أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع - طارق حجي - المرأة : نصف البشرية المعطل فى مجتمعاتنا الظلامية














المزيد.....

المرأة : نصف البشرية المعطل فى مجتمعاتنا الظلامية


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 08:56
المحور: ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
    


كلمة طارق حجي التى سجلتها إذاعة القاهرة ليذاع يوم 8 مارس 2009 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
يستطيع الإنسان أن يكون مطمئنا على صواب ما يقول عندما يؤسس حكمه على شخص أو جماعة أو شعب أو ثقافة أو حضارة على أساس أو على ضوء موقف أى من هؤلاء على المرأة أو على النساء. فالعلم والتقدم والعقل المتمدن المستنير يؤكدون أن المرأة (على الأقل) مساوية مساواة مطلقة للرجل ؛ وإن كانت تفوقه أهميه لكونها فوق أنها نصف المجتمعات فإنها التى تربي النصف الآخر. ويستطيع الإنسان أن يدمغ بالتخلف والدونية والتعصب والجهل (بل والإجرام) كل من يقول بأن المرأة لا تصلح لأي أمر أو منصب أو موقع أو مسئولية ... ومن فضائحنا الحضارية والثقافية أن بين ظهرانينا من يؤمنون بأن المرأة يجب أن تعيش وفق ما يقول به رجال مثل رجال الدين فى واقعنا وجلهم أجهل من الجهل ... ودائما ما يضحكني تصور رجل دين فى مجتمعاتنا البائسة أنه يصلح لإصدار الأحكام التى ينبغي على إمرأة مثل مدام كوري (العالمة التى حصلت على جائزة نوبل فى العلوم مرة أولي سنة 1903 ومرة ثانية سنة 1911 ) ... وليتخيل القراء معي أن مدام كوري تأتمر بفتاوي رجل خارج من الكهف (كهف البداوة والقرون الوسطي وندرة الغلم والتحضر والتمدن) مثل مفتي السعودية الحالي أو سلفه الظلامي الأكبر (إبن باز) ... العالم يحتفل الآن بيوم المرأة بينما نغرق نحن فى مستنقع وضع الأحكام التى (ينبغي) أن تسير عليها المرأة ؛ بل ونترك هذه المهمة لبشر (من بينهم رجال الدين والفتوي) لا يملكون واحد فى المائة من المحصول المعرفي لأي مثقف معاصر كبير ... والأدهي أن نظم الحكم فى مجتمعاتنا تسمح بحدوث تلك المهزلة ... العالم كله بات يعرف أن التقدم والنهضة واللحاق بركب ومسيرة التمدن والإزدهار تبقي كلها مستحيلة التحقق فى ظل أي أوضاع يكون فيها نصف المجتمع (ومربي النصف الآخر) خاضعا لأحكام ونظم متخلفة وضعها رجال معقدون ومهوسون بالتحكم فى المرأة ويحلمون بعالم أسود متخلف يقرر فيه الرجل للمرأة ماذا تفعل وماذا لا تفعل ؛ بما فى ذلك قيادة السيارات ونوع الثياب وماهية عليم والعمل والأنشطة المناسبة وغير المناسبة لها ... إن كل من يقول بأن المرأة غير مساوية للرجل (مساواة مطلقة) وأنها لا تصلح لبعض الوظائف أو المواقع أو المهام ... وأنها خلقت لخدمة الزوج والأولاد هو ثمرة عطنة لشجرة خبيثة بذرتها التخاف وتربتها الثقافة الذكورية التى تجاوزها العلم والتمدن والتحضر وداستها بأقدامها حركة حقوق الإنسان التى تجسد أسمي إنجازات العقل والضمير الإنسانيين . إن كاتب هذه السطور يعتقد أن المجتمعات الناطقة بالعربية هى ليست على مستوي الصفر بين مجتمعات العالم المعاصرة ؛ وإنما هى دون الصفر بالكثير من المسافات . وأننا لن نصعد لمستويات التقدم والتمدن والتحضر التى بلغتها شعوب ومجتمعات أخري إلا إذا إستئصلنا من مناخنا الثقافي والإجتماعي ثلة الأفكار الآسنة التى لا تضع المرأة فى مكانتها التى تستحقها كشريك كامل للرجل فى المواطنة والإنسانية دون أى تحفظات أو إستثناءات ... ولا يمكن بلوغ ذلك ما لم يحجم الدور المستفحل لرجال الدين والفتاوي وإيقاف نوغلهم وتغولهم السرطاني والذى يجعلهم (وهم البسطاء عقلا ومعرفة) المرجع فيما كان (ولا يزال) المنطق والعلم يحتمان ألا يكونوا المرجع فيه ... وهم الذين وصفهم على عبد الرازق فى رسالة بعث بها للعميد طه حسين منذ أقل قليلا من تسعة عقود بأن واحدا فقط منهم يكفي لإظلام مدينة عظيمة مثل باريس (العاصمة النور) ...



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ثقافة السلام وثقافة الحرب .
- الصراع العربي الإسرائيلي في مفترق طرق .
- العقلية العربية المعاصرة : عقلية خارج مسيرة التمدن !
- هوامش على دفتر الإصلاح.
- الثقافة .. أولاً وأخيراً .
- .هلع العاجزين عن التغيير
- عن التسامح المنشود.
- موسوعة المصطلحات الدينية اليهودية
- لماذا لا يستقيل أحد في مصر؟
- العربي النبطي ... فى الشعر العربي
- حوارات مع صديقي نصف العاقل
- العقل العربي .. -مخدراً-.
- بين -القبيلة- و-الدولة-.
- مساران تاريخيان - الكوريتان كمرآة لعواقب الخيارين
- إستراحة مع الشعر.
- حول التغيير المنشود.
- من عبد الناصر لأردوغان ... عزف رديء من مقام كاريزما الكبير
- الإدارة: بين -الموهبة- و-العلم-
- ما العمل ؟
- عن - كافور الإخشيدي - و كرومويل الإبن والإبن ....


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع - طارق حجي - المرأة : نصف البشرية المعطل فى مجتمعاتنا الظلامية