أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - دلالات جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق














المزيد.....

دلالات جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راهن كثيرون من الذين لا يريدون للشعب العراقي خيراً، على فشل العملية السياسية في العراق منذ سقوط نظام البعث الفاشي يوم 9 نيسان/أبريل 2003، وبدوافع مختلفة، أهمها خوفهم على أن يصلهم الدور في إسقاط أنظمتهم المستبدة. كما وراح بعضهم وحتى إلى وقت قريب، يصور العملية بأنها قد فشلت أصلاً ولا أمل في نجاحها، وأن أمريكا تبحث الآن عن مخرج من مأزقها لحفظ ماء الوجه وانتصار "المقاومة الوطنية"!!! ولكن للتاريخ منطقه الخاص وهو نجاح عملية تحرير العراق والانتقال به وبالمنطقة كلها إلى مرحلة حضارية جديدة في سلّم التحضر والتطور، لمواكبة ما يجري في العالم من تقدم ودمقرطة أنظمة الحكم وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وعلى النقيض من الناعقين والضاربين على طبول التشاؤم ومحاولاتهم لإثارة الفتن وإشعال الحروب الأهلية والطائفية على أمل عودة البعث المقبور "حزب العودة!!!".. الخ، أعلنا تفاؤلنا الراسخ بمستقبل الديمقراطية في العراق ونجاح العملية السياسية ودون الاستهانة بالثمن الباهظ بسبب الإرهاب، مستندين في أحكامنا على ثقتنا بشعبنا الذي أصر على خوض أربع عمليات تصويت بنجاح تام رغم الإرهاب، وهذا دليل على تمسك شعبنا بالديمقراطية ورفضه المطلق لعودة الديكتاتورية.

إن معظم الذين عارضوا إسقاط الفاشية في العراق كانت حجتهم أن تاريخ أمريكا لا يشجع على نشر الديمقراطية، وأنها لم تسقط النظام البعثي لسواد عيون العراقيين، وأن أمريكا هي التي جاءت بالبعث للحكم ...الخ، ونتيجة لغياب الوعي السياسي الصحيح لدى قطاع من الناس والشارع العربي المضلل، لذا رأى هؤلاء أن أقصر طريق لكسب الشعبية هو شتم أمريكا ووصم كل من يخالفهم في ذلك بالعمالة للإمبريالية والصهيونية!! ولكن نسي هؤلاء أن كل شيء قد تغير بعد انتهاء الحرب الباردة، وتفكك المعسكر الاشتراكي، وكارثة 11 سبتمبر، والسياسة متغيرة بتغير المصالح ولا شيء غير المصالح، ومعها يتغير الأعداء والأصدقاء، وإذا كانت مصالح أمريكا تلتقي مع مصالح شعبنا لأول مرة في التاريخ، فمن الغباء تضييع الفرصة وعدم استثمارها لصالح شعبنا. وهذا ما حصل.

وها نحن نشهد الانتصارات المتتالية التي تحققت في العراق، وعلى رأسها ترسيخ الديمقراطية يوماً بعد يوم كما برز ذلك بكل وضوح في نجاح الانتخابات الأخيرة، وبناء القوات العراقية المسلحة ونجاحها في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين من فلول البعث وحلفائهم من أتباع القاعدة. وهذه التطورات الإيجابية بمجموعها تشكل أخباراً سيئة لأعداء دمقرطة العراق طبعاً.

وما إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة 27/2/2009 بسحب نحو مائة ألف من القوات الأمريكية المقاتلة من العراق في نهاية آب/أغسطس من العام القادم، إلا دليل على نجاح العملية السياسية في العراق، وقدرة العراقيين على إدارة أمورهم بأنفسهم، والاعتماد على قدراتهم الذاتية في حماية بلادهم من الأشرار، والبدء بالإعمار.

وقد جاء هذا التأكيد على لسان رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي الذي "ابلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي جرى بينهما مساء الجمعة ان القوات العراقية باتت قادرة على تولي الملفات الأمنية في البلاد والتصدي للإرهابيين".

إن جدولة الانسحاب لا يعني أبداً تخلي أمريكا عن مسؤولياتها الأخلاقية إزاء العراق كما يتصور البعض، بل دليل على التزامها بهذه المسؤوليات وحرصها على أمن العراق إذ أنها (أمريكا) ستترك ما بين 35 ألف إلى 50 ألف من قواتها في العراق لمواصلة تدريب الجيش العراقي وتطويره إلى مستوى الجيوش الحديثة، وتجهيزه بالمعدات اللازمة و خاصة اللوجستية والقتالية، إذ كما أكد الرئيس أوباما في خطابه الأخير أمام المارينز: "ان سحب تلك القوات يعد جزءا من استراتيجيته لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة بالأساليب الديمقراطية." كما وشدد على انه لا يمكن التعامل مع العراق برؤية منفصلة عن أفغانستان والشرق الأوسط، وان ادارته " ستتقدم بحذر فيما يتعلق بالانسحاب من العراق، وان القادة الأمريكيين سينفذون عملية الانسحاب بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وان الذكرى السادسة للحرب على العراق ستحل الشهر المقبل، حيث تحسنت الظروف الأمنية كما تحسنت أوضاع الجيش العراقي وتراجع نفوذ تنظيم القاعدة".

وفي رده على من يشكك في نجاح العملية السياسية في العراق، أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إنه "من الخطأ الحديث عن نصر أو هزيمة في العراق" معتبرا أن هذه مصطلحات مطاطة دائما. وأعرب عن اعتقاده بأن مهمة القوات الأمريكية في العراق كانت ناجحة.

مرة أخرى أود أن أؤكد للذين يتمنون فشل الديمقراطية في العراق، أن السياسة الخارجية في أمريكا لن تتغير بتغير الرؤساء، وكل المؤشرات التي ذكرناها أعلاه تدل على ذلك. فالانسحاب المسؤول والمبرمج يقرره القادة الميدانيون، كما أكد ذلك أوباما مراراً. كذلك يجب أن لا ننسى أنه تم تقليص عدد القوات الأمريكية في العراق في الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس جورج بوش، من 170 ألف إلى 142 ألف مقاتل في الوقت الحاضر. لذلك فالانسحاب هو مقرر مسبقاً وحسب ما تمليه الظروف الأمنية في العراق، وجاهزية القوات العراقية للتصدي للإرهاب، وتقدير القادة الميدانيين.




#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى موضوع تسلح العراق
- لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟
- الثورة الخمينية ضد مسار التاريخ
- هل محمد خاتمي، إصلاحي حقيقي أم مزيف؟
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- حوار مع القراء حول محرقة غزة
- انتصارات إلهية، أم كوارث؟
- لماذا أرى ميسون الدملوجي أولى برئاسة البرلمان؟
- إلى متى تنجح إيران في سياساتها العبثية؟
- انتقادنا لحماس لا يعني تأييداً لإسرائيل
- ماذا لو كان القائل عراقياً؟
- من المسؤول عن مجزرة غزة؟
- دعوة لحظر العقوبات الجسدية في المدارس
- لولا بوش لكان صدام يحكمهم الآن ب-القندرة-
- ثقافة الحضيض
- إلى أين تقودنا ثقافة الحذاء؟
- ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!
- هل الانهيار قريب؟
- محنة أهل القرآن وأهل الإنجيل
- (بنات يعقوب) رواية جديدة لمحمود سعيد


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - دلالات جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق