أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطفي الهمامي - عندما يأكلُ الشمالُ جنوبهُ














المزيد.....

عندما يأكلُ الشمالُ جنوبهُ


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 03:43
المحور: الادب والفن
    



(مسرحية ذهنية )
الجزء الثاني

تـقديم
الواجبُ الوطنيّ في جمهورية الحواشي

"أيّها الجنديّ
قرطاجُ
تأمرك أن حاصر قلاعك والجنوبيّ
اجرح له وجههُ
ومشط جسمه بالعلم الرئاسيّ
تونس بلادي
افتح الناّر على صدر "أعدائها " من شبابها الثوريّ
اقتحم منازلهم واعتقل بقايا خبزها وملحها وذكرى المقاوم الوطنيّ
فرنسا أرعبها الثوار ورحّلُوها
فلا حرب ترفع رايتها اليوم
غير طاعة الأمر
من الحاكم العسكريّ
خُذْ سلاحك
سلاحك خُذْ
تقدّم وقاتل ما تبقى من النشيد الوطنيّ
قرطاجُ
تأمرك فالطاعة لها يا أبيُّ "

لوحة ثانية
خيمةٌ شاسعةٌ قد فرشت أرضها بالحرير المطرّز،و قناديل معلقة في السقف، و ستار أخضر قد شُدّ في موضع الباب و فراش وفير قد كسا شابا قوي البنية، و تحيط بالخيمة الخيمات المتنوعة في الشكل و الحجم.واللون والاسم والارتفاع والهبوط .
حركة أولى
ينهضُ الشابُ بهدوء، يتجه نحو ابنه، يتثبت في أنفاسه و قد بدت علامات الجوع تظهر على جسمه. ثم يخرج من الباب الخلفي فلا يشاهده الحرس و لا الرجلين في أعلى الجبل.
- طاعون:
بالوادي مقبرة تطل على الصخر.
بالوادي ذئب إذا ما عوى تتهافت نحوه أسراب الذئاب، و ذئب الليلة ألف لجم قومه و له موهبة عظيمة و حنكة في التخفي.
إني أرى الليلة دما لا يكفُّ.
( يغمض الرجل عينيه ثم يطلق يده نحو الخيمة المتربعة وسط الخيام، نحو جسم غريب أسفله رجل و آخره رأس ذئب و يديه أفعى تطلق سمّا حارقا لتفريق المتزاحمين.
يدخل الرهط الغريب سرير الشاب ويتلبس جسده كاملا، إنه زوج الحاكمة)
( يصمت الشيخ و يتحول إلى كتلة من نار)
- الحواشي:
"لقد طلع الفجر و لابد لنا من الرجوع إلى ديارنا فالوحش ربما اكتشفنا هذه الليلة فلم يظهر"
(يبدأ الرجلين في النزول ببطء ممسكين بعضهما حتى لا يسقطان)
لوحة ثالثة
يقف الرجلين فوق مصطبة و بين أرجلهم بعض العظام الملوثة بالدّم و هما يخطبان في جمع من الرجال الموقدين النيران وقد تعالت أصواتهم
"هذه أيدينا الماهرة
لرأس المجرم قاطعه
إن زرعت قمحا أينع
و إن ثارت نيرانها موجة عارمة"
حركة أولى
(يرفع الأول يده مشيرا إليهم بالهدوء، يعم الصمت و تطول الأعناق لتشاهده و تستمع إلى قوله)
- الحواشي:
:" يا قوم لقد صعدت البارحة أعلى الجبل صحبة رفيقي هذا( يشير إلى رفيق بجانبه) و حرسناكم ليلة كاملة لم نشاهد خلالها الرهط يدخل المدينة و ما شاهدنا شظايا اللحم والدم إلا حينما نزلنا و رأيناه في الأزقة و ما سمعنا عويله و لا زئيره و لا شخيره و لا حتى نهيقه و لما رجعنا عند الفجر ما رأينا آثاره ولا حتى مجرى أقدامه.
(ينزف الدمع من عينيه ثم يصمت)
- صوت:
"أيها الأحبة إن الوحش بيننا و يحيط بنا الآن، إن الوحش هذا الذي يحرسنا و هو الذي يفترسنا"
( يشير بإصبعه نحو الحرس الذي شكل دائرة حول الحضور)
كان أبي يلفظ أنفاسه حينما قال لي "إن الذي بتر لي ساقي فرّ ولكنني رأيت وجهه.
و لما سألته "من يا أبي" قال انه ليس من السماء ,انه منّا"
حركة ثانية
( كومة حطب تشتعل و النيران تشق الظلمة و تلتهمها وسط غابة صنوبر في أعلى الجبل و الجمع يحيط بها)
صوت: لابد لنا من يد في الشمال نمرّ عبرها إلى الجنوب.
( ســـــتــــار)

حركة ثالثة
الليلة باردة و المطر ينزل خفيفا و السّوادُ يسربل قلب السماء و الجميع يرتعد، إنه الخوف القادم نحوهم لينحرهم كالدّجاج ، إنه الخوف هذا الوحش الذي إذا ما تسرب إلى صدر الشجعان الذين لا يصدهم البارود ولا يهدهم التعذيب فانه يهدّهم كما يهدّ الموت أحلام شاب فائر دمه و فكره.
حركة رابعة
خيمٌ تشتعلُ و أدخنةٌ تصارعُ الرياح النقية و دائرة من الحرس تحيط بالخيمة و داخلها الرئيس يمسك بيديه خنجرين و يقف على يمناه ابنه وزوجته الحاكمة ،و بعيدا عن الخيمة رؤوس سوداء مجمعة كأنها سيل عارم من النمل يتحرك في رقصة بهية تحت قرع طبول الحرب و هبّوا صوتا واحدا استدار نحوه الجبل انحناء و احتراما.
حركة خامسة
ضوء النيران يشق الظلماء الداكنة و الثوار يقتربون من الخيمة أما هو فقد تحصن بجانب نفسه.
يأخذه اليأس فيدور كالمجنون
في الليلة التالية اخذ الجوع يؤلمه ،فدار فمه ينهش فيه حتى بلغ الفم فمه فهمّ بابتلاعه فابتلعه فمه و سقط في قاع القارورة صحبة حرسه فسقطت القارورة من كوكب الأموات على الأرض و لما انكسرت سقط الفم على التراب فأكل عشبا فشرب خمرا فحيا فنما و بدا عليه جشع عجيب يتسع لنهش البشر في الأرض كلها و في اليوم نفسه و جدته فرقة من "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ملقى على ضفاف المتوسط ملتهما نفسه فوجهت له تهمة الإرهاب على الشواطئ الآمنة الذي من شانه إلحاق الأذى و الإضرار بالمجتمع الإنساني و لما جروه إلى المشنقة لم ينتظرهم الوادي فلقد حمله في مجراه.
لوحة غير مرقمة لسيارة فخمة تمر بدون توقف في المدينة وتدوس من بدا لهاو أما الذي يركبها فهو الفم الجديد .
يظهر الفم على مشارف البحر ،يتسلّل إلى المدن ويأخذ في الأكل والتمطط ،ينتصب آلهة جديدة تستدرج الناس من حولها.
انتهى المشهد العربي
فيفري 2009
لطفي الهمامي



#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ياكلُ الشمالُ جنوبهُ
- الحجاج(كليب)
- البوابة
- البنت تلعق غوايتها
- تاملات حسية
- سلاما ايها العسس
- شبح الاعدامات
- في الرد على الهيئة العالمية لنصرة الاسلام في تونس
- (قاتلهم يا قاتل شعبك (صدام حسين في المحكمة
- الدولة تمنع عنى واجبي وتعنفني
- الجمهورية الرقمية - شذرات في الرد على نحو جمهورية الجماهير


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطفي الهمامي - عندما يأكلُ الشمالُ جنوبهُ