أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين علي الحمداني - زيارة مرحب بها














المزيد.....

زيارة مرحب بها


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 02:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



تحدث الكثيرون عن زيارة هاشمي رفسنجاني للعراق وربما مئات المقالات والآراء طرحت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية واغلبها كان يركز على جانب واحد فقط من الزيارة وهو الجانب التاريخي الذي على ما يبدو فرض نفسه بقوة في أفكار الكثير من العراقيين والعرب الذين لازالوا ينظرون إلى إيران ((الفارسية)) متناسين ايران الجارة القادرة على لعب دور ايجابي ليس في الجانب الأمني فقط بل في الجانب الاقتصادي أيضا وركزوا في اغلب مقالاتهم وأرائهم وبياناتهم السياسية على واحدة من اخطر مراحل التاريخ العراقي الحديث وهي فترة الحرب العراقية – الإيرانية من عام1980-1988 وراحوا يذكرون العراقيين بتلك الحقبة التي كان فيها شباب العراق في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل لمجرد نزوات لصنع بطل قومي ليس إلا .بعد عقدين من انتهاء الحرب لا زال البعض يكن العداء لإيران الجارة متناسين حقائق الجغرافية التي تؤكد ان للعراق حدود مشتركة تبلغ أكثر من ألف كيلو متر مع ايران وبالتالي من الخطأ أن لا تحتفظ بعلاقات ودية مع جارك الشرقي. لننظر الى المظاهرات التي نددت بالزيارة ما الهدف منها؟ قبل ان نعرف الهدف علينا ان نشيد بالحكومة العراقية التي اثبتت إنها ديمقراطية فسمحت بالمظاهرة وهي أول مظاهرة في تاريخ العرب ضد زيارة مسؤول لدولتهم ويمكننا القول إنها الثانية حيث أن ذاتهم تظاهروا ضد زيارة أحمدي نجاد للعراق بل بعضهم قصف المنطقة الخضراء بالهاونات كما اثبتت التحقيقات في قضية الإرهابي محمد الدايني! هذه التظاهرات تشكل انعطافة كبيرة في تاريخ الشعب العراقي في تعامله مع الحكومة أي كانت الآن وفي المستقبل وتلك نقطة تحسب للدستور العراقي؟ نعود للهدف من المظاهرة؟ التنديد والشجب والاستنكار وهذا حق طبيعي لكل مواطن عراقي كفله له الدستور ولكن الى متى نظل في عداء مع العالم؟ وهل خرج الشعب الايراني في مظاهرات حينما ذهب (( عزة الدوري )) لطهران؟ وهو الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في العراق ابان الحرب العراقية – الإيرانية؟وهل يتعامل اليابانيون مع الأمريكان على إنهم أعداء؟ رغم قنبلتي هيروشيما وناكازاكي.وهل لازال الألمان يحقدون على الروس بسبب خسارة الحرب العالمية الثانية؟إنهم يفكرون جيدا فلما لا نفكر مثلهم؟واضح ان الهدف من التظاهرة إعلامي أكثر مما هو سياسي ونتائجة ليست ذات تأثير على مجمل السياسة العراقية التي بدأت تستعيد نشاطها .
وعلى كتابنا ومفكرينا وزعمائنا السياسيين ان يخرجوا من الجلباب القديم وان يغيروا من أفكارهم القديمة وان يعوا ان العالم اليوم ليس تاريخ مليء بالحروب فقط بل هو قائم لا على الشعارات التي لا تسمن ولا تغني بل قائم على تبادل المصالح بين الدول والدول المتجاورة بالذات فإذا كان البعض يتصور ان المسؤول الإيراني دخل بغداد كمنتصر كونه كان احد أركان الحكم في إيران في زمن الحرب فان الكثير من العراقين دخلوا طهران قبل اليوم والتقوا مسؤوليها وتجولوا في شوارعها فهل هذا يعني إنهم دخلوها منتصرين.
في كل فلسفات ونظريات العالم المتطور ان البطل من يصنع السلام لا من يصنع الحرب وبالتأكيد فإننا يجب أن نكون أكثر الشعوب سعيا لان نصنع إبطال للسلام بعد ان جربنا أبطال الحروب الذين جرونا للدمار والخراب الذي عشعش ليس في شوارعنا فقط بل في عقولنا حتى بات أطفالنا لا يعرفون من تاريخنا سوى المعارك وشعراؤنا لا يجيدون الغزل إلا بالبندقية والسمتية والدبابة وباتت شوارعنا كئيبة بتماثيل صناع الحرب حتى خلت من الورود.
نعم قد يكون البعض يكره ايران التي تحارب العراق وإياها سنوات طويلة قبل عقدين من الزمن وانتهت الحرب على ما انتهت عليه ولكن عليه ان يدرك انه في اللحظة التي التزم فيها الجميع بقرارات مجلس الأمن الدولي ابان الحظر الاقتصادي كانت ايران تمدنا بصادراتها دون ان تبالي بالحظر وتبعاته الدولية. وإيران ربما تكون الدولة الوحيدة في العالم التي احتضنت المعارضة العراقية سنوات طويلة لشعورها بأنهم يناضلون من اجل قضية اثبتت صدقها (أي صدق قضية المعارضة العراقية) بعد سقوط الصنم وتهاوي عرشه ووضوح جرائمه ومقابره الجماعية وزنزاناته وإيران من الدول القلائل في العالم التي لها مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية .
بالتأكيد إن زيارة كهذه مهمة للعراق أكثر من أهميتها لإيران فهي تعني لمن لا يعرف بداية انفتاح إقليمي للتعامل مع العراق ودولته الحديثة وكان يجب ان يبدأ هذا الانفتاح من محيط العراق العربي كان يبادر أي رئيس عربي بزيارة العراق ولكن ان تأتي المبادرة من إيران فإن هذا يغضب البعض الذي لا زال ينظر الى ايران كدولة معادية.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تقاعد جاسم المطير وغضب عبد علي حمزة
- الانسحاب الأمريكي والجاهزية العراقية
- النظام العربي الآيل للسقوط
- كيفية ادارة الصف الدراسي
- الفلسفات التربوية و وجهة نظرها في المنهاج
- تخطيط واعداد الدروس
- ساركوزي في بغداد
- الحاجة إلى الديمقراطية
- كاديما... أقصى اليمين
- لماذا 51% فقط
- التحول الجديد في العراق
- الانتخابات واشياء اخرى
- الأسمراني أوباما
- حيا الله أوباما
- الانتخابات .. لحظة صدق
- تصريحات مسعود البارازاني
- عذرا غزة
- آخر ورقة من التقويم
- الديمقراطية رجس من عمل الشيطان
- حنان مرة أخرى


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين علي الحمداني - زيارة مرحب بها