أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق الأوسط الكبير















المزيد.....

الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق الأوسط الكبير


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملامح عامة :
يأتي الحاكم العربي الجديد بمظهر حضاري منفتح على الخارج والداخل ، بوعود وخطابات تناسب العصر وتراعي الحساسيات الأثنيةالمختلفة، فيستبشر المراقبون والوفود الأجنبية والمحلية ، وخلال سنوات محدودة تبدأ الممارسات وحتى الخطابات بتغيير اللهجة ، فيعود التركيز على الأعداء ، ويتم تناسي وعود الإصلاح بالتدريج إلى أن يتوقف الاهتمام بالداخل .
الأكثرية المطلقة تبقى خارج التعيين ، ويكتسب الحاكم ملامح أسلافه ،وتدور البلاد بنفس الإيقاع الموروث منذ قرون . الشأن العام يختزل إلى الواجبات ، والقضايا الإنسانية بمجملها تهمل تحت تسمية اليومي والمبتذل والشؤون الصغيرة . تستطيع أي حكومة عربية خلال عقد من السنين إزالة الاحتقان والتوتر الداخلي وتغير نظرة السكان إلى الذات والآخر ، بدل ذلك تستورد من الغرب ( الأوربي غالبا ) ما يسمى : متخصصون بالشؤون الشرق أوسطية ( إصلاح ، ديمقراطية ، حقوق إنسان ) بمجملهم يتقبلون كرم الحكومات المقدمة على شكل هدايا وتسهيلات بحجج وتسميات مختلفة ، يتم مصادرة كلامنا باستمرار ، ( تعبيرنا عن جوانب حياتنا المختلفة ) بواسطة المتخصص المستورد والمثقف المصنع بالشروط المحلية ، ويستمر اعتبار الأغلبية المطلقة فائض بشري مزعج ، وتستمر النزعة العنصرية لشعوب جنوب المتوسط ، من خلال اعتبار السكان كتلة متجانسة يمثلها الحكام أو الإسلام السياسي . ذلك ما حصل طيلة النصف الثاني للقرن العشرين . المفارقة البارزة في هذه المنطقة ومنذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، كلما ازداد العالم انفتاحا وتداخلت قضاياه ومصالحه ، تزداد الدعوات القادمة من الداخل والخارج على السواء ، لزيادة عزل المنطقة المنكوبة ، بدعاوى الخصوصية والهوية ، وكأن الإنسان في جنوب المتوسط جنس آخر قادم من الفضاء الخارجي ، لا يصلح للحضارة والديمقراطية ، حتى برز تنظيم القاعدة وأعاد الاهتمام ببشر هذه البلاد ، بدلا من اعتبارهم مجرد حراس على حقول النفط .
يتميز العقد الأخير للقرن العشرين وعلى مستوى العالم بالتحرر النوعي من سلطة وقيود المكان ، فعزلة العقود السابقة تحولت إلى
تداخل وتشابك للمصالح والمعارف ، والحواجز الأخيرة المتبقية من الماضي تقتصر على سلطة الدولة وحاجز اللغة اللتان تضعفان بتسارع يتعذر ضبطه وغير قابل للإيقاف . التطور الانفجاري في أدوات ووسائل الاتصال يترافق مع محاولات يائسة للتثبيت ووقف التغيرات المتسارعة ، فالعراق وسوريا وإسرائيل وأفغانستان تحولت إلى ساحة مكشوفة ومفتوحة لصراع استراتيجيات متعددة لكنها تتمحور حول اتجاهين أساسين التحديث أو السلفية القسريين ، وكلا الاتجاهين أو الموجتين تأخذان بعدا عالميا عنوانهما تنظيم القاعدة والإدارة الأمريكية .
حتى اليوم لم تتبلور استراتيجية ثالثة تخفف من تطرف قطبي النزاع ، فالتيارات الإسلامية المعتدلة تكتفي باعتراضها على الخطط الأمريكية ، وكأنها ضمنيا توافق على بقائها كاحتياطي لتنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن ، وبالمقابل الحكومات والتيارات الغربية التي تتبنى مقولة محاربة الإرهاب ، لم تقترح بدائل فعلية للحرب الوقائية ( حسب التسمية الأمريكية ) التي تديرها وتقوم بها الإدارة الأمريكية . محاربة الإرهاب توجه كل دول الغرب ، والتصدي للأمركة توجه كل التيارات الإسلامية والعقائدية في العالم ، عدا ذلك موقف متشكك وسلبي يكتفي بالعناوين والملامسات السطحية ، كما فعلت الحكومات الفرنسية والروسية والألمانية بخصوص حرب العراق وأفغانستان .
حكومات المنطقة في وضع لا تحسد عليه ، فالحل المزدوج والذي أثبت فاعلية كبرى في الماضي ( تنشئة ورعاية الإسلام السياسي في الداخل مع إبقائه تحت السيطرة و تأهيل الأبناء والشخصيات الموثوقة بثقافة الغرب ومعارفه بشكل يضمن استمرارية الحكم) انتهت صلاحيتها . فالتهديد الحقيقي يأتي من الجهتين ، مطالبة بالتحديث من الخارج ، ومطالبة معاكسة بالتصدي والمواجهة من الداخل وللوجهتين امتدادات في الخارج والداخل على السواء بحكم الأمر الواقع . توجهات الأفراد والتيارات والقوى المطالبة بالتحديث تصب في التوجه الخارجي, بالعناوين الأساسية ديمقراطية وحقوق إنسان, وبالمقابل الأفراد والتيارات والقوى المطالبة بالتصدي وتدعيم جبهة الداخل تصب في التوجه الخارجي المعاكس و بالعناوين الأساسية ,الحفاظ على الخصوصية والتصدي لنزعة الهيمنة الأمريكية. الأغلبية الصامتة مكتفية بالفرجة والانتظار, وسيجد المنتصر دائما ما يثبت صحة وجهة نظره ولن يعدم الطرف الخاسر ذلك,لأن الحق والعدالة وكل القيم المطلقة تصلح كواجهة وشعار في أي قضية كانت صغرى أم كبرى وبغض النظر عن مجريات الأحداث.
الموقع والموقف الفردي :
لا أتكلم باسم أحد ولا بالوكالة عن أحد ، أتكلم باسمي الشخصي كفرد له رأيه بكل ما يدور حوله ، لأن ما يجري يؤثر على حياتي بشكل مباشر ، ولآن إطراف الصراع لا تعترف بوجود أمثالي ، أو على الأقل لا تقيم لوجودنا أدنى اعتبار مع أننا ساحة تجاربهم وحماقاتهم ، أعمل وأفكر بإمكانية إقامة استراتيجية بديلة أو موازية قوامها الفرد ، الفرد في هذا الجزء من العالم بنفس أهمية سواه وحياته سقف القيم والقضايا ، فحتى اليوم لا وجود لكلام الفرد في ثقافة الشرق الأوسط ، فالكلام هنا باسم الله أو الشعب أو الوطن أو الحق ، وبذلك التعميم تسقط المسؤوليات وتنتفي الحركة ، وبالتعبير الدارج توضع العربة أمام الحصان .
وصلت إلى منتصف العقد الخامس ولا أعرف سوى نسق أيديولوجي واحد يمتد من الأسرة إلى وسائل الإعلام المختلفة ، وما زال يسيطر على اللغة والفكر والأخلاق ( بالتحديد وعي زائف وعادات تفكير وممارسات ثابتة ) وهنا أتكلم بحكم خبرتي الشخصية والثقافية ، فقد تحول الفرد في سوريا وجوارها إلى ملحق بالنسق ، وتحولت الحياة الشخصية على اختلاف مواقع الفرد إلى تكريس دائم لسيادة النموذج الرسمي ، بدون وعي غالبا ، فقد اختصرت الحياة إلى عادات مملة تتكرر بردود أفعال فردية وعلى إيقاع واحد موالي أو معارض ، التهم والأوسمة بنفس السلة وهي كذلك رموز مجردة مخزونة في جعبة الإيمان والوطنية ، انفصل الفكر عن التفكير وانفصلت اللغة عن الحياة ، آلة العطالة المغذية للنسق امتدت إلي النسيج الاجتماعي والثقافي بمجمله ، كلام الفرد وخبرته وحياته هي المحرم والممنوع ، فهو يتحدد فقط من خلال الأعداء ، تتحدد الهوية بالعدو ويتحدد الفرد بدرجة استعداده النضالي ، التعميم وثقافة الموت وجهان لعملة واحدة ، هكذا ولدت في مارش عسكري 1960 ، وصلت إلى سن 22 وهدفي الأساسي الشهادة ( أن أقتل أو اقتل ) بعد عشر سنين سنة 1992 عرفت السجن ( كنت حينها معاديا للإمبريالية والاستعمار ) واليوم بعد 22 سنة على حدوث دراما ال82 موقفي على النقيض من ثقافة الموت والعنف ، بعدما وشمني السجن بصفة الآخر السوري الدامغة .

الخوف والأخلاق الأصيلة :
صدمتني رؤية صدام حسين في الأسر . الصورة الشهيرة وهو تحت الفحص . شعرت بالاشمئزاز مع الخوف والشفقة والتشفي . أفهم وأتفهم الرغبة بالانتقام ، ومازلت أحاول محو الضغينة من نفسي . اليوم لا أشعر سوى بالشفقة على صدام حسين ، ولو كان لي رأي لطالبت بالعفو عنه ، وليقضي شيخوخته بلا خوف ، وأعرف أن ذلك مستحيلا لأن خوف صدام الصبي هو السبب الأول في معاناة الملايين من جور صدام السابق وبطشه ، والقدرة على التسامح هي نقيض الخوف ، ماذا عن خوفنا نحن !؟أليست أخلاقنا من أنتج صدام وأشباهه !؟ وقد تنتج الأسوأ!؟
ماهي الأخلاق ؟ أليست ذلك التوجه الأعمق ، سلم القيم الذي يحدد موقف الفرد تجاه الذات والآخر ، وهل لذلك التوجه قوام واحد أم أنه تشظيات تتباعد وتتناقض وفق أحداث الحياة التي يمر بها فرد ما ، أيا كان ! مرة دخلت إلى السجن بسبب سوء الحظ ، وكنت مذعورا أكثر من فأر ، لذلك أتذكر حالة السجين ، ذلك الموجود البائس ، الذي يجعل منه الخوف المشترك ، الآخر بالمطلق . أعتقد أن السجن أسوأ ما اخترعه البشر على مر العصور ، وأحلم باليوم الذي يرتقي فيه جنسنا الخائف إلى الدرجة التي يقدر معها على ازالته بشكل تام . ذلك الحلم الطفو لي بإزالة السجن عن هذا الكوكب يبرره الشعر ، محاولة أن أكتب نصوصا تصل جذر الخوف ، فشلت لاشك في ذلك ، لكني نجحت في تجاوز حالة العداء مع أشباهي من البشر ، ليس لدي أعداء ، توجد صفات بشرية قبيحة وفي مقدمتها الخوف ، الخوف عدوي منذ 44 سنة ، سأواجهه حتى النهاية .
الخوف والعدوان متلازمة تدفع الفرد بالاتجاه الذي يظنه يحقق الأمن ، لكنه طريق بلا نهاية . يتساءل الخائفون على جانبي الأطلسي من العمليات الإرهابية ، لماذا يكرهوننا!!! يسارع بالإجابة الخائفون على الضفة الأخرى للمتوسط ، بسبب سياسات بلادكم الخارجية . يستمر القتل العشوائي وتتكرس مخططات الحلول المتعالية ، وكلا الفريقين يزداد تصلبا وقسوة . الخائف يقتل ويكذب ولا يقدر على الفهم ، الخائف لا يرى سوى خوفه معكوسا في تفاصيل الآخر ، وليس لديه أي خيار . الخوف هو الوجه الآخر لنقص الثقة والتقدير الذاتي المنخفض ، ولا يعالج الخوف بنجاعة إلا بتعزيز الثقة بالنفس ، والثقة بالآخر تحصيل حاصل . الدراما الفلسطينية والإسرائيلية هي مرآة الشرق الأوسط بكامله ، وهي تعكس المساحات المعتمة في شخصية المسلم والمسيحي واليهودي المتوسطيين بنفس الوقت . منطقة الشرق الأوسط تشكل تهديدا فعليا للحضارة الحالية ويزداد التهديد باطراد مع زيادة تردي الأوضاع المعيشية ، ومع سهولة الحصول على السلاح المتطور . تزداد خطورة التهديد لأن أصحاب القرار ليسوا على مستوى المسؤولية . الحلول الأمنية لها نفس فعل الخوف ، تعمل على السطح للقضاء على الآخر ( الخصم ) وفي العمق تغذي المشكلة بشكل عكسي . يعرف كل من دخل السجن تواتر الدافعين : إذعان –رفض ، وان بقي أو خرج يتجذر رفضه وخوفه في العمق . وان اختلفت أشكال انعكاساته على السطح ليبقى الفعل الأعمق للسجن في تضخيم العدوانية ، في تحويل هذا الفرد السيءالحظ إلى آلة تعمل لخدمة الطبعة الأ قدم في الجهاز العصبي ، الخوف. قتل صدام حسين أو التمثيل به لا يغير من مصير ضحاياه بالعكس يغذي بوابة الخوف والعنف من الاتجاه العكسي ، بالعمل على إحياء آلية الثأر الموروثة من الجد المشترك . لنعمل على وقف ردود الفعل المتسرعة والمدفوعة بالخوف والجهل ، أو لنحاول التخفيف من حدتها . الحضارة مهددة أجل .

الحضارة المهددة:
العوائق الطبيعية كالصحارى والبحار والأنهار والجبال, لم تعد تكفي لحجز الراغبين بالهجرة أو المتناثرين من الانفجار السكاني أو المدفوعين برغبات الانتقام,العائق الفعلي المتبقي هو اللغة, أجهزة الضبط والرقابة تضعف بسرعة ولن تحمي أوربا من الطوفان البشري القادم من الجنوب. بقيت أمريكا فزاعة تستخدمها الحكومات بفعالية كبرى, حتى برز تنظيم القاعدة وقام بجريمته المروعة,فاتجه العملاق الجريح إلى المنطقة يعميه الخوف والغضب, جاءوا إلى بلاد ثلاثة أرباع سكانها محرومون من الحقوق الأساسية. التوصيف المتكامل لأمراض المنطقة: الفقر والقمع والجهل وحرمان المرأة, هو صحيح ولكنه سطح جبل الجليد فقط, احتياطي الخوف الهائل هو المهدد الفعلي للسلام وللحضارة بكاملها.
تهديد الإسلام السياسي يختلف نوعيا عن التهديد الشيوعي السابق. المسلمون اليائسون لا يقيمون وزنا لحياتهم الشخصية, على العكس من القادة الشيوعيين والقوميين الذين بقيت لديهم نزعة البقاء والرغبة في التمتع بالحياة والمكاسب مرتفعة. الرغبة في التدمير الكلي (الذاتي والخارجي)لا يمكن إيقافها بالسلاح, تحتاج إلى مفاعيل واستراتيجيات بعيدة المدى. على امتداد النصف الثاني للقرن العشرين نجحت الحكومات العربية باستخدام ضربة مزدوجة وشديدة الفعالية, عبر ازدواج الخطاب للآخر الأوربي الأمريكي باللغة التي يفهمها وعملوا على العكس في الداخل على تحطيم العقلانية وتقويضها. الأكثرية المطلقة بقيت خارج العصر يتلاعب بها الحكام والمثقفون الدعويون, ويتعامل معها الغرب بعنصرية مضمرة, تحت تسمية الشأن الداخلي وسيادة الدول. دون أن يقصد ذلك تنظيم القاعدة,وبالأصح كان مقصده عكسيا , فقد جذب انتباه واهتمام العالم بأسره بهذه المنطقة, جاءت الجيوش فقط, ولا يمكن مع قدوم الجيوش تجنب مشاعر الذعر والبلبلة والمقاومة, حتى وإن جاءت بهدف معلن, الإطاحة بنظام دموي من القرون الوسطى كحكم طالبان أو للإطاحة بدكتاتور فريد من نوعه كصدام حسين.
الحصار الذي أهلك الملايين ثم الحروب المدمرة في العراق, كشفت بؤس الثقافة والفكر العالميين في مطلع القرن الحادي والعشرين, فكيف الحال مع ثقافة وفكر الشرق الأوسط! هي لم تفعل طيلة القرن العشرين سوى إنتاج فكر وأخلاق الاستبداد وتبريرها بشكل مستمر. كان من الضروري والممكن إقامة استراتيجية ثالثة تقوض ذريعتي المعسكرين:معسكر الغزو ومعسكر الإستبداد. ذريعة الغزو هي وحشية النظام وحقوق الإنسان, وذريعة أركان النظام وأنصاره هي الغزو الاستعماري وضرورة مقاومته. وفي الختام سأقترح فقط بالخطوط العريضة :استراتيجية ثقافية_سياسية تقوم بمحورين وبالتزامن: الأول لكبح شهية جنرالات الحرب المنتصرين في أفغانستان و العراق والثاني لتحجيم ثم تفكيك آلة القمع الرهيبة في بلاد المتوسط.
تقوم الفكرة على نزع المبادرة من المعسكرين بآلية مزدوجة تعمل على التسوية الممكنة والمعقولة مع الجهتين: نظم الحكم والإدارة الأمريكية, وبالشراكة مع القوى المعتدلة لدى الطرفين. يمكن لطرف ثالث ويفضل أن يكون أوربيا(لأن نزعة العداء تجاه أوربا من قبل شعوب المتوسط ضعيفة أو غير موجودة)بصياغة جدول زمني محدد, للقيام بالإصلاحات والخطوات الضرورية.
1_ المطلوب على المحور الأمريكي: تخفيض نزعة الاستعلاء المهينة للمشاعر المشتركة في المنطقة,مع تخصيص ميزانية الحروب(المحتملة)أو جزءا منها للإصلاحات الداخلية في بلدان الشرق الأوسط.مع تحميل المسؤولين الأمريكيين شخصيا تبعات الخسارات(بالأرواح والممتلكات)في حال تعطيل المشروع أو الإبطاء بتنفيذه بشكل متعمد.
2_ المطلوب على محور نظم الحكم: البدء بإقرار الإصلاحات, بشكل واضح وشفاف. وفي مقدمتها الاعتراف الكامل بحقوق الإنسان, في مقابل إسقاط التهم الموجهة ضد الإرتكابات التي حصلت سابقا واعتبارها جزءا من الماضي.
وهنا سأقترح على الهيئات الحقوقية وخصوصا جماعات حقوق الإنسان, آلية بسيطة للحد من الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن في الشرق الأوسط, ويمكنها أن تساهم في إزالة السجن السياسي من الوجود, بحركتين متزامنتين: العمل على إيجاد هيئة قانونية تقوم بتمثيل الموقوف فور اعتقاله, وهنا الدعوة موجهة خصوصا للحقوقيين العرب, فمن المعيب للعرب والمسلمين أن يتطوع من الأردن وحده ستمائة محام للدفاع عن صدام حسين, مع غياب أي جهة(حتى اليوم على حد علمي) تقوم بتمثيل معتقل سياسي عربي بغض النظر عن موقعه. وتقوم الحركة الموازية على الاتهام الفعلي القانوني لوزير الداخلية شخصيا وللمسؤول الأول في البلد كذلك, والعمل على ملاحقتهم قضائيا, وأضعف الإيمان ملا حقتهم وفضحهم أخلاقيا وثقافيا.
الاقتراح بمجمله عبارة عن أفكار وتصورات بسيطة, أرجو التعامل معها كاقتراح أولي قابل للتعديل بالكامل, كما أرجو التعامل الجدي معه لإيجاد البديل الأنسب, لا تجاهله.
هذا الاقتراح بمثابة تكفير عن, نقص في تحمل المسؤولية الإنسانية والثقافية تجاه معاناة أهل العراق, إذ اكتفيت بدور المتفرج أو الشيطان الأخرس,فقد فرحت لسقوط الطاغية وحزنت على الضحايا الأبرياء. كان من الواجب والممكن صياغة استراتيجية تحقق الشرطين: تجنب الحرب وتحقيق الإصلاحات الإنسانية, ومنذ البداية رفع الحصار. أما كيف؟ فهذا ما أدعو للعمل على إنجازه جميع الأفراد والهيئات المعنية بالثقافة وحقوق الإنسان, في منطقة الشرق الأوسط المنكوبة.
ولكم في العراق عبرة يا أولي الألباب.
29 آذار 2004 _



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق الأوسط الكبير