أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟















المزيد.....

كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لكل امة قائد او قادة خالدين في تاريخها، مثل غاندي الذي يطلق عليه الاب الروحي لدولة الهند الحديثة، واتاتورك الذي هو مؤسسس الدولة التركية الحالية، جمال عبد الناصر لمصر
وديغول لفرنسا وتشرشل لبريطانيا وجورج واشنطن لامريكا فهل سيصبح المالكي القائد التاريخي للامة العراقية الحديثة؟.

قبل ثلاث سنوات تقريبا كتبت مقالاً تحت عنوان:-
هل يصبح نوري المالكي مثل بسمارك الالماني ويحافظ على وحدة العراق؟!!!
الذي نشر في معظم المواقع العراقية وهو موجود الان على الرابط التالي في شبكة العراق الثقافية

www.iraqcenter.net/vb/search.php?do=finduser&userid=760&searchthreadid=23545

في هذا المقال قارنت بين المهمة التي كانت تنتظر السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتخب في حينها وبين مهمة القائد السياسي الالماني الكبير بسمارك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وذكرت ان مهمة المالكي اليوم يجب ان تنجح في بناء عراق جديد يختلف عن عراق الامس، عراق يؤمن بقوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان وحب الوطن ويتخلص من النفوذ الاجنبي اوالعربي باي شكل من الاشكال.

بعد الانتخابات العراقية التي جرت في نهاية 2004 كان الفساد والروح الطائفية والتعصبية والقومية تنبعث من فكر معظم القادة السياسيين العراقيين، لا سيما بعد ان خان البعض منهم الوطن وقبل بان يكون عميلاً للاجنبي. الامر الذي كلف العراقيين الكثير، والذي سهل الصراع بين اقطاب القوى العالمية على مستقبل مصالحها ونفوذها في العراق .

على اية حال مضت خمس سنوات على الحرب الاهلية التي انهكت العراق ووضعته في نهاية قائمة الدول المستقرة ووضعته في مقدمة الدول من ناحية الفساد والرشوة في هذه السنين. لكن بعد اعلان نتائج الانتخابات للحكومات المحلية في المحافظات، ظهر ان المالكي حقق نجاحاً باهراً في فوز قائمته بعد ان حصلت على ربع المقاعد في 16 محافظة عراقية.

وحينما نتفحص الامر لماذا استطاع المالكي التفوق على اقرانه من الاحزاب الشيعية اوالعراقية بصورة عامة؟. فإننا لا نجد تفسيرا غير ان المالكي ادرك الخطأ الكبيرالذي وقع فيه هو وبقية السياسيين حينما تحالفوا مع جورج بوش لاسقاط صدام حسين بدون وجود اي خطة للسيطرة على امن العراق وحماية مؤسساته وتجنه من الحرب الاهلية التي وقع فيها . فعرف الماللكي ان خلاص العراق لن يكون الا بوجود قانون واحد للدولة لا يميز بين العراقيين الا بالمواطنة الصالحة. وادركا ان الحركات الدينية او التي تحمل الاسم الديني لم يعد لها مكانة بين الشعب بسبب الفشل الذريع الذي وقعت فيه حينما تقاتلت مع بعضها باسم الطائفية والقبلية والمذهبية الدينية والقومية هذا بالاضافة الى الفساد الاداري الذي عمله ممثليهم حينما تسلموا مناصب في الدولة.
لذلك حينما دخل حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي الان في الانتخابات المحلية اطلق على قائمته ب (ائتلاف دولة القانون) اي مشروعهم هو بسط القانون على جميع مفاصل الحياة في العراقيين. هذه الخطوة كانت ذكية من السيد نوري المالكي، وقد فهم معظم الاحزاب التي كانت تحمل الاسماء الدينية الكبيرة هذا الامر ايضاُ ( اي انه لم يعد لهم مكانة في المجتمع العراقي) لذلك شكلوا قوائم باسماء جديدة تحمل الصبغة التحررية والانفتاح والمصطلحات والشعارات الوطنية، لكن قائمة ائتلاف دولة القانون (قائمة المالكي) فازت بحصة الاسد لان العراقين وجدوا بعض المواقف الجدية من المالكي حينما ضرب الميليشيات الخارجة من القانون، فصوتوا لقائمته على امل ان يصبح المالكي فعلا بسمارك المنقذ، الموحد للعراق، هذا بالاضافة الى ان المواطن العادي كان متعطشاً الى ايجاد مخرج من الوضع التعيس الذي عاشه من بعد 2003، فصوتوا لمجيء القانون.

إن اي مقارنة بين مهمة المالكي وبسمارك بصورة دقيقة سنجد ان مهمة المالكي اصعب بكثير من مهمة بسمارك قبل قرن ونصف قرن. السبب يعود الى ان العراق ليس شعبا او قومية واحدة وانما يتألف من عدة قوميات واديان ومذاهب متصارعة مع بعضها منذ زمن طويل، فيه احزاب دينية متعصبة ومنفتحة واحزاب وطنية واحزاب تقدمية واحزاب ماركسية . والهوة بين الجميع كبيرة . هذا بالاضافة الى ان العراقيين لم يتعودوا على ممارسة الحرية بمسؤولية كما يجب بسبب فترة الظلام والحرمان التي دامت قرابة ثلث قرن.

إننا هنا نطرح مرة اخرىالسؤال نفسه، هل سيستطيع المالكي ان يوحد العراقيين في شعورهم الوطني للعراق كما فعل بسمارك في المانيا؟ وهل سينجح في الامتحان ويجتب العراق من الوقوع في حرب جديدة؟
ان الجواب على هذا السؤال اعتقد يعتمد على مهارة المالكي السياسية وكذلك طموحه وفلسفته او رؤيته في مستقبل العراق ومدى وطنيته التي يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات.

حينما نُقيم درجة الاخطار الخارجية على العراق اليوم، في الحقيقة نرى اليوم ان العراق عبرخطوات مهمة وصعبة كانت خطرة جدا عليه، حيث استطاع القضاء على القاعدة ولم يبقى الا القليل من العراقيين يؤمنون بهذا الفكر وحتى البعثيون اليوم بداؤا يبحثون عن الخيار السلمي وموضع قدم لهم في الدولة باسماء وعناوين جديدة، وان الاتفاقية الامنية مع امريكا جعلت امريكا ملزمة على شد الرحال في نهاية 2011، وان قواتها بدأت بالانسحاب الى معسكرات خارجية. وان تركيا وحكومة الاقليم هما في مفاوضات وتبادل الاراء لايجاد الحلول اللازمة لمشكلة نشاط حزب العمال التركي.

فلم يبقى الان سوى الخطر الايراني وتدخله المخفي المتنوع . حقيقة ان معظم العراقيين خائفون من الدور الايراني في العراق اكثر من دوراي دولة اخرى سواء كانت عربية او اجنبية. لا يحتاج الامر الى التحليل وتفسير كثير بسبب الصراع الديني والتاريخي بين العراقيين والايرانيين او الفرس على مر التاريخ هذا بالاضافة الى الصراع الموجود بين ايران وامريكا واسرائيل.

لعله احد يسأل اين الخطر المحدق بالعراق؟ واين الصعوبة امام مهمة المالكي؟
ان الخطرالداخلي ليس بأقل من الخطر الخارجي الذي كان يهدد خارطة العراق السياسية.
اعتقد ان النقطة الحرجة التي ستحكم على مستقبل المالكي كاول رئيس وزراء عراقي والتي ستحكم ايضاً على بقائه القائد الخالد لامة العراقية على مر التاريخ مثلما اصبح بسمارك القائد ومؤسس الامة الالمانية تعتمد على قضيتين هما:-

اولاً- تحديد العلاقة مع الحكومة الاسلامية الايرانية، يجب ان يكون المالكي صريحاً جدأ مع نفسه ومع العراقيين في مدى ارتباطه بالحكومة الايرانية التي لم و لن نحصد منها كعراقيين غير الويلات والحروب منذ عهد قديم وكذلك ايقاف تدخلاتهم تحت الغطائ الديني الشيعي.

ثانيا- قدرته وحكمته في حل الخلافات مع حكومة اقليم كوردستان بالاخص قضية مدينة كركوك.

املنا من كافة المسؤولين والسياسيين ورجال الدين العراقيين ومن كافة القوميات والاديان ان يكونوا حريصين على وحدة العراق واعطاء الاولوية لعيش والمصير المشترك و وتشجيع التاخي بين كل هذه الاديان والقوميات والمذاهب دون تمييز وان يوزعوا خيارات العراق للعراقيين بالتساوي على ان يكون قسما منها منحة مالية مباشرة لهم.

املنا ان لا يرجعوا عقارب الزمن خمسين او ستين سنة للوراء ويدخلون العراق في دوامة حرب جديدة بعد كل هذه التضحيات والخسائر والهجرة الكبيرة التي حلت بالمجتمع العراقي.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة العصر الحديث الى اين تقود مجتمعنا ؟
- الصراع الفكري بين الماديين والمثاليين حول طبيعة الكون
- الصراع بين الموضوعية والذاتية
- اسهامات فلاسفة العرب الاوائل في تطوير الفكر الفلسفي


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟