة المرأة السعودية ليس فقط لان ذلك يعد موقفا انسانيا، ونبلا اخلاقيا، بل لان نضال السعوديات المتنورات، ومنهن السيدة الحويدر، له بعد عربي وعالمي يؤثر في حياة المجتمعات المجاورة ايضا، ومنها المجتمع العراقي.

نضال الحويدر ليس من اجل ان تقود سيارتها، او ان تفتح حسابا مصرفيا، او ان تتمتع بحق السفر، او ان لا تسجن بين جدران منزلها، فهي تعيش هذه الحقوق في امريكا، لكنه كفاح انساني من اجل ان لا ينحني ذلك القنديل.(3)

وللتعريف بالحويدر اخترت من ارشيفها


* العالم يقطر انسانية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=23707

* أقسى وأطول حصار صامت عرفه التاريخ ولم يغطيه الإعلام العربي ولا الغربي ولو لمرة واحدة!
http://www.doroob.com/?p=34200

---------------------------

(1) الاية 33 من سورة الاحزاب "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى".

(2) الحويدر تقود سيارتها في الطرق السعودية.
http://www.youtube.com/watch?v=55U0yszULAQ

(3) من اجل ذلك القنديل
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=24639




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!


المزيد.....




- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل