أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !















المزيد.....

قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


قراءة مُغـايـرة للاهــوت
حـواء مُشـاكِسـة*
للثامن من آذار
ولصديق وُلِدَ قبله بيوم

منذُ بضعةِ أسـابيع ، وكلَّمـا هَمَمتُ بالكتـابة تُحملِقُ فيَّ ورقـةٌ بيضــاء
عليهـا دعوةُ " الحـوار المتمـدن " للمساهمـة في محـورِ لمناهضـة العنف ضد
المرأة.. محورٌ للثامن من آذار.. تارةً تدعونـي ( الصفحة البيضاء) وأُخرى تغمزني ... كنتُ أَتَهَرَّبُ مُعللاً النفـس ، بأنْ ليسَ لديَّ ما هو جادٌّ أو جديدٌ يُقالُ في هذا المجـال . فقد كُتِبَ وتُرجِمَ الكثير مما هو جادٌّ ومهمٌ وطريف في شتى المواضيع ، التي تَخُصُّ موضوعَ المرأة ، وعليه لن آتي ببيضةٍ " أُم
صفارين "! على ما يقولُ أهلنـا . لكـن " جهـادية " الأخـوات والأخـوة فـي " الحـوار المتمدن " بتكرار الدعـوة المذكـورة ، جَرجَرَتني إلـى مـا أنا بصَدَدِه الآن ، عَسـايَ أَفلَـح ..!!

الأنجيـل**واحدٌ من كُتُبِ الأدب العالمـي ، بغض النظر عن دوره الإيماني والعقائدي لدى المؤمنين . ذلكَ أنه أثبتَ - وعلى مرِّ القرون ، حتى اليوم -
أنَّه مَعينٌ لأحـداث كُبـرى ، يُقـالُ أَنهــا تأريخيـة ! فَتَجِـدُ بيـنَ صفحاتـه توصيفـاً لهـا : كقضايا الحكم ، والطاعـة ، الإيغـالُ والقنوط ... قَصَصٌ يمتـدُّ تأريخهـا إلى ما يزيدُ على ألفِي عـام ، تَعَرَّضَت إلـى التحويـر على يدِ مَـنْ صاغهــا ،
فلم يَعُد بالإمكـان التَثَبُّتْ مـن أصالتهـا . لكـن إذا مـا أُريدَ التَحَقُّقُ مـن مصداقيتها دراماتوركياً ، قد تكـون التفسيـرات المُعتـادة قاصرةً عن بلــوغ
المُقارَبَـة الشِـعْرية للأصـل .

لكـن إذا ما جرى التعــامل مع النص ليس على أنه كـلامُ الرب ، بـل نصٌّ نبـويٌّ - إنسـاني - يَتَّضِحُ كـيفَ أنَّ الربَّ ينظُـرُ إلـى سـعيِ النـاس نحــو
التَوَصُّلِ إلـى منظومَةٍ مـن القِيَمِ والتوجُهـات الأخلاقيــة ، وكـيف أنهـم
صاغوهـا طبقـاً لتصوراتهم وحاجاتهم آنذاك . وبهذا المعنـى أشركوه فـي
التشكيك فيما إذا كانت عمليةُ " الخلق " كلها تجربةً قاصـرةً ! ومع ذلك فأن
مخيَّلَةَ الناس أَضفَتْ علـى الرب مـا يُجَنَّبُه مسـؤوليةَ الفَشَلِ فـي تحقيـقِ طموحاتهم وتخليصه من مسؤوليةِ الخيبات والاحباطات ، التي تعرَّضوا لها .
فالمذبحةُ الجماعية ، التي أقامهـا للناس عبرِ الطـوفان ، مـا كانِ لـه اليومَ أنْ
يفلُتَ منها دون عقابٍ من قِبَلِ محكمةِ العدلِ الدولية أو المحاكم المختصَّة
بشؤونِ حقوقِ الإنسـان ! وحتّى لو " تعَهَّدَ " بأنْه لنْ يُعيدَ تلكَ الفِعلَةِ ، فأنـه
لم يَعُدْ ذلك الربُّ الرحـيم ، كما جاء في الكُتُبِ السـماوية !
كانت الطـريق ، التي سلكها الـرب ، شـائكةً ، حتى تطَوَّرَ إلـى ربٍ إنسـانيٍّ
" مُؤَنْسَن " ، يفقدُ الرغبَةَ والقدرة على معاقبة الناس بشكلٍ أعمى وبصورةٍ
شرّيرة . على أنـه من النادر أن يصوغَ كاتبٌ بطَلَه ويجعلَه أذكـى من نفسه
( نفس الكاتب ) . وأروعُ ما في الإنجيلِ من قَصَصٍ ، حسبِ ما أَظنُّ ، تلكَ المتعلِّقة
بما يُسَمّى بـ" حالة المعصِيَة " . فقد جاءَ في سِفرِ التكوين ، كتاب موسى الأول :" دعونا نخلق الإنسـانَ على صورتنا ، كشبهنا ..." تُرى هل قامَ الربُّ ، نتيجةً
لعزلته ووحدته ، بمونولوجٍ مع نفسـه ؟ أنَّ هدفاً كهذا لا يصدُرُ إلاّ عـن كـائنٍ
يتحلّى بالعقل . لكـنَّ هذه الميزة لا يجري تفعيلُها فـي جنَّةِ عَدَن عندمـا حرَّمَ المعرفَةَ ! من هنا يُطرَحُ السـؤال لماذا زوَّدَ الربُّ الناسَ بميزةِ التفكير
والقدرة على التفريق بين الخير والشر ، وهي صفاتٌ إحتكرهـا لنفسه ، إذا
كان خَلَقهـم من طينٍ قابلٍ للحياةِ والفناء ؟!
الطـاعةُ ليست فضيلةً إنسانية ، فالتدجين للحيوان . وإذا كانت الحالُ كذلك ،
فلمـاذا رزقَ الرب حـواءَ بـ " داء " الفضـول " إذا لـم يكـن هناك مـن جديدٍ يُنتَظَرُ فـي جنةِ عدن ؟ وهلْ هذا بحـالٍ جنانـيٍّ ؟ أوَلَيسَ الشكُّ جزءٌ من حالةِ الكمـال ؟! ذلك أنَّـه بدونِ معرفةٍ لا يُمكن أن يتكوَّنَ إيمـانٌ . تُـرى كيفَ كانت الصورةُ الأوليَّة لدى الرب عن الإنسان ؟!

منذُ الآنَ ستظهرُ الأفعـى على مسرحِ الأحداث وتصبحُ جـزءاً عضويـاً مـن
المشـهد لا يُمكن التخلّي عنه . كانت الأفعـى ، الحيوانُ المـُنتقى من بيـن
بقيَّةِ المخلوقات ، التي يجري توصيفها فـي الإنجيل ( دواب ، ديدان ، وطيور
ذوات ريش ..إلخ ) . ويجري خلعُ صفات عليها لا تتناسب مع نوعهـا ، مـن
قبيل إلصاقِ صفة " المخاتلة " باعتبارها " أكثرُ مخاتلةً من بقية المخلوقات ، التي
خلقهـا الرب "! وأنها كانت تتحلّى بميزةِ الكلام ... وأنَّ سـلوكهـا يشبه سلوك
البشر . وبما أن البشـرَ صورةٌ من صور الرب ، فأنها بهذا المعنى ، تمتلك أيضاً
ما يقرُبُ من صفاته (الرب ) . كما يجري وصفها على أنها مُتحدثةٌ لَبِقَةٌ ، تستطيع بسؤالٍ تشكيكيٍّ فيه حِكمةٌ ، إقناعَ حـوّاء المترددة بمنطقها (الأفعى).
منطِقُ الأفعى يدفعُ حـوّاء للتعرَّفِ على منطقِها المُتَشَكِّك ، نفسِها . وفـي
لحظةِ التمَرُّد ورفضِ الانصياع والطاعة يتكاملُ بناءُ الإنسان ( خَلقُهُ ) .

فالرب يُرسـلُ الأفعـى لتُكمِلَ الخطوة الأخيرة ، المُحرِّرة والمحفوفـة بالـخطرِ والمُجازَفَة ، إتمامِ رغبة الإنسان . وكان قبل ذلك قد هيأ ، إلـى جانب جنة
عدن المحدودة ، عالمـاً غيرَ ماديٍّ ، خارجَ الانسجام الفردوسي ، عالماً خشناً ، لكنه
قابلٌ للحرثِ بمحراث الحضارة ، مليءٌ بالمعاناة ، قابلٌ للتطوير بواسـطةِ أكبرِ
الميزاتِ البشـرية - التفكيـر .

من الناحيـة الدراماتوركية سيكون لهذه القصة مغزىً إذا كان قد خُطِّطَ لهـا
هكذا من البداية ، حتى النهاية . لكنها آنذاك لن تكونَ قصةً إنجيليةً مقدسة ،
إذا لم تترك حيِّزاً للأسئلة والألغاز . تُـرى هل كان الربُّ لا يرتوي من آياتِ الحب ، نظراً لشعوره بالعزلةِ والوحشة ، رغم طاعةِ حواء وآدمَ له ؟ وهل يصِحُّ
إتهامُ كَتَبَةِ الإنجيلِ بأنهم أضفوا على الرب رغبةً ملِـحّةً فـي تدجين البشر ،
كي يُبَرِّروا لحُكّامِ الأرضِ أنْ يجمعوا حولهم أعداداً من التابعينَ المطيعين
الأذلاّء ؟!

عليه ، يُمكِنُ القول أننا لا يمكنُ أنْ نوَفِّيَ الأفعى الشكرَ للنزعِ المتشكَّكِ في
لغتها . إذْ كانت أوّلَ أستاذةٍ في علم الثورة ، التي غدتْ من أهم الأبعاد
الجوهريةِ للإنسـان . كانت تدرِكُ ذلك جيداً ، لذلك لم تنتظر مكافأةً أو عِرفاناً من أحد ، على الضد من ذلك ، كانت تعرفُ الثمن . فالرأيُ العام السائد يتَّخِذُها ( الأفعى ، حـواء ) رمزاً للمعصية والكفـر ، وبأنهـا ربيبةُ الشيطان ، بل خادمته ، وبأنها " كافرةٌ " في نهاية المطاف !

عندما يَسأَلُ الربُّ لماذا لم يجرِ الالتزام بأمره ، بعدم الأكـلِ من ثمراتِ تلك
الشـجرة ، يَتَعرَّفُ حقيقةً علـى " مخلوقه " : آدم يَشِي بحوَّاء . حـوَّاء تَشـِي بالأفعى :" خَدَعتني الأفعى ، فأَكلتُ " ! لكنَّ الأفعى لم تخدع أحَداً ، بل حذَّرَت
من أنَّ أكلَ الثمرةِ قد يكـونُ مميتاً ، لكنه سيفتح البصيرةَ صوبَ إمكانية
التمييزِ بين الخيرِ والشَر . وبهذا قالت الحقيقة ، التي سـاعدها الرب على
قولها . ولو أرادت ، لَوَشَتْ بالرب نفسـه . لكنها جيِّدة التربية ، كَظَمَتْ غيظها
وعَقَدَتْ لسانها . وبذلك قدَّمَتْ أَوَّلَ درسٍ في " جماليّاتِ المقاومة " !

على أنَّ لعنَة الرب لا تأتي بالقسـوة المتوقَّعَة ، بل كجزءٍ من عمليةٍ إخراجيَّةٍ
مُسبَقة :" ستظلّينَ تزحفينَ على بطنِكِ وتأكلينَ الترابَ طولَ العُمر ."
كأفعـى ، كانت طولَ عمرها تزحفُ على بطنها ، ولم يتدخَّل أَحَدٌ في نوعية
طعامها ، إذ كانت تختارُ ، بمحضِ إرادتها بين التُراب وما هو طَرِي ...!
أمَّـا التهديدُ بعقـوبـةٍ أُخـرى ، مـنْ قبيلِ " سـأجعَلُ عداوَةً وبيـن الأُنثـى " ،
عـداوة بين حـواء و"أنا"ها الثانيـة الحكـيمة.. ؟!
أَلَـمْ يُـزَوِّدنا التأريـخُ بالعـديدِ مـن اللـوحات ، التي تُصَـوِّرُ الأفعـى بـرأسِ إمـرأةٍ ، بشَعرٍ مُجَعَّدٍ أو ضفائرَ ، رمـزاً للغواية الأنثـوية ؟ كَـمْ تمَّ تصـويرهـا
مُلتَفَّـةً حولَ نفسِها ، بعِـدَّةِ حَلَقـاتٍ ، رمـزاً لدورات السنة ،( فصولها ) وهـي
مؤنثة ـ دورة ـ !
فلنَنظُـرْ ، هلْ حَصَـلَ تطبيـقٌ للتهديدِ بمعاقَبَـةِ حـوّاء ؟ ...." بألَمٍ مُمِضٍّ ستَلدينَ الأطفال .." و .." سيكونُ الرجُلُ سيَّدَكِ " .. ، فهذه الدعوات ، لا يُمكـنُ
وصفُها إلاّ مريضـةً ، بل وغِدَةً ..!! ...." وستَظلّيـنَ للرجُلِ تَشتاقينَ .." أَيـنَ التهديد والعقوبة فـي هذا ؟! لا يُمكِـنُ للشـوقِ أَنْ يكـونَ عقوبَةً ، إلاَ إذا ظَـلَّ أُمنِيَـةً دونَ تَحَقُّقٍ ، ورغبـةً دونَ شِفاءِ غليـلٍ .....
وفـي مكـانٍ آخَرَ يقولُ الرب لـ " آخَرَ " مُتَصَوَّرٍ أمامه : " أنظر ! كيفَ غدا آدمُ مثلنا ، يعرفُ ما هو الخير ، وما هو الشر ...!" لكنـه بطرياركـيٌ ( أبـوي ) كالمُعتاد ، لَـمْ يَشـَأ أَنْ يُصغـي بأَنَّ حـوّاءَ كـانت هيَ الأولـى ، التي برهنتْ
علـى رغبتها في أن تكـونَ ذكـيّةً . فـي هـذه اللحظـة ستكونُ الأفعـى قـد عَرِفَت أكثَـرَ من الربِ (الخالق ) .
ما نزالُ ، إلـى اليومِ ، مدينونَ لهـا بسـؤال " لمـاذا " ! لمـاذا اكتَمَلَ الإنسـانُ
بأرتِكابِ المَعصِيَـةِ ؟ وهـلْ يُمكِـنُ للإنعتاقِ ( إمانسيبيشن ) أن يكونَ معصيَةً ؟
بَـلْ ، أَلَـنْ يكون معصية ، حقاً ، أنْ تُترَكَ مثلُ هذه الفرصة دون إغتنام ؟!!
بدون ذلك ، مـا كان مُمكـناً وجودُ إنسـانٍ مثـل أيَّـوب ، الذي تَحَدَّى الربَ
فـي حوار : " خَلِّنـي أعرفُ ، لمـاذا تَصُـبُّ علَـيَّ غَضَبِـكَ ..؟! " لكـن الربَّ لا يجـرأُ علـى الاعترافِ بأنـه بأنه حَكَمَ على أيُّوبَ بالأمراض والتفَسُّخِ ، نتيجةً
لِرِهـانٍ أَحمَقَ ( مُقامرةٍ ) ، دونما سببٍ معقولٍ ، بلْ لمحاولة مُسـَلِّيَةٍ لاختبارِ
القوة مع الشيطان ! وبذلك أَمسى أَيُّوبَ ضحيَّـةَ الـرب ! وهكذا يكون الرب قد إرتكَبَ خطيئـةً ..، أي أضحـى مثلِ البشر ، وهو ما أدركه أيّوب ، مُخاطِباً الربَّ : " ألأنّنَي على حَقٍّ يتَحَتَّمُّ علَيَّ أَنْ لا أرفَعَ هامتي ؟! وإذا مـا فَعَلتُ ، تُطاردنـي ، مُطـارَدَةَ الأسَدِ للطريدة ....لقد تَحَوَّلتَ ، في نظري ، إلى
كـائنٍ بلا رَحمَـة ..."
فالعلِيُ القديرُ يَعرِفُ أنه غيرُ عادلٍ ، لذلك يهربُ نحو البرهَنَـةِ على سطوته
الكُلِّيَّـةِ : " مَـنْ هو أَبُ المَطَرِ ؟ مَـنْ يُدلِق قِرَبَ المـاءِ مـنَ السـماءِ ؟ " فالقصـة ،
كمـا تبدو للقاريء المحايد ، المتحـرِّر من الأحكـام القبْلِيَّـة والإيمانية ، تُظهِـرُ
أيـوبَ منتصـراً ، أخلاقيـاً وفكـرياً ، فـي المنازلة الكلاميـة مع الـرب . أمـا
اللاهوتيون الدوغماتيون ، فلا بُدَّ أنهـم كانوا سيشيرون علـى أَيّـوبَ بالرجوعِ
إلـى الأنجيل ، ولكـانت الأفعـى لَسَعَتهم بفعلِ غضبها منهـم !!

علـى أنَّ الأنسان ، الذي غدا كالرب فـي قُدرته علـى الحكـم ، راح وبفضل الأفعـى ، يتساءلُ عن سِـرِّ لُغـزٍ مُحَيِّـر : لمـاذا لا تنحـاز الكائنات ، التي لهـا القدرة على التمييز بين الخير والشر ، لماذا لا تنحاز إلـى جانب الخيـر ؟!
أَلأَنَّ الخيرَ والشرَّ لا يوجـدان فـي حالـة صلـدة كالرخام ، بل تعصِفُ بهمـا
رياحُ المصالح المتأرجحـة لمقولات الحكـم والسلطة ؟! أم لأنهمـا ليسـا عمـودينِ
منفصلينِ ، إنما بُطينَينِ أثنينِ لقلـبٍ واحـد ؟؟!! أفَليسَ مَنْ يـدّعي أنه كالرب
يمثل الخيـرَ ، إنمـا يُخفـي حقيقةَ أن الشـرَّ ، الذي بداخلـه إنمـا يحتـاجُ إلى
قنـاع ؟!
فـي اليهوديـة تعني التوبة والصفح ، العـودة إلى الفردوس . وهو غير مرتبطٍ بمكـانٍ محـدَّدٍ ، ذلك أنَّ جنـة عـدنٍ قـد تعَرّضت للخراب . ولأن
الإنسان غير مكتَمِـلٍ ، ولكـي لا يأكـل من شجرة الحياة الأبدية ، " أخرجه الرب من الجنة ، ليُعَمِّرَ الأرضَ - يحرثها ويزرعها ..." وهكـذا أصبحت الجنة
خاوية يحرسها شيروبيم بسيفٍ أملَط .... فهل غدا الفردوس خَرِبَـةً لليوتوبيا ؟!

لا يُمكِـنُ لأحَـدٍ أن يُلغي الشوق ... هكـذا خاطَرَت الأفعـى بأمكـانية أن تُدعَسَ بالأرجُل ، وخرَجَـت مـن الجنـة . لكنهـا أصَـرَّت أن تكـون حاضـرةً حيثمـا تَطَلَّـب طاقـة مشـاغِبَة ..!!









يوهانس أنيولي أستاذ للفلسفة بجامعة برلين الحرة ، كان واحداً من Johannes Agnoli*
الآباء الروحيين لأنتفاضة الطلبة نهاية الستينات من القرن المنصرم ، من بين مؤلفاته
" نظرية الشـغَبْ أو المشـاكسـة ، صدر عام 1996. في هذا SUBVERSIVE THEORIE كتابٌ الكتاب يَطرح مفهوماً آخرَ لما جرَت العادة على فهمِ وإستخدام مفردة
، ليس بمعنى تخريب أو هدم ، وإنمـا بمعنى المشاكسة للمألوف ، وهو فعلSubversion
مناهِضٌ للتنميط والتطامن مع السـائد ، وعدم الأنصياع لـه . فالشغب أو المشاكسة ، بهذا المعنى ، لديه بمثابة حاضنةٍ للتجديد والتغيير في كل صنوف المعرفة .... ي . ع

** مُتعًمِّـداً اخترتُ الإنجيل كي لا أفسح المجـال لتكفيري معتوه أن يمتطي دمي " إلى الجنة " !! ي. ع



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا مخالفة للاهوت
- ظِلٌ لَجوج
- كَيْ لا تَهجُوكَ أُمُّكَ
- رأيتُ البَلّور
- هو الخريفُ يا صاحبي!
- أَيتامُ الله !
- حنين
- وطن يضيره العتاب، لا الموت!
- تنويعاتٌ تَشبهُ الهَذَيان
- وطنٌ يُضيره العِتابُ ، لا الموت !
- قناديل بشت ئاشان _ نقرٌ على ذاكرة مثقوبة
- تيتانك والجوقة !


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !